يمانيون – متابعات
تباينت ردود الفعل من قِبل المُراقبين والمُحللين السياسيين وقراءتهم لـ”مقترح بايدن” بشأن صفقة وقف العدوان على غزة وتبادل الأسرى الذي قدمه مؤخرًا، بين من يراه “استسلاماً صهيونياً أمريكيا للمقاومة الفلسطينية واعترافًا بالهزيمة”، وبين من يرى ذلك “مناورة أمريكية انتخابية جديدة بعد فشل جيش العدو في تحقيق أهداف عدوانه المُعلنة”.

وفي هذا السياق قال محللون سياسيون: إنّ العرض الأمريكي جاء بهدف “الضغط على المقاومة الفلسطينية والأطراف العربية، فضلاً عن السعي الأمريكي الحثيث لتحفيز المسار التطبيعي مع دولٍ عربية، فيما رأى آخرون أنّ هذا المقترح والصفقة المفترضة “لم تأت بسبب الكرم الأمريكي السخيّ، وإنما حضرت هواجس بايدن الانتخابية بعد تيقنه بفشل نتنياهو في تحقيق أهداف العدوان على غزة، وانتصار ارادة وصمود الشعب الفلسطيني الأسطورية في غزة”.

وفي الواقع بحسب المراقبين، فإن المقترح الأمريكي المتضمن ثلاثة مراحل، لا يختلف كثيراً عن المقترح الموصوف بالمقترح المصري- القطري، والذي وافق عليه وشارك في صياغته والتعديلات عليه مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليم بيرنز، والذي قبلته حماس والمقاومة الفلسطينية ورفضه نتنياهو وذهب الى معركة رفح لتحقيق ما يسميه بـ”الانتصار الساحق” واستعادة أسراه عبر الضغط العسكري على المقاومة.

ويبدو أن اختيار توقيت نشر “مقترح بايدن- الصهيوني”، جاء في ظل تعمُق المأزق الصهيوني الداخلي، وتزايد الانتقادات والاتهامات لنتنياهو من قبل قيادات أمنية وعسكرية ووزراء حاليون وسابقون، ومحللين وخبراء عسكريين وأمنيين، حول فشل الحكومة الصهيونية الأمني والاقتصادي في إدارة الحرب، من أجل زيادة الضغوط على نتنياهو، الذي يرفض أي وقف لإطلاق النار، قبل ما يسميه بتحقيق أهداف الحرب كاملة، وهي القضاء على حماس والمقاومة وعدم قدرتها على شن معركة أخرى كمعركة السابع من أكتوبر واستعادة الأسرى الصهاينة عسكريين ومدنيين عند المقاومة.

كما يبدو أن هناك إجماع في المؤسستين الأمنية والعسكرية التابعة للعدو بأن الحرب العدوانية على قطاع غزة، وصلت إلى طريق مسدود، ولا يمكن تحقيق أهدافها لا بالقضاء على حركة حماس ولا باستعادة الأسرى بدون تفاوض، ولذلك لا بد من مبادرة تمكن أولا من استعادة الأسرى، وتضع نتنياهو بين مطرقة الضغط الأمريكي الخارجي وسندان الغليان الداخلي الصهيوني، بتصعيد مظاهرات أهالي الأسرى وجمهور الصهاينة.

ومن وجهة نظر المراقبين فإن المقترح الأمريكي مليء بالمطبات الخطرة، رغم القناعة بأن المقاومة الفلسطينية متيقظة وتعرف جيداً سوء النية والتفخيخ لهذه المبادرة، لكي توافق عليها، وتحميلها المسؤولية في حالة عدم الموافقة عليها، لكي يستأنف نتنياهو عمليته العسكرية، ورغم ترحيب المقاومة بهذه المبادرة، ولكن هي لا تجيب عليها قبل موافقة الكيان الصهيوني عليها، والتي ربما يرفضها نتنياهو كما حصل في المقترح المصري القطري.

ويشار إلى أن المبادرة التي تركز على ما يسمُى بالهدوء المستدام، لا تدعو إلى إنهاء حالة الحرب، بل التفاوض في المرحلة الأولى الممتدة لوقف مؤقت لإطلاق النار لستة أسابيع، يمكن تمديدها إذا لم تسُتكمل المُفاوضات حول شروط إنهاء وقف إطلاق النار، وهنا يكمن المطب بأن نتنياهو قد يجد الحجج والذرائع للتملص من هذا الاتفاق، بخرق المقاومة الفلسطينية، ويكون قد استعاد جزءاً ليس بالبسيط من أسراه، كما أن هذه المبادرة لا تتحدث عن مصير معبر رفح والسيطرة عليه ولا مصير معبر فلادلفيا ولا مفرق نتساريم، ولا حدود الانسحاب الصهيوني.

ومن منطلق الإدراك بأن “الشيطان يكمن في التفاصيل” يؤكد المحللون أن هذا الاتفاق جاء نتاج المأزقين الصهيوني والأمريكي، فبايدن تعمقت أزمته بعد “الانتفاضة” الطلابية وتراجعت حظوظه بالفوز في الانتخابات الرئاسية لفترة رئاسية ثانية، ونتنياهو عدا الأزمات الداخلية والخارجية، فحربه لم تحقق أهدافها الإستراتيجية المتطرفة في القضاء على المقاومة وحماس، ولم يتمكن من استعادة أسراه، ولم يعود سكان غلاف مستوطنات القطاع، كما لم توفر الأمن والأمان لهم، والحرب وصلت الى طريق مسدود، وجيش الاحتلال يذهب نحو المزيد من الإهلاك والاهتراء والتفكك وفقدان قوة الردع.

ويشُدد المراقبون والمحللون السياسيون على أن التعاطي مع مبادرة مفخخة وملغومة وفيها الكثير من المطبات والمغالطات، والترحيب بها على قواعد تلبية شروط المقاومة، وجعل الكرة في ملعب كيان العدو في الرفض، يحتم على حركة حماس والمقاومة خوض هذه المعركة بقدر عالي من الذكاء واليقظة والحذر، فما يُحرك القائمين عليها أولا وأخيراً مصالحهم.

فيما ذهبت بعض التحليلاتٌ إلى أنّ أمريكا لم تغيّر من انحيازها لكيان العدو الصهيوني، بل إنّ هذا المقترح جاء لإنقاذ هذا الكيان الغاصب من الهزيمة الساحقة والمأزق العسكري الذي يتعمّق يومًا بعد يوم في غزة، لا سيما أنّ ساحة المعركة منذ السابع من أكتوبر اعتادت تبدل المواقف الأمريكية وانسحابها والتلون والتبدل والتنصل من مواقفها المعلنة في اللحظات الأخيرة لصالح نتنياهو وعصابته الإجرامية.

ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني ياسر الزعاترة، في تصريحات صحفية، أن التطوّر الجديد لم يأت نتاجا لكرم أمريكي، وإنما حضرت هواجس بايدن الانتخابية، ومعها أمل الدولة العميقة بفوزه على ترامب، بل قبل ذلك وبعده نتاج القناعة الأمريكية (ونُخب مهمّة في الكيان الصهيوني) بفشل الغُزاة في تحقيق أهدافهم من خلال القوة العسكرية، خاصة بعد أن دخلوا معظم مدينة رفح دون أن يحققوا شيئا، مع تصاعد خسائرهم، وذلك رغم ما روّج له نتنياهو بجعل المدينة محطة لإعلان “نصره المطلق!”.

وأضاف الزعاترة: “نعم، لم يأت نتاج ما سلف، بل نتاج مقاومة بطولية (أسندها صمود أسطوري للشعب)؛ جعلت فلسطين سيّدة العالم، وفاضحة الصهاينة، بعد أن اعتقد الآخرون أنهم برسم تصفية القضية والهيمنة على الشرق الأوسط برمّته”.

أما الإعلامي الفلسطيني مصطفى عاشور، فقد رأى أن خطاب بايدن (المفصل بشكل دقيق على غير العادة)، جاء تأكيدًا على انتصار المقاومة الفلسطينية وانتصار إرادة وصمود الشعب الفلسطيني في غزة.

فيما رأى أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني أحمد بن راشد بن سعيّد، في مقترح بايدن استسلاماً صهيونياً أمريكياً لحركة حماس والمقاومة الفلسطينية.

وقال بن سعيّد في بيان صحفي: “إنّ الخطة التي قدّمها بايدن، الجمعة، لوقف النار في غزة، ووصفها بأنها مقترح صهيوني، وطالب حركة حماس بقَبولها، هي نفسها المطالب التي عرضتها الحركة من قبل، وبدلاً من أن يقولوا إنهم استسلموا للمقاومة، نسبوا الخطة إلى أنفسهم، وطالبوا حماس بقبولها في محاولة يائسة لحفظ ما تبقّى من ماء وجوههم.

أما الإعلامي أحمد منصور فأكد أن مقترح بايدن لوقف الحرب في غزة ليس مقترحا أمريكيا فقط وإنما هو مقترح صهيوني فرنسي بريطاني غربي فكل حلفاء الكيان الصهيوني يشعرون بالخطر الذي يهدد هذا الكيان المصطنع جراء استمرار حربه وأن نتنياهو يجرُهم جميعا لمستنقع سحيق لذلك يريدون إنقاذ هذا الكيان لكن نتنياهو سيستمر في المماطلة والتهرب حتى يسقطهم جميعاً معه.

وفي وقت سابق اليوم الإثنين نقل وزير الخارجية المصري، سامح شكري خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإسباني، عن حركة حماس قولها: إنّ المقترح المقدم من الرئيس الأمريكي جو بايدن “إيجابي”.. مضيفاً: “نحن ننتظر (إسرائيل) الآن”.

