بعد التحرك الأمريكي البريطاني الواسع، ضد الجمهورية اليمنية، بهدف إفشال عمليات إسناد غزة، دعما لصمود أبنائها، ومباركة لعمليات مجاهديها العسكرية، التي مرغت أنف الكيان الصهيوني الغاصب، وأساطير قوة جيشه، في وحل الهزائم النكراء، والخزي والعار والانكسار الدائم، على مداى ثمانية أشهر، أي منذ بداية العدوان الإسرائيلي الأوروأمريكي، على قطاع غزة، وحتى يومنا هذا، وفي ذات السياق، فشل خدام الصهيونية، في منع وإيقاف جبهات الإسناد، في محور الجهاد والمقاومة، وفي مقدمتها – إن لم نقل أخطرها عليهم – جبهة اليمن، وذلك ما – اعترف – ويعترف به، قادتهم السياسيون وضباطهم العسكريون، الذين أكدوا عجزهم وفشلهم الذريع، عن إيقاف العمليات العسكرية اليمنية _ لأبناء ومجاهدي غزة _ أو الحد منها، ناهيك عن تدمير القدرات الصناعية العسكرية للجيش اليمني .


لم تقتصر نتائج الفشل الأمريكي البريطاني، عند العجز عن تحقيق الحد الأدنى من أهدافهم المعلنة، بل كانت النتائج عكسية وغير متوقعة، أو واردة في حساباتهم، حيث تحطمت هيبة وقوة المستعمر القديم الجديد، على مرأى ومسمع من العالم، الذي يشاهد – كل يوم – ضعف قواتهم وقدراتهم وإمكاناتهم العسكرية، في التصدي للصواريخ والمسيَّرات اليمنية، وأكثر من ذلك ما يحصل في الأجواء اليمنية، من إذلال لفخر الصناعة الأمريكية، من الطيران المسيَّر، في أحدث نماذجه، ممثلة بطائرات MQ9، التي نالت شهرة عالمية واسعة، وتسابقت الجيوش والأنظمة لشرائها، لكنها تراجعت عن إبرام الصفقات، وإدخالها ضمن ترسانة جيوشها، بعدما أسقطت الدفاعات الجوية اليمنية، ست طائرات مسيَّرة MQ9، في فترة زمنية قياسية، وهذا إنجاز عسكري استراتيجي عظيم، بالإضافة إلى جهود التصنيع الحربي، في تطوير المجنحات والبالستيات اليمنية، ليصل نطاق السيطرة والاستهداف، إلى البحر الأبيض المتوسط، والدخول في المراحل التصعيدية، مرحلة تلو مرحلة، بلا خطوط حمراء.
لقد فرضت النتائج العكسية، على خدام الصهيونية _ الأمريكي والبريطاني _ البحث عن أي منجز عسكري للتباهي به، واستعادة الهيبة المفقودة، وتجميل صورة قوتهم المكسورة، فقامت باستهداف الأعيان المدنية، في محافظات الحديدة وتعز وصنعاء، لتستعيد دورها الإجرامي، بارتكاب مجازر دموية، وجريمة حرب مكتملة الأركان، نتج عنها سقوط شهداء وجرحى مدنيين، في خطوة تكشف عن فكر وطبيعة الصهيونية المتوحشة، حين تعجز عن تحقيق أهدافها عسكريا، وتفقد سيطرتها ميدانيا، وتعجز عن مواجهة الرجال، فتلجأ لاستهداف المدنيين الأبرياء العزل، والنيل منهم والإيغال في دمائهم، وارتكاب المجازر بحقهم، كما هو ثابت في فكر وسلوك الكيان المحتل الغاصب، وما يقوم به من جرائم وحشية، لتغطية الخسائر الميدانية، أمام فصائل المقاومة الفلسطينية.
إن هذه الخطوة الحمقاء، من خدام الصهيونية، تعني العجز عن مواجهة القوات المسلحة، والتوجه للانتقام من المدنيين، بارتكاب مجازر الإبادة والتجويع والحصار الاقتصادي، محاولين تحقيق أي إنجاز، يرفع معنويات جيوشهم المنهارة، ويعيد الثقة في نفوس حلفائهم، من منافقي الأعراب، الحالمين بظلال جناح قوته وحمايته، لكن النفسية المتوحشة، المعتادة على سفك الدماء، واستعراض العضلات على المدنيين الأبرياء العزل، قد عجزت قواتها، عن تحقيق هدف الردع والتخويف والإرهاب، على أبناء الشعب اليمني، وفشلت استراتيجية الإجرام والتوحش، في ثني هذا الشعب العظيم، عن موقفه الثابت والمبدئي، أو فصله عن مساندته العسكرية والشعبية، للقضية الفلسطينية، وأسفرت حماقة – الأمريكي والبريطاني – خدام الصهيونية، عن نتائج عكسية خطيرة، حيث أصبحت مجازرهم الوحشية، عاملا إضافيا فاعلا، في تعزيز عامل الوحدة، والتحام الشعب مع الجيش اليمني، وكما فشلوا وخسروا، في مواجهة الجيش المؤمن القوي، سيخسرون ويفشلون، في مواجهة الشعب العظيم الصامد، في كافة الميادين، وعلى جميع الأصعدة، نظرا لعدة عوامل، أهمها؛ اعتصام الشعب اليمني بالله، وتوكله عليه، وتسلحه بسلاح الإيمان والتقوى، وتحصنه بثقافة الشهادة في سبيل الله، وتمسكه بقيادة شجاعة حكيمة، لن تتردد في اتخاذ قرار الرد والردع، وتدمير منابع الخطر الوجودي، الذي يمثله خدام الصهيونية، والقضاء التام على أحلام الهيمنة والاستكبار، تحت راية الجهاد المقدس، حتى تحقيق الفتح الموعود المؤكد.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

