جاء تكليف الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الاثنين، رئيس الوزراء المستقيل مصطفى مدبولي، بتشكيل حكومة جديدة ليثير تساؤلات عدة عن دوافع تلك الخطوة.

وبينما انتقد البعض بقاء مدبولي في منصبه الذي يشغله منذ نحو 6 سنوات رغم ما تشهده البلاد من أزمة اقتصادية خانقة، ووسط حديث عن رفع مرتقب لأسعار الكهرباء والأدوية والوقود وسلع أخرى، يرى آخرون أن الحكومة سوف تعمل بقيادته على مواصلة خطة إصلاحات ضرورية.

وقدم مدبولي استقالة الحكومة للسيسي، الذي قبلها بدوره، وكلفه فورا بتشكيل حكومة جديدة.

وجاء في بيان للرئاسة المصرية، أن السيسي كلف مدبولي "بتشكيل حكومة جديدة من ذوي الكفاءات والخبرات والقدرات المتميزة، تعمل على تحقيق عدد من الأهداف، على رأسها الحفاظ على محددات الأمن القومي المصري في ضوء التحديات الإقليمية والدولية".

وأضاف البيان أن التكليفات تضمنت "مواصلة مسار الإصلاح الاقتصادي، مع التركيز على جذب وزيادة الاستثمارات المحلية والأجنبية، وتشجيع نمو القطاع الخاص، وبذل كل الجهد للحد من ارتفاع الأسعار والتضخم وضبط الأسواق".

ويعيش ما يقرب من ثلثي سكان مصر، البالغ عددهم 106 ملايين نسمة، تحت خط الفقر أو فوقه بقليل، وتواجه البلاد انخفاضا في عائدات النقد الأجنبي، سواء من السياحة التي تضررت من وباء كورونا، ثم الحرب في أوكرانيا، وحاليا في قطاع غزة، وكذلك من قناة السويس.

وكشفت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، في مارس الماضي، أن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن قفز إلى 35.7 في المئة في فبراير، من 29.8 في المئة في يناير، مدفوعا بشكل أساسي بارتفاع أسعار المواد الغذائية والمشروبات.

وفي مايو، أظهرت بيانات البنك المركزي أن التضخم الأساسي انخفض إلى 31.8 في المئة على أساس سنوي في أبريل.

وجاءت زيادة الأسعار نتيجة لخفض قيمة العملة المحلية، إذ سمح البنك المركزي للجنيه المصري بالانخفاض في مارس الماضي إلى نحو 47 جنيها للدولار من 30.85 جنيه، وهو المستوى الذي كان ثابتا عنده على مدى الـ12 شهرا السابقة.

أسعار مرتفعة رغم الإقبال المحدود.. أسواق اللحوم في مصر بين نقيضين شهدت أسواق اللحوم في مصر حالة من التناقض قبيل عيد الأضحى، حيث يعاني المستهلكون من ارتفاع ملحوظ في الأسعار، بينما يشكو التجار من ضعف الإقبال.

وخلال السنوات الـ10 الماضية، منذ تولي السيسي رسميا مهام رئاسة مصر في 2014، ارتفع سعر الدولار الأميركي مقابل الجنيه (العملة المحلية) وهو ما انعكس بدوره على أسعار جميع السلع، لتعلو الأصوات التي تشكو من الغلاء الشديد وصعوبة المعيشة، خاصة فيما يتعلق بأسعار الأغذية الأساسية، لا سيما بعد عزوف الكثيرين عن شراء السلع الترفيهية والمستوردة.

"قرار جريء".. كيف حلّقت الأسعار في مصر خلال 10 أعوام؟ بالتزامن مع قرار الحكومة المصرية زيادة سعر رغيف الخبز المدعوم بنسبة 300 في المئة لأول مرة منذ عقود، بحسب تصريحات لرئيس الوزراء ، مصطفى مدبولي، شهدت وسائل التواصل الاجتماعي جدلا كبيرا بسبب غضب المصريين من استمرار ارتفاع أسعار السلع الأساسية بين الحين والآخر.

ورفعت مصر أسعار مجموعة واسعة من منتجات الوقود في مراجعتها ربع السنوية في مارس.

وقال مدبولي إن مصر ستبدأ سداد ما بين 20 إلى 25 بالمئة من المتأخرات المستحقة للشركات الأجنبية للطاقة. وكانت متأخرات مستحقة لشركات ومقاولين بدأت تتراكم على مصر بسبب نقص طال أمده في العملة الأجنبية.

