فشل المبادرات المحلية والدولية تجاه لبنان، أو تفشيلها، حشر الجميع في الزاوية وهدد بتعطيل المؤسسات المصابة بالشلل أو المعرضة لهذا الشلل لاحقا، نتيجة استمرار الشغور الرئاسي والانقسام على كل المستويات.

وحذر ديبلوماسيون عرب وأجانب مراجع لبنانية من ان الأطراف المختلفة، عليها المبادرة وتقديم التنازلات حتى لا تصل إلى مكان لا يمكن العودة منه.

ومن الواضح ان الحزب «التقدمي الاشتراكي» قد تفاعل مع هذه الأخطار للتحرك والقيام بجولة نحو الاطراف السياسية، في محاولة لفتح ثغرة في جدار الأزمة الصلب.

ورأى سياسي شمالي مرشح للعب دور بارز في العهد الجديد، سواء من كرسي الرئاسة الثالثة في السرايا الحكومية، او في منصب وزاري بات شبه محسوم له على الأقل، بحسب ما يردد مرشح رئاسي، «ان تنسيقا مسبقا بين الرئيس نبيه بري والزعيم وليد جنبلاط، أسس لحركة جنبلاط عبر نجله تيمور، لإحداث خرق في الركود السياسي الداخلي، من بوابة مقاربة جديدة للاستحقاق، تقوم على التقدم خطوة صوب الفريق المعارض لطرح «الثنائي الشيعي» مرشحا أوحد للرئاسة هو رئيس «تيار المردة» الوزير السابق سليمان فرنجية، في مقابل نيل موافقة الفريق المعارض على القبول بحوار أو تشاور برئاسة رئيس المجلس النيابي نبيه بري».

وتابع السياسي الشمالي كلامه لـ«الأنباء» بتأكيد تفاؤله بإمكان إمرار الاستحقاق الرئاسي، مبديا ملاحظة على اقتناع أحد طرفي «الثنائي» أي «حزب الله» بمرشح «الخيار الثالث»، وهو «مرشح لا يستفز الحزب، وتوافق عليه أيضا «القوات اللبنانية»، ما يضمن إتمام إجراء الاستحقاق الرئاسي بعد الهدنة المرتقبة في غزة».

مصدر مطلع آخر نقل لـ«الأنباء» عن مرجع بارز، ان أحد الديبلوماسيين المؤثرين أبلغه «انه في زحمة الأزمات على مستوى العالم والوضع المتفجر في المنطقة، لن يلقى لبنان الاهتمام المطلوب من دول العالم المشغولة بقضايا أكثر الحاحا، وانه من غير المقبول ان يتمسك كل فريق بمواقفه».

وأضاف: «أمام اللبنانيين ثلاثة خيارات:

أولا: الذهاب إلى حوار جاد يخرج بنتائج إيجابية، وليس حوارا لتسجيل المواقف وحفظ ماء الوجه. وكل الطروحات المستفزة من كل الأطراف لن تؤدي إلا إلى مزيد من التوتر ما يبعد اللبنانيين أكثر عن أي حل. ليس المهم شكل الحوار او مكانه، انما المهم ان يقتنع الجميع بضرورة الخروج من عنق الزجاجة.

ثانيا: بعد مضي نصف عمر المجلس النيابي الحالي، فقد أظهر انه عاجز عن اتخاذ أي قرار هام. وفي حال استمر الوضع على ما هو عليه، فإن عمر المجلس سينتهي دون ان يستطيع اتخاذ أي قرار حاسم. وفي مقدم ذلك انتخاب رئيس للجمهورية.

وقد يكون من المفيد العودة إلى الشعب للاستفتاء على ممثليه، فإذا جدد الثقة بتثبيت التشكيلة القائمة، يكون الشعب قد اختار المراوحة، وبالتالي تقع المسؤولية على الجميع ولا يمكن لوم أحد من الخارج.

ثالثا: في حال عدم اتخاذ أي من الخطوتين السابقتين: الحوار او العودة إلى الشعب لتجديد التفويض، فإن الشغور الرئاسي مرشح للاستمرار من دون سقوف.

كذلك عاد الحديث عن رئيس حكومة العهد الجديد، في ضوء إمكان الوصول إلى تسوية رئاسية، لابد ان تراعي تسمية رئيس للحكومة وتشكيلة وزارية تبصر النور في أقل من ثلاثة أشهر كحد أقصى. وبرز اسم الرئيس السابق للحكومة تمام سلام والناشط الشمالي الدكتور الصيدلي خلدون الشريف، من دون إسقاط لائحة من الأسماء، إلا ان الأخيرة قد تنحسر على اسمي سلام والشريف، وفق اسم رئيس الجمهورية العتيد.