وقال شكري: إن “الدول الثلاث راعية للمفاوضات الجارية؛ للتوصل إلى وقف إطلاق النار، ودخول المساعدات، ومنع تصفية القضية الفلسطينية من خلال النزوح”.. مشيراً إلى أن “الطرح الأمريكي الحالي جدير بأن يتم قبوله، لما يؤدي إليه من وقف إطلاق النار، ووقف الأضرار والقتل المستمر للشعب الفلسطيني في غزة”.

وأكد أن الطرح فيه من العناصر الضامنة “لأن يكون وقف إطلاق النار كاملًا، وإعادة الرهائن، ودخول المساعدات بالكميات التي يحتاجها الشعب الفلسطيني”.

الجدير ذكره أن “مبادرة بايدن” جاءت نتيجة الصمود الفلسطيني غير المسبوق والتفاف الحاضنة الشعبية خلفها رغم التضحيات الكبيرة، وعلى الرغم من ترحيب حركة حماس والمقاومة الفلسطينية للمبادرة الأمريكية- الصهيونية، يجب التنبه للفِخاخ والمطبات، فنتنياهو كاذب ومخادع ومُضلل، والإدارة الأمريكية أكذب منه ولا يمكن الوثوق بها.

– سبأ: مرزاح العسل

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینیة وقف إطلاق النار حماس والمقاومة مقترح بایدن حرکة حماس فی غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

حماس.. المهمة الصعبة في إقليم يتغير

القول إن الإقليم يتغير لا يفي المشهد حقه، ما يحدث أعمق وأكثر من أن يوصف بالتغيير، إنه فعل يشمل الأسس التي أنشئت عليها دول المنطقة منذ اتفاقية سايكس بيكو، يترافق ذلك مع تغير كبير في القواعد والسياسات الدولية المتبعة منذ الحرب العالمية الثانية.

فالمواقف الدولية من سلسلة جرائم الإبادة الإسرائيلية خلال الحرب الأخيرة، بمثابة انقلاب تام على المعايير الأخلاقية والقانونية التي ألزمت العواصم الكبرى نفسها بها.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كيف حولت القسام نقاط قوة إسرائيل إلى عوامل هزيمتها؟list 2 of 2ابتلاع غزة ولبنان وسوريا.. ما تفاصيل حلم إسرائيل الإمبراطوري؟end of list

الآن، وقد توقفت آلة الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، وقبلها في لبنان، لا يمكن القول إن الحرب انتهت، فالتلويح والتهديد بالعودة إليها، وتواصل الغارات الجوية على لبنان، استمرار للحرب التي خلفت عشرات آلاف الشهداء في غزة، وآلافا آخرين في لبنان.

الحرب مستمرة، لكنها أميركية أكثر في نسختها الحالية، قرارات وتصريحات الرئيس دونالد ترامب، قنابل سياسية لا تقل ثقلا وتدميرا عن تلك التي حرصت إدارة الرئيس بايدن على إيصالها للإسرائيلي طوال الحرب، وحين يلقيها ترامب (على شاكلة تصريح) من أي منبر، ولو على صفحة حساب افتراضي، تلحق دمارا بالأمن القومي العربي.

وإذا كانت الصواريخ الحربية الأميركية تستهدف "الأعداء"، فالسياسية منها لا تفرق بين عدو وحليف، هكذا، سقطت تصريحات ترامب، كقنابل ثقيلة على عواصم عربية، لطالما اعتُبِرَت حليفة لواشنطن.

إعلان

تبدو القمة العربية الأخيرة أقصى الممكن الرسمي، لكنها بعيدة جدا عن المستوى المطلوب مقارنة بالمطالب الأميركية، فما يطلبه الرئيس الأميركي لا طاقة للدول العربية بحمله، ولم يسبق أن وصل إلى البيت الأبيض رئيس يجسد مقولة هنري كيسنجر بهذا الوضوح الفج، "على أعداء أميركا أن يخافوا منها، لكن على حلفائها الخوف أكثر"، والرئيس ترامب، يعتبر ذلك أمرا قطعيّا ومفروغا منه، وأن على الجميع القبول وعدم الاعتراض.

ما لم يتحقق باتفاقيتي وقف إطلاق النار، يريد الأميركي فرضه على الجميع، كهزيمة نهائية، في حرب لا تقتصر على جبهتي غزة ولبنان، حرب عسكرية وسياسية واقتصادية تشمل الإقليم كله، بالمباشر وبدون وكلاء، هكذا، يمكن القول، إن المواجهة مع طهران لم تعد كما كانت في السابق، ولا مع أي من حلفائها أيضا، وعلى عواصم الإقليم فهم المسار الجديد.

