يقتضي علاج سكري الحمل العمل على منع زيادة الجلوكوز في دم الحامل عن حدّ معين سائر ساعات اليوم.
نبدأ بالالتزام بالخطة الغذائية التى ينصح بها أخصائيو التغذية ، حيث يحسبون كميات السعرات الحرارية اللازمة للنشاط الجسدي دونما زيادة ، تتضمن الخطة الغذائية الابتعاد شبه التام عن كل الأطعمة المحلّاة بالسكر كالعصائر و المشروبات الغازية، و الحلويات بأنواعها ، كما تتضمن إنقاص كمية الكربوهيدرات التى نتناولها عادة الى ربع الكمية او أقل ، و المقصود بالكربوهيدرات أطعمة مثل الرز و الخبز و المكرونة ،
و يُنصح بتقسيم الغذاء على ست وجبات صغيرة ، و الاحتفاظ بجهاز لقياس نسبة جلوكوز الدم ، يقاس مستوى الجلوكوز عند الصحو من النوم قبل تناول أي طعام ، ثم بعد ساعة من كل وجبة رئيسية وفي موعد النوم .
ارتفاع مستوى الجلوكوز عن الحدّ المأمون، يعنى انتقاله عبر الحبل السري الى الجنين ، وهذا يؤدي إلى ارتفاع نسبة الأنسولين التي يفرزها بنكرياس الجنين ، و هكذا يستخدم الجلوكوز الزائد عند الجنين في عمليات بناء الجسم ، و يؤدي هذا الى زيادة حجم الجنين ، الأمر الذي قد يسبب صعوبات في الولادة ، و يزيد من الحاجة الى الولادة القيصرية ، و بمجرد ولادة الطفل ، ينقطع عنه الجلوكوز القادم من الأم بينما تستمر زيادة إفراز الأنسولين وقتاً حتى تعود للمستوى الطبيعي ، وهذا يؤدي إلى انخفاض مستوى الجلوكوز عند الطفل المولود حديثا عن المستوى الطبيعي ، وهو أمر له مضاعفات خطيرة، و هنا نحتاج إلى متابعة فحص مستوى الجلوكوز و التدخل لزيادته إن نقص عن الحدّ المأمون. و لا يتعارض هذا الأمر مع الإرضاع الطبيعى مبكراً.
بعد الولادة ،تعود الأم الى وضعها الطبيعي دون أى محدِّدات، ثم تعاد فحوصات السكر بعد ستة أسابيع ، في حالة السكر الحملى ،سنجد أنها استعادت الوضع الطبيعى ، و لكن لو وجد أن مستوى الجلوكوز استمر في ارتفاعه ، فهذا يعنى أننا كنا نتعامل مع مريضة سكر، و هو النوع غير الخاص بالحمل .
ويستحسن إن لم تبق آثار للسكري بعد الولادة، أن تُنبه الأم للمتابعة المبكِّرة في أي حمل قادم ، و أن يُقاس معدل السكر التراكمي عندها في الأسابيع المبكّرة للحمل ، إن وُجد أن المستوى مرتفع عن الطبيعى، نبدأ العلاج الذي أشرنا اليه مبكراً.
(يتبع)
SalehElshehry@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
دراسة تربط زيادة الإصابة السكري بالأحماض الدهنية القصيرة
كشفت دراسة جديدة عن علاقة بين ارتفاع تركيز بعض الأحماض الدهنية القصيرة في الدم وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
وظهرت هذه العلاقة بشكل واضح لدى النساء فقط، في حين لم تلاحظ لدى الرجال، مما يشير إلى وجود اختلافات مرتبطة بالجنس في تأثير هذه الأحماض على الإصابة بالمرض.
وأجرى الدراسة باحثون في جامعة شنغهاي جياو تونغ التابعة لمستشفى رويجين بالصين بقيادة الدكتورة جيلي لو، ونُشرت نتائج الدراسة في مجلة لايف ميتابوليزم في 22 يناير/كانون الثاني الحالي، وكتب عنها موقع يوريك ألرت.
ما الأحماض الدهنية؟تحظى الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة التي تنتجها الميكروبات في القولون بتقدير كبير، وذلك لتأثيراتها المفيدة على صحة القلب والأيض، بما في ذلك تعزيز إفراز الإنسولين وخفض مستويات الكوليسترول والغلوكوز (سكر الدم) في البلازما، وغير ذلك، وتنتج الميكروبات المعوية هذه الأحماض وتصل إلى الدورة الدموية بتركيزات مختلفة.
ويعكس تركيز الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة في الدم الحالة الصحية للفرد، وركزت الدراسة على نوعين من الأحماض الدهنية الموجودة في الدم:
الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة (Short chain fatty acids)، مثل حمض الخل والبروبيونات (Propionate)، وهي مركبات تنتجها بكتيريا الأمعاء عند هضم الكربوهيدرات. الأحماض الدهنية المتفرعة قصيرة السلسلة (Branched short-chain fatty acids)، مثل حمض الإيزوفاليريك (Isovaleric acid)، وهي مركّبات تنتجها بكتيريا الأمعاء عند هضم البروتينات. إعلانوأظهرت نتائج الدراسة أن ارتفاع مستويات هذه الأحماض في الدم يرتبط بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، فعلى سبيل المثال:
ارتبط ارتفاع مستويات الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة بزيادة احتمالية الإصابة بالسكري بنسبة 16%. ارتبط حمض البروبيونات بزيادة خطر الإصابة بنسبة 18%.وأظهرت الدراسة أن بعض الأحماض الدهنية المتفرعة قد تزيد خطر الإصابة بالسكري بشكل غير مباشر من خلال تأثيرها على مستويات الدهون الثلاثية ومقاومة الإنسولين ووظيفة خلايا بيتا المسؤولة عن إفراز الإنسولين.