كشف الدور الأمريكي في اتفاق قسد والشرع

بغداد اليوم- متابعة

كشفت 6 مصادر، اليوم الأربعاء، (12 آذار 2025)، عن أن الولايات المتحدة شجّعت حلفاءها الأكراد السوريين على التوصّل إلى اتّفاق تاريخي يوم الإثنين مع الحكومة السورية وهو اتّفاق قد يمنع اندلاع مزيد من الصراع في شمال سوريا في وقت يسوده عدم يقين بشأن مستقبل القوات الأمريكية المنتشرة هناك.

ويهدف الاتفاق إلى إعادة تشكيل دولة ممزّقة بسبب حرب على مدى 14 عاماً، ما يمهّد الطريق للقوات التي يقودها الأكراد وتسيطر على ربع سوريا للاندماج مع دمشق، إلى جانب هيئات حاكمة كردية إقليمية، ومع ذلك، لم تتضح التفاصيل الرئيسية المتعلقة بكيفية حدوث ذلك.

وقالت ثلاثة مصادر إن قائد قوات سوريا الديموقراطية التي يقودها الأكراد مظلوم عبدي توجّه جوّاً إلى دمشق على متن طائرة عسكرية أمريكية لتوقيع الاتفاق مع الرئيس الموقت أحمد الشرع يوم الإثنين.

وقالت ثلاثة مصادر أخرى، من المسؤولين الأمريكيين، إن الولايات المتحدة شجّعت قوات سوريا الديموقراطية على التحرك نحو اتفاق لتسوية وضعها في سوريا الجديدة، محور المحادثات متعدّدة المسارات التي بدأت بعد الإطاحة ببشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر والتي أوردتها "رويترز" في كانون الثاني/يناير.

وتابع مصدر مخابرات إقليمي كبير "الولايات المتحدة لعبت دوراً حيوياً للغاية".

وجاء التوصّل إلى الاتفاق في لحظة يتعرّض فيها الجانبان لضغوط.

فالشرع يواجه تداعيات عمليات القتل الطائفية التي ورد أن مسلحين متحالفين مع حكومته نفذوها، بينما تخوض قوات سوريا الديموقراطية صراعاً مع جماعات سورية مدعومة من تركيا المتحالفة مع دمشق.

