صحيفة البلاد:
2025-03-17@14:38:05 GMT

الحركة و التقدم

تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT

الحركة و التقدم

خلقنا الله بمميّزات ،ووهبنا هبات عظيمة كالعقل و التحكُّم و الإرادة والقوة العقلية الهائلة ،واستثمار هذه المميزات ،يجعلنا متقدمين في مجتمعاتنا و متميزين في محيطاتنا بلا شك ،بسبب ما نقدمه من إنجازات و نجاحات كبيرة ممّا يجعل من مجتمعاتنا تنهض بين أقرانها .

و في الحقيقة ،تعود أسباب النجاح إلى عامل الحركة و التقدم ،و يجب أن لا يخفى علينا أنه ثمة فرق بين الحركة و التقدم حيث أن الحركة المستمرة دون تحديد الاأهداف و قياس مستوى الأداء و تحقيق النجاح، فهي إنما حركة فقط و لا يمكن أن يقع التقدم في هذه الحالة، و لذا ،فإن الحركة المستمرة ،لها تكنيك خاص بها،

و يستحيل أن يحقق الفرد تقدمًا بلا حركة، فإن الحركة هي التي تدفع الفرد إلى التغيير و تبديل الخطط و استمرار المحاولة و عدم الاستسلام مع وجود خطة عمل محددة و خطط اخرى بديلة في حالات الفشل، فإن الخطط البديلة تحدّ من قوة سطوة الفشل و تدفع الفرد إلى الاستمرار نحو الأفضل مع الاستزادة من العقبات.

ويكمن التقدم في عملية تطوير الموهبة و تنميتها حتى لا تواجه هذه الموهبة اندثارًا بسبب تجاهلها ،فإنها الموهبة بحدّ ذاتها تعددّ أحد أعظم نقاط القوة للفرد ، و التي بإستثمارها ،تصعد بالفرد إلى مستوى عال جدا من النجاح والتفوق والحركة ،هي الاستمرارية ،هي وقود الوصول إلى المُراد.

إن امتلاك الموهبة ،لا يجعل الفرد ناجحًا أو متميزًا، إنما إظهارها و توظيفها في موقعها المناسب ،هو ما يجعلها لامعة بشكل كبير، و لذا على الفرد أن يطبّق قانون الحركة على ذاته، فإن الجسم الساكن ،يبقى ساكناً مالم تؤثر فيه قوة خارجية، كما هو حال المواهب ،تحتاج إلى حركة تقدم يصقلها ،ويصل بصاحبها إلى أعلى المستويات ،والتي من خلالها يتم تحقيق الرضا الذاتي.

fatimah_nahar@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

إذا لم تفشل.. فأنت لم تحاول من الأساس

إن عبارة “إذا لم تفشل، فأنت لم تحاول من الأساس”، التي ألقاها الممثل الشهير دينزل واشنطن في خطابه لطلاب إحدى الجامعات، تختزل بعمق جوهر النجاح والإبداع. إن الخوف من الفشل كثيرًا ما يقيدنا داخل دائرة الراحة، ويحول بيننا وبين السعي لتحقيق أحلامنا. تلك المخاوف، التي تبدو كأنها درع يحمي كرامتنا، هي في حقيقتها أغلال تكبل إمكاناتنا الحقيقية.
الفشل، في جوهره، ليس هزيمة نهائية، بل هو معلم حكيم يُظهر لنا مواضع التحسين وفرص النمو. إن قصص الناجحين حافلة بإخفاقات سبقت النجاحات. خذ على سبيل المثال إيلون ماسك، الذي عانى مرارًا وتكرارًا في محاولاته لإعادة صواريخ “سبيس إكس” إلى الأرض بسلام بعد إطلاقها. بعد سلسلة من الانفجارات والخيبات، استطاع ماسك أخيرًا أن يحقق ما كان يبدو مستحيلاً، ليؤكد أن الفشل مجرد محطة، وليس الوجهة النهائية.
مشاركة أعمالنا وأفكارنا مع الآخرين هي لحظة شجاعة تكشف عن جوانب من أرواحنا أمام أعين الغرباء. قد يبدو النقد كطعنة، لكنه في الحقيقة فرصة ثمينة لإعادة النظر وتطوير ما نقدمه. الفشل هنا ليس في أن تُرفض أعمالنا، بل في أن نرفض نحن المحاولة من الأساس. هناك من يفضلون الصمت خوفًا من الفشل، ولكنهم بذلك يحكمون على أنفسهم بالبقاء في الظل، حيث لا مخاطرة ولا إنجاز.
إن النجاح لا يُقاس بعدد المحاولات الناجحة، بل بعدد المحاولات التي تجرأنا فيها على مواجهة المجهول. الموهبة وحدها لا تكفي، فهي تحتاج إلى إصرار لا يلين ورغبة صادقة في التعلم من الأخطاء. أولئك الذين يظهرون لنا نجاحاتهم فقط، يُخفون خلف تلك الصورة محاولات فاشلة لا حصر لها، وساعات طويلة من العمل الشاق. الأسطورة التي تقول إن النجاح يأتي من المحاولة الأولى، هي محض وهم يُغذي الخوف من الفشل، ويمنع الكثيرين من السعي وراء أحلامهم بشجاعة.
الفشل ليس عدوًا، بل مرآة تعكس لنا مواضع التحسين وتعلمنا الصبر والمثابرة. إن الخوف الحقيقي يجب أن يكون من عدم المحاولة، من أن ننتهي إلى التساؤل “ماذا لو؟” بدلاً من أن نخوض التجربة ونستخلص منها دروسًا تدفعنا إلى الأمام.
لا بد أن نستذكر هنا قول الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي :
“ومن يتهيب صعود الجبال.. يعش أبَــدَ الدهــر بيــن الحــفرْ”.
فالتجرؤ على المحاولة، حتى في مواجهة الفشل، هو ما يصنع الفرق بين من يبقون في القاع، ومن يعتلون القمم.

jebadr@

مقالات مشابهة

  • وفد الحزب الكردي يزور حزب الحركة القومية
  • هاني الفيومي: مصر استقبلت 700 ألف سائح أفريقي العام الماضي ونسعى لزيادة الحركة
  • إذا لم تفشل.. فأنت لم تحاول من الأساس
  • "فاهمني".. مشروع تخرج طالبات كلية الإعلام عن مهارات الذكاء العاطفي
  • تشيلسي يفتح خزائنه لضم الموهبة البرتغالية إيسوجو
  • جوهر المشكلة – الحركة الإسلامية
  • محمد الشرقي يلتقي الباحث هادي اللواتي ويؤكد أهمية التراث الإسلامي في بناء الفرد والمجتمع
  • محمد الشرقي يؤكد أهمية التراث الإسلامي في بناء الفرد والمجتمع
  • هل الانصرافي مجرد فقاعة ؟
  • حسين: نحترم علاقات حسن الجوار ولا نتدخل بشؤون الدول والتجربة العراقية قد تفيد السوريين في مواجهة التحديات الأمنية