« شاهد على وطني » .. الفال يرسم شمس المستقبل
تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT
البلاد – جدة
(المملكة العربية السعودية كانت ولا زالت وستبقى بلد الحضارة الإسلامية والنضارة الثقافية والتاريخ العريق، البلد الذي يحرث أهله الصباح، لتشرق شمس لا تحسن الإنحناء، إسمها “شمس المستقبل).
تلك كانت شهادة من بين نحو مائة شهادة في عشق وطن النضارة والحضارة، جمعها الكاتب الصحفي، رئيس تحرير صحيفتي ” المدينة” و” عكاظ” السابق، محمد المختار الفال في أحدث إصداراته :”شاهد على وطني – آراء في الحرية والتنمية وحقوق الإنسان”.
يقع الكتاب في 566 صفحة، وقد ضمّ بين دفتيه (2024) مقالات ودراسات وأبحاثا ،كتبها الفال في فترات متفاوتة من الثلاثين عاماً الماضية،ونشرتها صحف سعودية وعربية، وقد عالجت قضايا وطنية متنوعة أبرزها: الحرية، التنمية، حقوق الإنسان، محاربة الفساد وآثاره، التعامل مع هموم الناس في التعليم والصحة، موقف المجتمع ومؤسساته من حقوق المرأة وتدافع التيارات حوله، والعلاقة مع الماضي والتفاعل مع الحاضر والنظرة إلى المستقبل.
الفال وصف صفحات كتابه بما فيها من آراء واجتهادات وملاحظات بأنها “أداء لبعض حق الوطن” و”شهادة” منبتها الحب والاعتزاز بالانتماء لكيان شامخ، يحفز بنيه بقيّم ومبادئ أهله وشيمهم وأخلاقهم”،راسماً لوحة بديعة لوطنه قائلاً:
“شهادة ترصد معاني احتفاء الوطن بذكرى أمجاده وأيامه الخالدات، وتقدير لما أسسه وأصَّله بُناتُه الأوائل من مبادئ وقيّم تكرِّم الإنسان، وتجعل حقه محفوظاً، وصيانة عرضه غايتها ومبتغاها”، داعياً إلى الإعتزاز بالموروث الحضاري للوطن، وتعظيم حاضره، والتطلع إلى مستقبل يمكِّنه من العيش في عصره، والمشاركة في علومه ومبتكراته.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
المستقبل الإقتصادى للعلاقات العربية الأمريكية بعد صعود ترامب (٨- ١٠)
تناولنا فى المقالات السابقة أن عودة ترامب تعلن عن تبعثر أوراق الإقتصاد العالمى خاصة فى الدول العربية، بسبب السياسات الخاصة المرتبطة مع الولايات المتحدة الأمريكية، والتى انخرطت فى صراعات مدتها 231 عاما من أصل 248 عاماً من وجودها، واستنادًا على شعار ترامب «أمريكا أولًا»، والذى أكده خلال حفل تنصيبه ٢٠ يناير الحالى، فإن توجهاته تعكس هذا الشعار، وفى هذا السلسلة من المقالات سوف نتناول تأثير ذلك على الدول العربية بصورة منفردة، وفى هذا المقال سوف نتناول الأثر الاقتصادى على دول المغرب العربى (تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا)، خطاب التنصيب لترامب يؤكد أن ولاية ترامب الثانية ستشهد تركيزًا على تعزيز المصالح الوطنية الأمريكية، ما قد يؤدى إلى تقليل التدخلات الدولية. ومع ذلك، فإن هذا النهج يحمل مخاطر تصعيد التوترات مع خصوم الولايات المتحدة خاصة الصين، ويقوض التحالفات التقليدية، ويجعل مستقبل السياسة العالمية أكثر تعقيدًا. ولكن منذ نشأة اتحاد المغرب العربى عام 1989 إلى الآن لم يتحقق أى إنجاز، ولا شىء يذكر يحقق التكامل الإقتصادى، والتوافق السياسى. إذ لا يوجد مخطط لوجستى للنقل عبر مد خط حديد موحد يجمع بين تلك الدول أو تنمية مشتركة أو عملة نقدية موحدة أو سوق مغاربية مشتركة، وبالتالى فإن سياسة الولايات المتحدة تجاه دول المغرب العربى تنبنى على أساسين: الأول اقتصادى، والثانى أمنى وسياسى. فالهدف الاقتصادى يتمثل فى إقناع دول المغرب العربى بضرورة بناء سوق موحدة تمكن المستثمرين الأمريكيين من الاستفادة من هذه السوق. أما الهدف السياسى، فأساسه تذويب الخلافات السياسية الحادة بين دول المغرب العربى، ومنها على الخصوص أزمة الصحراء بين الجزائر والمغرب، وهى سبب أساسى لمشاكل المغرب العربى، فالجدل اليوم يطرح نفسه حول مدى جدية تواجد هذا الإتحاد على أرض الواقع، وإيجاد تسوية عادلة وشاملة تحقق وحدته وتطلعاته إلى مستقبل تكتل إقليمى يكون موازياً للاتحاد الإفريقى، والاتحاد الأوروبى، وانطلاقا من مفهوم الاختلاف فى تأسيس القاعدة الأساسية للإقتصادات الوطنية لدول المغرب العربى يعتبر ذلك التكامل مفقود، فإنغلاق كل دولة على ذاتها وتأسيس نظام اقتصادى خاص بها يتعارض مع فلسفة الاتحاد، فإتحاد المغرب العربى يعتبر اليوم من المنظور الدولى هو عبارة عن تجمع فارغ المحتوى. وما نود أن نشير إليه أنه رغم ما حققه الرئيس ترامب من فوز ساحق فى الانتخابات الرئاسية، لكن العالم اليوم مختلف تمامًا عن العالم الذى تركه ترامب فى يناير عام 2021، لأنه يواجه مشهدًا عالميًا يتميز بعدد من النقاط المشتعلة بكثافة، والتى أكدها ترامب خلال خطاب التنصيب يوم الاثنين الماضى، ويؤكد الخطاب أن عام 2025 سوف يكون عام زيادة التحديات الجيوسياسية، حيث أكد تغيير اسم خليج المكسيك إلى خليج أمريكا، وضم قناة بنما التى تسيطر عليها الصين رغم الدعم الأمريكى لها، وهى أمور تنذر بزيادة حدة النزاعات العسكرية، وهو ما يتفق مع تقرير المنتدى الاقتصادى العالمى بدافوس، من أن الصراعات المسلحة هى أكبر خطر عام 2025، وأن العالم الآن يتسم بأنه عالم يتميز بالانقسامات العميقة، والمخاطر المتعاقبة، وبالتالى فإن الاختيار بين تعزيز التعاون والمرونة أو مواجهه تفاقم عدم الإستقرار سوف تكون هى الاختيار الوحيد فى الفترة القادمة. خاصة بعد إدراك واشنطن الأهمية الإستراتيجية لمنطقة المغرب العربى منذ الحرب العالمية الثانية، وللحديث بقية إن شاء الله.
رئيس المنتدى الاستراتيجى للتنمية والسلام