إبراهيم عيسى: رأي الشعب المصري انتصر في تغيير الحكومة
تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT
أكد الإعلامي إبراهيم عيسى، أن هناك سياقات سياسية وتاريخية مختلفة كان من الممكن رصد رد فعل الجمهور بطرق ومناحي متعددة، موضحًا أن الشارع المصري وصل لمرحلة ناضجة جدًا في أنه يفهم ويعي أن قصته سياسات وليست شخصيات.
وأضاف "عيسى"، خلال تقديم برنامج "حديث القاهرة"، المُذاع عبر شاشة "القاهرة والناس"، : "تكليف الدكتور مصطفى مدبولي أعطى إحساسًا لدى قطاعات من المواطنين بأنه كيف يمكن التغير في نفس ذات رئيس الحكومة؟"، مؤكدًا أن هناك وجه نظر بأن أي تغيير الحكومة دون تغيير رئيسه لا يعول عليه، لكن هناك مؤشرات أن إقالة حكومة تعبير عن استجابة للشارع المصري الذي لم يكن راضي عن هذه الحكومة.
وأشار إلى أن هذه الحكومة المستقيلة لم تكن موضع رضا شعبي، مؤكدًا أن القرارات التي اتخذتها الحكومة حملت المواطن أحمال ثقيلة وعنيفة، مشددا على أن إعطاء إحساس المسئول للمواطن بأنه يفهم مصلحته أكثر من المواطن نفسه، منوهًا بأن هناك عدم رضا شعبي على الحكومة المستقيلة هو أمر ليس ادعاء ولا ظن.
وتابع: "تقديم استقالة الحكومة قد يكون تعبيرا عن رأي الشارع المصري في الوقت الحالي عن أدائها"، والرضا الشعبي ضرورة في تشكيل الحكومة الجديدة لتخفيف المعاناة الاقتصادية.
ولفت إلى أننا نمتلك أدوات القياس للرأي العام في مصر ونعتمد دائمًا على الرؤية والتحليل وهو تحليل شخصي، منوهًا بأنه يأمل في أن يحدث تغييرا، مؤكدا أن خطاب التكليف به ملامح للتغير وهناك نقاط في الصميم بشأن التغير في السياسية.
وأوضح، أننا استيقظنا على خبر بأن رئيس الحكومة الدكتور مدبولي في مكتب الرئيس عبدالفتاح السيسي والذي يكلفه الرئيس بتشكيل الحكومة الجديدة، في حالة أنها إيقاله للحكومة لابد أن يجتمع مجلس النواب والموافقة من أغلبية النواب على إعفاء الحكومة وهو أمر لم نعرفه، منوهًا بأن الاستقالة كان لابد أن يكون هناك اجتماع للحكومة.
وتابع: "احترام الدستور والالتزام بالشكل الدستوري مفتاح نجاح أي حكومة"، موضحًا أن الاستقاله تعني أن الحكومة لا ترى رضا شعبي أو من قبل الرئيس على القرارات التي اتخذتها وتعني شعور بالمسئولية لدى الحكومة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإعلامي إبراهيم عيسى إبراهيم عيسى الشارع المصرى حكومة الحكومة شخصيات الشارع
إقرأ أيضاً:
سوريا الجديدة.. طاقات مادية وبشرية واعدة
أحيا الشعب السوري الذكرى الرابعة عشرة لثورته منتصرا بعودة الوطن إليه، بعد سرقته من قبل نظام الأسدين الابن والأب لمدة 54 عاما مليئة بالإجرام والفساد والتدمير ونهب الثروات. وبدأت خطوات عملية لبناء سورية الجديدة دون ديكتاتور، الأمر الذي يطرح سؤالا هاما وجوهريا حول مستقبل سوريا وطاقاتها البشرية والمادية الواعدة.
الطاقات البشرية
وصل عدد الشعب السوري خلال العام الجاري 2025 إلى 25 مليون نسمة، فضلا عن 600 ألف لاجئ فلسطيني جلهم في المخيمات الفلسطينية، كما تمّ تهجير أكثر من نصفهم داخليا وخارجيا شأنهم شأن إخوانهم من الشعب السوري. ولذلك انحاز فلسطينيو سوريا إلى الثورة السورية وكانوا شركاء في احتفالات النصر على نظام الطاغية الفار.
