تابعت باهتمام شديد، الحديث الشامل الذي أدلى به ولي عهدنا القوي بالله الأمين، أخي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، رئيس مجلس الوزراء ل (ذا أتلانتك) وتناولته الصحافة المحلية .
وصحيح.. كان حديثاً شاملاً بحق، عرَّج فيه سموه الكريم على موضوعات عدة مهمة شملت: علاقاتنا الخارجية مع كلٍّ من أمريكا، قطر وإيران.
أما فيما يتعلق بالشؤون الداخلية، فقد أوضح ولي عهدنا القوي بالله الأمين في كلمات واضحات مختصرات، المرتكز السياسي الذي قامت عليه المملكة، مؤكداً أنها ستستمر على المبدأ نفسه الذي تأسست عليه (الملكية المطلقة). وكان بجانب هذا واضحاً بالتأكيد على عدم السماح لأيٍّ كان بالتدخل في شؤوننا الداخلية، مثلما نحن لا نتدخل في شؤون غيرنا، مؤكداً قدرة السعوديين وكفاءتهم لإدارة شؤونهم بأنفسهم بما يحقق مصالحهم، ويضمن لهم استقلالهم واستقرارهم وتنمية بلادهم وإزدهارها وتمكينها من أداء رسالتها في الاستخلاف في الأرض .
والحقيقة، شمل حديث سموه الكريم محاور عدة فيما يتعلق بسياستنا الداخلية، تناولت الاقتصاد، مكانة المرأة في بلادنا وما تحقق لها من مكاسب، السياحة، التطور الاجتماعي الذي حققته بلادنا خلال السبع سنوات الأخيرة، الفساد وشدَّة حرص سموه الكريم على استئصال شأفته، حتى إن سرق المتجاوز بيضة واحدة .
كما أكد سموه الكريم حرص بلاده على العودة للإسلام النقي الوسطي، الذي لا مجال فيه لتنطع أو تزمُّت، ولا استحواذ لفئة لدور (المرشد)، مشيراً إلى خطورة الدور السلبي الهدّام للمتطرفين، سُنَّة وشيعة، ومن بينهم جماعة الإخوان التي كان لها (القدح المعلى) في تفّريخ التطرف وما أفضى إليه من مشاكل معقدة في المنطقة والعالم على حدٍّ سواء .
كما أوضح سموه الكريم نظرته وفهمه العادل لأكثر مذهبين سائدين في بلادنا: (السُّنَّة والشيعة)، محذراً من الترويج لأحدهما على حساب الآخر ليجعله من يروجون له الطريقة الوحيدة لفهم الدين في بلادنا .
على صعيد آخر، أكد ولي عهدنا القوي بالله الأمين، عزم السعوديين وتصميمهم على إنجاح مشروعهم (رؤية 2030) مهما كان الثمن، وإخراس كل تلك الأصوات النشاز التي يرددها الإنهزاميون الذين يراهنون على فشل المشروع، مؤكداً لهم أن رهانهم هذا على جواد خاسر لا محالة (مجرد بوق لعمالة نتنة مكشوفة).
كما بشَّر سموه الكريم بقرب بزوغ فجر مشروع توثيق الأحاديث النبوية الشريفة المثبتة، في إطار سعي الدولة للعودة إلى الإسلام النقي الوسطي، الذي لا مكان فيه لجهل أو أهواء تمنح هذا صكوك الغفران، وتمنعها
من ذاك،مؤكداً على تطور بلاده وفقاً لمبادئها التي لا تسمح بالحياد عنها أبداً، مرتكزة على مقوماتها الاقتصادية والثقافية وشعبها وتاريخها وإرثها الحضاري،وغير هذا كثير مما اشتمل عليه حديث سموه الكريم ل (ذا أتلانتك) .
هذا فيما يتعلق بالموضوعات التي تناولها سموه الكريم في حديثه بإيجاز. غير أنه ثمَّة جانب آخر في شخصية ولي عهدنا القوي بالله الأمين، يغفله كثيرون. ولهذا لم يجد حقه من البحث والدراسة: الشخصية القيادية الإستثنائية التي تظهر للعلن بوضوح في كل كلمة يتفوه بها؛ فكلامه واضح محدّد، مباشر؛ لا التباس فيه ولا التواء ولا مداهنة، ولا مكاناً لمنطقة رمادية، يؤكد هذا نبرة صوته ونظرة عينيه، وكل ما يستعمله من لغة الجسد من حركات وإشارات تعطي قوة شديدة لحديثه ومصداقية؛ إضافة للقدرة على السرد والاستطراد واستدعاء الأفكار، وقوة الحجة واستقامة المنطق. يضاف إلى هذا حدَّة الذكاء، حضور البديهة والقدرة على النكتة التي تجعل المتلقي لا يمل، بل يطلب المزيد؛ إضافة إلى الحزم والعزم والقدرة على الحسم في أصعب المواقف، تلك الصفات القيادية المذهلة التي استمدها سموه الكريم من المؤسس ومن والده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود- حفظه الله ورعاه وسدَّد على طريق الخير خطاه- .
