في مثل هذا اليوم أول جمعة من رجب الحرام الذي يصادف الثالث من يونيو 2011 حدثت جريمة تفجير دار الرئاسة، أبشع تفجير إرهابي في تاريخ اليمن الحديث والذي استهدف عدداً من قيادات الدولة يتقدمهم رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح والذي أدى إلى استشهاد 11 شخصا بينهم رئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني وإصابة عشرات آخرين بجروح متفاوتة بينهم الرئيس صالح ورئيس الحكومة علي محمد مجور.

ورغم مرور ثلاثة عشر عاما على هذه الجريمة التي صُنفت دولياً بقرار من مجلس الأمن رقم 2014 بأنها جريمة إرهابية إلا أن محاولات التمييع والتسويف طالتها بعد إلقاء القبض على عدد من المتهمين بارتكابها، فيما اكتنف محاكمتهم الغموض في كل جلساتها عقب تولي الرئيس هادي الحكم كرئيس توافقي والذي مكن جماعة الإخوان من السيطرة على عدد من مفاصل الدولة وابرزها الداخلية وحقوق الإنسان.

وعمدت وزيرة حقوق الإنسان حورية مشهور آنذاك إلى إطلاق سراح عدد من المتهمين في القضية الإرهابية وتمكين قيادات من جماعة الإخوان المسلمين ضالعة في المخطط من الهروب إلى خارج البلاد وخوفا من التأثير من مجريات من تبقى منهم في اليمن.

أهالي أولياء الدم من المجني عليهم من ضحايا مسجد دار الرئاسة كانوا يصرون على الحضور الى المحكمة الجزائية المتخصصة لمتابعة سير جلسات المحاكمة وعلى رأسهم نجل الشهيد عبدالعزيز عبدالغني رئيس مجلس الشورى الذي كان احد ضحايا تلك الجريمة النكراء.

وفي أكتوبر عام 2019 أطلقت مليشيا الحوثي الإرهابية سراح خمسة من المتهمين في قضية تفجير مسجد دار الرئاسة ومحاولة اغتيال الرئيس علي عبدالله صالح بصفقة مشبوهة مع جماعة الإخوان المسلمين المخترقة للسلطة الشرعية المعترف به دوليا ضمن ما أسميت بعملية تبادل أسرى بين الحوثيين والقوات العسكرية في مدينة مأرب التابعة لحزب الإصلاح مما أثار الكثير من التساؤلات.

تحالف سري

ومع ذكرى هذه الجريمة المؤلمة تكشفت أوراق ومؤامرات التحالف السري الخفي لشركاء ساحات الاعتصام بشارع الدائري المؤدي إلى جامعة صنعاء، وايادي قيادات ونخب التخريب والعمالة المتربصة باليمن ممثلة بجماعات الاسلام السياسي خاصة مليشيا الانقلاب الحوثية المدعومة من إيران- والفرع المحلي للتنظيم الدولي للاخوان - ممثلا بحزب الإصلاح (جناحه السياسي) والتي اغتالت حاضر اليمن الجمهوري لصالح مشاريع عابرة للحدود (الولاية والخلافة)، ضمن أجندة خارجية لقوى هيمنة إقليمية متآمرة على اليمن.

واعتبر محامون وحقوقيون تهريب المتهمين في الجريمة، انتهاكا لكل قيم الشرع والعرف والقانون، ويمثّل انتهاكا صارخا لحقوق الضحايا والقانون الدولي وكل الشرائع والقوانين والأنظمة وينسف كل الآمال في الاحتكام للقضاء والقانون ومؤشر لانتهاج شريعة الغاب، المعبرة عن أخطر حالات "الافلات من العقاب".

مرت الأيام وتبعتها السنوات ولا تزال قضية مسجد دار الرئاسة حبيسة أدراج القضاء، ولم يتخذ أي إجراء بحق المتهمين والمتورطين فيها ومن يقف وراءها، الأمر الذي يدل على الاستهتار بدماء من سقطوا ضحايا فيها.

ويطالب أولياء دم ضحايا جريمة تفجير مسجد دار الرئاسة، الأمم المتحدة بفتح تحقيق دولي شامل في تلك الجريمة الإرهابية البشعة التي تمت إدانتها بقرار أممي وإقامة محكمة دولية خاصة لمحاكمة قيادات التنظيمات الإرهابية المتورطة فيها، بما في ذلك قيادات الإخوان المسلمين والحوثيون كونهم شركاء التنفيذ في هذه الجريمة ومحاكمة كل من تورط فيها في الداخل والخارج خصوصا بعد عجز القضاء اليمني مؤخرا عن إنصاف ضحايا هذه الجريمة.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: مسجد دار الرئاسة هذه الجریمة

إقرأ أيضاً:

جامع براثا: صرخة إرث يتهاوى في قلب بغداد.