إذ لم يعد مقبولا أميركيّا أن يحمل فصيل مقاوم حليف لإيران راية للمواجهة، كما كان حزب الله الذي فقد قائدا استطاع على مدى سنوات الخروج بحزبه من حدود لبنان إلى حدود الإقليم، أو كما كان وضع الحزب قبل سقوط نظام بشار الأسد.

الإشكالية هنا أن ما انتهت إليه الأمور في غزة، تفرض واقعا مختلفا، لكنه يبقى دون ما أراده الإسرائيلي والأميركي، فحركة حماس استطاعت كسر القاعدة، بمجرد بقائها، وتحولت لحامل راية في إقليم يتغير.

كانت الأهداف الحقيقية أو "المرجوة" للحرب أكبر من المعلنة، كان يُفتَرض أن تغير كل شيء، نهائيا وجذريا، خلاصتها "إعادة تشكيل الشرق الأوسط"، بنيامين نتنياهو أعاد صياغة العبارة الأميركية "شرق أوسط جديد"، التي جاءت على لسان كوندوليزا رايس في حرب عام 2006 ضد حزب الله.

منذ سنوات والصحافة الإسرائيلية وبعض مفكريها وسياسييها يرددون عبارة "الخطر الوجودي" على إسرائيل، رأى نتنياهو الحرب فرصة، فحوّل "الخطر الوجودي" إلى حرب وجودية، وعلى الجميع دون استثناء، من "الأذرع" المقاومة التي اقتربت من وجهه إلى حد النفس، إلى الرأس البعيد، طهران، الذي أجاد لفترة طويلة لعبة الـ"جيوبوليتيك" باحتراف عالٍ، مزعج ومربك.

إعلان

من المفيد الإقرار بأن نتنياهو نجح في ذلك إلى حد بعيد، لكن الحرب، وإن غيرت موازين القوى في الإقليم، لم تستطع إنهاء التنظيمين الأكبرَين، حزب الله وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بل ظلَّا على قيد الوجود، على قيد المقاومة، ولو بمقاييس مختلفة عن السابق، ولم تستطع كف يد إيران إلى داخل حدودها الجغرافية.

مشاهد من تسليم حركة المقاومة الإسلامية حماس للصليب الأحمر في غزة (الجزيرة)

حماس حامل الراية في المرحلة المقبلة، الكلام توصيف قبل أن يكون مديحا، وهي مرحلة صعبة وشائكة، التغيرات التي بدأت وتتواصل في المنطقة تجعلها صعبة وشائكة على حماس وعلى كل من تربطه بها علاقات، ويزيد الأمور صعوبة أن نتائج الحرب، والضغوط الأميركية، ومآل الأحداث السياسية، كل ذلك يسمح بالقول إن الحرب الإسرائيلية والضغوط الأميركية المباشرة على حماس، لم تكونا كافيتين لإنهاء الحركة، أو حتى إقصائها.

وبالتالي يصير ضروريا جدا إشراك الدول العربية، على خصوصية واختلاف مواقف كل من هذه الدول، إشراكها طلبا أو توريطا أو إجبارا.

إضافة إلى دول أخرى من العالم في هذا المسار، الذي يبقي باب الحرب الإسرائيلية مفتوحا، وتتردد في أجوائه عبارات التهديد والوعيد القادمة من البيت الأبيض، بجهنم تنتظر إشارة من الرئيس ترامب، ولهذا فنتنياهو شخصية نموذجية، لأن حجم الجرائم التي أوصلت اسمه إلى الجنائية الدولية يمنحه "مصداقية" في العنف والدم.

الأمر لن يتعدى ما وصلت إليه الأمور، فالولايات المتحدة ودول أخرى أعاقت تحرك المحكمة قبل الخطوة الأولى، وفي الداخل الإسرائيلي ما من معارضة أو اعتراض حقيقي ضد حكمه، سيبقى "رجل المرحلة" رغم استساغة الكثيرين لتوصيف توماس فريدمان له بأنه "الرجل الأكثر بشاعة في التاريخ اليهودي".

حين أطلقها ككلام عابر، وقبل أن يعود رئيسا إلى البيت الأبيض، كان بالإمكان التغاضي عن "طرفة" الرئيس ترامب بخصوص حجم "إسرائيل" على الخريطة.

إعلان

اليوم يختلف الأمر، صار طلبا علنيا، واضحا يشبه "الأمر"، توطين الفلسطينيين الموجودين في دول الطوق، سوريا ولبنان، يضاف إليهم، استقبال آخرين وتوطينهم، الأمر أكثر وضوحا مع مصر والأردن اللذين خصهما ترامب بالاسم، قبل تصريحاته الأخيرة حول إقامة دولة فلسطينية على الأراضي السعودية.

