أعلنت رئاسة COP28 إطلاق مجموعة التعاون التقني المشترك لدعم تطبيق بنود “إعلان COP28 الإمارات بشأن النظم الغذائية والزراعة المستدامة والعمل المناخي”، وذلك خلال فعالية حملت عنوان “حشد جهود العمل المناخي وتحديث المساهمات المحددة وطنياً لعام 2025 عن طريق الزراعة المستدامة والنظم الغذائية المرنة مناخياً”، ضمن مؤتمر بون لتغير المناخ، الذي انطلق اليوم ويستمر حتى 13 يونيو الجاري.

تُمثل هذه الفعالية علامة فارقة في تحقيق تقدم بتطبيق “إعلان COP28 الإمارات بشأن النظم الغذائية والزراعة المستدامة والعمل المناخي” لتبني وتحويل النظم الزراعية والغذائية لمواجهة تحديات تغير المناخ وتحقيق أهداف اتفاق باريس.

كان الإعلان عن مجموعة “التعاون التقني المشترك” (TCC) قد تم لأول مرة في يوم “الغذاء والزراعة والمياه” ضمن فعاليات مؤتمر الأطراف COP28، وهي عبارة عن مجموعة من الشركاء الدوليين المتعاونين لتقديم الدعم التقني للدول والمساعدة في تحقيق أهداف الإعلان.

وأكد عدنان أمين، الرئيس التنفيذي لـ COP28، أهمية إطلاق هذه المجموعة وقال إن COP28 تمكن من إبراز أهمية وتأثير العلاقة بين كل من المناخ والغذاء والزراعة على أعلى المستويات وشهد يوم الغذاء والزراعة والمياه في COP28 مجموعة من الإعلانات الرئيسية حول ندرة المياه العالمية والأمن الغذائي موضحا أن “إعلان COP28 الإمارات” بشأن النظم الغذائية والزراعة المستدامة والعمل المناخي شهد تأييدا دولياً ضخما بلغ حتى الآن 159 دولة، تشكل أكثر من 80% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي القائم على الزراعة، و70% من مزارعي العالم، و80% من الانبعاثات العالمية الناتجة عن الزراعة.

وقال إن هذه الدول اتفقت على أهمية وتأثير العلاقة بين تغير المناخ والنظم الغذائية والزراعة ومعالجة الخلل في هذه المنظومة لتحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ، وبنود “اتفاق الإمارات” بالحفاظ على إمكانية تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية والوصول للهدف العالمي للتكيف وعلى الدول الوفاء بالتعهدات التي تم تقديمها في COP28 وتطوير خطط مناخية ترفع مستوى العمل مجال توفير الغذاء للأجيال القادمة.

وأكد “إعلان COP28 الإمارات بشأن النظم الغذائية والزراعة المستدامة والعمل المناخي”، الأول من نوعه في تاريخ مؤتمرات الأطراف ضرورة حماية الفئات السكانية الأكثر تعرضاً لتداعيات تغير المناخ من خلال التركيز على العمل المناخي في مجال الزراعة والنظم الغذائية، ونص على أن يكون COP29 المحطة الأولى لمراجعة التقدم في التطبيق، لضمان الاستمرارية وصولاً إلى COP30.

وتمثل فعالية “حشد جهود العمل المناخي وتحديث المساهمات المحددة وطنياً لعام 2025 عن طريق الزراعة المستدامة والنظم الغذائية المرنة مناخياً” والتي شهدت إطلاق “مجموعة التعاون التقني المشترك”، محطة هامة لبدء حشد الجهود لمساعدة الدول على تحقيق أهداف الإعلان والتي تشمل تحديث المساهمات المحددة وطنياً لتتضمن النظم الغذائية، وتنفيذ تغييرات تشريعية لتوجيه الاستثمارات نحو العمل المناخي من خلال الزراعة والنظم الغذائية.

وجاءت هذه الفعالية، عقب الجهود المكثفة من الجهات المؤسسة لمجموعة “التعاون التقني المشترك” لتطوير مبادئ وأساليب العمل المطلوبة لدعم الدول الأكثر تعرضاً لتداعيات المناخ في تسريع وتوسيع نطاق العمل المناخي، وسيبدأ شركاء المجموعة في الأشهر القادمة، بتقديم الاستجابة لطلبات الدول ويشمل ذلك تطوير المزيد من سبل التعاون بطريقة أكثر شفافية بين الشركاء، لضمان تغطية الأولويات الوطنية ولتحديد المشاكل وإيجاد الحلول وتنسيق التوسع في التعاون التقني وزيادة تأثيره.