وقالت 4 مصادر، بينها مصدر مقرّب من الحكومة السورية، إن العنف الطائفي اندلع مع الاتفاق.

وتوقّع مصدر المخابرات ودبلوماسي مقيم في دمشق أن يخفف الاتفاق الضغط العسكري التركي على قوات سوريا الديموقراطية التي تعتبرها أنقرة امتداداً لحزب العمال الكردستاني المحظور، ورحّبت تركيا بالاتفاق.

وذكر مسؤول حكومي سوري أن الرئاسة ستعمل على حل القضايا المعلقة بين قوات سوريا الديموقراطية وتركيا.

علاقات وطيدة

طوّرت واشنطن علاقات وطيدة مع الجماعات الكردية في سوريا منذ أن نشر الولايات المتحدة قواتها في البلاد لمحاربة تنظيم داعش قبل عقد، ودخلت في شراكة مع مقاتلين أكراد على الرغم من اعتراضات تركيا.

وأصبحت مسألة نشر القوات الأمريكية موضع تركيز متجدّد منذ عودة الرئيس دونالد ترامب إلى السلطة.

وقال مسؤولون أمريكيون لـ"رويترز" إن وزارة الدفاع الأمريكية بدأت في وضع خطط لانسحاب محتمل إذا ما صدر أمر بذلك، قبل اتخاذ أي قرارات سياسية بشأن سوريا.

لكن مسؤولاً دفاعياً أمريكياً أكّد لـ"رويترز" أمس الثلاثاء أنّه لا توجد أي مؤشرات على أن الانسحاب وشيك.

وقال المسؤول الدفاعي الأمريكي إن الجنرال قائد القيادة المركزية الأمريكية مايكل كوريلا ساعد في دفع قوات سوريا الديموقراطية نحو الاتفاق، لكن الاتفاق كان يمضي قدماً بالفعل.

وأشار المسؤول الدفاعي الأمريكي إلى أن الإدارة الأمريكية ترى أن قوات سوريا الديموقراطية لن تحتفظ على الأرجح بالأراضي التي تسيطر عليها لأمد طويل إذا واجهت ضغوطا من تركيا والحكومة السورية الجديدة معاً.

وقال آرون لوند، من مركز "سينشري إنترناشونال" البحثي ومقره الولايات المتحدة "تبحث الولايات المتحدة عن سبل للانسحاب من سوريا من دون فوضى أو عواقب. وأفضل سبيل لتحقيق ذلك هو التوصّل إلى اتفاق بين الفصائل السورية".

وأضاف أن انسحاب الولايات المتحدة عن طريق التفاوضي هو "أفضل خيار لواشنطن لتجنّب صراع بين القوّات التي يقودها الأكراد والحكومة الجديدة في دمشق، ولمنع أي هجوم تركي عبر الحدود".

المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • (تحقيق بالصور) الطائرات الهيدروجينية.. سلاح الحوثيين الجديد في الصراع اليمني
  • مجدداً.. الكيان الإسرائيلي في مواجهة الحصار اليمني
  • مؤتمر الأحزاب العربية يثمن قرار القيادة اليمنية لرفع الحصار عن قطاع غزة
  • الأحزاب العربية تثمن قرار القيادة اليمنية لرفع الحصار عن قطاع غزة
  • قادرون على مواجهة التحديات.. الرئيس السيسي يطمئن المصريين ويوجه رسائل هامة خلال زيارة الأكاديمية العسكرية
  • “حماس”: إعلان القوات المسلحة اليمنية يعكس الموقف الأصيل للشعب اليمني وقيادته
  • جبهة تحرير فلسطين: القرار اليمني بحظر عبور السفن الصهيونية يعكس تضامناً قوياً مع فلسطين
  • كشف الدور الأمريكي في اتفاق قسد والشرع
  • حماس: استئناف العمليات البحرية اليمنية يعبر عن الموقف اليمني الأصيل
  • الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ترحب بالموقف اليمني الشجاع