سيرة ومسيرة أول رئيسة للمكسيك
تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT
لأول مرة في المكسيك منذ استقلالها عام 1821 تصل امرأة إلى سدة الحكم في البلاد، ألا وهي كلاوديا شينباوم مرشّحة اليسار الحاكم. حققت شينباوم فوزا كبيرا في الانتخابات الرئاسية التي جرت أمس الأحد، وفق ما أظهرت النتائج الأولية الصادرة عن المعهد الانتخابي الوطني.
حصلت شينباوم، رئيسة بلدية العاصمة مكسيكو سابقا، على نسبة تتراوح بين 58 إلى 60 بالمئة من الأصوات متقدمة بأشواط على منافستها مرشحة المعارضة، سوتشيتل غالفيس، التي يقدر أنها حصلت على نسبة تتراوح بين 26 إلى 28 بالمئة من الأصوات في هذا الاقتراع الذي جرى من دورة واحدة على ما قالت رئيسة المعهد غوادلوبيه تاداي.
ومن شأن فوز شينباوم بالرئاسة أن يمثل خطوة كبيرة للمكسيك في دولة معروفة بثقافتها الذكورية.
وخلال تجمع اختتمت فيه حملتها الانتخابية في مكسيكو الأربعاء، قالت كلاوديا شينباوم المدعومة بشعبية الرئيس المنتهية ولايته أندريس مانويل لوبيز أوبرادور (70 عاما) “سندخل التاريخ”. وأضافت مخاطبة المكسيكيات اللواتي ينددن بهيمنة المجتمع الذكوري “إنه زمن النساء والتغيير. ذلك يعني العيش من دون خوف والتحرر من العنف”.
فمن هي كلاوديا شينباوم؟
بين عامي 2000 و2006 كانت مسؤولة عن السياسات العامة في العاصمة مكسيكو سيتي في شؤون البيئة، بينما كان الرئيس الحالي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور عمدة المدينة الكبرى، ثم تم انتخابها على رأس “وفد تلالبان”، وهي منطقة في جنوب مكسيكو سيتي، قبل أن تفوز بانتخابات رئاسة البلدية عام 2018. وقد حظيت بالمنصب رغم مأساة مدرسة ريبسامين التي كانت تابعة لمنطقة تلالبان التي كانت تحت إشرافها، حيث أدى الإهمال في إسناد تراخيص البناء إلى مقتل 19 طفلاً وسبعة معلمين خلال زلزال عام 2017.
سجلت تراجعًا في شعبيتها خلال السنوات التي قضتها كرئيسة لبلدية مكسيكو سيتي إثر الانهيار المروع لخط المترو رقم 12 في 3 مايو/أيار 2021، مما أسفر عن مقتل 27 شخصًا وإصابة 79 آخرين. وقد كشف الحادث الناجم عن عيوب واضحة في البناء عن انخفاض شعبيتها بمقدار 20 نقطة في استطلاعات الرأي.
مع اختيارها كمرشحة للرئاسة لحركة التجديد الوطني، الحزب اليساري الحاكم، فرضت هذه الناشطة البيئية نفسها على المشهد السياسي المكسيكي دون أن تكون قد انضمت إلى الحزب الثوري المؤسسي أو حزب العمل الوطني، وهما الحزبان الرئيسيان الوحيدان اللذان حكما المكسيك قبل وصول أندريس مانويل لوبيز أوبرادور للسلطة عام 2018. وكان كلا الحزبين غارقين في الفساد الذي لم يعد أحد يحاول إنكاره بعد الآن. فيما وعد أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، الذي لم تقل نسبة الآراء الإيجابية عنه قط عن 60 بالمئة خلال فترة ولايته، بدعمها بصوته الحاضر باستمرار في الساحة الإعلامية، وبخاصة من خلال مؤتمراته الصحفية اليومية في السابعة صباحا ــ والتي تشكل إلى حد كبير عناوين الصحف.
