التناقضات تمزّق أوروبا بسبب الغاز الروسي
تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT
رغم العقوبات، باتت أوروبا تشتري كميات أكبر من الغاز الروسي. حول ذلك، كتب دميتري دوبرينين، في "فزغلياد":
تدعو بعض الدول الأوروبية إلى الحظر التام لشراء موارد الطاقة من روسيا، بينما تعمل دول أخرى في الوقت نفسه على زيادة مشترياتها منها.
وبحسب منتدى الدول المصدرة للغاز (GECF)، ارتفع حجم الغاز المتدفق إلى أوروبا عبر خطوط الأنابيب، من روسيا، بنسبة 23% في الربع الأول من العام الجاري، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
وفي الصدد، تقول الباحثة في معهد الاقتصاد والطاقة والتحليل المالي (IEEFA)، آنا ماريا غالر-ماكاريفيتش، "سوف تستمر إمدادات الغاز الروسي في النمو". وهناك عاملان يمكن أن يفسرا استعادة "تدفق الغاز من الشرق إلى الغرب": فمن ناحية، هناك "استرخاء، و(تراجع) خطاب النصر لدى سلطات الاتحاد الأوروبي، التي توقفت عن المطالبة بالحظر بهذه القسوة، وهذا يشجع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على الاستفادة من الأسعار الأفضل؛ ومن ناحية أخرى، "تبدي جميع دول الاتحاد الأوروبي رغبة في الحصول على الغاز الروسي الرخيص في أقرب وقت ممكن، قبل اعتماد حزمة جديدة من العقوبات، والتي ستشمل بالتأكيد فرض قيود على هذا النوع من المواد الخام الهيدروكربونية من روسيا".
ومع ذلك، فمن المحتمل أن تجد موسكو طرق إمداد بديلة خلال هذا الوقت. فعلى وجه الخصوص، يرى الخبراء الأوروبيون أن السيل التركي سيعمل على الأرجح بكامل طاقته. ولن يكون من الصعب على الأتراك ترتيب خليط من الغاز الروسي، على سبيل المثال، مع الغاز الأذربيجاني، على غرار ما يجري مع النفط الروسي من خلال إعادة الشحن. فيلا يعود المنتج روسيّ الأصل، ولا يخضع لأي قيود.
بعبارة أخرى، لا يزال الاقتصاد العالمي، حتى بعد مرور أكثر من عامين على بدء العملية العسكرية الخاصة، يخدم تجارة روسيا الخارجية، بكل إخلاص. مرة أخرى، يتأكد أن عزل مثل هذه الدولة الضخمة أمر مستحيل.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أوروبا الاتحاد الأوروبي الغاز الروسی
إقرأ أيضاً:
رغم المحادثات.. واشنطن تفرض عقوبات على قطب الغاز الطبيعي الإيراني إمام جمعة
ذكرت وزارة الخزانة الأمريكية أن الولايات المتحدة أصدرت عقوبات جديدة، الثلاثاء، على قطب الغاز الطبيعي الإيراني سيد أسد الله إمام جمعة، وشبكته التجارية، وذلك مع استمرار المحادثات مع طهران بشأن برنامجها النووي.
وقالت الوزارة، في بيان، إن الشبكة التجارية لإمام جمعة تتحمل مسؤولية شحن كميات من غاز البترول المسال والنفط الخام من إيران إلى الأسواق الخارجية بمئات الملايين من الدولارات.
وأضافت الوزارة أن غاز البترول المسال والنفط الخام يشكلان مصدر دخل رئيسيا لإيران ويُسهمان في تمويل برنامجها النووي وبرامج الأسلحة التقليدية المتطورة، بالإضافة إلى تمويل جماعات تعمل لصالحها في المنطقة مثل جماعة حزب الله اللبنانية والحوثي في اليمن وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وقال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت في البيان: "سعى إمام جمعة وشبكته إلى تصدير آلاف الشحنات من غاز البترول المسال بعضها من الولايات المتحدة للتهرب من العقوبات الأمريكية وتحقيق إيرادات لإيران".
وقال وزير الخارجية الإيراني إن إيران والولايات المتحدة اتفقتا، السبت، على البدء في وضع إطار عمل لاتفاق نووي محتمل، وذلك بعد محادثات وصفها مسؤول أمريكي بأنها أحرزت "تقدما جيدا للغاية".
ومن المقرر أن يجتمع كبار المفاوضين مرة أخرى في عُمان، السبت.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على إيران في أوقات سابقة خلال سير المحادثات.
واستضافت مسقط أولى جولات محادثات إيران وواشنطن في 12 نيسان/ أبريل الجاري، حيث لاقت ترحيبا عربيا فيما وصفها البيت الأبيض بأنها "إيجابية للغاية وبناءة".
ومحادثات الجولة الثانية هي ثاني اجتماع رفيع المستوى بين البلدين منذ انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال ولايته الأولى، من الاتفاق النووي عام 2018، والذي نص على تخفيف العقوبات الدولية على إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.
والتزمت طهران بالاتفاق لعام كامل بعد انسحاب ترامب منه، قبل أن تتراجع عن التزاماتها تدريجيا.
ووصف ترامب، حينها، الاتفاق بأنه "سيئ" لأنه غير دائم ولا يتناول برنامج إيران للصواريخ الباليستية، إلى جانب قضايا أخرى.
ونتيجة لذلك، أعاد فرض العقوبات الأمريكية ضمن حملة "الضغط الأقصى" بهدف إجبار إيران على التفاوض على اتفاق جديد وموسّع.
وفي ضوء التحولات الإقليمية الحالية، وانحسار النفوذ الإيراني بالمنطقة، تسعى الإدارة الأمريكية وبضغوط إسرائيلية لتفكيك برنامج طهران النووي بالكامل، وهو ما ترفضه الأخيرة وتؤكد حقها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية.