الشارقة تعزز شراكاتها الاقتصادية والثقافية مع بكين
تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT
الشارقة: «الخليج»
عزز وفد الشارقة إلى جمهورية الصين الشعبية الروابط الاقتصادية والثقافية والأكاديمية مع العاصمة بكين في سلسلة لقاءات رفيعة المستوى، بقيادة دائرة العلاقات الحكومية بالتعاون مع سفارة دولة الإمارات في الصين، حيث تم خلال الزيارة بحث التعاون المشترك مع كبار المسؤولين من مختلف الهيئات في العاصمة الصينية، وتوجه الوفد الذي يمثل 18 دائرة ومؤسسة إلى محطته الثانية في مقاطعة شاندونغ، التي تمثل ملتقى الطرق التجارية القديمة والحديثة في الصين.
وأكد الشيخ فاهم القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية، أن جهود دائرة العلاقات الحكومية في رئاسة وفد الشارقة إلى الصين، تجسد التزام الدائرة بتحقيق رؤية الإمارة بتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وتهدف بشكل أساسي إلى ترسيخ العلاقات الحكومية والروابط الوثيقة التي تجمع الإمارة بدول آسيا، لا سيما الصين، وتعزيز التعاون في كافة القطاعات والمجالات، والاستفادة من الخبرات والتجارب العالمية الناجحة، إلى جانب استعراض المقومات الاستراتيجية للشارقة ومكانتها الرائدة في تمثيل الحضارة الإماراتية والعربية وإنجازاتها، ومساهمتها المحورية في تنشيط الحراك والتبادل العلمي والمعرفي والاقتصادي والثقافي على الصعيد العالمي.
الارتقاء بالعلاقات الثنائيةشمل البرنامج عدداً من الاجتماعات لرؤساء ومديري الدوائر والهيئات التي تمثّل الشارقة في قطاعات الاقتصاد والتجارة والأعمال والاستثمار مع نظرائهم الصينيين، والتي شهدت مشاركة حمد علي المحمود، رئيس دائرة التنمية الاقتصادية، وعمر الملا، الرئيس التنفيذي لقطاع الاستثمار في شركة الشارقة لإدارة الأصول، وعلي محمد النقبي، الرئيس التنفيذي ل«وقاية» التابعة ل«مجموعة بيئة»، وأحمد عبيد القصير، المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، ومحمد جمعة المشرخ، المدير التنفيذي لمكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر (استثمر في الشارقة).
مجالس وغرف التجارةومن أبرز اللقاءات التي عقدها الوفد، اجتماع مع المجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية، بحضور ممثلي غرفة التجارة الصينية لاستيراد وتصدير الإلكترونيات بحث خلاله الأطراف سبل تعزيز الروابط التجارية بين الشارقة والصين، إضافة إلى اجتماع مع شركة «شاومي»، تلتها زيارة إلى مركز أبحاث «هواوي بكين»، التابع لشركة «هواوي»، كما تضمن البرنامج اجتماعاً ضم رئيس الوفد، وهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، ومكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر (استثمر في الشارقة)، و«بان آسيا كابيتال» لمناقشة آفاق التعاون في قطاع الأعمال والاستثمار بين الجانبين.
اكتشاف آفاق جديدةوقال أحمد عبيد القصير: «تعكس مشاركة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) في هذه الزيارة الرسمية إلى جمهورية الصين الشعبية التزام الهيئة بتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية مع واحدة من كبرى القوى الاقتصادية في العالم؛ إذ تعد فرصة ذهبية لاستكشاف مجالات جديدة للاستثمار، وتعزيز التنمية المستدامة وتطوير السياحة البيئية، بالاستناد إلى العلاقات التجارية والثقافية الراسخة، التي نتطلع من خلالها إلى بناء شراكات مثمرة مع المؤسسات الصينية».
وأكد المشرخ أن عمق وعراقة العلاقات الاستثمارية بين دولة الإمارات والصين، تركت أثارها التنموية العميقة في اقتصاد البلدين، ولفت إلى أن الصين شريك استراتيجي في الاستثمارات النوعية، التي تستهدف التكنولوجيا والبنية التحتية الرقمية، وتوظيف الذكاء الاصطناعي في الصناعة والزراعة وخدمات الصحة والتعليم، مشيراً إلى أن عدد الشركات الصينية العاملة في أسواق إمارة الشارقة ومناطقها الحرة وصل إلى أكثر من 700 شركة موزعة على مختلف القطاعات.
