ما يجب معرفته عن نفقة المطلقة في دولة الإمارات العربية المتحدة
تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT
في خضم البحث عن أهم الآثار المترتبة على إيقاع الطلاق والحكم به، فإننا نجد أنفسنا أمام عدة مواضيع رئيسية تتسم بها مرحلة ما بعد الطلاق، يأتي في مقدمتها النفقة.
فما هي نفقة المطلقة وكيف يتم احتسابها، وهل من أسباب يوجب تحققها سقوط النفقة وعدم استحقاقها؟
ندعوكم في مدونتنا هذه للوقوف بشكل صحيح على كافة أحكام نفقة المطلقة التي جاء بها قانون الأحوال الشخصية في دولة الإمارات العربية المتحدة.
تُعرّف نفقة المطلقة في دولة الإمارات العربية المتحدة على أنها المبلغ من المال الذي يتوجب على الزوج دفعه للزوجة بعد إتمام إجراءات الطلاق، وذلك لتلبية الاحتياجات الأساسية للزوجة من طعام وشراب وطبابة وتعليم وكساء.
وقد تناولت أحكام قانون الأحوال الشخصية موضوع النفقة بالإشارة إلى نوعين أساسيين منها، وهما نفقة العدة المنصوص عليها في المادة (69) من القانون، ونفقة المتعة المنصوص عليها في المادة (140).
ما هي أنواع نفقة المطلقة في الإمارات العربية المتحدة؟بالإضافة لما أشرنا إليه سابقاً في تناول أحكام القانون لنوعين أساسيين من النفقة، وهما نفقة العدة ونفقة المتعة، فإننا نجد أيضاً نوعين أخرين من النفقة، إحداهما نفقة حضانة الأطفال والأخرى نفقة الإرضاع.
بناءً على ذلك، فإننا نُصنف أنواع نفقة المطلقة على النحو الآتي:
- نفقة العدة: هي النفقة التي يدفعها الزوج للزوجة خلال فترة العدة، أي ثلاثة أشهر تبدأ من تاريخ الطلاق، ولا تستحق الزوجة نفقة العدة إلا في الأحوال التي يكون فيها الطلاق رجعياً.
- نفقة المتعة: هي النفقة التي يدفعها الزوج للزوجة كتعويض لها عما لحق بها من ضرر جراء إيقاع الطلاق، وتستحق الزوجة نفقة المتعة سواء أكان الطلاق رجعياً أو بائناً.
- نفقة حضانة الأطفال: هي النفقة التي تُدفع للزوجة في سبيل تغطية نفقات تربية الأطفال ورعايتهم وصيانتهم.
- نفقة الإرضاع: تُدفع هذه النفقة للزوجة خلال فترة الإرضاع، وهي سنة واحدة من تاريخ الولادة.
أهم القواعد التي تحكم نفقة العدة بعد الطلاقطالما أن الطلاق قد يقع من الزوج رجعياً أو بائناً، فإنه لابد لنا من التمييز بين أحكام نفقة العدة في كل من الطلاق الرجعي والبائن على حد سواء.
- فإذا كان الطلاق رجعياً، فإن نفقة العدة تجب للزوجة سواء أكانت حامل أو غير حامل، وعادةً ما تكون هذه النفقة مساوية للنفقة الزوجية قبل الطلاق، باعتبار أن الطلاق الرجعي يُعد مكملاً للحياة الزوجية، حيث يحق للزوج فيه مراجعة زوجته بالقول أو الفعل دون الحاجة لعقد ومهر جديدين.
- أما إذا كان الطلاق بائناً، فإن الزوجة لا تستحق نفقة العدة إلا إذا كانت حاملاً، حيث تعتبر النفقة هنا للحمل وليست لها، وتبقى نفقة العدة في هذه الأحوال مستمرة إلى حين انتهاء العدة ووضع المولود.
ما هي أحكام استحقاق الزوجة لنفقة المتعة بعد الطلاق؟أشرنا سابقاً إلى أن الزوجة المطلقة تستحق نفقة المتعة في الطلاق الرجعي والبائن على حد سواء، بيد أن هذه الاستحقاق لا يسري على إطلاقة، بل يُشترط فيه ما يلي:
- أن يكون الطلاق واقعاً من الزوج بإرادته المنفردة، ومن غير طلب من الزوجة.
- أن يكون الزواج ناتجاً عن عقد زواج صحيح.