الخبز وغيره

وأعلنت القاهرة، وهي أكبر مستورد للقمح في العالم، رفع سعر رغيف الخبز المدعوم لأول مرة منذ 3 عقود من 5 قروش إلى 20 قرشا، اعتبارا من الأول من يونيو الجاري، وهي خطوة تقول الحكومة إنها "ضرورية لتتناسب مع الزيادة الكبيرة في الأسعار".

وقال مدبولي حينها إن بلاده مضطرة لتحريك الأسعار "لكن الخبز سيظل مدعوما بصورة كبيرة".

ومن جانبه، قال وزير التموين والتجارة الداخلية، علي المصيلحي، السبت الماضي، إنه قدم مقترحا برفع سعر كيلوغرام السكر المدعوم للمواطنين ليصل إلى 18 جنيها بدلا من 12.60، وذلك في وقت شهدت فيه الأسواق المصرية أزمات خلال الفترة السابقة مع هذه السلعة.

وتعتقد الخبيرة الاقتصادية، عالية المهدي، في مقابلة مع موقع الحرة أن بقاء مدبولي جاء لأن السيسي "يستريح في التعامل معه رئيسا للوزراء. هذا هو المنطق الوحيد للاختيار".

ومن جانبه، يرى المحلل الاقتصادي المصري، علاء عبد الحليم، في مقابلة مع موقع الحرة، أن مدبولي الشخص المناسب للقيادة السياسية "لأنه ينفذ التكليفات ولا يعارض القرارات وليس شخصا لديه رؤية مختلفة".

ورغم الأزمات الاقتصادية، يشير عبد الحليم إلى أن مصر دائما ما تلقي باللوم في أزماتها الداخلية على أسباب خارجية مثل الحرب الأوكرانية والصراع في السودان، ويعتقد المسؤولون المصريون أنهم يفعلون كل ما في وسعهم بينما تقف الظروف ضدهم.

وكان مدبولي صرح في يناير الماضي، في معرض حديثه عن خفض الدعم بأن مصر واجهت أزمات عالمية مثل كورونا، والحرب الأوكرانية، وأزمة التضخم العالمية، وهو ما أدى إلى اختلاف سعر الصرف بين الدولار والجنيه، ومثل عبئا على الدولة المصرية.

ويشر فخري الفقي، رئيس لجنة الخطة والموازنة في مجلس النواب المصري، في مقابلة مع موقع الحرة إلى أنه بسبب الظروف الأمنية والسياسية الإقليمية "الصعبة" ترى القيادة السياسية ضرورة استمرار مدبولي في رئاسة الحكومة.

تحديات عدة

ويشير الفقي إلى أن مصر محاطة بالعديد من التحديات السياسية والأمنية مثل ملف المياه، وملف الصراع بين الجيش والدعم السريع في السودان، وحرب غزة، والتوتر في البحر الأحمر وتداعياته على قناة السويس، ورغم ذلك فإن مصر "كانت قادرة في الوقوف على قدميها".

ولا يستبعد الفقي إجراء تغييرات في وزراء المجموعة الاقتصادية بالحكومة الجديدة من أجل إصلاح "التشوهات الهيكلية، أولا من خلال إعادة صياغة منظومة الحماية الاجتماعية ومحاربة الغلاء والتضخم".

وتتوقع المهدي تغيير بعض الوزراء، مثل وزير الصناعة أو الكهرباء، أو الوزراء المعنيين بمنظومة الحماية الاجتماعية.

ويطالب الفقي بضرورة أن تعمل الحكومة على إيصال الدعم لمستحقيه بصورة أفضل من الوضع الحالي.

ويشير إلى أن المشكلة لا تتعلق بالتضخم فهي مشكلة عالمية، لكنها تتعلق بانخفاض معدلات الدخول في مصر، مشيرا إلى أن معدلات التضخم زادت نحو 6 أضعاف منذ جائحة كورونا، في حين ارتفعت إلى ما هو أكبر من ذلك بكثير في دول أخرى.

ويقول: "التضخم ظاهرة عالمية لكنها تظهر بقوة في الدول ذات الدخول المنخفضة".

ويدعو الفقي إلى ضرورة إيصال الدعم لمستحقيه بشكل نقدي مباشر، ويعتقد أن نظام الشرائح المعمول به في تسعير الكهرباء يسمح بتحويل الدعم من الفئات القادرة إلى الفئات غير القادرة، وهو أمر مشابه لما يحدث مع تسعير الوقود، حيث يتحمل أصحاب السيارات الأكبر حجما التكلفة الأعلى

ويقول: "لذلك أصحاب الدخول المرتفعة يغطون أصحاب الدخول المنخفضة ورغم ذلك، فالدولة لاتزال تدعم الكهرباء والمنتجات البترولية بنحو 155 مليار جنيه وهذا إهدار للموارد المحدودة".

