3 يونيو، 2024
بغداد/المسلة الحدث:
عمر الناصر
لم يعد للاشياء قيمة مادية او معنوية فهي تحولت من مكملات ديمومة واستمرارية الحياة الى الكماليات ، حتى اصبح الاكل جزء من الترف والاسراف واساس تقف عليه لعنة “البرستيج” التي هي سمة يتسم بها اغلب حديثي النعمة ، متناسين سخط الله على الجاحدين الذين قد يكونوا سبباً لا سامح الله في تغيير مسارنا الى الكون خمسة وعشرين “٢٥” ، فالهاتف مثلاً كان له قيمة كبيرة ينطوي ضمن قائمة تصنيف المستويات الثقافية قبل اكثر من ثلاثين سنة، لكن وجدناه اليوم ينتمي لعائلة “البهرجة” والتفاخر والتعالي والغرور وليس من اجل ادامة التواصل والحميمية ، حتى السلطة لم يعد لها بريقاً ورونقاً وهيبة بل هي اصبحت عبارة سجن مفتوح ومحدود الحرية ،لايستطيع اصحابها التمتع بالحياة كبقية افراد المجتمع او كأي انسان يستطيع التجوَل دون حراسات ، او يرتاد المطاعم ويجلس في المقاهي الشعبية والكافيهات ويستيقظ متى يشاء ويلتقي بمن يريد ومتى يريد كجزء ينتمي الى ثقافة الطبيعة المجتمعية.
لم تعد اغلب طبقات المجتمع تكترث لما تتمخض عنه قرارات السياسيين وخصوصاً بعد فقدان الامل بالمطلق بايجاد حلول جذرية لواقعهم المزري ، بقدر اهتماماتهم ببناء جدار نفسي عازل مع من اخفق في تعزيز مستويات معيشتهم الاقتصادية ورفاهيتهم المجتمعية او رفع مناسيب اعادة الثقة بالبرامج الواقعية وليست النظرية ومنهم الطبقة الرمادية، خصوصاً بعد ان تبوأ العراق مراكز متقدمة في ماراثون التنافس على ملئ الكروش وهدر الطعام كمصنف محترف في قائمة الجحود على نعم الله بين دول العالم، حتى بدأ يشغل مراكز متقدمة وفي المركز الأول عربياً والسادس عالمياً من إجمالي ١٦٩ دولة، كأكثر دولة تهدر أكبر قدر من الغذاء لعام ٢٠٢٣ بحسب مجلة ceoworld الأمريكية، مما يعني ان نصيب الفرد لدينا من بقايا الطعام هو ١٢٠ كغم، ما يعكس حقيقة سلوك الجحود تجاه هذه النعمة من خلال التباهي والشراء بكميات تفوق الاحتياجات الأساسية كأنه مهرجان لتنوّع الغذاء في سباق تبذير الاموال.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
في وسطِ الصحراء.. 80 مختصاً طبياً يعملون في رالي داكار السعودية 2025
البلاد- جدة
في صحراءِ المملكة العربية السعودية، وبين كثبانها الرملية، وجبالها الشاهقةِ البهيّة، يُظهرُ رالي داكار صورةً كبرى للإثارة والنديّة، في مساراتٍ معقدة ومتعددة، بتضاريس متنوعة، وأجواءٍ مختلفةٍ ومتقلّبة.
هذه التفاصيل تؤكد لنا ضخامةَ الحدث، إلا أن هناك قمةٌ أخرى، تتمثل بالمركزِ الطبي للرالي؛ الذي جُهّزَ بإمكاناتٍ طبيةٍ متطورة، لضمانِ سلامةِ جميعِ المشاركين، والفرق المساندة.
ويضم المركز الطبي للرالي 80 شخصاً متخصصاً في عددٍ من المجالات، من بينهم: أخصائيو الطوارئ، وأطباء العناية المركزة، وعدد من الجراحين والممرضين، وأخصائيو الأشعة والتخدير، إذ تم الاستعانةُ بخدماتهم؛ نظير خبراتهم، وقدراتهم في التعامل مع جميعِ الحالات والإصابات.
ويعمل الفريق الطبي في الرالي طيلةَ فترةِ تنافس المتسابقين، إذ يكون ذلك عبر 5 طائراتٍ من نوع “هيليكوبتر”، و13 سيارة إسعافٍ رباعية الدفع، مزودة بفريق عنايةٍ فائقة، وأخصائي تخدير، وإمكانات العناية المركزة، إضافةً إلى وجود 6 شاحنات عند خط النهاية، إلى جانبِ فرق الإسعاف الجوي؛ لنقل الحالات الطارئة إلى المستشفيات القريبة.
المنشأة الطبية في مخيم المبيت “البيفواك” قادرةٌ على استقبالِ 200 مريضٍ يومياً، وعلى مدار الساعة، فيما تحتوي على تقنيات تصويريةٍ متقدمة، مثل: فحوصات الجسم بالأشعةِ السينية، والموجات فوق الصوتية.
عدد من الأطباء المميزين يمثّلون الفريق الطبي للرالي، تتقدمهم الدكتورة فلورنس بوميري؛ قائدةُ الفريق الطبي برالي داكار، والتي تقوم بتوظيف خبراتها الطويلة في طب الطوارئ والإصابات الرياضية لإسعاف المصابين، كما تعمل أيضاً على تشكيل فريق العمليات، فيما يشهد الفريق أيضاً وجود الأخصائي السعودي أحمد العقيل؛ والذي أمضى 5 أعوام عملٍ في الرالي، إذ يقوم “العقيل” بدورٍ حيوي لتنسيق الحلول الطبية، ومساعدة المرضى الناطقين باللغة العربية، وتسهيل التواصل مع العيادات والمستشفيات في المدن الكبرى عند الحاجة إلى رعايةٍ متقدمة.