في السابع من مايو عام 2024 دخلت الدبابات الإسرائيلية محور "فيلادلفيا "على الحدود المصرية، حتى بوابة معبر رفح البري، تحمل علم إسرائيل على بعد أمتار قليلة من الحدود المصرية ورأينا، ورأي العالم أجمع العلم الإسرائيلي، على الجهة المقابلة من "العلم المصري" لأول مرة منذ توقيع اتفاقية السلام
هذا المشهد المستفز، حول العلاقة بين مصر وإسرائيل من علاقة متوترة يشوبها بعض اللوم ويتخللها دور مصر كوسيط في اتفاق التهدئة وبين طرف قد يتأثر أمنه واستقراره على الحدود في آن، إلى اتهامات متبادلة ولهجة أكثر حدة، بل وإجراءات تصعيدية من الجانب المصري، وتقارير عن تأثر اتفاقية السلام بين البلدين، التي تعد حجر الزاوية في علاقتهما لنحو 50 عاما.
نعم، هناك استفزازات، إسرائيلية لمصر، ومع كل سلوك، إسرائيلي إجرامي، تجاه الفلسطينيين، لم يصدر عن القيادة الحكيمة للدولة المصرية تهديدات، وإنما دائماً هي تأكيدات على الجاهزية، وعدم السماح بتهديد المصريين، أو المساس بأمن الوطن، ولم تتغير هذه المحددات، على الرغم من ممارسة الحكمة، والصبر، و لم تحيد عن لغة القوة، على الرغم من ممارسة التفاوض بفاعلية، و مرونة.
وتتوافق رغبات جميع المصريين مع خطط ورؤى قادتهم، لا أحد يريد حرباً، لكن لدى المصريين قناعات بأن "الحرب" إذا فرضت على "مصر" فلا أحد سيتقاعس عن خوضها، لأن العقيدة في الجيش المصري، ولدي جميع المصريين، إما النصر أو الشهادة، هذه عقيدتنا.
كما أثارت الضربة، الإسرائيلية على مدينة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة، صدمة، ومزيد من الغضب للشعب المصري تجاه قوات الاحتلال الإسرائيلى التى استهدفت المدنيين بمخيم للاجئين فى مدينة رفح، والتى عرفت (بمحرقة الخيام) وتعد انتهاكا "للإنسانية"
ثم جاء الهجوم الثانى، وهو أحد أكثر الحوادث دموية، فى الحرب التى دخلت في شهرها الثامن، على قطاع غزة، وبعد يومين فقط، من أمر محكمة العدل الدولية، فى لاهاى، التى تتولى التحكيم بين الدول، بأن توقف إسرائيل عمليتها فى رفح على الفور.
ردود الفعل المصرية الغاضبة كانت سريعة ومن زوايا واتجاهات مختلفة لكنها عكست مواقف بالغة الوضوح والصرامة، والمؤكد أن كل السياسات والتصرفات والجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين على مدى الشهور الماضية أغضبت المصرين، ويزيد الغضب كلما اقتربت السخونة من الحدود المصرية، وخصوصاً عند محور فيلاديلفيا، وتعمد الكيان نشر أكاذيب حول سيطرته علي المحور والتوغل في باقي أحياء رفح الفلسطينية القريبة من الحدود المصرية، وكذلك سيطرة إسرائيل على معبر رفح، كما أن مجزرة الأحد حادث إطلاق النيران بمنطقة الشريط الحدودي برفح ربما أكدت لمصر أن الجموح الإسرائيلي لن يتوقف، وربما في المرحلة المقبلة سيتعين على "القيادة المصرية" أن تتخذ قرارات أكثر صعوبة لردع العمليات التي يقوم بها الكيان الصهيوني.
وكلما تحدث الاعلام المضلل، أو صدر عن مسؤولين، إسرائيليين تلميحات أو تصريحات لا تحمل "تقديراً" منطقياً لقوة مصر وقدرتها على التعاطي مع التطورات الجيوسياسية على الأرض عند الحدود الشرقية لمصر.، كانت تزداد ردود الفعل وتتسائل: لماذا لا نحارب؟
وأغلب من تحدثت معهم كنت أقول: أن مصر تلعب دوراً هاماً في وضع حلول من أجل القضية الفلسطينية بثبات، ونجاح والحفاظ علي الدولة العربية المحتلة، وحرصا عليها يتوجب الصبر الاستراتيجي الطويل، الذي يحفظ لنا سيادتنا الكاملة، وهذا ما عبر عنه الرئيس السيسى كثيرا.