7 أبريل، 2025

بغداد/المسلة: يطل جامع براثا من قلب بغداد كشاهد صامت على تاريخ عريق يمتد لقرون، لكنه اليوم يئن تحت وطأة الإهمال الذي بات يهدد وجوده كصرح ديني وتاريخي.

يقع هذا المسجد في منطقة العطيفية بجانب الكرخ، على بعد حوالي 10 كيلومترات من مركز العاصمة، ويحمل في طياته مقام الإمام علي بن أبي طالب، مما يجعله محطة روحية لآلاف الزوار سنوياً. ورغم هذه الأهمية، تظل أبوابه مغلقة أمام يد الإعمار، فيما تتصاعد الأصوات المطالبة بإنقاذه من التدهور.
وأثارت عضو مجلس محافظة بغداد، سندس نصيف، في منشور لها على منصة “إكس”  قضية الإهمال الذي يعانيه الجامع، واصفة منظره بـ”المؤلم الذي يفطر القلب”. وأشارت إلى تقاعس الجهات الحكومية والعتبات المقدسة والوقف الشيعي عن تحمل مسؤولية ترميمه، رغم موقعه الاستراتيجي في قلب العاصمة.

وتساءلت نصيف بحرقة: “مَن سينفض الغبار عنه ويجعله بأجمل صورة؟”، في دعوة واضحة لتحرك عاجل يعيد للجامع رونقه.

ويمتلك جامع براثا تاريخاً غنياً يعود إلى ما قبل تأسيس بغداد العباسية، حيث كان في الأصل ديرًا نصرانيًا تحول إلى مسجد بعد زيارة الإمام علي له عقب معركة النهروان في القرن الأول الهجري. وتضم المنطقة اليوم مسجداً كبيراً بمئذنتين بُنيتا عام 1375 هـ، وبئرًا يُعرف بـ”بئر الإمام علي”، إلى جانب مقبرة قديمة ومكتبة تاريخية. لكن هذا الإرث يواجه خطر الاندثار بسبب غياب خطط ترميم شاملة، في وقت

وتشير تقارير محلية إلى أن مساحته الحالية تبلغ نحو 4000 متر مربع، بعد أن كانت أضعاف ذلك في الماضي.

ويتزامن هذا الواقع المؤسف مع تصاعد الاهتمام الشعبي بحال الجامع، حيث أظهرت منشورات استياءً واسعًا من تجاهل السلطات.

ويرى محللون أن إهمال مثل هذه المعالم  هو نتيجة لأولويات مضطربة لدى الجهات المعنية.

وتكشف هذه الأزمة عن فجوة بين القيمة الرمزية للجامع وواقع الإدارة المحلية، حيث يمكن أن يشكل ترميمه فرصة لتعزيز السياحة الدينية، التي جذبت أكثر من 6 ملايين زائر إلى النجف في 2024 وفق إحصاءات رسمية.

ويؤكد خبراء أن استثماراً بسيطاً سوف يحول براثا إلى نقطة جذب مماثلة، لكن ذلك يتطلب رؤية وإرادة سياسية غائبة حتى الآن.
 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • الجيش: تفجير ذخائر في بلدة عبا - النبطية
  • حرب بلا رصاص… كيف كشفت منصّة X الحسابات السّوداء؟
  • جريمة غرضها السرقة.. حبس المتهمين بقتل سائق بعد «رحلة الموت» في الإسكندرية
  • رائحة الجثة كشفت الجريمة.. فتاة تُنهي حياة والدتها في كفرالدوار بالبحيرة
  • مظاهرات ببنغلاديش تدين التواطؤ الدولي مع العدوان على غزة
  • الحوثي يعلن ارتفاع ضحايا قصف الطيران الأمريكي لمنزل في صنعاء إلى 29 قتيلا وجريحًا
  • جامع براثا: صرخة إرث يتهاوى في قلب بغداد.
  • عبر كتاب أصدرته حديثًا.. “الإفتاء” تحذر من خطورة جريمة الرشوة على الفرد والمجتمع
  • لماذا كشفت إيران عن مدن الصواريخ تحت الأرض؟
  • وضعوه بالفريزر.. اصطحاب المتهمين بقتل مسن التجمع لتمثيل الجريمة