تنسيقية «تقدم» أكدت أنها ستزور معسكر اللاجئين السودانيين في أولالا متى ما سمحت الحكومة الإثيوبية بذلك.

كمبالا- أديس أبابا: التغيير

دفعت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”، بطلب للحكومة الإثيوبية لزيارة اللاجئين السودانيين بمعسكر “أولالا وكومار” بإقليم أمهرا.

ويعيش نحو 6080 لاجئاً سودانياً أوضاعاً إنسانية حرجة دفعتهم للخروج من المعسكر بعد أن تقدموا بشكواهم مراراً وتكراراً للجهات المعنية من خطورة الأوضاع الأمنية والبيئية وتدهور الأوضاع الصحية، لكنها لم تجد أذناً صاغية من الجهات المسؤولة.

وقال الناطق باسم تنسيقية “تقدم” بكري الجاك في تصريح مقتصب لـ(التغيير) اليوم الاثنين: “قدمنا طلباً للحكومة الإثيوبية ونتوقع أن يتم قبوله”.

وأضاف: “سنقوم بزيارة المعسكر متى ما سمح لنا بذلك”.

وكانت تنسيقية اللاجئين السودانيين بإقليم أمهرا، كشفت أن السلطات الإثيوبية احتجزت عدداً منهم داخل منطقة خلوية “غابة” منذ يوم 1 مايو وإلى يومنا هذا، وتمارس فيهم جميع أنواع الضغوط ليعودوا قسراً إلى المخيمات.

وأوضحت التنسيقية في تعميم سابق، أنها أصدرت بيانا بتاريخ 21 أبريل 2024 تطالب فيه بإجلائهم إلى مكان آمن (خارج دولة إثيوبيا)، وفي حال لم تستجب الجهات المختصة لمطلبهم وبقية المطالب سيتوجهون إلى مدينة غوندر بصورة جماعية سيرا على الأقدام، وهو ما حدث- بالفعل- بتاريخ 1 مايو 2024.

وقال البيان إن الحكومة الإثيوبية المتمثلة في RRS مارست أسلوب التهديد أثناء الاجتماعات التي تمت بين اللاجئين والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين وRRS بأنه إذا لم يعودوا إلى المخيمات ستستخدم القوة لإجبارهم على العودة.

وأضاف: قطعت الحكومة جميع الإمدادات الغذائية والصحية وحتى مياه الشرب عن اللاجئين، سواء أكان عبر المنظمات الإنسانية والخيرية أو حتى من أهالي القرى المجاورة لمكان الاحتجاز داخل الغابة.

ويعيش السودان منذ 15 أبريل من العام الماضي، حربا ضارية بين الجيش وقوات الدعم السريع، شملت عدة ولايات سودانية.

وأدت الحرب في السودان إلى نزوح ولجوء حوالي 8 ملايين شخص داخلياً وخارجياً إلى دول الجوار، ومقتل أكثر من 13 ألف سوداني بحسب منظمات الأمم المتحدة.

الوسومأديس أبابا إثيوبيا الجيش الدعم السريع السودان تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية- تقدم كمبالا

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: أديس أبابا إثيوبيا الجيش الدعم السريع السودان تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية تقدم كمبالا اللاجئین السودانیین

إقرأ أيضاً:

صراع السلطة والحرب في السودان

زين العابدين صالح عبد الرحمن

كانت قد قدمت الحكومة المصرية دعوة للأحزاب السياسية السودانية للحوار في القاهرة بهدف الوصول إلي اتفاق سياسي بين المكونات التي قدمت لها الدعوة، و حددت الفترة الزمنية، أن يكون أخر شهر يونيو الجاري، ثم أجلته إلي السابع من شهر يوليو القادم، رغم أن مصر قدمت دعوة إلي تحالف " تقدم" و هي مجموعة تحالفية من مستقلين و منظمات مدنية و أحزاب سياسية.. لكن جاء في الخبر أن مصر عدلت الدعوة أن يكون الحوار قاصرا على الأحزاب السياسية، و التعديل بدعوة أحزاب سياسية تصبح الدعوة مشروطة الحضور.. و كان الاتحاد الأفريقي أيضا قدم دعوة لكل القوى السياسية للحوار في أديس أبابا في 15 يوليو القادم، و لم يفصل الاتحاد الإفريقي في الدعوة، و لكن مفهوم: أن الذين سوف يحضروا الحوار السياسي كل القوى السياسية التي كان قد اجتمع معها ممثلي الاتحاد الأفريقي في كل من القاهرة و بورتسودان و أديس أبابا.. و كانت تقدم قد رحبت بدعوة مصر، و عن دعوة الاتحاد الإفريقي قال الناطق الرسمي بأسم " تقدم" بكري الجاك إنهم لن يحضروا الحوار الذي دعا إليه الاتحاد الأفريقي إذا شارك فيه حزب المؤتمر الوطني.. السؤال هل الاتحاد الأفريقي سوف يرضخ لشروط "تقدم" أم سوف يستمر في دعوة الحوار حتى إذا لم تحضرها " تقدم" و حضرتها القوى الأخرى؟
في جانب أخر: جاء في الخبرعن " شبكة أخبار السودان" أن رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان قد استدعى مجموعة من السياسيين ضمت " الناظر ترك رئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا و جعفر الميرغني رئيس الحزب الاتحادي الأصل و مبارك الفاضل رئيس حزب الأمة و التجاني السيسي رئيس حزب التحرير و العدالة و جبريل إبراهيم رئيس حركة العدل و المساواة و مني اركو مناوي رئيس حركة تحرير السودان. و يشير المصدر أن الاجتماع كان الهدف منه معرفة رؤية القوى السياسية لكيفية إدارة الدولة في ظل حكومة جديدة تحظى بتأييد القوى السياسية مجتمعة.. و كانت قيادات الجيش ممثلة في كل من الفريق أول ياسر العطا و الفريق إبراهيم جابر قد تحدثوا كثيرا في عدد من منابر الحاميات العسكرية عن حكومة تكنوقراط تدير الدولة، و تحضر إلي الانتخابات العامة.. فالسؤال هل قيادات الجيش تريد أن تمهد الطريق لإعلان حكومة تكنوقراط تصبح هي المسؤولة عن الحوارات بين القوى السياسية و التحضير إلي الانتخابات العامة بعد وقف الحرب و تهيئة البيئة الأمنية و الاستقرار الاجتماعي في البلاد كما ذكر بعض قادتها؟
إذا كانت الدعوة موجهة إلي الأحزاب السياسية المذكورة. لماذا أهملت قيادة الجيش أهم قطاع شعبي ظهر جديدا بعد الحرب " المقاومة الشعبية" و هي الفئة التي ساندت الجيش و ما تزال تقف مع الضباط و الجنود في صف واحد كتفا بكتف في مواجهة الميليشيا و المرتزقة، و هؤلاء يمثلون فئة اجتماعية جديدة من شباب الوطن، ربما يكون لها رؤي جديدة تخرج البلاد من حالة الفشل، و الأخفاق السياسي و النزاعات المستمرة التي تهدد وحدة البلاد، و الأمن الاجتماعي.. أن " المقاومة الشعبية" ليست حزبا سياسيا جديدا، و لا انتماء سياسي موحد، بل هي مجموعات تغلب عليهم فئة الشباب و استشعرت المسؤولية السياسية و الاجتماعية و الأمنية، و حملوا السلاح دفاعا عن وحدة البلاد و ممتلكات المواطنين و ثرواتهم و اعراضهم ، هذا الاستشعار بالمسؤولية التي يقدم فيها الفرد روحه عزيزة فداء للوطن و المجتمع لن يكون عرضة لخدمة أجندة حزبية بعينها أو أجنبية، أن مشاركة هذه الفئة في كل الحوارات السياسة مسألة