في ذكرى استقلال النيجر.. الحركة المدنية تحشد لـ«صد التدخل الأجنبي» وسط توتر إقليمي
تاريخ النشر: 3rd, August 2023 GMT
بينما تحل اليوم، ذكرى استقلال النيجر عن الاحتلال الفرنسي، وسط تطورات متسارعة تشهدها البلاد وتساؤولات حول عوامل الأزمة المتداخلة، وهل تعد إنقلابا أم محاولة لإنقاذها من انهيار تدريجي وحتمي، جراء نهب ثرواتها لصالح باريس وانصياعها للغرب، تنظم «الجماعة المدنية إم 62»، وعدد من نشطاء الحركة المدنية المتحالفون معها، بما في ذلك المنتسبون إلى الشبكة الأفريقية للسلام والديمقراطية والتنمية (REPPAD)، اليوم الخميس، مسيرات في جميع أنحاء البلاد للاحتجاج على التدخل الأجنبي في بلادهم.
أخبار متعلقة
ماذا يحدث في النيجر؟.. انقلاب بنكهة شعبية يتحدى «الاستعمار الجديد» (تقرير)
أزمة النيجر: تكدس في مطار نيامي وقمة لحسم تدخل «إيكواس» عسكريا
بعد تهديدها بالتدخل المسلح.. «إيكواس» تبعث وفدًا للتفاوض مع قادة انقلاب النيجر
مؤيدو الانقلاب يصفون بازوم بأنه حليف قوى الاستعمار
ذكرى استقلال النيجر
وتحتفل النيجر، بعيد الاستقلال في 3 أغسطس من كل عام، بالتحرر الكامل عو الاستقلال عنالاحتلال الفرنسي في مثل هذا اليوم من عام 1960.
قال،المنسق المؤقت لمجموعة المجتمع المدني «M26» محمد السنوسي،لوكالة «أسوشيتد برس»، اليوم، إن الحركة تعبر عن الإرادة الشعبية التي ترفض بشكل قاطع التدخل الأجنبي في البلاد، وتنادي بالرحيل الفوري والشامل لجميع القوات الأجنبية في النيجر«.
الحركة المدنية تحشد لرفض التدخل الأجنبي
واضاف السنوسي :«سنحشد ضد كل أشكال التهديدات لمواصلة النضال من أجل سيادة الشعب، حتى يحترم الجميع كرامة الشعب النيجيري بلا استثناء».
وتتصاعد في الدولة الواقعة في غرب إفريقيا المشاعر المعادية لفرنسا، مستعمرها السابق، توالراتفضة للتدخل الأجنبي على اعتباره أحد مظاهر الاستعمار الجديد،؛ غذ يواصل النيجريون مظاهرات مؤيدة لعزل الرئيس المطاح به، محمد بازوم الذي يصفه معارضوه بأنه«حليف قوى الاستعمار».
[image:3:center]
قائد انقلاب النيجر يتعهد بانتقال السلطة
في سياق متوازٍ، تعهد «المجلس العسكري الحاكم» في النيجر، بتهيئة الظروف السياسية اللازمة لانتقال سلمي للسلطة، في حين أكد أن ما وصفها بالمواقف لعدائية والمتطرفة لبلاده «لن تحرك ساكنا»،ولن تثني المجلس العسكري عن قراره بشأن الرئيس المطاح به، محمد بازوم، داعيا الشعب النيجري للدفاع البلاد ضد أي تدخل خارجي، وذلك في كلمة متلفزة، لقائد الانقلاب، ورئيس الحرس الجمهوري السابق، عبدالرحمن تشياني، بثها التلفزيون الرسمي.
عبدالرحمن تشيانى - صورة أرشيفية
عقوبات «غير إنسانية وغير عادلة»
وجدد تشياني تحذيره من أي تدخل عسكريأجنبي في النيجر، منتقدا دكتلة «إيكواس» التي أبدت استعدادها لمواجهته عسكريا، أن النيجر ستواجه أوقاتًا صعبة، واصفا عقوبات «إيكواس» بأنها غير عادلة وغير إنسانية.
وتضمنت عقوبات «إيكواس» وقف معاملات الطاقة مع النيجر التي تحصل على ما يصل إلى 90٪ من طاقتها من نيجيريا المجاورة، وفقًا تقديرات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة.
