يواصل النظام السعودي حربه الاقتصادية على بلادنا وشعبنا من خلال بعض الخطوات الاستفزازية التي من شأنها التضييق على المواطنين وزيادة معاناتهم من خلال الاستهداف المباشر للاقتصاد الوطني والعملة الوطنية بتحويل حوالات المغتربين اليمنيين في السعودية عبر البنك المركزي اليمني فرع عدن وقيام الأخير بسحب العملة النقدية الرسمية من المواطنين ومنع التعامل مع عدد من البنوك الوطنية العاملة في القطاع المصرفي وذلك ضمن الخطوات والإجراءات التعسفية التي طلبتها منهم الولايات المتحدة الأمريكية بهدف الضغط على سلطة صنعاء من أجل إجبارها على التراجع عن مواقفها الداعمة والمساندة لإخواننا في قطاع غزة .
حيث يرى الأمريكي بأن الورقة الاقتصادية ستكون هي الورقة الرابحة بالنسبة له وللكيان الصهيوني في لي ذراع القيادة الثورية والسياسية بعد أن فشلوا عسكريا في إيقاف العمليات النوعية التي تدك العمق الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والعمليات البطولية التي تنفذها القوات البحرية وسلاح الجو المسير والقوة الصاروخية في القوات المسلحة اليمنية والتي تستهدف السفن والبارجات والمدمرات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية وتلك المتعاونة معهم والتي لا تلتزم بمنع الوصول إلى موانئ فلسطين المحتلة، وعلى الرغم من فشل ذات الأطراف في استهداف الاقتصاد الوطني والعملة الوطنية منذ بداية العدوان على بلادنا من خلال نقل البنك المركزي إلى عدن، وإيقاف صرف المرتبات، وطباعة عملات غير قانونية، واستمرار نهب الثروات النفطية والاستحواذ على عائدات مبيعاتها، وتضييق الحصار على ميناء عدن، واستمرار حظر الملاحة الجوية عبر مطار صنعاء، ومنع المساعدات الإغاثية التي كانت تصرف من قبل بعض المنظمات، في سياق الضغوطات والحرب الاقتصادية التي أرادوا من خلالها تحقيق مكاسب سياسية، إلا أن كل هذه الخطوات كانت لها ردود أفعال عكسية، كان المرتزقة وحكومة الفنادق المتضرر الأكبر منها وخصوصا في ما يتعلق بتدهور العملة المحلية وما ترتب على ذلك من انهيار اقتصادي وأزمات اقتصادية كارثية التأثير .
اليوم.. يراهن الأمريكي والسعودي ومن دار في فلكهم على الحرب الاقتصادية، في وقت كان السواد الأعظم من اليمنيين يتطلعون إلى انفراجة في الأوضاع المعيشية بالتوصل إلى تفاهمات تفضي إلى صرف المرتبات وتحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية بعد سنوات من العدوان والحصار، ومثل هذه الخطوة لا يمكن أن تمر مرور الكرام، فهي بمثابة صب الزيت على النار، وعلى السعودي وأدواته العميلة أن يدركوا جيدا أن الرد على هذه الإجراءات والخطوات التعسفية سيكون مزلزلا، ولا يمكن بأي حال من الأحوال السكوت على ذلك مهما كانت التضحيات، وعليهم أن يستعدوا لمواجهة الرد على حماقاتهم وقراراتهم الرعناء، وعليهم أن يعوا أن المواقف اليمنية الداعمة والمساندة لإخواننا في قطاع غزة لن تتراجع ولن تتأثر بمثل هذه الإجراءات والقرارات غير المنطقية التي تمثل دعما وإسنادا لكيان العدو الصهيوني في عدوانه الهمجي، وحصاره الجائر على أبناء قطاع غزة، وهم بذلك يجلبون على أنفسهم المزيد من الخزي والذل والعار والمهانة الذي يضاف إلى رصيدهم الحافل بالعمالة والخيانة والارتزاق .
ولن تزيدنا الحرب الاقتصادية إلا صبرا وثباتا وشجاعة وإقداما وتحملا، وإصرارا على المضي في نصرة إخواننا في قطاع غزة، لن نخسر أكثر مما خسرناه طيلة السنوات الماضية من العدوان والحصار الأمريكي السعودي الإماراتي الصهيوني البريطاني الغاشم، ولن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذه الحرب القذرة وغير الأخلاقية التي لا تراعي ظروف وأوضاع المواطنين الصعبة والمريرة، وعلى السعودي أن يرعوي ويدرك خطورة هذه المغامرة التي ستجره إلى مستنقع الهلاك والخسران .
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
علم الأعصاب والحرب المعرفية تحول جذري في عمل الاستخبارات
نشر موقع (فوكس بلس) التركي مقالا يرى كاتبه أن عالمنا يشهد تحولا جذريا في أنشطة الاستخبارات، إذ لم تعد المعلومات هدفا بحد ذاتها، بل أصبحت وسيلة للسيطرة على العقول في ضوء تصاعد الحرب الإدراكية واستخدام أدوات متطورة مدعومة بالذكاء الاصطناعي.
ويرى كاتب المقال جهاد إسلام يلماز أن هذه التحولات لا تطرح تحديات تقنية فحسب، بل تثير أسئلة أخلاقية عميقة تتعلق بخصوصية العقل البشري، والحرية الفردية، وإرادة اتخاذ القرار، وهي قيم أساسية ستحدد حدود استخدام هذه التكنولوجيا مستقبلا.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2محللون إسرائيليون: نتنياهو اعترف بالفشل وأكد استعداده للتضحية بالأسرىlist 2 of 2برافدا: روسيا الطرف الوحيد القادر على إنجاح المفاوضات الإيرانية الأميركيةend of listويقول إنّ النشاط الاستخباراتي كان على مرّ التاريخ البشري أحد أكثر الأدوات الإستراتيجية التي تضمن بقاء الدول، موضحا أن هذا النشاط تطور في العصر الحديث ليكتسب مزيدا من المنهجية ويعتمد على تقنيات جديدة، وقد بات يُصنَّف ضمن فئات مثل: الاستخبارات الإشارية، والبشرية، والصورية، والمصادر المفتوحة.