وتضم مجموعة “التعاون التقني المشترك”، كلا من رئاسة COP28، إيطاليا، الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، البنك الدولي، منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “الفاو”، الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، تحالف الثورة الخضراء في أفريقيا، المجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية، التحالف العالمي لتحسين التغذية، المعهد العالمي للنمو الأخضر، ومعهد البلدان الأمريكية للتعاون في الزراعة.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

كيف يساهم مركز البحوث الزراعية في زيادة الإنتاجية وتقليص الفجوة الغذائية؟

تعد الزراعة من القطاعات الحيوية في مصر، حيث تساهم بشكل كبير في توفير الأمن الغذائي وفرص العمل، فضلاً عن دعم الاقتصاد الوطني. إلا أن هذا القطاع يواجه تحديات مستمرة تتعلق بمحدودية الموارد الطبيعية، وندرة المياه، والتغيرات المناخية،  ومن هنا، يبرز دور مركز البحوث الزراعية كمؤسسة رائدة تسعى لتقديم حلول علمية وعملية لهذه التحديات، من خلال البحث العلمي والابتكار الزراعي الذي يمكن أن يكون له تأثير بعيد المدى على زيادة الإنتاجية وتحقيق الاكتفاء الذاتي.

تطوير المحاصيل الزراعية

يعد مركز البحوث الزراعية من أبرز المراكز البحثية في مصر التي تركز على تطوير المحاصيل الزراعية الأساسية، مثل القمح، والأرز، والشعير، والفول البلدي. من خلال هذه البرامج البحثية، يتم العمل على تحسين إنتاجية المحاصيل وجودتها، وتطوير أصناف جديدة تتسم بمقاومتها للأمراض والآفات الزراعية، فضلاً عن قدرتها على التحمل في ظل الظروف المناخية الصعبة.

أحد المشاريع المهمة التي يديرها المركز هو تطوير أصناف القمح المقاومة للأصداء، وهي سلالات جديدة قادرة على تحمل الأمراض الفطرية التي قد تضر بالمحاصيل، و أثبتت هذه السلالات فعالية كبيرة في زيادة الإنتاج المحلي من القمح وتقليص الاعتماد على الاستيراد.

تحقيق الأمن الغذائي:

من أبرز المهام التي يتولاها مركز البحوث الزراعية هو تحقيق الأمن الغذائي من خلال دعم إنتاج المحاصيل الاستراتيجية، مثل القمح والذرة والقطن، وفي السنوات الأخيرة، بذل المركز جهوداً كبيرة لتحسين إنتاجية الأراضي الزراعية عبر تبني التقنيات الحديثة في الزراعة، بما في ذلك الزراعة التعاقدية التي تضمن للمزارعين الدعم الفني والتمويل المناسب.

كما أن المركز يعكف على تطوير تقاوي الخضر ذات الجودة العالية، والتي تلعب دوراً حيوياً في توفير احتياجات السوق المحلية، وكذلك زيادة صادرات مصر من الخضروات،  من خلال ذلك، يعزز المركز من فرص العمل ويزيد من العائد الاقتصادي للقطاع الزراعي.

تطوير الزراعة العضوية.. منتدى علمي يستعرض الفرص والتحديات في بني سويف

استخدام التكنولوجيا والابتكار الزراعي

يعتمد مركز البحوث الزراعية على التكنولوجيا الحديثة في تطوير أنظمة الري المتطورة، مثل الري بالرش والتقطير، وذلك لتحسين استهلاك المياه في الزراعة، و في وقت تعاني فيه مصر من ندرة المياه، تعتبر هذه الابتكارات بمثابة حل رئيسي لتحسين الكفاءة الإنتاجية وتقليل الفاقد في الموارد المائية.

يشرف المركز على تنفيذ أبحاث في مجال الزراعة العضوية، التي تزداد أهميتها في الأسواق العالمية، ويعمل على تطوير أساليب زراعية مستدامة تساهم في تقليل التأثيرات السلبية للزراعة على البيئة، مع تحسين جودة المنتجات الزراعية.

التعاون مع المزارعين والمستثمرين

يعمل مركز البحوث الزراعية على بناء جسور من التعاون بين المزارعين والمستثمرين، حيث يتم تنظيم دورات تدريبية وورش عمل تهدف إلى تعزيز الوعي الزراعي وتقديم الدعم الفني للمزارعين، و علاوة على ذلك، يساهم المركز في توفير التمويل الميسر للمزارعين، مما يعزز من قدرة القطاع الزراعي على تطوير نفسه.