للتاريخ فرادته وقسوته في إعادة الأحداث، الزمان: القرن الـ21، العام 2025، مع ذلك، يبدو الرئيس الأميركي الـ47 كثير الشبه بالرئيس السابع، أندرو جاكسون (1829-1837)، الذي سبقه بنحو 200 عام، فجاكسون افتتح عهده الرئاسي بـ"قوننة" إبعاد الهنود الحمر بشكل كامل ونهائي خلال خطاب "حالة الاتحاد" عام 1829، وأقرت الحكومة الفدرالية قانون الإبعاد في العام التالي، وبموجبه، تُقَسَمُ أراضي الولايات المتحدة غرب نهر المسيسيبي إلى مقاطعات للقبائل، بدلا من أراضيهم التي طُردوا منها، ليبقى من نجا من المجازر العرقية منهم، 149 عاما، غير معترف بأنهم مواطنون أميركيون.

المختلف اليوم، أن غزة والضفة الغربية، وأي أرض فلسطينية أخرى، ليست أرضا أميركية، ولا أهلها من قبائل الأميركيين الأصليين، هم أصحاب الأرض، وعوضا عن نهر واحدٍ في مأساة الهنود الأميركيين، لدى الفلسطينيين واللبنانيين والأردنيين والعرب كلهم نهران وبحيرة، لتكتمل خريطة الدولة وفق "جيوبوليتيكا التوراة" عبر المزيد من الاحتلالات، ولتجسد تعريفها الجغرافي، "حدود دولة إسرائيل من الماء إلى الماء".

حجم الجرائم التي أوصلت اسم نتنياهو إلى الجنائية الدولية يمنحه "مصداقية" في العنف والدم (غيتي)

في هذا الوضع غير المسبوق، تحمل حماس الراية، ولهذا هو استحقاق قبل أن يكون مديحا، وعلى الصعد كلّها، السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية، ويمكن إدراج الواقع الجديد كالآتي:

1- مع إسرائيل

هذا الاستحقاق سيكون مواجهة مفتوحة على كل الاحتمالات في المستقبل، يُراجِع الإسرائيلي حساباته، تُزعِجه خساراته رغم ما حققه، فطوال سنوات، كان مأزقه عدم تحقيق أهداف كاملة في المواجهات العسكرية المتقطعة مع فصائل المقاومة، التي غالبا ما انتهت باتفاقيات وقف إطلاق نار، سمحت للفصائل، وللمحور بمراكمة النقاط، على قاعدة أن الصمود وجه من أوجه الانتصار، وعدم قدرة الإسرائيلي على تحقيق نصر بيّنٍ وواضح هو وجه من أوجه الهزيمة.

في المعركة الأخيرة، ورغم عدد الشهداء والجرحى الهائل، والشهور الطويلة من التدمير شبه الكلي والمتواصل، منع صمود المقاومة الإسرائيلي من تحقيق نصرٍ جليّ، وصار الوقت عاملا ضاغطا، بتوقيت الداخل وبالتوقيت الأميركي أيضا، والأخير كان حاسما في وقف إطلاق النار، لكنه، كما ورد سابقا، يبدو مصمِّمًا على تحقيق ما لم تستطعه الحرب من أهداف، مما يعني أن المواجهة مفتوحة.

فالتفاوض تحت تهديد العودة إلى الحرب شكل من المواجهة، والهدنة بشروطها والتزاماتها، هي شكل آخر منها، ومن الحرب "المؤجلة" بحكم الأمر الواقع، من هنا، تُقرَأ أهمية وتأثير الظهور المتكرر، الذكي والمنظم لحركة حماس في مراحل تبادل الأسرى، إذ أرادت القول: أنا هنا قادرة على مواصلة المواجهة، حية ولم تستطع إنهائي بعد حرب الإبادة الطويلة.

إعلان 2 – مع العواصم

هنا، حركة حماس في موضع كثير الحساسية، ومعادلات تتغير في التعامل والعلاقات المتبادلة مع عواصم تختلف، أو اختلفت مواقفها من الحركة، وسيكون الطرفان، الحركة والعاصمة المضيفة، ملزمين بانتهاج سياسات مناسبة، لكنها من الصعب أن تكون واحدة.

والسبب أولا، يعود إلى هذه العواصم وسياساتها في المنطقة، والأهم، ارتباطاتها الدولية، مع الولايات المتحدة كمحدد أول، وتأثير مسار التطبيع "الإبراهيمي"، الذي تدفع واشنطن إلى تعميمه، ليضم معظم الدول العربية، والإسلامية لاحقا.

ويمكن ترتيب العواصم في خانات ثلاث:

أولا: العواصم الداعمة سياسيا لا عسكريا:

قد تكون هذه العلاقة هي الأصعب، على الحركة وعلى العاصمة المضيفة أو الداعمة، فحجم المتغيرات الإقليمية والدولية سيكون العامل الأكثر تأثيرا، وهذا سينعكس حكما على حركة حماس، التي سيكون عليها أن توازن بين ثوابت لا تستطيع المساس بها باعتبارها حركة مقاومة، وبين ما يمكنها النقاش حوله، أو إبداء مرونة فيه.