تشكيل الوعي البشري
ويضيف أن دور الاستخبارات بات يسعى لتشكيل إدراك البشر، وتوجيه مشاعرهم، والتأثير في عمليات اتخاذ القرار، والسيطرة على العقول لكسب النزاعات، مما يجعل علم الأعصاب ركيزة جديدة في الأمن الإستراتيجي.
ويعتبر الكاتب هذه الحرب المعرفية أو الإدراكية الجديدة أخطر من الحروب التقليدية والسيبرانية، إذ تهاجم العقل البشري عبر أدوات مثل الدعاية والمعلومات المضللة، مدعومة بتقنيات علم الأعصاب الأكثر تطورا.
إعلانوتقوم هذه الحرب -وفقا للكاتب- على قياس العمليات الذهنية بتقنيات حديثة، وعلى التدخل المباشر في عملية استيعاب المعلومات، مضيفا أن "التجسس العصبي" يشكل تهديدا غير مسبوق للبشرية، إذ إن تحليل البيانات الدماغية بدقة عالية قد يؤدي إلى تهديد خصوصية الفكر والتلاعب بالإرادة إذا استُخدم بشكل غير أخلاقي.
علم الأعصاب يتجاوز المجال الطبيوأوضح الكاتب أن تطور علم الأعصاب جعل منه أداة إستراتيجية تتجاوز المجال الطبي، حيث بات من الممكن التنبؤ بالسلوك البشري وتوجيهه باستخدام تقنيات محددة.
وقال إن هذه التقنيات تتمثل في التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي والتخطيط الكهربائي للدماغ والتحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة، كما تتيح الواجهات العصبية الحاسوبية التواصل بين الدماغ والآلات، ما قد يُحدث ثورة في تقنيات الاستجواب والاستخبارات.
ويتابع بأن دمج مثل هذه المعطيات في الإعلام والدعاية يرفع من فاعليتها، إذ تسمح بتحليل المحفزات العاطفية وتوقّع ردود أفعال المجتمع، منبها إلى أن هذه التطورات تفتح الأبواب أمام تهديدات غير مسبوقة، مثل اختراق بيانات الدماغ، ما يستدعي تطوير بروتوكولات أمنية عصبية تُعنى بحماية خصوصية الدماغ على المستوى الفردي والجماعي.
موجات الوعي الجمعيوحسب الكاتب، يتشكل وعي الجماهير عبر "موجات الوعي الجمعي"، وعلم الأعصاب قادر على تحليل هذه التفاعلات من خلال رصد السلوك في وسائل التواصل والاستجابات البيولوجية للضغوط.
وأضاف أن البيانات التي يتم استخراجها تتيح فهما أعمق لسيكولوجيا الجماهير، وتسهم في قياس قابلية التوجيه الجماعي عبر أدوات مثل الدعاية الخوارزمية والإرهاق العاطفي.
ومن خلال دمج الذكاء الاصطناعي بعلم الأعصاب، بات بالإمكان تحليل الانفعالات البشرية لحظيا عبر ملامح الوجه الدقيقة، ونبرة الصوت، وردود الفعل الجسدية.
واستمر الكاتب يقول إن هذه الأنظمة تُستخدم في المجالات الأمنية لاكتشاف التهديدات والتنبؤ بالسلوك، كما توفّر قدرة تحليلية دقيقة تتفوق أحيانا على المراقبة البشرية التقليدية، مما يمنح ميزة حاسمة في عمليات صنع القرار الاستخباراتي.
إعلان
أسئلة أخلاقية
ويبيّن الكاتب أن توسع استخدام تقنيات علم الأعصاب في المجال الاستخباراتي يثير تساؤلات أخلاقية وقانونية حول حدود التدخل في أكثر جوانب الإنسان خصوصية، أي عقله، مشيرا إلى أن حماية "الكرامة الذهنية" باتت ضرورة تتطلب تجاوز أنظمة الحماية القانونية التقليدية المعتمدة على السلامة الجسدية.
القدرة على تتبع الأفكار حتى قبل التعبير عنها تضع حرية التعبير تحت ضغط جديد، وتؤدي إلى رقابة ذاتية تضر بالصحة النفسية للمجتمع والإحساس العام بالحرية
وحسب الكاتب، تُمثّل البيانات العصبية شكلا جديدا من أشكال الخصوصية، إذ تعكس ميول الإنسان وقراراته، وهي خصوصية تفتقر حاليا إلى قوانين وآليات واضحة تهدف إلى حمايتها، ما يفتح الباب أمام التجاوزات التي ترتكبها أجهزة الاستخبارات ويخلق ثغرات تهدد الحريات الفردية.
ويضيف أن القدرة على تتبع الأفكار حتى قبل التعبير عنها تضع حرية التعبير تحت ضغط جديد، وتؤدي إلى رقابة ذاتية تضر بالصحة النفسية للمجتمع والإحساس العام بالحرية.
ويتوقع الكاتب أن يحتل مفهوم "السيادة المعرفية" موقعا مركزيا في سياسات الأمن المستقبلية، في ظل تطور تقنيات علم الأعصاب والقدرة على التحكم بالتفكير البشري، وهي تقنيات لن تكون ذات معنى إلا إذا اقترنت باحترام الكرامة الإنسانية، حسب تعبير الكاتب.