يمثل الأطفال دون الخامسة عشر من العمر حوالي 43 في المائة من السكان. يعتبر الشعب السوري نشيطا اقتصاديا وتستحوذ الزراعة نسبة كبيرة من قوة العمل، ورغم تهجير نظام المجرم الهارب بشار الأسد لنحو ثمانية ملايين سوري إلى جهات الأرض الأربعة، لكنهم لم ولن يتوقفوا عن التحصيل العلمي والعمل والحصول على خبرات كبيرة ستكون بكل تأكيد في خدمة وطنهم بعد استعادته من نظام الطاغية الفار من وجه العادلة.
وحدة الشعب السوري التي ترسخت بعد سقوط نظام الطاغية الهارب، وحماسة السوريين للنهوض بوطنهم بعد التحرير، من شأنهما أن تدفعا للاعتقاد بأن سوريا ستشهد استثمارات كبيرة خاصة من قبل دول عربية وخاصة قطر وكذلك تركيا وبعض الدول الأوروبية، وسيترافق ذلك مع الاستقرار التدريجي وبناء مؤسسات الدولة السورية، وخاصة القضاء ومجلس الشعب والاتفاق على دستور وطني بامتياز ورايته المواطنة
يزخر الشعب السوري إضافة إلى قوة مهنية نشيطة، بطاقات علمية توضحت خلال السنوات القليلة الماضية، من الطب والهندسة والمحاماة والإعلام والفن والتميز والإبداع، ومنهم من حاز على جوائز قيمة نتيجة تفوقهم في المهاجر الأوروبية والكندية وغيرها. تلك الطاقات ستسهم إلى حد كبير في بناء سوريا الجديدة وتطورها ونهوضها، رغم التدمير الكبير والمبرمج من قبل النظام الساقط، والذي لحق بالمنازل والبنى التحتية على كامل الجغرافيا السورية البالغ مساحتها 185 ألف كيلومتر مربع.
موارد مادية زاخمة
جنبا إلى جنب مع الطاقات البشرية الزاخرة المتوفرة في سوريا، ثمة ثروات باطنية متوفرة على مساحة الجغرافيا السورية وتمثل بمجملها عوامل مساعدة للارتقاء بالاقتصاد السوري بكافة قطاعاته، حيث قدر إنتاج النفط بنحو 600 ألف برميل يوميا كانت تذهب عوائدها إلى عائلة الأسد ونظامه، دون أن تدخل الموازنة السورية السنوية، في حين يقدر خبراء احتياطي النفط السوري المحقق بنحو مليارين ونصف المليار برميل، ويصل احتياطي الغاز إلى 8.5 تريليون متر مكعب، هذا إضافة إلى المعادن، فيبلغ احتياطي الفوسفات 1700 مليون طن، جنبا إلى جنب مع نسبة قليلة من اليورانيوم والفلزات المعدنية الأخرى.
وحدة الشعب السوري التي ترسخت بعد سقوط نظام الطاغية الهارب، وحماسة السوريين للنهوض بوطنهم بعد التحرير، من شأنهما أن تدفعا للاعتقاد بأن سوريا ستشهد استثمارات كبيرة خاصة من قبل دول عربية وخاصة قطر وكذلك تركيا وبعض الدول الأوروبية، وسيترافق ذلك مع الاستقرار التدريجي وبناء مؤسسات الدولة السورية، وخاصة القضاء ومجلس الشعب والاتفاق على دستور وطني بامتياز ورايته المواطنة.
الإطار الزمني
يذهب بعض المحللين بعيدا في قراءتهم لتطورات المشهد السوري، حيث يقدرون فترة النهوض في سوريا بعشرات السنوات بناء على حجم التدمير الكبير على مستوى الأبنية والمبنى التحتية، وبعض المؤشرات الاقتصادية التي خلفتها سياسات النظام البائد على صعيد الاقتصاد الكلي وعلى مستوى كل إنسان وفرد سوري، كالناتج المحلي الإجمالي وحصة كل سوري منه، وهي ضئيلة جدا، كما لم يتعد الدخل 20 دولارا شهريا في المتوسط. لكن الثابت أن وحدة الشعب السوري وفرحته بالنصر والحرية والإصرار على الارتقاء في بناء وطنه وازدهاره من شأنه أن يعزز فكرة أن سوريا ستنهض بقوة وبسرعة غير متوقعة، ولا تتجاوز بضع سنوات قليلة لا تتجاوز عدد أصابع اليد، وستحقق سوريا بذلك تنمية بشرية مرتفعة وقادمات الأيام ستجيب عن ذلك.