ويشير إلى أن مهمة محاربة التضخم يتحملها البنك المركزي، الذي رفع أسعار الفائدة أكثر من مرة، وكان لذلك آثار سلبية على النشاط الاقتصادي ولكن بشكل مؤقت، أملا في خفض التضخم تدريجيا، وبالفعل انخفضت معدلات التضخم من 40 في المئة تدريجيا إلى حوالي 31 في المئة في أبريل.

ويتوقع الفقي أنه بنهاية 2025 سيعود التضخم إلى معدل ما قبل الحرب الأوكرانية، أي أقل من 10 في المئة، وهي معدلات يرى أن المواطن البسيط يمكن أن يتحملها.

ومن جانبه، يرى عبد الحليم أن المشكلة الأساسية التي تواجهها مصر ليست في رفع الدعم بل الديون الداخلية المتراكمة، وتكلفة بعض السلع التي توفرها الحكومة.

ويشير عبد الحليم إلى أن قرار زيادة سعر الخبز صحيح 100 في المئة فنيا، لكنه لا يعالج مكمن المشكلة، فالدولة تنفق نحو 125 مليار جنيه على دعم الغذاء، وحوالي 70 مليار على دعم الطاقة في حين تدفع ثلاث أضعاف ذلك في فوائد الديون.

ويشير إلى أن هذا الأمر يدفع الدولة إلى خفض بعض الخدمات من أجل سداد المديونية.

ويضيف عبد الحليم: "لا يجب الحديث عن الدعم دون حل المشكلة الكامنة" و"المهم تغيير السياسيات وليس تغيير الأشخاص. تستطيع تعيين أفضل شخص في العالم لكن ستحصل على نفس النتيجة".

ويتوقع الفقي أن تعمل حكومة مدبولي على توفير فرص العمل وهو ما سيساهم في زيادة الناتج المحلي، وستكون لذلك تبعات اقتصادية تتمثل في زيادة معدل النمو، وهو ما ستكون مهمة القطاع الخاص.

ويقول الفقي، وهو مسؤول سابق في صندوق النقد الدولي، إن القطاع الخاص كان يساهم في الاقتصاد بنحو 25 في المئة، والآن يمكنه المساهمة بنحو 50 في المئة.

توقعات

وتوقعت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية نمو الاقتصاد المصري بنسبة تتراوح بين 2.9 في المئة و3 في المئة في السنة المالية التي تنتهي في نهاية الشهر الجاري، قبل أن يتسارع إلى 4.2 بالمئة في 2024-2025. وقالت الوزارة إن الاقتصاد سينمو نتيجة الإنفاق الاستثماري وصافي الصادرات والواردات والإنفاق الاستهلاكي.

وتوقع وزير المالية، محمد معيط، خلال محادثات مصر مع صندوق النقد الدولي في واشنطن في 16 أبريل، نمو الاقتصاد بواقع 2.8 في المئة هذا العام، و4.2 في المئة في 2024-2025.

وتأثر الاقتصاد المصري بشدة بسبب النقص الحاد في العملة الأجنبية، لكن الوضع تحسن مع إبرام صفقة رأس الحكمة الضخمة مع الإمارات في أواخر فبراير، وتوقيع اتفاق قيمته 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي في أوائل مارس.

ويقول الفقي إن القاهرة تفتح المجال أمام القطاع الخاص المحلي والأجنبي، من خلال تسهيل إجراءات الاستثمار، ومن خلال الإنفاق على بنية تحتية قوية.

وقال الفقي إن الاستقرار السياسي والإنفاق على البنية التحتية، من شبكة الطرق والكهرباء والمياه ومحطات الطاقة، ساهم في عقد صفقات مثل رأس الحكمة وغيرها، ساهمت في الاقتصاد المصري خلال الفترة الماضية.

كما أن مصر لديها سوق قوي يضم 115 مليون مصري وأجنبي.

