جريدة الوطن:
2024-11-25@08:19:25 GMT

النموذج المتفرد في الذكاء الاصطناعي

تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT

النموذج المتفرد في الذكاء الاصطناعي

اتجاهات مستقبلية

 

النموذج المتفرد في الذكاء الاصطناعي

 

 

 

مركز تريندز للبحوث والاستشارات

 

تتفرد الإمارات في مقدمة الدول العربية في الاهتمام والمساهمة في تطوير الذكاء الاصطناعي، ما جعل دولًا أخرى في المنطقة تتسابق للحاق بركب التكنولوجيا المتقدمة، ويتوقع أن يسهم الذكاء الاصطناعي بنسبة 14% من الناتج المحلي الإجمالي للإمارات في 2030، إذ ترمي الإمارات إلى الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لتحقيق ريادتها في تقدم نموذج يعزز التنمية المستدامة.

وبينما يتقدم الذكاء الاصطناعي سريعًا، يبدو أننا نحتاج إلى معايير لتطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي بما لا يضر، ومن أجل ذلك، أطلقت “مجموعة السبع” خلال قمة هيروشيما في اليابان “عملية هيروشيما للذكاء الاصطناعي”، للعمل من أجل ذكاء اصطناعي “آمن وتحييد المخاطر المحتملة الناتجة عن التطوير.

الإمارات، الدولة الوحيدة العربية وفي منطقة الشرق الأوسط، التي انضمت إلى مجموعة “هيروشيما للذكاء الاصطناعي”، بجانب الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان وكندا وكوريا الجنوبية والاتحاد الأوروبي، ليصبح العدد 49 دولة تمتاز بالتقدم على الساحة العالمية في هذا المجال، إذ إنها تحدد المخاطر المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، وتضع القواعد وتطورها لتفادي العالم أزمات يمكن تجنبها ويمكن التقاعس عنها لتنفجر في وجوه الجميع ويحصل ما لم يحمد عقباه.

وبالنظر إلى مخاطر الذكاء الاصطناعي فإنها عديدة؛ من التضليل المعلوماتي، وخرق حقوق الملكية الفكرية والبيانات الشخصية، والاختراقات السيبرانية، إلى المخاطر الأمنية والعسكرية، خاصة إذا استغلت من فاعلين غير الدول أو ميليشيات إرهابية في تطوير واستخدام أسلحة مدمرة، وبالرغم من ذلك قد يكون احترام مبادئ وقواعد “هيروشيما” ليس إلزاميًا للجميع، لكنه يمكن أن يكون محفزًا للدول والشركات في الحد من المخاطر والاستفادة من القدرات الهائلة والمتطورة للذكاء الاصطناعي.

لا ينبغي رؤية الذكاء الاصطناعي بعيدًا عن أي مجال حياتي في الوقت الحالي والمستقبلي، إذ إنه قادر على المعاونة في تقديم التحليلات والتنبؤات، مما يعطي الإنسان المساحة للتخطيط الاستباقي، وفهم اتجاهات السوق وسلوك المستهلك والمؤشرات الاقتصادية، ولإدراك دولة الإمارات بأهمية الذكاء الاصطناعي، عقدت شراكات دولية مع شركات التكنولوجية العالمية لخلق بيئةٍ مواتية لتبني الذكاء الاصطناعي التوليدي وتقليل المخاطر، وبالفعل يُدمج الذكاء الاصطناعي في الإمارات في قطاعات متعددة، خاصةً الصحة والتعليم وخدمات الحكومة.

إن قدرات الذكاء الاصطناعي للاقتصاد هائلة اعتمادًا على تحليل البيانات، خاصة في زيادة الإنتاجية وتحسين كفاءة العمليات وتحسين اتّخاذ القرارات، ولذا تراهن الإمارات على الذكاء الاصطناعي وتسعى إلى الاستفادة من هذه التكنولوجيا لتحقيق أهدافها التنموية، بعقد شراكات مع جامعة “أكسفورد” بهدف تدريب المسؤولين الحكوميين على التعامل مع التكنولوجيا المُستقبلية، وكذلك تأسيس شركة “إم جي إكس” التكنولوجية الجديدة، للاستثمار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وشراكة “G42″القابضة الإماراتية مع شركة “مايكروسوفت”، لاستثمار استراتيجي بقيمة 1.5 مليار دولار، لإدخال أحدث تقنيات مايكروسوفت الخاصة بالذكاء الاصطناعي إلى دولة الإمارات ودول العالم.