والأكيد أنه سيكون عليها تقدير ومراعاة ظروف الحليف السياسي، وهذا سيكون امتحانا أكثر صعوبة لكلا الطرفين، مع وجود الرئيس ترامب في البيت الأبيض، ومواقفه من القضية الفلسطينية التي غيرت المشهد من سيّئ جدا إلى أسوأ، واستمرار حكومة نتنياهو، بائتلافها المشروط بالضغوط القصوى، والجنوح نحو الحروب.

ثانيا: مع العواصم التي لا تدعم حركة حماس

هنا، احتمال تغيير النهج نحو علاقة أفضل مستبعد جدا، فالظروف الدولية والإقليمية تشي بمسار عكسي، واحتمال أن تسوء العلاقة بمقدار الضغوط الأميركية والإسرائيلية.

في السابق، استطاعت الحركة ترتيب هذه "العلاقة" بإبقائها في إطار ثابت، لا يسوء لكنه لا يتحسن، وهو ما أمن نوعا من الاستقرار الإيجابي في العلاقة بين الطرفين، لكن مع الجنوح الأميركي لإنهاء الحركة، أو لإحداث تغييرات جذرية فيها وفي المحور بشكل عام، قد تتحول هذه العلاقة إلى عبء على حركة حماس، خصوصا، إذا طُلب من هذه العواصم، وهذا مرجح، اتباع نهج أكثر تشددا، قد يصل إلى حد الإجبار على القبول بقرارات معينة.

إعلان

في هذه العينة، يتغير تصنيف دمشق، من عاصمة حاضنة وداعمة، إلى عاصمة تسمح ببقاء الفصائل على أرضها، وقد أوضحت الإدارة السورية الجديدة لحماس وباقي الفصائل الفلسطينية، أنه لن يكون متاحا لها بعد اليوم القيام بأي نشاط عسكري أو سياسي على أراضيها، وأن بإمكانهم العمل في المجالات الدعوية والاجتماعية والثقافية.

ثالثا: مع العواصم التي تنتهج سياسات عدائية ضد حماس

هنا المتغيرات لن تكون كبيرة، لأنها ستكون استكمالا لمسار سابق، خبرته الحركة على مدى سنوات، لكنه قد يصير أكثر خطورة، حين تذهب عاصمة ما إلى تصعيد إجراءاتها "العدائية"، تخريبا أو ملاحقة، أو أكثر من ذلك.

والإشكالية التاريخية في العلاقة مع هذه العواصم، أنها لا يمكن الخروج منها، فتاريخ القضية الفلسطينية باعتبارها قضية عربية "مركزية" يسمح بذلك، ولمحة سريعة على الدول التي تُستَشَارُ أو تعطي رأيها بالداخل الفلسطيني يكفي لتكوين فكرة عن كيفية التدخل أو التداخل في كثير من القضايا، بما فيها المصيرية منها.

والمختلف في المرحلة المقبلة، أن النموذجين الأخيرين، يستطيعان التأثير في الحركة من أبواب عدة، حتى في الداخل الفلسطيني، وفي العلاقة مع السلطة الفلسطينية، التي أُنيط بها دور الممثل الرسمي الفلسطيني، مع المجتمع الدولي والجامعة العربية، وعبر الأدوار "المفترضة"، التي تتغير من حين لآخر لبعض العواصم العربية في الحوارات حول مستقبل قطاع غزة، ودورها الفعلي، في حال نجحت الدول العربية في تمرير مبادرتها القائمة على النسخة المصرية حول "اليوم التالي" لدى الجانب الأميركي أولا، ثم قبول الجانب الإسرائيلي بها، وهذا الذي لن يحدث بدون موقف جاد من قبل الرئيس ترامب، إذا أراد.

رابعا: مع طهران

هذا المجال سيكون الأكثر حساسية، والأكثر أهمية، وأهميته أنه على مدى سنوات طوال، كان الشريان الرئيسي، وأحيانا كثيرة، كان الوحيد الذي اعتمد عليه الجهاز العسكري في حركة حماس، تسليحا وتدريبا وتمويلا.

إعلان

أما حساسيته مستقبلا، فلأن الجناح العسكري للحركة سيكون الأكثر تأثرا به وتأثيرا فيه، وسيكون عرضة لضغوط وتهديدات كبيرة، وأيضا، "بازارا" في العروض "المغرية" لكلا الطرفين، مع الفارق بين التنظيم والدولة، ومع الإشارة إلى خصوصيته الإيرانية، لكون "قوة القدس" في الحرس الثوري، كانت المعنية دائما بهذه العلاقة.

هنا، من الضروري ومن المهم الإقرار بأن خسارة كل من الطرفين بعد المتغيرات الإقليمية الأخيرة كبيرة ومقلقة، (وهذا ينطبق على حزب الله أيضا)، لن تستطيع حركة حماس تعويض خسارتها للدعم العسكري الإيراني، كمّا ونوعا، أما خسارتها في الدعم السياسي فمثار بحث آخر، بسبب العلاقة بين إيران وعواصم الإقليم، والعكس صحيح، قد لا يُقِّرُ البعض، أو لا يستطيع الإقرار بصعوبة تعويض الدعم الإيراني لكتائب القسام.