ضرورية، لأنها تمثل تيارا جديدا في البلاد بعيدا عن موروثات الفشل السياسي التي خلفتها كل القوى السياسية.. و الاعتماد فقط على ممثلي التيارات السياسية القديمة، هؤلاء قد اثبتت التجربة لا يملكون الاستعداد للتغيير الشامل، أو التفكير خارج الصندوق، لأنهم جميعا مشبعين بحمولات ثقافة الفشل السياسي المتوارثة من بعد الاستقلال، أن الحرب تمثل أعلى درجة من درجات النزاع، و التي تحتاج بعدها إلي عقليات جديدة بعيدة عن مخلفات الماضي، عقليات عندها استعداد تقدم أراء جريئة و لديها اتساع صدور تقبل الحوار مع التيارات الأخرى، و عقليات قادرة على انتاج الافكار بدلا عن الشعارات العديدة التي ملأت سماء الوطن دون أن يكون لها مفعولا وحدا. و معروف أن كثرة الشعارات دلالة على الخواء الفكري و الجمود العقلي..
إذا كانت الحرب التي شردت مئات الآلاف من المواطنين في الأقاليم المختلفة و في دول الجوار، و أوقفت الحياة في البلاد بزخات الرصاص و صوت المدافع و الدانات، كل ذلك لم يحدث تغييرا لهم في طريقة التفكير. بل تجد هناك من لايزال يحاول أن يفرض شروطا للحوار، و يعتقد أن صوتهم الوحيد المسموع في الخارج الذي يراهنون عليه بأنه سوف يصبح لهم رافعة للسلطة. و الغريب أنهم لا يعلمون أن الخارج يبحث عن مصالحه و يغير قناعته وفقا لهذه المصالح.. أن هؤلاء يحتاجون أن يستيقظوا من هذا الثبات في التفكير، و تضخيم الذات غير المسنودة بحنكة الذكاء السياسي و بالقواعد الاجتماعية، و أن الانتخابات القادمة إذا قامت سوف تفضحهم أمام أنفسهم و أمام المجتمع و أمام العالم.. هؤلاء أكثر كسبا و مصلحة في استمرار الحرب، مادام هناك من يصرف على بقائهم في البناءات الفاخرة، و يوفر لهم مصاريف الحركة بين عواصم العالم، لكن سرعان ما يقف ذلك عندما تتغير القناعات عند الداعم، و تغيير القناعات تتوقف على وحدة المقاومة الشعبية و وقوفها مع الجيش صفا واحدا، و أن يكون لها رؤية لبناء السودان و استقراره و أمنه..
أن تغيير مصر في دعوتها لحضور الحوار السوداني فقط للأحزاب السياسية، هي خطوة جيدة، و بالفعل المجتمع السوداني يريد أن يتعرف على رؤي الأحزاب السودانية لكيفية وقف الحرب و عملية بناء السودان، و عودة السودانيين من اللجوء إلي منازلهم و الوصول إلي الانتخابات العامة، أن الأحزاب السياسية منفردة منذ قيام ثورة ديسمبر 2018م لم يكن لها أي مشاريع سياسية قدمت للناس، فقط حصر كل الجدل و الصراع من أجل السلطة. و لكن هل تنجح مصر أو حتى الاتحاد الأفريقي على قيام الحوار رغم انف الذين يضعون شروطا له، و إذا رضخت مصر أو الاتحاد الأفريقي لهذه الشروط يكونوا غير جديرين برعاية الحوار.. و نسأل الله حسن الخاتمة..

zainsalih@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • باحث في شئون الهجرة: ترحيل أغلب اللاجئين حالة عدم تقنين أوضاعهم القانونية
  • تفاصيل لقاء السوداني مع ممثلي تنسيقية سلّم رواتب الموظفين
  • صراع السلطة والحرب في السودان
  • مصر تغلق أنشطة السودانيين حتى توفيق أوضاعهم.. تقنين أم جباية وتضييق؟
  • عمل غنائي بعنوان «أولالا» يعكس معاناة اللآجئين السودانيين العالقين بأثيوبيا
  • مصدر مسؤول: الحكومة تلتزم بالإطار القانوني والتشريعي في تعاملها مع اللاجئين
  • منها دمج وزارتي الكهرباء والبترول.. تنسيقية شباب الأحزاب تقدم 18 مقترحا لحل أزمة الكهرباء
  • الأمم المتحدة: أكثر من نصف السودانيين يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد
  • أزمة اللاجئين.. هل ضاقت مصر بضيوفها؟
  • بالآلاف.. كيف يعيش السودانيون في مصر الآن؟