وبفضل الاستثمار في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، تنتقل الإمارات من دولة مستوردة للذكاء الاصطناعي إلى دولة منتجة، لكن أمام الدولة والعالم تحديات تتعلق بالجانب الأخلاقي في استخدامات الذكاء الاصطناعي، مما يتطلب وضع إطار أخلاقي واضح لتنظيم استخدام هذه التكنولوجيا، وهو ما تعمل عليه “عملية هيروشيما”، وإن كانت مبادئ إرشادية عامة، فهي مقدمة تحتاج إلى عمل أكبر بشراكة الإمارات لضمان تطور المعايير التحقق من الالتزام بها حول العالم.

إن اختيار الإمارات للانضمام إلى “عملية هيروشيما للذكاء الاصطناعي” يعد تقديرًا إيجابيًا لاستثمار الإمارات في التكنولوجيا المتقدمة، في إطار التنوع الاقتصادي، والمكانة الإقليمية والدولية في مجال الذكاء الاصطناعي، بفضل القيادة الرشيدة، الساعية إلى تحقيق أهداف مئوية الإمارات 2071، بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات واستثمار الذكاء الاصطناعي بالقطاعات الحيوية، لتعظيم اقتصاد البلاد والتنمية المستدامة ومواكبة التقدم العالمي ليس كمستهلك فقط، بل كشريك في الإنتاج.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: للذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

“منتدى سيدات أعمال الإمارات 2024” يستشرف مستقبل الأعمال مع تحولات الذكاء الاصطناعي

 

