يمانيون – منوعات
يتم تشخيص أكثر من 684000 أميركي بالسرطان المرتبط بالسمنة كل عام، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).
ووفق هذه المراكز فقد تزايدت حالات الإصابة بالعديد من أنواع السرطانات في السنوات الأخيرة، وخصوصاً بين الشباب، وهو اتجاه يتناقض مع الانخفاض العام في حالات السرطان التي ليس لها علاقة ثابتة بزيادة الوزن، مثل سرطان الرئة وسرطان الجلد.
إنّ تتبّع الخط المباشر بين الدهون الزائدة وارتباطها بالسرطان – بحسب (CDC) هو أقل وضوحاً بكثير مما هو عليه الحال مع الإصابة باسرطان بسبب التدخين. ففي حين أنّ نحو 42% من أنواع السرطان بما في ذلك السرطانات الشائعة مثل: سرطان القولون والمستقيم، وسرطان الثدي تعتبر مرتبطة بالسمنة، فإنّ نحو 8% فقط من حالات السرطان تُعزى إلى الوزن الزائد في الجسم، وغالباً ما يصاب الأشخاص بهذه الأمراض بغضّ النظر عن الوزن.
وعلى الرغم من أنّ الكثير من الأدلّة تشير إلى أنّ الدهون الزائدة في الجسم هي عامل خطر للإصابة بالسرطان، إلا أنه من غير الواضح عند أي نقطة يكون للوزن الزائد تأثير كبير على الإصابة بالسرطان.
كما أنّ هناك فجوة معرفية أخرى حول هل أنّ فقدان الوزن في مرحلة ما من مرحلة البلوغ يغيّر الصورة؟ أو بعبارة أخرى، كم من هذه التشخيصات البالغ عددها 684000 كان من الممكن عدم تعرّضها لمرض السرطان إذا تخلّصت من الوزن الزائد؟
وفي هذا الإطار، قالت جينيفر دبليو بيا، أستاذة مشاركة في علوم تعزيز الصحة -جامعة أريزونا، توكسون، إنه عندما يتعلق الأمر بالوزن ومخاطر الإصابة بالسرطان، “هناك الكثير مما لا نعرفه”.
علاقة متسقة ومعقّدة
ونظراً لتزايد حالات السمنة – التي تؤثر حالياً على نحو 42% من البالغين في الولايات المتحدة و20% من الأطفال والمراهقين – ليس من المستغرب أن تبحث العديد من الدراسات التأثيرات المحتملة للوزن الزائد على معدلات الإصابة بالسرطان.
ووفق جيفري أ. مايرهاردت، دكتوراه في الطب – مدير مساعد لسرطان القولون والمستقيم – معهد دانا فاربر للسرطان في بوسطن. فإنّ ارتفاع مؤشر كتلة الجسم ([BMI) وخصوصاً في فئة السمنة، يؤدي باستمرار إلى زيادة خطر الإصابة بسرطانات متعددة.
وفي تقرير تمّ الاستشهاد به على نطاق واسع ونشر في مجلة “نيو إنغلاند” الطبية 2016، قامت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC) بتحليل أكثر من 1000 دراسة وبائية حول دهون الجسم والسرطان، وأشارت إلى أنّ أكثر من عشرة أنواع من السرطان، بما في ذلك بعض أكثر أنواع السرطان شيوعاً وفتكاً، مرتبطة بزيادة وزن الجسم.
وتشمل هذه القائمة سرطان المريء (سرطان الغدة) وسرطان بطانة الرحم – المرتبطين بأعلى المخاطر – إلى جانب سرطان الكلى والكبد والمعدة والبنكرياس والقولون والمستقيم، وسرطان الثدي بعد انقطاع الدورة، والمرارة والمبيض والغدة الدرقية، بالإضافة إلى “المايلوما” المتعددة والورم السحائي. وهناك أيضاً “أدلّة محدودة” تربط الوزن الزائد بأنواع السرطان، بما في ذلك سرطان البروستاتا العدواني عند الرجال، وبعض أنواع سرطان الرأس والرقبة.
وأوضح مايرهاردت أنّ هناك العديد من هذه السرطانات نفسها ترتبط أيضاً بمشاكل تؤدي إلى زيادة في الوزن والسمنة أو تتعايش معها، بما في ذلك سوء التغذية، وعدم ممارسة الرياضة، والحالات الأيضية مثل مرض السكري، واصفاً الأمر بأنه “شبكة معقّدة”، مع احتمال ارتفاع مؤشّر كتلة الجسم، مما يؤثر بشكل مباشر على خطر الإصابة بالسرطان وهو جزء من “مسار سببي” لعوامل أخرى لها تأثير أيضاً.