- أن يتم إيقاع الطلاق بعد الدخول.
- أن يلحق بالزوجة ضرر مادي أو معنوي أو نفسي جراء إيقاع الطلاق.
- أن تُثبت الزوجة وقوع الطلاق وفق الأحوال المُشار إليها فيما سبق.
كيف يتم احتساب نفقة المطلقة في الإمارات العربية المتحدة؟تُحتسب نفقة المطلقة في الإمارات العربية المتحدة بناءً على عدة عوامل رئيسية، على النحو الآتي:
- دخل الزوج وحالته من يسر أو عسر.
- عدد الأبناء.
- مستوى معيشة الزوجين.
في جميع الأحوال فإن نفقة المطلقة يجب ألا تقل عن الحد الأدنى لمتطلبات المعيشة، وهناك جداول تستند إليها المحاكم في الدولة لتحديد نسبة نفقة المطلقة من دخل زوجها، والتي تتراوح عادةً بين 700 درهم لمن دخله 5000 درهم وأقل، لتصل إلى 5000 درهم لمن دخله 60.000 ألف درهم فما فوق.
أما نفقة المتعة، فإن المحكمة تراعي أيضاً في احتسابها وتقديرها حالة الزوج من عسر أو يسر بالإضافة لما لحق الزوجة من ضرر مادي أو معنوي، ولا يجوز في جميع الأحوال أن تتجاوز قيمتها نفقة سنة لأمثالها، ويحق للمحكمة في سياق ذلك تقسيط دفع النفقة تبعاً لحالة الزوج من عسر أو يسر.
ما هي الحالات التي تسقط فيها نفقة المطلقة؟على الرغم من كون نفقة المطلقة أمراً واجباً على الزوج بعد الطلاق، إلا أن الحكم بها لا يسري بشكل مطلق، حيث أن هناك بعض الأسباب التي تحول دون استحقاقها وبالتالي سقوطها، وهي على النحو الآتي:
- أن يثبت الزوج نشوز الزوجة، كأن تكون الزوجة قد منعت نفسها من الزوج دون عذر شرعي أو خرجت من منزل الزوجية أو أخلت بأي من التزاماتها الزوجية.
- أن تكون الزوجة قد أبرأت ذمة زوجها من النفقة.
- أن يكون بدل الخلع بين الزوج والزوجة، هو سقوط حق الزوجة في النفقة.
- إذا توفيت الزوجة.
تمت كتابة هذا المقال بالاستعانة بـ محامي قضايا الطلاق في مكتب أتش أتش أس للخدمات القانونية، بإمكانك التواصل معهم وطرح ما لديك من استفسارات حول ذلك، حيث يساعدك المستشارون المتخصصون في مكتبهم على الإحاطة بكافة قواعد وأحكام نفقة المطلقة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
للتواصل مع مكتب أتش أتش أس للخدمات القانونية أو للاستعلام عن خدماتهم:
واتس اب (كتابة فقط): 971521782469.
إيميل: [email protected].
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: نفقة المتعة نفقة العدة بعد الطلاق من الزوج التی ت
إقرأ أيضاً:
صابرين تطلب الطلاق بعد 25 سنة زواج.. شقة الميراث كشفت سر دمر حياتها
«سيدي القاضي طوال الـ25 عامًا الماضية كنت أبغض العيش معه، والآن لا أتحمل رؤيته لأنه مَرضني وأدخل جسدي سُمًا لا أقوى على تحمله»، كلمات نطقت بها صابرين أمام محكمة الأسرة، بعد أن أجبرت على الزواج من زوجها الحالي، عاشت معه سنوات كانت كفيلة لتدمير نفسيتها التي أثرت على صحتها، وعلى الرغم من مُر ما عانت معه، لكن ما حدث قبل 3 أشهر لم تتوقعه، بحسب حديثها، لترفع دعوى طلاق للضرر.
طلاق للضرر بسبب لغز«فاكرة إني خلصت تعليم، وجت جارتنا تحكي لأمي وأبويا على الشاب ابن أختها اللي بيشتغل بره، وأقنعتها إنه هيأمن مستقبلي عشان معاه وظيفة ومتعلم، ومش هنلاقي أحسن منه»، وفقًا لحديث صابرين صاحبة الـ42 عامًا لـ«الوطن»، ووافق والداها في الحال على الشاب، وحدد ميعادا للتعارف وقت عودته من السفر، وسعد أهل المنزل وبدأ التجهيز للخطبة على عكس مشاعرها، وبعد التعارف، رفضت لكن والدها لقَّنها «علقة موت» وأجبرها على الزيجة، وحددا الزفاف بعد شهرين، بعد أن أخبرهم أنه سيسافر للخارج مرة أخرى.