ويشير إلى أن تطبيق الخطة التي أعلن عنها الرئيس الأميركي جو بايدن مؤخرا، وتتضمن وقفا دائما لإطلاق النار وإعادة الإعمار، سيساهم في تخفيف الضغط على مصر من خلال تخفيف التوتر في منطقة البحر الأحمر، وبالتالي قناة السويس.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: القطاع الخاص حکومة جدیدة فی المئة فی عبد الحلیم من خلال فی مصر وهو ما أن مصر

إقرأ أيضاً:

توجيهات السيسي لـ"مدبولي" ومحافظ البنك المركزي تتصدر نشاط الرئيس الأسبوعي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شهد الأسبوع الرئاسي نشاطًا مكثفًا؛ حيث اجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي، مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس اطلع خلال الاجتماع على الجهود المبذولة في تنفيذ استراتيجية مصر الرقمية الرامية إلى تطوير صناعة التعهيد، التي تستهدف تشجيع الشركات العالمية على توسيع أنشطتها في مصر.

وأشار السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، إلى حرص الرئيس خلال الاجتماع على متابعة جهود تحسين خدمات التغطية وجودة الاتصالات والإنترنت، بما يسهم في تلبية احتياجات المواطنين للحصول على خدمات ذات جودة عالية وفاعلية أكبر، حيث وجه الرئيس في هذا السياق بمواصلة الجهود لنشر خدمات الاتصالات في جميع أنحاء الجمهورية، وضمان وصول خدمات الاتصالات إلى المواطنين بجودة عالية، واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتشجيع الاستثمار المحلي والدولي في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وتكثيف الجهود لتحسين موقف مصر في المؤشرات العالمية لقطاع الاتصالات، بما يرسخ موقف مصر كمركز إقليمي للاتصالات والأنشطة والخدمات الرقمية وتكنولوجيا المعلومات.

وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس اطلع أيضًا خلال الاجتماع على الموقف الخاص بإطلاق النسخة الثانية من الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي، والتي من المقرر إطلاقها قريبًا، حيث سيتم من خلالها مواصلة العمل على توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي لإيجاد حلول مبتكرة للتحديات التي تواجه المجتمع في مختلف المجالات، والاستمرار في توفير بنية تحتية حوسبية متطورة للجهات الحكومية والخاصة والشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة العاملة في هذا القطاع، بما يدعم برامج التنمية الاقتصادية الوطنية وأهدافها.

وذكر المتحدث الرسمي أن الاجتماع تناول أيضًا استعراضًا لأوجه التعاون بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والوزارات الاخرى، فضلًا عن المشروعات التي تقوم بها وزارة الاتصالات في مجال التحول الرقمي، واستراتيجية تطوير مكاتب البريد الوطنية، وكذا الجهود الوطنية للتوسع في تصنيع الهاتف المحمول وتوطين صناعته، موضحًا  أن الرئيس قد وجه بالاستمرار في العمل نحو التحول إلى مجتمع رقمي متكامل، يشمل توفير الخدمات الرقمية وحوكمة البيانات، والتوسع في التدريب وبناء القدرات الرقمية من خلال التوسع في مدارس التكنولوجيا التطبيقية ومراكز إبداع مصر الرقمية، وتأهيل الشباب للحصول على فرص عمل.

كما أكد الرئيس السيسي ضرورة دعم البرامج المنفذة في إطار جهود الدولة في مجالات حماية البيانات والأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، مشددًا على أهمية العمل على جذب المزيد من المراكز الدولية المتخصصة للعمل في مصر في مجالات البحث والتطوير، وفي التخصصات الأكثر تشعبًا في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

كما اجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي، مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس اطلع خلال الاجتماع على خطة العمل الخاصة بتحرك وزارة الأوقاف في عددٍ من المحاور، حيث تناول وزير الأوقاف الجهود الجارية في إطار تأهيل وتدريب الأئمة، وما يتعلق بخطة الوزارة الخاصة بالخطابة خلال الفترة المقبلة، وكذا تعزيز عملية تشكيل الوعي الديني السليم، وجهود تجديد الخطاب الديني وتطوير آلياته، بالإضافة لنتائج اجتماع الجمعية العمومية لاتحاد الأوقاف العربية.

وأشار السفير محمد الشناوي المُتحدث الرسمي إلى أن الرئيس استمع خلال الاجتماع لاستعراض لمبادرة وزارة الأوقاف الخاصة بعودة الكتاتيب من جديد، موضحًا أن الاجتماع تناول كذلك الجهود ذات الصلة بتأهيل الأئمة والخطباء والواعظات، دعويًا وعلميًّا وثقافيًّا وإعلاميًّا، ودور أكاديمية الأوقاف في هذا الصدد، حيث أشار وزير الأوقاف إلى أن عملية التأهيل تتم بواسطة كبار المتخصصين في مجالات علوم الدين والدراسات الإنسانية والاجتماعية والثقافية، وذلك بهدف الصقل المُستمر لخبراتهم، وتعزيز قدراتهم على مُواكبة قضايا العصر على نحو مُعتدل ومُستنير.