"المؤكد" أن، الغضب المصري أزعج الأميركيين الذين قد لا يستطيعون الضغط على نتنياهو، لكن في إمكانهم، استرضاء المصريين، وطمأنتهم وتبديد مخاوفهم، لذلك كان الاتصال الهاتفي الذي تلقاه "الرئيس عبد الفتاح السيسي" من نظيره "الأميركي" جو بايدن سريعاً وقبل أن يزداد حجم تصعيد الغضب المصري
و ذكر البيان أن الرئيسين اتفقا على "أن العلاقات المصرية - الأميركية استراتيجية على كافة المستويات"، وأن إدارة الرئيس بايدن تؤمن "أن تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط لن يتم دون مصر"، وأن الإدارة الأميركية "تقدر الجهود المصرية في الوساطة للتوصل إلى وقف إطلاق للنار، واتفاق للهدنة وصفقة لتبادل الأسرى"، وتقديم المقترح الأمريكي، لهدنة جديدة.
ما يعني، أن، دور مصر، في الوساطة، لا غنى عنه، نظراً للخبرات الكبيرة، التي يتمتع بها، فريق التفاوض المصري، الذي، جعله يحظى بتقدير، وثقة، كل الأطرف، وأن، الوساطة المصرية، لا تعني مهادنة الإسرائيليين، أو التحرج، من إدانة جرائمهم، أو الموافقة على تصرفاتها، التي تخالف القوانين الدولية، و اتفاقيات السلام.
منذ السابع من أكتوبر الماضي، ومصر تحرص، على سرعة، إيجاد حلول، لوقف إطلاق النار، دون حيود عن القوة، أو جنوح عن الحكمة، بسمات واضحة جلية الثبات، والفاعلية، وحتى تاريخه يتسم الموقف المصري، بأقصى درجات الحكمة والصبر الاستراتيجي.
اقرأ أيضاًمصطفى بكري: لا يمكن الاستغناء عن الدور المصري في حل القضية الفلسطينية
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مصر فلسطين القضية الفلسطينية الاحتلال الإسرائيلي الحدود المصریة
إقرأ أيضاً:
ترامب يعلن 5 عملات مشفرة ضمن الاحتياطي الاستراتيجي الأمريكي
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن عملات بيتكوين وإيثر وإكس آر بي وإس أو إل وإيه دي إيه المشفرة من المتوقع أن يتم إدراجها ضمن الاحتياطي الاستراتيجي الأميركي الجديد للعملات الرقمية، ما أدى إلى ارتفاع قيمة كل منها.
وقال ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي إن الأمر التنفيذي الذي أصدره في يناير بشأن الأصول الرقمية من شأنه أن يفضي إلى مخزون من العملات النشار إليها ولم تُعلن أسماء هذه العملات من قبل.
وارتفعت قيمة هذه الأصول ما بين 8 و62% في التعاملات اليوم الأحد.
وقال ترامب إن الأمر التنفيذي الذي أصدره أعطى “توجيها لمجموعة العمل الرئاسية للمضي قدما في الاحتياطي الاستراتيجي للعملات المشفرة الذي يشمل ريبل وسولانا وكاردانو. سأحرص على أن تكون الولايات المتحدة هي عاصمة العملات المشفرة في العالم”.
وبعد أكثر من ساعة، قال ترامب في منشور آخر “ستكون بتكوين وإيثر بلا شك في قلب الاحتياطي، مثل العملات الرقمية الأخرى القيمة”.
وارتفعت بتكوين، أكبر عملة مشفرة في العالم من حيث القيمة السوقية 9% إلى 92834 دولارا، كما زادت إيثر 12% إلى 2475.63 دولار، وارتفعت عملة إكس آر بي 29% إلى 2.78 دولار، وزادت عملة سولانا 19.6% إلى 168.15 دولار.
وحظي ترامب بدعم صناعة العملات المشفرة خلال حملته الانتخابية في 2024، وسرعان ما تحرك لدعم أولويات السياسات المتعلقة بالصناعة.
وفي عهد الرئيس السابق جو بايدن، فرضت الهيئات التنظيمية قيودا صارمة على العملات المشفرة في محاولة لحماية الأمريكيين من الاحتيال وغسل الأموال.
ومع ذلك، انخفضت قيمة العملات المشفرة بشدة في الأسابيع القليلة الماضية مع خسارة أكبر العملات الرقمية جميع مكاسبها التي حققتها بعد فوز ترامب في الانتخابات.