فيما يتعلق بالتأثيرات المباشرة، فقد أشارت الأبحاث قبل السريرية إلى طرق متعددة يمكن أن تساهم بها الدهون الزائدة في الجسم للإصابة بالسرطان، كما تقول كارين إم – مركز هيوستن – الأميركي.
وبحسب الدراسات فإنّ إحدى الآليات للمساعدة في تفسير العلاقة بين السمنة والسرطان هي “الالتهاب الجهازي المزمن”، حيث وجدت أنّ الأنسجة الدهنية الزائدة يمكن أن ترفع مستويات الأنزيمات في الجسم، وتساهم الدهون الزائدة في فرط عمل أنسولين الدم — وجود كمية كبيرة من الأنسولين في الدم — مما يساعد في تعزيز نمو الخلايا السرطانية وانتشارها.
وفي حين تمّ ربط أكثر من 12 حالة من السرطان باستمرار بالوزن الزائد، فإنّ هذه الارتباطات تتباين بشكل كبير.
ففي دراسة لسرطانات بطانة الرحم والمريء – سرطانان بارزان -، تبيّن في تحليل (IARC) عام 2016، أنّ الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة كانوا أكثر عرضة للإصابة بسرطان بطانة الرحم بسبعة أضعاف، وخطر الإصابة بسرطان المريء (سرطان الغدة) نحو 4.8 مرات مقارنةً بالأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة الجسم طبيعي.
وفي حالات السرطانات الأخرى، جاءت نتيجة الزيادات في المخاطر بالنسبة لأولئك الذين يعانون من السمنة المفرطة مقارنةً بمؤشر كتلة الجسم الطبيعي وفق التالي: 10% لسرطان المبيض، و30% لسرطان القولون والمستقيم، و80% لسرطان الكلى والمعدة.
كما أنه وجدت دراسة أجرتها “جمعية السرطان الأميركية” عام 2018، – حاولت تقدير نسبة حالات السرطان في الولايات المتحدة التي تُعزى إلى عوامل الخطر القابلة للتعديل – بما في ذلك استهلاك الكحول، والتعرّض للأشعة فوق البنفسجية، والخمول البدني، بيّنت أنّ التدخين يمثل أعلى نسبة من حالات السرطان عام 2018، بفارق كبير بنسبة 19%، وجاء الوزن الزائد في المرتبة الثانية بنسبة 7.8%.
ويبدو أنّ الوزن الزائد يؤدي دوراً أكبر في بعض أنواع السرطان من غيرها، حيث أنّ نحو 60% من سرطانات بطانة الرحم كانت مرتبطة بالوزن الزائد، كما كان الحال مع ما يقرب من ثلث سرطانات المريء والكلى والكبد. وهناك ما يزيد قليلاً عن 11% من حالات سرطان الثدي، و5% من سرطانات القولون والمستقيم، و4% من سرطانات المبيض ترتبط أيضاً بالوزن الزائد.
ويمكن لهذه المعدلات أن تحدث فرقاً كبيراً على مستوى المجموعات، وخصوصاً في المجموعات التي لديها معدلات أعلى من السمنة.
هل يساعد فقدان الوزن على التقليل من خطر الإصابة بالسرطان؟
وفق كل الأدلّة التي تشير إلى أنّ ارتفاع مؤشر كتلة الجسم عامل خطر للإصابة بالسرطان، فإنّ الاستنتاج المنطقي هو أنّ فقدان الوزن يجب أن يقلل من هذا الخطر الزائد. ومع ذلك، هناك القليل من البيانات التي تدعم هذا الاستنتاج، وما هو معلن عنه يأتي من الدراسات الرصدية.
فقد ركّزت بعض الأبحاث على الأشخاص الذين فقدوا الوزن بشكل كبير بعد الجراحة للتخلّص من السمنة على سبيل المثال، وكانت النتائج مشجعة. ووجدت دراسة نشرت في “JAMA” أنه من بين 5053 شخصاً خضعوا لجراحة السمنة، أصيب 2.9% منهم بسرطان مرتبط بالسمنة على مدار 10 سنوات مقارنة بـ 4.9% في المجموعة التي لم تخضع للجراحة.
ومع ذلك، يهدف معظم الأشخاص إلى فقدان الوزن، عبر نظام غذائي، أو ممارسة الرياضة، أو في بعض الأحيان الأدوية والجراحات. وتظهر بعض الأدلّة أنّ فقدان الوزن قد يقلل من مخاطر الإصابة بسرطان الثدي وسرطان بطانة الرحم بعد انقطاع الدورة مثلاً.