كما تناول الاجتماع الخطط الجارية لتطوير مستشفى الدعاة في إطار العمل على تحقيق نقلة نوعية في مستوى الخدمات الصحية بالمستشفى.

ووجه الرئيس بمواصلة جهود تحسين أحوال الأئمة والخطباء والدعاة، والاستمرار في برامج تدريبهم وتأهيلهم علميًا وثقافيًا وفقًا لأحدث النظم والأساليب ذات الصلة، كما وجه الرئيس بالدراسة الدقيقة لمبادرة عودة الكتاتيب وجدوى تطبيقها ومدى تأثيرها في تنشئة الأجيال.

كما استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي،الفريق أول عبد المجيد صقر القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي.

واجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي ، مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وحسن عبد الله محافظ البنك المركزي وأحمد كجوك وزير المالية.

وصرح المُتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية أنه تم خلال الاجتماع استعراض الوضع الاقتصادي المحلي والعالمي، وانعكاساتهِ على مؤشراتِ الاقتصاد الكلي، وجهود الحكومة لضمان عدم تأثر برنامج التنمية الاقتصادية بالأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة، وكذا جهود تعزيز الاستفادة من الفرص الاقتصادية المُتاحة.

وأشار السفير محمد الشناوي المُتحدث الرسمي إلى أن الرئيس اطلع خلال الاجتماع أيضاً على المؤشرات الخاصة بالقطاع المصرفي والسياسة النقدية وسعر الصرف، كما أطلع الرئيس على جهود الحكومة لتعزيز احتياطات الدولة من النقد الأجنبي، لضمان توافر المُستلزمات الضرورية للإنتاج والصناعة في القطاعات ذات الأولوية، بما يُسهم في تعزيز النمو الاقتصادي الشامل في مصر.

وقد وجه الرئيس بضرورة استمرار التنسيق بين البنك المركزي ووزارة المالية بخصوص السياسة المالية والسياسة النقدية بما يُسهم في تعزيز الاستقرار الاقتصادي، واحتواء الضغوط التضخمية، وتوجيه المزيد من إتاحة الفرص والتمويل للقطاع الخاص لدفع النمو الاقتصادي، بما يسهم في جذب المزيد من التدفقات الاستثمارية، وتعظيم دور القطاع الخاص في النشاط الاقتصادي.

كما وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي التهنئة إلى الشعب المصري العظيم قائلا: “أتوجه بالتهنئة إلى الشعب المصري العظيم وكل شعوب العالم، بمناسبة بداية العام الميلادي الجديد ٢٠٢٥، راجيًا من الله سبحانه وتعالى أن يحمل لنا في طياته كل الخير والازدهار والتقدم، وأن تتحقق فيه آمالنا وطموحاتنا، مواصلين العمل يدًا بيد من أجل مستقبل يعمه السلام والاستقرار، وتسوده روح التعاون والتكامل من أجل رفاهة البشرية.. كل عام وأنتم بخير”.

مقالات مشابهة

  • بعد توقعات الحكومة بانخفاضها.. موقف التضخم وأسعار الفائدة في 2025
  • «تسلا» تسجل رقما قياسيا في مبيعات السيارات الكهربائية خلال 2024
  • تقرير: التضخم السنوي في تركيا يسجل 83.40٪؜
  • اليورو عند أدنى مستوى له منذ نوفمبر 2022م
  • أردوغان يكشف عن أرقام اقتصادية تذهل العالم بخصوص الصادرات التركية خلال 2024
  • نجاحات العمران المصري.. تنفيذ 1.4 مليون وحدة ضمن مشروعات الإسكان بمختلف مستوياتها.. واساتذة تخطيط عمراني: تغيير حياة الملايين عبر التنمية العمرانية الشاملة والقضاء على العشوائيات أبرز الإنجازات
  • توجيهات السيسي لـ"مدبولي" ومحافظ البنك المركزي تتصدر نشاط الرئيس الأسبوعي
  • استعدادًا لمواجهة المصري بالكونفدرالية.. جروس يطبق خططًا فنية جديدة في مران الزمالك
  • لماذا لا يوجد دستور في إسرائيل وكيف تتعرقل محاولات إسقاط رئيس الحكومة؟
  • استقرار سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الخميس 2 يناير 2025