وتتصاعد التوترات الإقليمية؛ إذ أبدت بوكينا فاسو ومالي وغينيا دعمها له، لكن الكتلة الإقليمية لغرب إفريقيا «إيكواس» هددت باستخدام القوة العسكرية ضده حال لم يتم إطلاق سراح الرئيس المطاح به، محمد بازوم، وتحريره من لإقامة الجبرية وإعادته إلى منصبه بحلول 6 أغسطس الجاري، إضافة لفرضها عقوبات اقتصادية وقيود سفر على النيجر.
مظاهرات مؤيدة للانقلاب على رئيس النيجر وعزله - صورة أرشيفية
وتشهد النيجر توترات سياسية، منذ بدء الحرس الجمهورى، الانقلاب على، بازوم، الأربعاء الماضى، دعمها الجيش، بدعوى أن ذلك حقنا للدماء ودرءا للانقسام في البلاد، التي تشهد حالة غضب شعبى من إدارة بازوم، ويصفه معارضوه بأنه «حليف قوى الاستعمار»، في إشارة إلى باريس التي تعتمد على اليورانيوم النيجري، لإدارة 70% من الطاقة في الداخلي الفرنسي، فيما عوائد البلد المنتجة الغارقة في الفقر غير عادلة.
Niger Independence Day ذكرى استقلال النيجر عن الاستعمار الفرنسي انقلاب النيجر أزمة النيجر المجلس العسكري الحاكم في النيجر عبدالرحمن تشياني الرئيس المطاح به
المصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: زي النهاردة شكاوى المواطنين انقلاب النيجر أزمة النيجر زي النهاردة التدخل الأجنبی فی النیجر
إقرأ أيضاً:
تسقط الملكية: أستراليا تنضم إلى الكفاح ضد الاستعمار البريطاني
تمر بريطانيا بأزمة مكانة دولية في ظل تزايد المطالبات بالتعويضات من مستعمراتها السابقة، لا سيما عن حقبة تجارة الرقيق، بالإضافة إلى تصاعد المشاعر المعادية للملكية في أستراليا.
وجاء في تقرير لـ"المركز الروسي الإستراتيجي للثقافات" ترجمته "عربي21"، أن مطالب التعويضات ناهزت 24 تريليون دولار في حين يبلغ الناتج المحلي الإجمالي السنوي لبريطانيا 3.4 تريليونات دولار.
وقال الموقع أن زيارة الملك البريطاني تشارلز الثالث إلى أستراليا قوبلت باحتجاجات واسعة النطاق مناهضة للملكية، وقد وصل الأمر إلى حد توزيع رسوم كاريكاتورية تظهر العاهل البريطاني مقطوع الرأس.
وباء مؤتمر قادة الكومنولث البريطاني، الذي يعقد كل سنتين، بالفشل بعد تغيب زعماء الهند وجنوب أفريقيا وسريلانكا عنه واختيارهم الحضور في قمة البريكس.
من جانبها؛ لم ترسل كندا رئيس الوزراء ترودو ولا وزير الخارجية إلى المؤتمر، ورغبة منه في تجنب موجة أخرى من الاحتجاجات المناهضة لبريطانيا اختار رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عدم زيارة أستراليا.
وأفاد الموقع بأن ذلك يعود إلى الموقف السلبي الذي اتخذه الشعب الأسترالي من زيارة الملك البريطاني تشارلز الثالث في تشرين الأول/ أكتوبر، علاوة على ذلك؛ فإن هذا الموقف لا يتبناه فقط أحفاد السكان الأصليين، الذين يعتبرون ضحايا الاستعمار البريطاني، بل أحفاد المستوطنين البيض بما في ذلك السياسيين ذوي المكانة العالية.
وقد اختار بعض أعضاء المجلس التشريعي إيقاف خطاب العاهل البريطاني في البرلمان، مرددين شعارات تطالب بالتخلص من الوضع الاستعماري الأسترالي، قائلين: "لقد ارتكبت إبادة جماعية ضد شعبنا! أعيدوا لنا أرضنا! أرجعوا لنا ما سرقتموه! عظامنا وجماجمنا وأطفالنا وشعبنا! لقد دمرت هذه الأرض!. نطالب بالتوصل إلى اتفاق، أنتم وباء بالنسبة لنا.. هذه ليست أرضك.. ليست أرضك! أنت لست مَلِكَنا".
ووفقاً للخبراء؛ فإن حزب العمال الحاكم في أستراليا يتغاضى عن مثل هذه المشاعر ولا يطرح مسألة إجراء استفتاء حول الحفاظ على النظام الملكي؛ حيث إن الموقف ضبابي تجاه تشارلز الثالث، رغم جرائم الفساد المرتكبة في القارة، فيعترف فقط 40 بالمئة من الأستراليين بالملك كحاكم لهم.