ترسيخ الروابط المشتركةشارك خالد جاسم المدفع، رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي، وعيسى يوسف، مدير عام هيئة الشارقة للآثار، وعائشة راشد ديماس، مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف، والدكتور عبدالعزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، ومروة عبيد العقروبي، المدير التنفيذي لبيت الحكمة، في اجتماع مع ممثلي الإدارة الوطنية للتراث الثقافي، لبحث سبل ترسيخ الروابط الثقافية التي تجمع الشارقة والصين، بحضور لي كون، مدير إدارة التراث الثقافي الوطني، ووانغ شياو دونغ، أمين متحف القصر، وزاروا عدداً من المؤسسات الثقافية الصينية، منها المتحف الوطني للفنون في الصين، والإدارة الوطنية للتراث الثقافي، وقاعة معرض التخطيط في بكين، والأكاديمية المركزية للفنون الجميلة، والمتحف الوطني للفنون في الصين.
أكبر حاضنة عربيةوأشار خالد المدفع إلى أن العلاقات المتينة بين الدول والمجتمعات تشكّل ركيزة أساسية في تعزيز عوامل الجذب السياحي والاستثماري لأي دولة، مؤكداً أن دولة الإمارات تعتبر أكبر حاضنة للأعمال الصينية في العالم العربي، وقال: «نسعى إلى تسليط الضوء على المقومات المتكاملة للقطاع السياحي في الإمارة، باعتبار القطاع السياحي من أهم القطاعات الحيوية ذات الاهتمام الاقتصادي المشترك بين الطرفين، وباعتبار السوق الصيني أحد الأسواق الكبرى المصدرة للسيّاح لإمارة الشارقة، فإن هذه المشاركة ستسهم في تعزيز مكانة الإمارة كوجهة سياحية عالمية المستوى وحاضنة لمختلف ثقافات وشعوب العالم».
استشراف مستقبل التعاونوفي قطاعات العلوم والتكنولوجيا والتعليم،د شارك عبدالعزيز إبراهيم الملا الحافظدي، تنفيذي تطوير الأعمال في مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، والدكتورة خولة النجار، أستاذ مشارك في قسم الهندسة الكهربية بجامعة الشارقة، والدكتور عبدالرحمن الياسي، مدير ناشئة الشارقة، التابعة لمؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، وخالد الناخي، مدير مؤسسة الشارقة لتطوير القدرات، في زيارات ميدانية إلى جامعة بكين، وجامعة تسنغوا، والمركز الصيني سونغ تشينغ لينغ للعلوم والثقافة والشباب.
تبادل الخبرات المختلفةوشهد القطاع الصحي لقاءً جمع رئيس الوفد المشارك الشيخ فاهم القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية، والدكتور عبدالعزيز سعيد المهيري، رئيس هيئة الشارقة الصحية، والدكتور عبدالعزيز النومان، المستشار الرياضي لمؤسسة الشارقة لرياضة المرأة، مع ممثلي اللجنة الوطنية للصحة، حيث تناول الاجتماع العلاقات الثنائية بين الأطراف، وسبل تطوير التعاون والعمل المشترك بينها، إلى جانب اجتماعين منفصلين مع ممثلي شركة فوسون الدولية، وشركة سينوفارم، أعقبها زيارة إلى مركز العلوم الصحية بجامعة بكين.
وقال : «نحن في هيئة الشارقة الصحية ومدينة الشارقة للرعاية الصحية سعداء بالمشاركة ضمن وفد حكومة الشارقة إلى جمهورية الصين الشعبية».
استكشاف مشهد الطيرانشملت الزيارة اجتماعاً ضم رئيس الوفد الشيخ فاهم القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية، ومحمد راشد الشريف، مساعد مدير الإدارة التجارية في مطار الشارقة الدولي، ومياو تشين، نائب مدير إدارة الطيران المدني في الصين، وعدداً من ممثلي خطوط الطيران الصيني، وطيران شرق الصين، لبحث سبل دعم تطوير العلاقات المشتركة في مجال الطيران، أتبعه اجتماع لرئيس الوفد مع شان تشيوان.، نائب مدير «مجموعة الصين للسياحة»، لمناقشة فرص تسهيل الشراكات والتعاون في قطاع السياحة بين الجانبين، تلته زيارة لممثلي مطار الشارقة الدولي، ودائرة التنمية الاقتصادية بالشارقة إلى مطار بكين داشينغ الدولي.