هذا كله بجانب تلك الثقة الراسخة في عون الله ونصره، واحتساب الأجر بنية خالصة لخدمة الأُمَّة، والعزيمة الماضية على السير قدماً في طريق التمنية والتطور، يؤكد هذا كله قدرة مدهشة على العمل والإنجاز والإبداع والتميز، يوجهها فكر نيِّر يدفعها دوماً نحو النور، مهما اشتدت وعورة الطريق وبعد المسير وتخاذل الرفيق .
والحقيقة، كم كنت أتمنى أن يتسع المجال للحديث عن هذا الجانب الآخر المدهش في شخصية ولي عهدنا القوي بالله الأمين القيادية، وإلى حين يتسع المجال لتناول هذا الجانب المشرق في شخصية أبي سلمان القائد الهمام، أعود لكي أؤكد هنا ما كنت أردّده دوماً لقناعتي به، وأعيده اليوم، وسوف أظل أردّده ما حييت: مهما حقق لنا قادتنا الكرام البررة من عمل وإنجاز وإبداع، ومهما أظهروا لنا من صفات قيادية فريدة، لن يدهشنا هذا أبداً؛ لأن ذلك هو ديدنهم، وتلك هي الفطرة التي جبلوا عليها. فهنيئاً لنا بهم، وهنيئاً لأُمَّة الإسلام بقادة كرام مثلهم .
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: سموه الکریم فیما یتعلق
إقرأ أيضاً:
لتطوير المدن السعودية.. محمد بن سلمان يطلق خريطة للعمارة
أطلق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ، خريطة للعمارة تشمل 19 طرازاً معمارياً مستمَداً من الخصائص الثقافية والجغرافية للمملكة ، وذلك في خطوة تهدف إلى تطوير المدن السعودية.
يأتي ذاك - بحسب وسائل سعودية - وسط توقعات بأن تسهم العمارة السعودية بأكثر من 8 مليارات ريال في الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، مع توفير أكثر من 34 ألف فرصة عمل في قطاعات الهندسة والبناء والتطوير العمراني بحلول 2030.
وأكد ولي العهد ، أن إطلاق خريطة العمارة السعودية، التي تعكس تنوع المملكة الثقافي والجغرافي، يأتي ضمن مساعي تطوير مدن حضرية مستدامة تتناغم مع الطبيعة المحلية، وتوظف الطراز المعماري التقليدي بأساليب حديثة.
وذكر : "تمثل العمارة السعودية مزيجاً من الإرث العريق والتصميم المعاصر، حيث نعمل على تحسين المشهد الحضري وتعزيز جودة الحياة، بما يحقق توازناً بين الماضي والحاضر، ويكون مصدر إلهام عالمي للابتكار في التصميم المعماري".
كما لفت الأمير محمد بن سلمان ، إلى أن العمارة السعودية تسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية غير المباشرة من خلال زيادة جاذبية المدن، مما يعزز من زيادة أعداد الزوار والسياح، ويدعم نمو القطاعات المرتبطة بالسياحة والضيافة والإنشاءات.
وتستهدف السعودية تحديث مدنها ضمن خطتها للتطوير. وأنشأ صندوق الاستثمارات العامة في أكتوبر 2022 شركة لهذا الغرض باسم "داون تاون السعودية"، للمساهمة بتطوير البنية التحتية للمدن، وتعزيز الشراكات الاستراتيجية مع القطاع الخاص والمستثمرين، عبر تقديم فرص استثمارية جديدة في قطاعات الأعمال والتسوق والسياحة والترفيه والإسكان.
وتعمل الشركة على تطوير أكثر من 10 ملايين متر مربع لمشاريعها المصممة وفق الطابع الحديث والمُستمد من روح مناطق المملكة وثقافتها، في 12 مدينة، هي: المدينة المنوّرة، الخُبر، الأحساء، بريدة، نجران، جيزان، حائل، الباحة، عرعر، الطائف، دومة الجندل، وتبوك، حسب بيان أصدرته حين إطلاقها.
كما تضم خريطة العِمَارَة السعودية، التي أُعلنت اليوم، 19 طرازاً معمارياً يعكس كل منها الخصائص الجغرافية والطبيعية والثقافية لمنطقة من المملكة، بناء على الدراسات العمرانية والتاريخية التي تعكس أنماط البناء المتوارثة عبر الأجيال، وهي: العِمَارَة النجدية، العِمَارَة النجدية الشمالية، عِمَارَة ساحل تبوك، عِمَارَة المدينة المنورة، عِمَارَة ريف المدينة المنورة، العِمَارَة الحجازية الساحلية، عِمَارَة الطائف، عِمَارَة جبال السروات، عِمَارَة أصدار عسير، عِمَارَة سفوح تهامة، عِمَارَة ساحل تهامة، عِمَارَة مرتفعات أبها، عِمَارَة جزر فرسان، عِمَارَة بيشة الصحراوية، عِمَارَة نجران، عِمَارَة واحات الأحساء، عِمَارَة القطيف، عِمَارَة الساحل الشرقي، العِمَارَة النجدية الشرقية.
ومن المقرر أن يتم بدء تطبيق التوجيهات التصميمية المرتبطة بالعمارة السعودية في كل من: الأحساء، الطائف، مكة المكرمة، وأبها، على أن تكون البداية بالمشاريع الكبرى، والمباني الحكومية والتجارية، مع الاعتماد على تصميمات مرنة تتيح استخدام مواد البناء المحلية دون فرض أعباء مالية إضافية على الملاك أو المطورين.