وقمة الأوليات، الحفاظ على خطوط التواصل والدعم بكل أشكاله، مع حركة المقاومة، لا سيما إذا استطاع الأميركي والإسرائيلي التضييق عليه أكثر، عبر أدواتهما المعتادة أو عبر مزيد من الضغوط على دول الجوار، والاستحقاق هو البقاء في المستوى المطلوب لأي مواجهة عسكرية مستقبلية، وهو أمر ممكن الحدوث في أي لحظة، فالتهديدات الإسرائيلية والأميركية لم تتوقف بهذا الشأن.

خامسا: داخل حماس ذاتها

كغيرها من الحركات المقاومة، أُعطي أو اكتسب الجهاز العسكري في حركة حماس نوعا من الخصوصية، مما ضمن له هامشا واسعا من حرية التحرك السري، تحت سقف القيادة المركزية، وأوجد مسافة (مبررة) بين الجهاز العسكري وباقي القيادات، والسياسية منها، وهذا أمر مفهوم، له أسبابه وأهدافه، لكنه أخذ بعدا أكثر عمقا وحزما بسبب العمل في جغرافيا محاصرة مباشرة من الاحتلال.

ومن هنا يجب فهم وتفهم العلاقة بين حماس العسكر والأمن من جهة، وحماس بشقيها السياسي والاجتماعي داخل قطاع غزة، وبين حماس العسكر وقيادة الخارج، وهذا المجال قد يكون عرضة لنقاشات ولتجاذبات داخلية وخارجية، ولاختلاف في الرؤية حول النهج وآلية صنع القرار في المرحلة المقبلة، عملية "طوفان الأقصى"، نتائجها وتداعياتها، ستكون في صلب هذا النقاش، وقد يأخذ الأمر منحى يتخطى النقاش، ليصل إلى حد تحميل المسؤوليات.

إعلان

هنا على الجميع أن يدرك حساسية وضع الجناح العسكري، فكتائب القسام تعمل في منطقة شديدة الصعوبة، قطاع غزة مكشوف، جغرافيته لا تشبه جنوب لبنان، لا جبال ولا وديان ولا مناطق حرجية، ولا يشبه مناطق الجليل، أرض ككف اليد، يراقبها الإسرائيلي على مدار الساعة بكل ما لديه من تقنيات متطورة جدا، بعمليات وبرامج تجسس تجمع التقنية مع العامل البشري، على الجميع أن يدرك حساسية وخصوصية ما كان عليه هذا الجهاز، قبل الحرب وبعدها.

هذا الجهاز الذي قاده الشهيدان يحيى السنوار ومحمد الضيف، وقادة كبار آخرون، استشهد معظمهم، فكان السنوار فيه قائدا للنموذج، والضيف كان رمزا للنموذج، وبعد الاستشهاد، صار السنوار نهجا بالنسبة للجسد العسكري، وهذا أمر مهم جدا لدى المقاومين، يرقى ليوصف بشيء من "القدسية"، وغالبا ما يكون له تأثير كبير وفعال في العمل المقاوم.

مسيرة خرجت في طنجة تضامنا مع غزة وتنديدا باغتيال الشهيد يحي السنوار (مواقع التواصل)

وفي هذه النقطة سترى القسام "طوفان الأقصى" العملية الكبرى في تاريخ الصراع مع "إسرائيل"، في حجمها، وفي اختلافها لكونها تحولت إلى حرب إنهاء، وفي تميزها لكونها جمعت للمرة الأولى الحلفاء في جبهة نار تمتد من الداخل الفلسطيني إلى لبنان والعراق واليمن وإيران أيضا.

وفي المحصلة، ستعتبرها نموذجا ومثالا يُحتذى في مواجهة إسرائيل، بدون غض نظر عن نتائجها داخل قطاع غزة، وفي الداخل الفلسطيني كله، وعن نتائجها في الإقليم، المراد قوله: نعم، هناك أثمان كبيرة، عدد شهداء غير مسبوق، أعداد الجرحى والمهجرين أكبر، ولكن، من الضروري أن لا يُنظر إلى العملية من زاوية النتائج السلبية فقط، هذه الأخيرة، هي ما يجب أن يكون مثار بحث ومراجعة بإيجابية وموضوعية، يأخذ في الحسبان الإيجابيات والسلبيات على حد سواء.

صحيح، المطلوب مراجعة واسعة وجريئة، ومن الجميع، الحركات المقاومة على اختلاف انتماءاتها الفكرية والدينية، دول المنطقة، العربية منها أولا، معنية قبل الجميع بهذه المراجعة، المتغيرات سريعة جدا، والنتائج قد تكون كارثية إذا تُرِكت الأمور وفق ما يخطط لها، وفق ما نجبر على القبول به.

