الأسبوع:
2025-04-07@06:23:42 GMT

مصر والصبر الاستراتيجي

تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT

مصر والصبر الاستراتيجي

في السابع من مايو عام 2024 دخلت الدبابات الإسرائيلية محور "فيلادلفيا "على الحدود المصرية، حتى بوابة معبر رفح البري، تحمل علم إسرائيل على بعد أمتار قليلة من الحدود المصرية ورأينا، ورأي العالم أجمع العلم الإسرائيلي، على الجهة المقابلة من "العلم المصري" لأول مرة منذ توقيع اتفاقية السلام

هذا المشهد المستفز، حول العلاقة بين مصر وإسرائيل من علاقة متوترة يشوبها بعض اللوم ويتخللها دور مصر كوسيط في اتفاق التهدئة وبين طرف قد يتأثر أمنه واستقراره على الحدود في آن، إلى اتهامات متبادلة ولهجة أكثر حدة، بل وإجراءات تصعيدية من الجانب المصري، وتقارير عن تأثر اتفاقية السلام بين البلدين، التي تعد حجر الزاوية في علاقتهما لنحو 50 عاما.

نعم، هناك استفزازات، إسرائيلية لمصر، ومع كل سلوك، إسرائيلي إجرامي، تجاه الفلسطينيين، لم يصدر عن القيادة الحكيمة للدولة المصرية تهديدات، وإنما دائماً هي تأكيدات على الجاهزية، وعدم السماح بتهديد المصريين، أو المساس بأمن الوطن، ولم تتغير هذه المحددات، على الرغم من ممارسة الحكمة، والصبر، و لم تحيد عن لغة القوة، على الرغم من ممارسة التفاوض بفاعلية، و مرونة.

وتتوافق رغبات جميع المصريين مع خطط ورؤى قادتهم، لا أحد يريد حرباً، لكن لدى المصريين قناعات بأن "الحرب" إذا فرضت على "مصر" فلا أحد سيتقاعس عن خوضها، لأن العقيدة في الجيش المصري، ولدي جميع المصريين، إما النصر أو الشهادة، هذه عقيدتنا.

كما أثارت الضربة، الإسرائيلية على مدينة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة، صدمة، ومزيد من الغضب للشعب المصري تجاه قوات الاحتلال الإسرائيلى التى استهدفت المدنيين بمخيم للاجئين فى مدينة رفح، والتى عرفت (بمحرقة الخيام) وتعد انتهاكا "للإنسانية"

ثم جاء الهجوم الثانى، وهو أحد أكثر الحوادث دموية، فى الحرب التى دخلت في شهرها الثامن، على قطاع غزة، وبعد يومين فقط، من أمر محكمة العدل الدولية، فى لاهاى، التى تتولى التحكيم بين الدول، بأن توقف إسرائيل عمليتها فى رفح على الفور.

ردود الفعل المصرية الغاضبة كانت سريعة ومن زوايا واتجاهات مختلفة لكنها عكست مواقف بالغة الوضوح والصرامة، والمؤكد أن كل السياسات والتصرفات والجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين على مدى الشهور الماضية أغضبت المصرين، ويزيد الغضب كلما اقتربت السخونة من الحدود المصرية، وخصوصاً عند محور فيلاديلفيا، وتعمد الكيان نشر أكاذيب حول سيطرته علي المحور والتوغل في باقي أحياء رفح الفلسطينية القريبة من الحدود المصرية، وكذلك سيطرة إسرائيل على معبر رفح، كما أن مجزرة الأحد حادث إطلاق النيران بمنطقة الشريط الحدودي برفح ربما أكدت لمصر أن الجموح الإسرائيلي لن يتوقف، وربما في المرحلة المقبلة سيتعين على "القيادة المصرية" أن تتخذ قرارات أكثر صعوبة لردع العمليات التي يقوم بها الكيان الصهيوني.

وكلما تحدث الاعلام المضلل، أو صدر عن مسؤولين، إسرائيليين تلميحات أو تصريحات لا تحمل "تقديراً" منطقياً لقوة مصر وقدرتها على التعاطي مع التطورات الجيوسياسية على الأرض عند الحدود الشرقية لمصر.، كانت تزداد ردود الفعل وتتسائل: لماذا لا نحارب؟

وأغلب من تحدثت معهم كنت أقول: أن مصر تلعب دوراً هاماً في وضع حلول من أجل القضية الفلسطينية بثبات، ونجاح والحفاظ علي الدولة العربية المحتلة، وحرصا عليها يتوجب الصبر الاستراتيجي الطويل، الذي يحفظ لنا سيادتنا الكاملة، وهذا ما عبر عنه الرئيس السيسى كثيرا.

"المؤكد" أن، الغضب المصري أزعج الأميركيين الذين قد لا يستطيعون الضغط على نتنياهو، لكن في إمكانهم، استرضاء المصريين، وطمأنتهم وتبديد مخاوفهم، لذلك كان الاتصال الهاتفي الذي تلقاه "الرئيس عبد الفتاح السيسي" من نظيره "الأميركي" جو بايدن سريعاً وقبل أن يزداد حجم تصعيد الغضب المصري

و ذكر البيان أن الرئيسين اتفقا على "أن العلاقات المصرية - الأميركية استراتيجية على كافة المستويات"، وأن إدارة الرئيس بايدن تؤمن "أن تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط لن يتم دون مصر"، وأن الإدارة الأميركية "تقدر الجهود المصرية في الوساطة للتوصل إلى وقف إطلاق للنار، واتفاق للهدنة وصفقة لتبادل الأسرى"، وتقديم المقترح الأمريكي، لهدنة جديدة.