وذكر الموقع أنه في بداية العام الحالي تجمع أكثر من مئة ألف شخص في مظاهرة للمطالبة بتغيير اسم "يوم أستراليا"، باعتباره ذكرى تأسيس أول مستعمرة بريطانية، إلى "يوم الغزو الاستعماري".
وتعبيرًا عن الاحتجاج دمر المتظاهرين تماثيل الملاح البريطاني جيمس كوك والملكة فيكتوريا.
وفي السياق نفسه؛ احتدمت المعارك بشأن خطط الولايات المتحدة لتحويل أستراليا إلى قوة عسكرية وأرض اختبار ضد الصين. وعليه؛ يطالب الناشطون المؤيدون للحزب الجمهوري بالتخلي عن النظام الملكي تمامًا وضمان حقوق السكان الأصليين، فضلاً عن دفع لندن تعويضات عن الاستعمار.
وأوضح الموقع أن المجتمع الأسترالي أصبح أكثر انقسامًا مقارنة بأي وقت مضى، مما يهدد بتفاقم الوضع. وفي إطار استحضار أمثلة تاريخية لنضال الأستراليين البيض ضد المستعمرين البريطانيين يستشهد الموقع بقصة رجل الأدغال الأسترالي نيد كيلي، وهو بطل شعبي مقاتل أسترالي ضد الاستعمار البريطاني؛ حيث حيث أُرسل والد نيد كيلي إلى واحدة من أفظع السجون في تسمانيا بتهمة سرقة خنزيرين، وبعد قضائه خمس سنوات هناك تزوج وأقام في أستراليا. ولكن بعد سنوات قليلة، اتُهم بسرقة عجل وزج به مرة أخرى في السجن، وكان نمو نيد وإخوته السبعة في مثل هذه الظروف لم يغرس في نفوسهم احترام السلطات الإمبراطورية.
وأضاف أنه عند بلوغه سن الـ16؛ سُجن نيد لمدة ثلاث سنوات وخرج من هناك وفي نفسه مشاعر معادية لسلطة الملك البريطاني. وتقول الأسطورة إنه في سن ال 18، كون نيد كيلي "عصابة عائلية" تعمل في سرقة الماشية. وفقًا لهذا الإصدار، يُزعم أن العصابة ضمت عائلة كيلي بأكملها، بما في ذلك والدته المسنة وزوجها.
ومن أجل التصدي لقوات الأمن الإمبراطورية، صنعت عائلة كيلي درعًا حديديًا خاصًا من الأدوات الزراعية، وتحولت إلى نوع من الفرسان الأستراليين في النضال ضد الاستعمار. وسرعان ما جعلت هذه الجرأة والنضال ضد المستعمر البريطاني نيد كيلي بطلاً شعبيًا لأستراليا. وكان لدى "روبن هود في نسخته الأسترالية" العديد من المساعدين المتطوعين حيث تم إبلاغه بمداهمات الشرطة وتحركات عربات البريد.
وفي خضم هذه الشعبية، كتب نيد رسالة إلى شعب أستراليا، دعا فيها جميع المستعمرات إلى معارضة السلطات الملكية. وقد تسببت رسالة البيان في تغيير الوضع بشكل جذري وبالتحديد صورة نيد، بحيث لم يعد ينظر إليه كمجرم بل كمتمرد يشكل خطرا على الإمبراطورية. وعليه، أمرت السلطات الاستعمارية الشرطة الأسترالية بالقبض على نيد وإخوته.
وبناء عليه، أرسلت قوات الشرطة إلى المنطقة التي يتواجد فيها نيد وإخوته عبر القطار. ودون خوف أو محاولة الاختباء، فكك أنصار نيد خطوط السكك الحديدية مما أخرج القطار عن مساره، وأطلقوا النار على قوات الأمن الباقية. بعد ذلك، استولت عائلة كيلي على مدينة غلينروان، وتم تجميع جميع المؤيدين المحليين للملك في أحد الفنادق. لكن القوى الأمنية نجحت في مفاجأة الإخوة كيلي ومحاصرة الفندق وإضرام النار فيهم.
وفي ختام التقرير ينوه الموقع بأنه أثناء محاولته الهروب من المبنى المشتعل قُبض على نيد ورغم التوقيع على عريضة للعفو عنه من قبل 32 ألف مواطن استرالي، بما في ذلك حاكم ملبورن نفسه اختار البلاط الملكي إنهاء حياة نيد في سن الـ25 باعتباره متمردًا خطيرًا.