سياسية تستمع للناس
كلاوديا شينباوم كانت أغلب نشاطاتها صباحية عندما كانت رئيسة بلدية مكسيكو سيتي. ثلاث مرات في الأسبوع، في تمام الساعة السادسة صباحاً، في قاعة كبيرة في دار البلدية – ولكن بحضور قليل للكاميرات – كانت تستقبل بنفسها السكان الذين يأتون ليصطفوا لعرض مشاكلهم عليها: المشاكل الإدارية المتعلقة بحساب معاشاتهم التقاعدية، المشاريع الفنية في الأماكن العامة، الطرقات العامة المتدهورة… لم يكن هناك أي حاجز، كان يكفي أن تحضر في وقت مبكر للحصول على واحدة من عشرات المواعيد المتاحة من أجل هذه الاجتماعات.
كانت كلاوديا شينباوم تستمع، وتدوّن الملاحظات، وتوجه الناس إلى مساعديها المتخصصين أو، عند الحاجة، توقظ موظفاً عبر الهاتف لتوبخه بشدة إذا تبين أنه لم يتصرف بشكل صحيح تجاه مواطن أو مواطنة. هذه المراقبة الدقيقة للمدينة التي كانت تديرها والاتصال المباشر مع سكانها عززت بشكل ملحوظ سمعتها كعاملة مجتهدة وإنسانية.
وقد اعتبر مراقبون في بداية بروزها أن العائق الحقيقي الوحيد أمام كلاوديا شينباوم في طريقها إلى الرئاسة كان متعلقا بصورتها الخارجية البعيدة عن السياسة الاستعراضية. فقد كانت تعطي انطباعا أنها تشبه المعلمة الصارمة، القليلة الابتسام، هذه الأم المطلقة، التي تقدم بكل سرور دروساً صغيرة في التاريخ أو فيزياء الغلاف الجوي في خطاباتها.
أصرت كلاوديا شينباوم على نشر بعض الشعارات التي يستخدمها رئيسها الذي تبناها بصوت عال، بأسلوب ديماغوجي: “يجب أن نديم ونعزز مبادئ التحول الرابع (الاسم الذي أطلقه أندريس مانويل لوبيز أوبرادور على برنامجه السياسي): عدم الكذب، عدم السرقة، عدم خيانة الشعب!” وهي شعارات سياسية واعدة في عالم سياسي غمره الإغراء وتكررت فيه الوعود الزائفة للناخبين. كلاوديا شينباوم، بدورها، تحاول البقاء على ما كانت عليه قبل دخولها السياسة كعالمة.
في الثمانينيات، اشتهرت مدينة مكسيكو بأنها المدينة الأكثر تلوثًا في العالم. خلال هذا العقد، درست كلاوديا شينباوم الفيزياء في جامعة أونام العامة حيث دافعت عن أطروحة البكالوريوس الخاصة بها حول كفاءة استخدام الطاقة في الأفران التي تعمل بالحطب. وفي ذلك الوقت، كانت تذهب أحيانًا مع الأصدقاء لتركيب أنظمة طهي أكثر كفاءة في المناطق الفقيرة بشكل خاص، مثل ميتشواكان. وظلت كفاءة استخدام الطاقة مجالها المفضل، وهو الموضوع الذي نشرت حوله فيما بعد العشرات من المقالات العلمية، والذي كتبت عنه جزءا من تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في عام 2007 ــ وهو العام الذي فاز فيه فريق الخبراء الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ بجائزة نوبل للسلام.
ستبدأ الفائزة فترة ولاية مدتها ست سنوات في الأول من أكتوبر /تشرين الأول 2024.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية کلاودیا شینباوم مکسیکو سیتی
إقرأ أيضاً:
موسكو تعلن السيطرة على قرية إستراتيجية جديدة .. وأوكرانيا تسقط 59 مُسيرة أطلقتها روسيا خلال الليل
عواصم "أ ف ب" "رويترز": اعلنت القوات الروسية الجمعة السيطرة على قرية جديدة في شرق أوكرانيا تجاور بلدة بوكروفسك، واقترابها أيضا من طريق حيوية للإمدادات اللوجستية للجيش الاوكراني.