نظّم مجلس سيدات أعمال أبوظبي، التابع لغرفة تجارة وصناعة أبوظبي، النسخة الثانية من “منتدى سيدات أعمال الإمارات 2024″، تحت عنوان “ثورة الذكاء الاصطناعي: إعادة تعريف العمل والسياسات والمهارات”، وذلك في المقر الرئيسي لغرفة أبوظبي.
وجاء تنظيم المنتدى بالتعاون مع كل من “مجلس سيدات أعمال الشارقة”، ولجنة تمكين المرأة الفرنسية الإماراتية، وبوصفه منصة رئيسية تجمع سيدات الأعمال في القطاع الخاص، بهدف استكشاف آفاق التحوّلات التي يشهدها قطاع الأعمال على الساحتين المحلية والعالمية في ظل التقدم المتسارع للذكاء الاصطناعي، ومناقشة كيفية استثمار هذه التقنيات لتعزيز الريادة والأداء الاقتصادي.
وشهد المنتدى مشاركة نخبة من الشخصيات البارزة في مجال الأعمال والتكنولوجيا، بالإضافة إلى نخبة من سيدات الأعمال الرائدات اللواتي تحدثن خلال جلسات وحوارات مفتوحة، حول عدد من الموضوعات الهامة المتعلقة بتأثير الأنظمة الذكية على مستقبل العمل، ودورها في إعادة تشكيل منظومة الأعمال والسياسات لتعزيز الابتكار والمرونة في مختلف القطاعات الاقتصادية.
ويُعتبر المنتدى أحد مبادرات مجلس سيدات أعمال أبوظبي الرامية لتعزيز علاقات التعاون والتواصل وتبادل الخبرات والمعارف وبناء الشراكات بين مجتمع سيدات أعمال أبوظبي ونظرائهن في مختلف إمارات الدولة، وذلك انسجاماً مع رؤية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “حفظها الله” رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، الرئيس الفخري لمجلس سيدات أعمال أبوظبي “أم الإمارات” لدعم وتمكين السيدات في مجتمع الأعمال الإماراتي وتعزيز مساهمتهن في دعم الاقتصاد الوطني.
قيادة مستقبل الأعمال
وخلال المنتدى، قالت سعادة أسماء الفهيم، رئيسة مجلس سيدات أعمال أبوظبي،: “يُمثل المنتدى خطوة هامة في مسيرة بناء مستقبل مستدام ومُبتكر لسيدات الأعمال في دولة الإمارات. ويأتي تركيزنا في نسخة هذا العام على الذكاء الاصطناعي لكونه يفتح آفاقاً جديدة للإبداع والابتكار، ويوفر أدوات فعّالة يمكن تسخيرها بشكل إيجابي لتعزيز النمو الاقتصادي وتطوير المهارات تماشياً مع رؤية قيادتنا الرشيدة، وبما ينسجم مع التزام مجلس سيدات أعمال أبوظبي بتوفير منصات تتيح للمرأة الإماراتية التفاعل مع أحدث التقنيات والتوجهات العالمية، للإسهام في تمكينها من قيادة مستقبل الأعمال في مختلف القطاعات بنجاح واقتدار”.
من جهتها، صرحت مريم بن الشيخ، مديرة مجلس سيدات أعمال الشارقة: “تستعد دولة الإمارات العربية المتحدة لعصر ابتكاري جديد تقوده سيدات الأعمال، لذا يسلط هذا المنتدى الضوء على الإمكانات التحويلية للذكاء الاصطناعي، ويزود سيدات الأعمال بالرؤى والأدوات اللازمة للمساهمة في تشكيل اقتصاد المستقبل. كما نلتزم في مجلس سيدات أعمال الشارقة بتعزيز ثقافة التعلم المستمر والتعاون وإتاحة الفرص. ويعزز هذا المنتدى رؤيتنا المشتركة للمرونة والابتكار، مما يعزز مساهمة المرأة الإماراتية في دفع عجلة التقدم التكنولوجي والاقتصادي بالدولة.”
من جهتها، أوضحت أغنيس لوبيز كروز، المدير العام للجنة تمكين المرأة الفرنسية الإماراتية، “استناداً إلى نجاح النسخة الأولى من المنتدى الذي عُقد خلال العام الماضي، جاءت النسخة الثانية لتستعرض القوة التحويلية لأنظمة الذكاء الاصطناعي، وكيفية استجابة الشركات ورواد الأعمال لهذه الثورة التكنولوجية وبما يسهم في الوصول إلى مستقبل يزدهر فيه الابتكار والشمولية. ومن خلال هذا التعاون مع مجالس سيدات أعمال أبوظبي والشارقة، نؤكد التزامنا بتوفير منصة فريدة تربط القيادات النسائية الإماراتية والفرنسية لتبادل الخبرات والتعاون والتعلّم من خبراء القطاع.”
أجندة حافلة
وتضمنت الدورة الثانية من المنتدى أجندة حافلة بالنقاشات والجلسات التي تركز على مجموعة من المحاور الاستراتيجية، من بينها كيفية الاستفادة من الأنظمة الذكية في تحسين أداء الأعمال وتعزيز السياسات الداخلية للشركات، بالإضافة إلى مناقشة سبل التعامل مع التعقيدات المرتبطة بمشهد الأعمال الآخذ في التطور.
كما تناولت أجندة المنتدى موضوعات تتعلق بقضايا الأخلاقيات والملكية الفكرية والتنظيمات القانونية في ظل تقدم أنظمة الذكاء الاصطناعي، فضلاً عن استكشاف المهارات المطلوبة لسوق العمل، وكيف يمكن للشركات جذب المواهب المتميزة، فضلاً عن استعراض استراتيجيات تكييف أماكن العمل المستقبلية لتلبية تطلعات الكفاءات الشابة وجذبها، ومعالجة فجوات المهارات وغيرها من العقبات.
وشهد المنتدى حضور عدد من المتحدثين البارزين على المستويين المحلي والدولي في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث شاركوا تجاربهم الناجحة في التعامل مع التحديات والفرص المتاحة في منظومة الأعمال المحلية المتطورة. كما أتيح للحضور فرصة المشاركة في جلسات تفاعلية حول دراسات حالة تركز على استراتيجيات الأعمال باستخدام الذكاء الاصطناعي.
ويُعتبر “منتدى سيدات أعمال الإمارات” حدثاً سنوياً رئيسياً، يتطلع من خلاله مجلس سيدات أعمال أبوظبي إلى تمكين سيدات ورائدات الأعمال الإماراتيات، من خلال تبادل الخبرات والمعرفة وتقديم الرؤى حول أحدث التوجهات في قطاع الأعمال، مع تسليط الضوء على الفرص والتحديات التي توفرها الأنظمة الذكية.


مقالات مشابهة

  • «غوغل» تطلق ميزة مدعومة بـ«الذكاء الاصطناعي» في 100 دولة
  • الإمارات الخامسة عالمياً والأولى «أوسطياً» في حيوية الذكاء الاصطناعي
  • تصنيف حيوية الذكاء الاصطناعي.. دولة عزبية ضمن الأوائل عالميا
  • إنجاز جديد.. الإمارات الخامسة عالمياً في حيوية الذكاء الاصطناعي
  • نورة الكعبي: الابتكار يعزز مكانة الإمارات المتقدمة في التكنولوجيا
  • نورة الكعبي تسلط في قمة تالين الرقمية الضوء على دور الإمارات القيادي في التكنولوجيا الناشئة
  • تصنيف حيوية الذكاء الاصطناعي.. الإمارات ضمن الأوائل عالميا
  • «منتدى سيدات أعمال الإمارات» يناقش مستقبل الذكاء الاصطناعي
  • “منتدى سيدات أعمال الإمارات 2024” يستشرف مستقبل الأعمال مع تحولات الذكاء الاصطناعي
  • المجلس الوطنى للذكاء الاصطناعى يناقش الجهود المبذولة لحوكمة الذكاء الاصطناعي