وجدت صابرين نفسها ترتدي فستان الزفاف بعد 60 يوما: «بعد الخطوبة ما اتكلمناش كام مرة، واتخانق معايا لما اعترضت إني هعيش مع أمه في نفس الشقة، وأهلي أجبروني أوافق وقالوا لي إني هسافر معاه بعد الجواز، ومش هيكون ليا شقة، وبعد الفرح عشت في عذاب بسبب أمه اللي كانت مش طايقاني، وبعد أسبوعين عرفت المصيبة».
صدمة صابرين وكذب الزوجوبصوت يغلبه القهر، قالت صابرين إن والدته كانت تعاملها مثل الخادمة، وبعد أسبوعين من الزواج كان من المفترض أن يجهزا للسفر سويًا لاستكمال عمله بالخارج، لكنها تفاجأت بأنه لم يعد مرة أخرى، وعلمت أنها كانت حجة حتى يتزوجها سريعًا دون أي التزامات أو شراء شقة للزوجية، فتأكدت أنها ستكمل ما تبقى من حياتها في جحيم لا يُطاق: «عشت معاه وخلفت 3 عيال ورضيت بالإهانة عشان ماليش مكان أروحه، واستحملت اللي محدش يستحمله، مرضني صحيًا ونفسيًا وطاقتي خلصت».
على الرغم من أن الزوجة مرَّت بالكثير من الإخفاقات؛ لكنها صبرت على مُر الحياة برفقته، إذ لم يفكر الزوج يوما في التقرب لها بود حتى تصفو له أو تعتاد على وجوده، بل كان وجوده في المنزل شيئا مفزعا لها ولأطفالهما، فكبروا وهم لا يحبون وجوده معهم، الضرب كان لغة التفاهم مع أولاده، وكان يرفض الإنفاق عليهم فكانت تدخر من والديها وأشقائها لسداد متطلباتهم بجانب مرتبها الشخصي، بينما هو يصرف على نفسه ولا يبخل بشيء على عائلته وأصدقائه، فلازمهم شعور القهر حتى كرهوا فكرة أنه والدهم، وفي هذه الأثناء أصيبت والدته المسنة «حماتها» بآلزهايمر.
الميراث ينهي زيجة صابرين«من 10 سنين توفي والدي ووالدتي لحقت به بعد 3 سنين، وقسم أخواتي الميراث وبعدها بعت الشقة وبعض الممتلكات ودهب أمي، وطلع ليا مبلغ، فاشتريت شقة باسمي وقولت أسيبها لولادي للزمن، وبعد فترة ابني الكبير باع الشقة بسعر أعلى واستثمرت الفلوس في شقة في مكان أحسن، وبدأت أجرها علشان أعرف أصرف على جامعات العيال وأعيشهم كويس جنب شغلي»، على حد رواية الزوجة.
الزوج بدأ يتلاعب بزوجته بطريقة جديدة هذه المرة، وأخبرها أن أحد أصدقائه يريد تأجير الشقة لفترة طويلة، وعندما رفضت أغراها بالسعر لمدة 3 سنوات، وبعد ضغط، شَهَدَت والدته المسنة على حديثهما، وبدأ في الإجراءات ومنعها من التعامل مع صديقه لأنه يغار عليها ويخاف من نظرة المجتمع، وبعد تهديده لها وافقت، لكنها لم تعلم أن خداع وصل إلى هذه الدرجة، وأنه كتب الشقة باسم سيدة أخرى عرفت فيما بعد أنها زوجته، وعندما واجهت والدته تحججت بعدم تذكرها بسبب إصابتها بآلزهايمر، فاتخذت صابرين قرارها، على حد حديثها.
كتبت صابرين في دعواها، أنها لا تطيق ما فعله الزوج طيلة الـ25 عامًا، فتوجهت لمحكمة الأسرة بجنوب القاهرة، وأقامت ضده دعوى طلاق للضرر حملت رقم 124، محددة أسبابها وعازمة على الطلاق.