في أي حال، تبدو الأيام القليلة المقبلة، مرشحة لتشهد انفراجات تلاقي أخرى محتملة في غزة. ومن بيروت، أطل وزير الشؤون الخارجية الإيراني بالوكالة علي باقري كني على المشهد الإقليمي، في زيارة أولى يقوم بها خارج بلاده، بعد وفاة الوزير السابق حسين أمير عبداللهيان بسقوط المروحية التي كانت تقله والرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي. والتقى باقري كني رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في السرايا، وقبله وزير الخارجية عبدالله أبو حبيب، ثم رئيس المجلس النيابي بري، وفرقاء آخرين، بينهم وبطبيعة الحال الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله.

وفي الميدان الجنوبي، اشتعلت الحرائق على الحدود على وقع التهديدات الإسرائيلية بتوسيع الحرب. وأجرى الجيش الإسرائيلي مناورات قرب الحدود مع لبنان تحاكي توسيع الحرب وعلى جبهات عدة، فيما أضاف «حزب الله» مدينة نهاريا الساحلية إلى لائحة المناطق المعرضة للاستهداف.

المصدر: جريدة الحقيقة

إقرأ أيضاً:

رئيس حزب الاتحاد: قرار العفو الرئاسي يعكس البعد الإنساني للدولة المصرية

رحب المستشار رضا صقر، رئيس حزب الاتحاد، بقرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بالعفو عن 4600 محكوم عليهم بمناسبة احتفالات 25 يناير، والذي يعكس البعد الإنساني الراسخ في كثير من سياسات الدولة، مشيرًا إلى أن هذا القرار يأتي تأكيدًا على حرص القيادة السياسية على تخفيف المعاناة عن كاهل الأسر المصرية وإعطاء فرصة جديدة لمن يستحقها.

وأكد "صقر" ـ في تصريحات صحفية اليوم ـ أن تلك الخطوة تمثل رسالة واضحة بأن مصر تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق العدالة الاجتماعية، مع مراعاة الظروف الإنسانية التي تعكس قيم التسامح والرحمة التي تربينا عليها كمجتمع، لافتًا إلى أن ذلك القرار استكمالا لغيره من القرارات التي تضمنت الإفراج عن الآلاف من المحكوم عليهم.

وأشار رئيس حزب الاتحاد إلى أن هذا القرار فرصة حقيقية لإعادة دمج المفرج عنهم في المجتمع، ليكونوا أفرادًا فاعلين ومساهمين في بناء الوطن، وهو ما يعزز من استقرار الأسرة المصرية ويسهم في تحقيق الأمن والسلم المجتمعي.

وشدد رئيس الحزب على دعمه الكامل لهذه المبادرات التي تجمع بين تطبيق القانون ومراعاة الجوانب الإنسانية، داعيًا جميع مؤسسات الدولة والمجتمع المدني للتكاتف من أجل توفير الدعم اللازم لهؤلاء الأفراد خلال مرحلة العودة للحياة الطبيعية.

واختتم المستشار رضا بالإشادة بقرارات العفو المتتالية التي تعكس نهجًا جديدًا من الدولة المصرية، والذي يؤكد الحزب دعمه وتوسيعه الفترة المقبلة لتعزيز اللُحمة الوطنية.

مقالات مشابهة

  • رئيس الجمهورية يتلقى رسالة من رئيس المجلس الرئاسي الليبي
  • صحيفة لبنانية: والدة أسماء الأسد لم تعلم بزواجها
  • الرئيس المكلف يواجه المطالب... المعايير الموحدّة في عملية التأليف تريح الجميع
  • عرب وأجانب.. مشاهير تعرضوا للسطو آخرهم الفنان الهندي سيف علي خان
  • حول الحقائب الوزارية والأسماء المرشحة.. هذا ما يطالب به اللقاء النيابي المستقل
  • مسرور بارزاني يجري مباحثات مع نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني
  • عبدالله بن زايد: أهمية تعاون الجميع لتعزيز المنظومة التعليمية
  • رئيس قوي عاملة النواب: قرار العفو الرئاسي خطوة مهمة نحو بناء مجتمع أكثر عدالة
  • إبراهيم عيسى: الجميع تخلى عن الخلافات لتنصيب رئيس جديد في أمريكا
  • رئيس حزب الاتحاد: قرار العفو الرئاسي يعكس البعد الإنساني للدولة المصرية