ورغم خسائره، يتقدم الجيش الروسي منذ أكثر من عام في شرق اوكرانيا ويسعى الى تطويق بوكروفسك وقطع الطريق السريعة عند مدخلي البلدة الشرقي والغربي، الامر الذي سيعوق إمدادات الجنود الاوكرانيين في منطقة دونباس.
واعلنت وزارة الدفاع الروسية السيطرة على قرية نوفوفاسيليفكا بجنوب غرب بوكروفسك، والتقدم نحو منطقة دنيبروبيتروفسك المجاورة.
وسيشكل دخول القوات الروسية هذه المنطقة سابقة منذ بدء الحرب في فبراير 2022، وضربة قاسية للقوات الأوكرانية التي تواجه صعوبة في احتواء التقدم الروسي بسبب افتقارها الى العديد والعتاد.
كذلك، أورد موقع "ديبستايت" القريب من الجيش الاوكراني أن القوات الروسية باتت على بعد مئات الامتار من طريق تقع شرق بوكروفسك وتربط هذه البلدة بكوستيانتينيفكا، وهي مركز لوجستي آخر للجيش الاوكراني، علما أن الجنود الاوكرانيين ما عادوا يسلكون الطريق المذكورة.
إتهام بقتل 22 شخص
اتهمت موسكو الجمعة القوات الأوكرانية بقتل 22 شخصا في قرية روسية محتلة وفق لجنة تحقيق روسية.
تسيطر أوكرانيا على عشرات القرى الحدودية في منطقة كورسك بغرب روسيا منذ أن شنت هجوما مفاجئا في أغسطس. وتقول إن مجز 2000 مدني ما زالوا يقيمون في مناطق تحتلها.
واستعادت روسيا الآن السيطرة على عدة بلدات.
وقالت لجنة التحقيق الروسية في 19 يناير إنها تحقق في مقتل "سبعة مدنيين على الأقل" في قرية روسكوي بوريشنوي على بعد 20 كلم من الحدود الأوكرانية.
وأفادت الجمعة بأنها تحقق حاليا في مقتل "22 مواطنا" بين سبتمبر ونوفمبر.
على الفور من صحة تلك التصريحات ولم يرد ردّ رسمي من أوكرانيا.
واتهم المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف المجتمع الدولي بتجاهل روسيا.
وقال للصحفيين "ينبغي التحدث عن ذلك وإظهاره رغم لا مبالاة المجتمع الدولي وعدم رغبته في الاهتمام بمثل هذه الفظائع".
وأعلن المحققون الروس أن خمسة جنود أوكرانيين نفذوا عمليات القتل وأن أحدهم، واسمه يفغيني فابريسينكو، اعتقل أثناء القتال في منطقة كورسك.
ونشرت اللجنة مقطع فيديو لاستجواب رجل قالت إنه يُدعى فابريسينكو، وقد أدلى باعترافه.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في إيجاز صحافي الجمعة "أولا، تعرض الناس للتعذيب والإساءة، ثم قتلوا إما بإطلاق النار عليهم وإما بتفجيرهم".
وتتبادل روسيا وأوكرانيا الاتهامات بقتل مدنيين منذ بدء النزاع قبل ما يقرب من ثلاث سنوات.
واتهمت القوات الروسية بقتل مئات المدنيين في بلدة بوتشا بالقرب من كييف. وكان صحفيو وكالة فرانس برس من بين وسائل الإعلام الدولية التي شاهدت وصورت جثث مدنيين أوكرانيين قتلوا، بعضهم مقيد.
ونفت موسكو تلك الاتهامات واتهمت في المقابل كييف بفبركة الصور وهو ما رفضته العديد من المؤسسات المستقلة التي تعنى بتقصي الحقائق ووسائل الإعلام بما فيها وكالة فرانس برس.
النروج تصادر سفينة
أعلنت الشرطة النروجية الجمعة أنها بناء على طلب من سلطات لاتفيا صادرت السفينة "سيلفر دانيا" الروسية الطاقم لتفتيشها إثر الاشتباه بضلوعها في تخريب كابل بين لاتفيا والسويد.