كما يتمثل دور المركز في تقديم المشورة الزراعية للمستثمرين، مما يسهم في تحسين بيئة الاستثمار في القطاع الزراعي، ويشجع على إدخال تقنيات الزراعة الحديثة في مشاريعهم.

البحوث الحيوانية والإنتاج الزراعي

لا تقتصر جهود مركز البحوث الزراعية على المحاصيل الزراعية فحسب، بل يمتد نشاطه ليشمل البحوث الحيوانية، حيث يتم العمل على تطوير سلالات جديدة من الأبقار والماعز التي تتسم بالإنتاجية العالية، كما يقوم المركز بتقديم برامج تدريبية للمزارعين في مجال إنتاج الألبان والدواجن، مما يسهم في تحسين جودة المنتجات الحيوانية في مصر.

في ظل الحاجة المستمرة لتوسيع المساحات الزراعية، يساهم مركز البحوث الزراعية في مشاريع استصلاح الأراضي الجديدة، مثل الدلتا الجديدة وتوشكى،  ويعكف المركز على دراسة إمكانية استخدام التقنيات الحديثة في هذه الأراضي لضمان أقصى استفادة من الموارد المتاحة وزيادة إنتاجيتها.

التصدير ودور المركز في السوق العالمية

ويعتبر دعم صادرات مصر الزراعية  من الأهداف الاستراتيجية للمركز. من خلال برامج البحث والتطوير، يعمل المركز على تحسين جودة المحاصيل المصرية لزيادة قدرتها التنافسية في الأسواق العالمية، وتشير الإحصائيات إلى أن الصادرات الزراعية المصرية شهدت نمواً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، ويعتبر مركز البحوث الزراعية أحد المحركات الرئيسية لهذا النجاح.

كلية الزراعة.. منارة علمية تحتفي بتراثها الأكاديمي ومستقبلها الواعد

البرامج البحثية الخاصة بمحاصيل القمح

تفقد الدكتور عادل عبد العظيم، رئيس مركز البحوث الزراعية، البرامج البحثية الخاصة بمحاصيل القمح والشعير والفول البلدي والألياف والعلف، بالإضافة إلى برنامج إنتاج تقاوي الخضر وموقع الإنتاج الحيواني، وكذلك تجارب تربية أصناف القمح المقاومة للأصداء، وذلك في محطة بحوث سخا بمحافظة كفر الشيخ. جاءت هذه الزيارة ضمن توجيهات وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، علاء فاروق، لتعزيز البحث العلمي الزراعي في مصر لمواكبة التطورات الحديثة وتحقيق الأمن الغذائي.

كما قام رئيس مركز البحوث الزراعية بتفقد حقول إكثارات التقاوي بالمزرعة البحثية، في إطار جهود تحسين الإنتاج الزراعي.

وفي ختام جولته التفقدية، أشاد عبد العظيم بالجهود المبذولة من قبل إدارة المحطة البحثية، وبالتوسعات الجارية التي تهدف إلى استيعاب المزيد من السلالات المتميزة في إنتاج الألبان القادمة من محطة النوبارية، وذلك لتعظيم الاستفادة من الإمكانات المتاحة في محطة بحوث سخا التي تُعدّ قلعة للبحث العلمي الزراعي في مصر.

كما أشاد بالبرامج البحثية والجهود المستمرة من قبل الباحثين في النهوض بالإنتاج الزراعي، وطالبهم ببذل المزيد من الجهد والعمل لرفع مستوى الإنتاج والجودة، بهدف تقليص الفجوة الغذائية وتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاستراتيجية في مصر.

 

مقالات مشابهة

  • مباحثات مصرية أمريكية بشأن تنفيذ اتفاق غزة “بالكامل”
  • كيف يساهم مركز البحوث الزراعية في زيادة الإنتاجية وتقليص الفجوة الغذائية؟
  • شراكات إقليمية وعالمية لتحقيق التنمية المستدامة
  • إعلام أمريكي: نتنياهو يؤجل المرحلة الثانية من “صفقة التبادل” إلى ما بعد اجتماعه مع ترامب
  • وزيرا التموين والزراعة: أوكرانيا شريك أساسي في الأمن الغذائي المصري
  • السيسي يطالب بمسار سياسي لتطبيق حل الدولتين
  • ”الزراعة الذكية“.. الفضلي: المملكة رائدة في الحلول الزراعية المستدامة
  • أبرز بنود البيان العربي المشترك للدفاع عن القضية الفلسطينية
  • إعلان مجموعة لاهاي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لدولة فلسطين
  • حكومة الدبيبة توافق على تعديل بنود اتفاقية الخدمات الجوية الموقعة مع قطر