نصيحة ديبلوماسيين عرب وأجانب لمراجع لبنانية بضرورة المبادرة وتقديم تنازلات
تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT
فشل المبادرات المحلية والدولية تجاه لبنان، أو تفشيلها، حشر الجميع في الزاوية وهدد بتعطيل المؤسسات المصابة بالشلل أو المعرضة لهذا الشلل لاحقا، نتيجة استمرار الشغور الرئاسي والانقسام على كل المستويات.
وحذر ديبلوماسيون عرب وأجانب مراجع لبنانية من ان الأطراف المختلفة، عليها المبادرة وتقديم التنازلات حتى لا تصل إلى مكان لا يمكن العودة منه.
ورأى سياسي شمالي مرشح للعب دور بارز في العهد الجديد، سواء من كرسي الرئاسة الثالثة في السرايا الحكومية، او في منصب وزاري بات شبه محسوم له على الأقل، بحسب ما يردد مرشح رئاسي، «ان تنسيقا مسبقا بين الرئيس نبيه بري والزعيم وليد جنبلاط، أسس لحركة جنبلاط عبر نجله تيمور، لإحداث خرق في الركود السياسي الداخلي، من بوابة مقاربة جديدة للاستحقاق، تقوم على التقدم خطوة صوب الفريق المعارض لطرح «الثنائي الشيعي» مرشحا أوحد للرئاسة هو رئيس «تيار المردة» الوزير السابق سليمان فرنجية، في مقابل نيل موافقة الفريق المعارض على القبول بحوار أو تشاور برئاسة رئيس المجلس النيابي نبيه بري».
وتابع السياسي الشمالي كلامه لـ«الأنباء» بتأكيد تفاؤله بإمكان إمرار الاستحقاق الرئاسي، مبديا ملاحظة على اقتناع أحد طرفي «الثنائي» أي «حزب الله» بمرشح «الخيار الثالث»، وهو «مرشح لا يستفز الحزب، وتوافق عليه أيضا «القوات اللبنانية»، ما يضمن إتمام إجراء الاستحقاق الرئاسي بعد الهدنة المرتقبة في غزة».
مصدر مطلع آخر نقل لـ«الأنباء» عن مرجع بارز، ان أحد الديبلوماسيين المؤثرين أبلغه «انه في زحمة الأزمات على مستوى العالم والوضع المتفجر في المنطقة، لن يلقى لبنان الاهتمام المطلوب من دول العالم المشغولة بقضايا أكثر الحاحا، وانه من غير المقبول ان يتمسك كل فريق بمواقفه».
وأضاف: «أمام اللبنانيين ثلاثة خيارات:
أولا: الذهاب إلى حوار جاد يخرج بنتائج إيجابية، وليس حوارا لتسجيل المواقف وحفظ ماء الوجه. وكل الطروحات المستفزة من كل الأطراف لن تؤدي إلا إلى مزيد من التوتر ما يبعد اللبنانيين أكثر عن أي حل. ليس المهم شكل الحوار او مكانه، انما المهم ان يقتنع الجميع بضرورة الخروج من عنق الزجاجة.
ثانيا: بعد مضي نصف عمر المجلس النيابي الحالي، فقد أظهر انه عاجز عن اتخاذ أي قرار هام. وفي حال استمر الوضع على ما هو عليه، فإن عمر المجلس سينتهي دون ان يستطيع اتخاذ أي قرار حاسم. وفي مقدم ذلك انتخاب رئيس للجمهورية.
وقد يكون من المفيد العودة إلى الشعب للاستفتاء على ممثليه، فإذا جدد الثقة بتثبيت التشكيلة القائمة، يكون الشعب قد اختار المراوحة، وبالتالي تقع المسؤولية على الجميع ولا يمكن لوم أحد من الخارج.
ثالثا: في حال عدم اتخاذ أي من الخطوتين السابقتين: الحوار او العودة إلى الشعب لتجديد التفويض، فإن الشغور الرئاسي مرشح للاستمرار من دون سقوف.
كذلك عاد الحديث عن رئيس حكومة العهد الجديد، في ضوء إمكان الوصول إلى تسوية رئاسية، لابد ان تراعي تسمية رئيس للحكومة وتشكيلة وزارية تبصر النور في أقل من ثلاثة أشهر كحد أقصى. وبرز اسم الرئيس السابق للحكومة تمام سلام والناشط الشمالي الدكتور الصيدلي خلدون الشريف، من دون إسقاط لائحة من الأسماء، إلا ان الأخيرة قد تنحسر على اسمي سلام والشريف، وفق اسم رئيس الجمهورية العتيد.