ما يعني، أن، دور مصر، في الوساطة، لا غنى عنه، نظراً للخبرات الكبيرة، التي يتمتع بها، فريق التفاوض المصري، الذي، جعله يحظى بتقدير، وثقة، كل الأطرف، وأن، الوساطة المصرية، لا تعني مهادنة الإسرائيليين، أو التحرج، من إدانة جرائمهم، أو الموافقة على تصرفاتها، التي تخالف القوانين الدولية، و اتفاقيات السلام.

منذ السابع من أكتوبر الماضي، ومصر تحرص، على سرعة، إيجاد حلول، لوقف إطلاق النار، دون حيود عن القوة، أو جنوح عن الحكمة، بسمات واضحة جلية الثبات، والفاعلية، وحتى تاريخه يتسم الموقف المصري، بأقصى درجات الحكمة والصبر الاستراتيجي.

اقرأ أيضاًمصطفى بكري: لا يمكن الاستغناء عن الدور المصري في حل القضية الفلسطينية

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مصر فلسطين القضية الفلسطينية الاحتلال الإسرائيلي الحدود المصریة

إقرأ أيضاً:

برلماني: زيارة ماكرون للقاهرة تؤكد محورية الدور المصري تجاه القضية الفلسطينية

أكد النائب طه الناظر عضو مجلس النواب ، أن زيارة الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون إلي القاهرة ، تأتي في توقيت بالغ الأهمية ، حيث تمر القضية الفلسطينية بمنعطف خطير ، لاسيما في ظل الحرب  الإسرائيلية المستمرة علي قطاع غزة ،وما يرتكبه الإحتلال الإسرائيلية من جرائم ضد الإنسانية في حق الشعب الفلسطيني الأعزل.

الموقف المصري ثابت وداعم للقضية الفلسطينية

وأكد « الناظر»في تصريحات صحفية له اليوم  أن الموقف المصري ثابت وداعم للقضية الفلسطينية وسيظل كذلك ، ورافض لكل محاولات التهجير القسري للفلسطينين حتي لا يتم تصفية القضية الفلسطينية ، موضحا أن مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي ، تتحرك على أكثر من صعيد لوقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات، وضمان التهدئة، وهو ما يحظي بدعم وتقدير دوليين، خاصة من دول الاتحاد الأوروبي .

قمة ثلاثية بالقاهرة

وتابع قائلاً: أنه من المقرر عقد قمة ثلاثية تجمع  الرئيس عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس الفرنسي ماكرون وهذا يعكس ثقل الإقليمي لمصر ودورها الكبير في منطقة الشرق  الأوسط .

وأشار عضو النواب إلى أن العلاقات المصرية الفرنسية تشهد تطورا كبيرا على مختلف الأصعدة، سواء في مجالات الدفاع والطاقة والاستثمار، أو في التنسيق السياسي حول قضايا المنطقة لافتاً غلي قوة العلاقات بين مصر وفرنسا وحرص البلدين علي تعزيز تلك الشراكات.

ماكرون في القاهرة لعقد قمة ثلاثية وشراكة استراتيجية .. ماذا قالت الصحف الفرنسية ؟ماكرون: طائرات الرافال المصرية رمز قوي للتعاون الإستراتيجي بين البلدين

وكان قد أعلن الرئيس الفرنسي، إمانويل ماكرون، وصوله للأراضي المصرية، في زيارة رسمية مساء اليوم الأحد.

ماكرون يوثق زيارته لمصر

ونشر ماكرون على صفحته الرسمية، بموقع "إكس" فيديو يظهر طائرات الرافال المصرية تصاحب الطائرة الرئاسية، وكتب: وصلنا إلى مصر برفقة طائرات رافال المصرية، فخورون بهذا لأنه يعد رمزا قويا للتعاون الاستراتيجي بيننا".

زار إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي ،المتحف المصرى الكبير بصحبة وزير السياحة والآثار شريف فتحى ،والذى استعرض أبرز القطع الآثرية المعروضة بالمتحف.

وتعقد فى القاهرة غدًا، الإثنين، قمة مصرية فرنسية بين الرئيس عبد الفتاح السيسى ونظيره الفرنسى إيمانويل ماكرون.

الرئيس الفرنسي بالقاهرة وعقد قمة ثلاثية 

وتعقب القمة المصرية الفرنسية، مباحثات مصرية فرنسية أردنية، بحضور العاهل الأردني الملك عبد الله الثانى ابن الحسين.

مقالات مشابهة

  • برلماني: زيارة ماكرون للقاهرة تؤكد محورية الدور المصري تجاه القضية الفلسطينية
  • تكدس آلاف الشاحنات على الحدود المصرية والاحتلال يمنع إدخالها / شاهد
  • ماكرون: طائرات الرافال المصرية تمثل «رمزا قويا للتعاون الاستراتيجي» بين فرنسا ومصر
  • ماكرون يصل القاهرة بطائرات الرافال المصرية: رمز للتعاون الاستراتيجي
  • عمرو أديب: «في أي خناقة أو حرب مع المصريين هتتعور وهيتنكد على أهلك.. هو ده المصري وحضارة الكفاح»
  • لم ننتهك اتفاقية السلام.. سمير فرج: محور فلادلفيا داخل الأراضي الفلسطينية وليست المصرية
  • أحمد موسى: موقف الدولة المصرية عظيم وشريف تجاه القضية الفلسطينية
  • منظمة التحرير الفلسطينية: الهدف الاستراتيجي لدولة الاحتلال تجاه فلسطين يقوم على شعار «أرض بلا شعب»
  • «الخارجية الفلسطينية»: العالم خذل أطفال فلسطين في ظل صمته عن معاناتهم التي لا تنتهي
  • سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الجمعة 4 أبريل 2025 في البنوك المصرية