إعلان

الكثير من المصطلحات يحتاج إلى إعادة تصويب في التعريف، لا أحد يعترض على مفردات مثل "الحكمة" و"العقلانية"، لكنها عند البعض، هي مفردات تعني القبول بما لا يجوز القبول به، بسبب الخلل الهائل في موازين القوى، اتهام حركة حماس أو حزب الله بالتهور، وتحميلهما مسؤولية كاملة عما آلت إليه الأوضاع ليس صائبا تماما ولا منطقيا، بعد أن اتضحت الخطط الإسرائيلية والأميركية.

المنطقة اليوم على شفا برميل بارود، زلزال سياسي وجغرافي، قد يفضي إلى تشظّي المنطقة إلى جغرافيات صغيرة وضئيلة، تحت مسميات دول جديدة، "دول" بالاسم، ستُقام على المذهبية والإثنية، وكل واحدة ستحتفظ بأسباب العداء التي أقيمت عليها كدولة.

في ميزان ما انتهت إليه الحرب، لم يعد صائبا التعامل مع حركة حماس أو أي فصيل مقاوم، بالخلفيات غير السوية السابقة بوصفها حركات إسلامية، وهي خلفيات موزعة بين تآمرية وتشكيكية، أو التعامل السلبي معها فقط بسبب كونها حركات دينية، فما فعله الإسرائيلي والأميركي، والخطاب الذي يعتمده الطرفان، أكثر دينية وتطرفا من أي حركة مرت على المنطقة، المجازر الإسرائيلية أكثر "داعشية" مما فعله تنظيم "داعش" ذاته.

اليوم، بالإمكان التحدث عن خطاب ديني متطرف يعتمده الأميركي والإسرائيلي معا، ومن المفيد التذكير بأن فصائل المقاومة، ودول المنطقة جميعها تواجه قوى ودولا تحمل نقائض عجيبة جدا، إذ تتعامل مع الأيديولوجيا وكأنها فكرة رجعية، وتحول انتماء وعقائدية القوى المقاومة إلى تهمة، ثم تشن حرب إبادة بشرية وفكرية ضدها، بأفكار ومعتقدات أكثر أيديولوجية.

دولة تتصرف كـ"إمبراطورية الله" كما يصفها رئيس منظمة "مسيحيون متحدون من أجل إسرائيل" القس الأميركي جون هاغي، وفي البيت الأبيض رئيس يقول "لقد أنقذني الله لأجعل أميركا أمة عظيمة"، ويقول عنه عضو الكونغرس لندسي غراهام، "ترامب مبعوث يهوه إلى شعب الله المختار".

إعلان

وفي تل أبيب، يترأس حكومة "شعب الله المختار" رجل يقتل 50 ألف فلسطيني، ويجرح عشرات آلاف آخرين، ويشرد مئات الآلاف، ويقول "هذه رغبة إلهنا"، ويمكن فهم العلاقة بين الطرفين، على لسان السفير الأميركي لدى تل أبيب مايك هاكابي، "التغيير في الشرق الأوسط سيكون بأبعاد توراتية".

أما السواد الأعظم من القادة الإسرائيليين، فلا أظن أنهم بعيدون في الفكر عن رافائيل إيتان، الذي بعد أن ثبت اسمه في العدوان الثلاثي وفي حرب نكستنا عام 67، وفي اجتياح لبنان ومجازر صبرا وشاتيلا، قال "العربي الجيد هو العربي الميت"، هكذا يروننا. بوسعنا أن لا نتصرف كالأموات، هذا فقط المطلوب الآن.

مقالات مشابهة

  • الخارجية العراقية: وصلتنا رسائل بنية الكيان الصهيوني شن سلسلة ضربات على بلدنا
  • العدوان الأمريكي على اليمن.. حربٌ بالوكالة عن الكيان الصهيوني ودفاع عن جرائم الإبادة
  • حماس.. المهمة الصعبة في إقليم يتغير
  • وزير الدفاع يحذر كل من يُساند الكيان الصهيوني
  • قناة: واشنطن تضغط على نتنياهو لقبول تولي اللجنة الحكومية الفلسطينية إدارة غزة
  • فجوات كبيرة بين الكيان الإسرائيلي وحماس، بحسب مسؤول إسرائيلي
  • المعارضة في نيوزلندا تقود مشروع قانون لفرض عقوبات على الكيان الصهيوني
  • الجهاد الإسلامي: العدوان الأمريكي على اليمن دعم وقح للكيان الصهيوني وجرائمه بحق شعبنا الفلسطيني
  • موقع صهيوني يؤكد فشل الكيان والتحالف الدولي في مواجهة التهديد اليمني
  • الثقل النوعي لغزة في النضال الفلسطيني.. دور المقاومة وتحديات المستقبل