وتأتي هذه المحطة ضمن زيارة رسمية إلى الصين تستمر سبعة أيام من 2-8 يونيو/ حزيران الجاري، وتشمل ثلاثاً من كبرى المدن الصينية، وهي العاصمة بكين، ومقاطعة شاندونغ، وشنغهاي، بهدف تعزيز العلاقات الحكومية.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الشارقة الصين دائرة العلاقات الحکومیة الشارقة للاستثمار هیئة الشارقة الشارقة إلى رئیس دائرة التنفیذی ل رئیس الوفد فی الصین
إقرأ أيضاً:
وزير خارجية اليابان يزور الصين ويبحث التحديات بين البلدين
التقى وزير الخارجية الياباني تاكيشي إيوايا نظيره الصيني وانغ يي في بكين -اليوم الأربعاء- في أول زيارة له إلى الصين منذ توليه منصبه في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتأتي الزيارة بعد حديث طوكيو عن "تحديات وهواجس" تواجه العلاقات بين القوتين الإقليميتين.
وكان الوزير الياباني شدد الثلاثاء على أن العلاقات مع بكين هي "واحدة من العلاقات الثنائية الأكثر أهمية بالنسبة إلينا"، لافتا إلى أن "الإمكانيات كثيرة بين اليابان والصين، كما أن التحديات والهواجس كثيرة أيضا".
وقال إيوايا إن مسؤولية كبيرة تقع على عاتق البلدين فيما يتّصل بالسلام والاستقرار في المنطقة.
من جهتها، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ -أمس الثلاثاء- أن الصين مستعدة للعمل مع اليابان، بالتركيز على المصالح المشتركة وتعزيز الحوار والتواصل.
وأشارت إلى أن هدف ذلك هو إدارة الاختلافات بشكل ملائم، مشددة على أن الصين تولي اهتماما كبيرا لزيارة وزير الخارجية الياباني.
وأكدت أن بكين ستعمل على "إقامة علاقة بنّاءة ومستقرة بين الصين واليابان تلاقي متطلبات العصر الجديد".
الجانبان سيركزان على المصالح المشتركة وتعزيز الحوار والتواصل بينهما (مواقع التواصل الاجتماعي) شراكة تجاريةوتؤكد تقارير أهمية الشراكة التجارية بين الصين واليابان، لكن عوامل عدة، خصوصا الخلافات التاريخية والتوترات المتصلة بتنازع السيادة في بحر جنوب الصين والنفقات العسكرية المتزايدة، وترت العلاقات في السنوات الأخيرة.
إعلانوشهدت العلاقات الثنائية بين اليابان والصين توترات إضافية العام الماضي إثر قرار اليابان تصريف المياه المعالجة من محطة فوكوشيما للطاقة النووية في المحيط الهادي، وهي خطوة اعتبرتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أنها آمنة.
وأثار الإجراء انتقادات حادة من الصين التي اعتبرته "أنانية"، وحظرت جميع واردات منتجات البحر اليابانية، قبل أن تعلن في سبتمبر/أيلول الماضي أنها ستعود "تدريجا" لاستيراد المأكولات البحرية من اليابان.
واستوردت بكين من طوكيو خلال العام 2022 مأكولات بحرية تفوق قيمتها 500 مليون دولار، بحسب بيانات الجمارك.
اتهامات متبادلة
وتعود جذور التوتر بين البلدين إلى عقود مضت، وخاصة بعد احتلال اليابان لأجزاء من الصين قبل وخلال الحرب العالمية الثانية، وتتهم بكين طوكيو بالفشل في التعويض عن ممارساتها الماضية.
وتنتقد الصين زيارات مسؤولين يابانيين إلى ضريح ياسوكوني في طوكيو المخصص لتكريم الموتى بمن فيهم مجرمو الحرب المدانون.
وفي أغسطس/آب الماضي، قامت طائرة عسكرية صينية بأول اختراق معروف للمجال الجوي الياباني، في خطوة تلاها بعد أسابيع إبحار سفينة حربية يابانية في مضيق تايوان للمرة الأولى.
كما أدانت الصين في الشهر ذاته مواطنا يابانيا، يعمل موظفا في شركة أدوية، بتهمة التجسس بعد توقيفه العام الماضي.
واحتجت اليابان على إجراء الصين في أواخر سبتمبر/أيلول تجربة نادرة لصاروخ باليستي أطلق نحو المحيط الهادي دون أن تخبرها مسبقا بنيتها إجراء التجربة.
وكان وزير الدفاع الياباني جين ناكاتاني أوضح لدى لقائه نظيره الأميركي لويد أوستن في وقت سابق أن الوضع الأمني في المنطقة "يزداد خطورة"، موجها شكره لأوستن على التزامه "الردع" في إطار التحالف بين اليابان والولايات المتحدة.