في أي حال، تبدو الأيام القليلة المقبلة، مرشحة لتشهد انفراجات تلاقي أخرى محتملة في غزة. ومن بيروت، أطل وزير الشؤون الخارجية الإيراني بالوكالة علي باقري كني على المشهد الإقليمي، في زيارة أولى يقوم بها خارج بلاده، بعد وفاة الوزير السابق حسين أمير عبداللهيان بسقوط المروحية التي كانت تقله والرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي. والتقى باقري كني رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في السرايا، وقبله وزير الخارجية عبدالله أبو حبيب، ثم رئيس المجلس النيابي بري، وفرقاء آخرين، بينهم وبطبيعة الحال الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله.
وفي الميدان الجنوبي، اشتعلت الحرائق على الحدود على وقع التهديدات الإسرائيلية بتوسيع الحرب. وأجرى الجيش الإسرائيلي مناورات قرب الحدود مع لبنان تحاكي توسيع الحرب وعلى جبهات عدة، فيما أضاف «حزب الله» مدينة نهاريا الساحلية إلى لائحة المناطق المعرضة للاستهداف.
المصدر: جريدة الحقيقة
إقرأ أيضاً:
السلطات الأمريكية ترحل طبيبة لبنانية
كشفت وثائق قضائية أن طبيبة لبنانية تُدعى رشا علوية، تعمل أستاذًا مساعدًا في كلية الطب بجامعة براون بولاية رود آيلاند، قد تم ترحيلها إلى لبنان، على الرغم من صدور أمر قضائي يمنع إبعاد حاملي التأشيرات الأمريكية من البلاد.
ومن المقرر أن يكون ترحيل علوية محور جلسة استماع أمام محكمة اتحادية في بوسطن يوم الإثنين، حيث طلب القاضي ليو سوروكين معلومات حول ما إذا كانت إدارة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية قد انتهكت أمره عن عمد.
وأوضح القاضي سوروكين، الذي عيّنه الرئيس الأسبق باراك أوباما، أنه تلقى تفاصيل دقيقة حول توقيت الأحداث من محامي قريبة الطبيبة، مما أثار مزاعم خطيرة بشأن احتمال انتهاك قرار المحكمة. ولم تقدم السلطات الأمريكية سببًا واضحًا لترحيل علوية، لكن الحادث وقع في ظل تشديد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لسياسات الهجرة، بما في ذلك فرض قيود على التأشيرات وتكثيف عمليات الترحيل.
وفقًا لما ذكره هيلتون بيكام، المتحدث باسم إدارة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية، فإن عبء إثبات الأهلية لدخول الولايات المتحدة يقع على المهاجرين أنفسهم، مضيفًا أن مسؤولي الهجرة يتبعون بروتوكولات صارمة لتحديد التهديدات ومنعها.
وبحسب دعوى قضائية رفعتها يارا شهاب، قريبة الطبيبة، فإن علوية، البالغة من العمر 34 عامًا، تم اعتقالها في مطار لوغان الدولي في بوسطن يوم الخميس فور عودتها من لبنان بعد زيارة لعائلتها. وتُشير الوثائق إلى أن علوية تحمل تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة منذ عام 2018، حيث جاءت أول مرة لإكمال زمالة لمدة عامين في جامعة ولاية أوهايو، قبل أن تنتقل إلى جامعة واشنطن، ثم برنامج الطب الباطني بجامعة ييل-واتربري، الذي أنهته في يونيو الماضي.
وخلال وجودها في لبنان، حصلت علوية على تأشيرة عمل أمريكية (H-B1) من القنصلية الأمريكية، والتي تُمنح للأشخاص من دول أخرى العاملين في مهن متخصصة. ورغم ذلك، تم احتجازها في المطار لأسباب غير واضحة حتى الآن، وفقًا للدعوى القضائية، التي أكدت أن حقوقها قد انتُهِكت أثناء احتجازها وترحيلها.
انتهاك محتمل
بعد رفع القضية، أصدر القاضي سوروكين، مساء الجمعة، أمرًا قضائيًا يمنع ترحيل علوية من ماساتشوستس دون إخطار المحكمة قبل 48 ساعة على الأقل من اتخاذ أي إجراء، كما طالب بإحضارها إلى جلسة المحكمة يوم الإثنين. ومع ذلك، أفاد محامي قريبتها أنه تم نقل علوية جواً إلى باريس بعد صدور القرار القضائي، حيث كان من المقرر أن تستقل رحلة إلى لبنان يوم الأحد.
أمام هذا التطور، طلب القاضي سوروكين من الحكومة تقديم رد رسمي بحلول صباح الإثنين، يوضح الأساس القانوني والوقائعي لترحيل علوية، كما أمر بحفظ جميع رسائل البريد الإلكتروني، والرسائل النصية، والوثائق المتعلقة بعملية الترحيل، في خطوة تهدف إلى التأكد مما إذا كان هناك انتهاك لأمره القضائي.
ويُتوقع أن تُسفر الجلسة عن إجراءات قانونية جديدة، خصوصًا إذا ثبت أن إدارة الجمارك وحماية الحدود تصرفت بشكل يخالف أمر المحكمة، مما قد يؤدي إلى تبعات قانونية خطيرة على الإدارة الأمريكية.