لكن هناك أبحاث أخرى تشير إلى عكس ذلك. فقد وجد تحليل حديث أنّ الأشخاص الذين فقدوا الوزن خلال عامين من خلال اتباع نظام غذائي وممارسة الرياضة كانوا أكثر عرضة للإصابة لأنواع من السرطان، مقارنةً بأولئك الذين لم يفقدوا الوزن. لكن بشكل عام انخفض الخطر المتزايد للإصابة بالسرطان بشكل كبير.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: القولون والمستقیم الإصابة بالسرطان للإصابة بالسرطان الدهون الزائدة أنواع السرطان الأشخاص الذین حالات السرطان الوزن الزائد فقدان الوزن خطر الإصابة بطانة الرحم سرطان الثدی کتلة الجسم بما فی ذلک من السمنة فی الجسم أکثر من
إقرأ أيضاً:
خبر حلو للرجال.. دراسة تكتشف أطعمة تحمي من سرطان البروستاتا وتعالج المرضى
أظهرت دراسة حديثة أن تناول كميات كبيرة من الأسماك وزيت الزيتون والجوز مع الحد من تناول رقائق البطاطس والبسكويت والمايونيز يمكن أن يبطئ نمو سرطان البروستاتا المبكر.
ووفقا لما جاء فى موقع “ ديلي ميل” فإن الأبحاث الجديدة أجريت فى جامعة كاليفورنيا وتثبت أن التغييرات البسيطة في النظام الغذائي تعمل على تقليل نمو خلايا سرطان البروستاتا بين المرضى الخاضعين للمراقبة النشطة وهو أسلوب علمى يتضمن مراقبة منتظمة لمرض السرطان دون تدخل فوري.
مفاجأة صادمة .. نقص ٤ فيتامينات بالجسم تسبب السرطان"احمى نفسك من السرطان" .. أطعمة يجب الابتعاد عنهاعشبة في كل منزل تحمى من السرطان وتقتل البكتيريا والفطرياتكشفت النتائج فى هذه الأبحاث أن اتباع نظام غذائي منخفض في أوميجا 6 ولكن غني بأحماض أوميجا 3 الدهنية وتناول مكملات زيت السمك، أدى إلى خفض معدل نمو خلايا سرطان البروستاتا لدى الرجال الذين يعانون من المرض في مرحلة مبكرة ةحدث لهم تحسن بشكل كبير.
وقال فريق الباحثين يمكن أن يؤدي هذا الاكتشاف الجديد إلى تمديد الوقت قبل الحاجة إلى علاج أكثر قوة أوإجراء جراحة مما يعني إتاحة المزيد من الوقت للاستمتاع بالحياة والوقاية من المضاعفات.
اطعمة أوميجا 6يختار العديد من الرجال المصابين بمرض سرطان البروستاتا منخفض الخطورة المراقبة النشطة بدلاً من العلاج الفوري، ومع ذلك في غضون خمس سنوات، يحتاج حوالي نصف هؤلاء المرضى في نهاية المطاف إلى الخضوع للعلاج إما بالجراحة أو الإشعاع ذا يعد هذا الاكتشاف الجديد بمثابة الكنز بالنسبة لهم.
أظهر التحليل أنه بعد مرور عام واحد، شهدت المجموعة التي اتبعت نظامًا غذائيًا منخفض أوميجا 6 وغنيًا بأوميجا 3 وزيت السمك انخفاضًا بنسبة 15 في المائة في مؤشر كي-67، في حين شهدت المجموعة الضابطة زيادة بنسبة 24 في المائة.
أوميجا 3وقال الدكتور ويليام أرونسون، أستاذ أمراض المسالك البولية في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس والمؤلف الأول للدراسة: "هذه خطوة مهمة نحو فهم كيفية تأثير النظام الغذائي على نتائج سرطان البروستات".
يهتم العديد من الرجال بتغييرات نمط حياتهم، بما في ذلك النظام الغذائي، للمساعدة في إدارة السرطان ومنع تطور المرض.
وأضاف: "تشير نتائجنا إلى أن شيئاً بسيطاً مثل تعديل نظامك الغذائي قد يؤدي إلى إبطاء نمو السرطان وإطالة الوقت قبل الحاجة إلى تدخلات أكثر قوة."
ورغم أن النتائج واعدة، إلا أن الباحثين لم يجدوا أي اختلافات في علامات نمو السرطان الأخرى التي تستخدم عادة لتتبع تقدم سرطان البروستاتا ونشرت النتائج في مجلة علم الأورام السريرية.