وأشار بيان صادر عن شرطة ترومس (شمال) الإقليمية إلى "شبهات في إن السفينة ضالعة في أعمال تخريب خطرة لكابل ألياف ضوئية في بحر البلطيق بين لاتفيا والسويد".
وأوضح أن "الشرطة صعدت على متن السفينة لإجراء عمليات تفتيش واستجواب وجمع أدلّة".
وطلب خفر السواحل النروجيون من سفينة الشحن "سيلفر دانيا" التي ترفع علم النروج والمملوكة لشركة "سيلفر سي" النروجية تحويل مسار رحلتها بين مدينتي سان بطرسبرغ ومورمانسك الروسيتين.
وقَبِل الطاقم بتحويل رحلته إلى مرفأ ترومسا في شمال النروج حيث وصل في ساعات الصباح الأولى.
وطاقم السفينة "روسي بالكامل"، على ما كشفت الشرطة مشيرة إلى تعاون من جانب أفراده والشركة المالكة.
وقال صاحب الشركة النروجية "سيلفر سي" تورمود فوسمارك في تصريحات لوكالة فرانس برس "أبحرنا بالقرب من غوتلاند" الجزيرة السويدية التي تضرّر في محيطها كابل الأحد، لكن "لم نقترف أيّ سوء... واستقدمتنا السلطات النروجية إلى المرفأ للبتّ في أننا غير مسؤولين".
صباح الأحد، تعرّض للتخريب كابل ألياف ضوئية تابع لمركز الإذاعة والتلفزيون الحكومي في لاتفيا يربط جزيرة غوتلاند السويدية بمدينة فنتسبيلس في لاتفيا.
وأشار المركز في تحقيقه الأوّلي إلى "عوامل خارجية".
وفي اليوم عينه، صادرت السويد سفينة بلغارية لتفتيشها في إطار تحقيقها في عملية "تخريب خطير".
وفي ظلّ الاشتباه بتخريب متعمد لكابلات اتصالات وكهرباء تحت البحر في الأشهر الأخيرة، تسعى الدول المحيطة ببحر البلطيق إلى تعزيز إجراءاتها الدفاعية.
ويتهم خبراء وسياسيون روسيا بتدبير "حرب هجينة" ضد الغرب على خلفية حربها في أوكرانيا.
وأعلن حلف شمال الأطلسي في وقت سابق هذا الشهر أنه سيطلق مهمة مراقبة جديدة في بحر البلطيق مع سفن دورية وطائرات بهدف ردع أي محاولة لاستهداف البنية التحتية في المنطقة.
إسقاط 59 مُسيرة
قالت القوات الجوية الأوكرانية الجمعة إن الدفاعات الجوية أسقطت 59 من أصل 102 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا في هجوم ليلا.
وذكرت أن 37 مسيرة "فقدت"، في إشارة إلى التشويش عليها إلكترونيا.
وأضافت أن الطائرات الروسية تسببت في أضرار في منطقة سومي في شمال شرق البلاد ومنطقة أوديسا في الجنوب ومنطقة تشيركاسي في الوسط، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
إخماد حريق
قال حاكم منطقة فولجوجراد في جنوب روسيا الجمعة إنه تم إخماد حريق كان قد اندلع في مصفاة نفط بعد هجوم أوكراني بطائرات مسيرة خلال الليل.
وذكر أندريه بوشاروف في بيان على تطبيق تيليجرام أن الدفاعات الجوية الروسية صدت هجوما على المنطقة بثماني طائرات مسيرة.
وأضاف "اندلع حريق في موقع مصفاة النفط نتيجة سقوط حطام إحدى الطائرات المسيرة، وتم إخماده على الفور، ونُقل عامل في المصفاة إلى المستشفى بعد إصابته".
وقال أندريه كوفالينكو رئيس مركز مكافحة المعلومات المضللة في أوكرانيا على تيليجرام إن مصفاة النفط، التي وصفها بأنها واحدة من أكبر المصافي في روسيا، تعرضت للقصف.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية في بيان أنها أسقطت 49 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل، من بينها 25 في منطقة روستوف جنوبا وثماني مسيرات في فولجوجراد.