لجريدة عمان:
2024-12-23@17:54:47 GMT

إصلاحات في بعض مفاهيم القيادة الحديثة

تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT

د. أحمد اللواتي

مما لا شك فيه أن علم القيادة شهد تطورا ملحوظا يمتد في تاريخه إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية، وقد بلغ التطور في العقود الأخيرة من هذا القرن أقصى مداه، فقد عمد المتخصصون فيه إلى تحويل المفاهيم المجردة إلى أدوات قابلة للقياس وأبدعوا في صنعها وتحويلها إلى مواد ملموسة تلمس احتياجات العصر مثل الحاجة إلى القيادة التحولية والتحويلية والخادمة وغيرها.

.. وأذكر هنا بعض المقاييس (لا على سبيل الحصر) مثل توماس وهوجان وبوديوم وغيرها وحاول كل بحسبه أن يغطي بعضا من تلكم الجوانب.

كما أن القيادة الحديثة تركز على مفاهيم مفصلية رائعة وتتناولها بشيء من العمق مثل الشفافية والحوكمة والدعوة إلى القيادة القيمية.

إلا أن بعض المفاهيم المطروحة تحتاج إلى مزيد من التوضيح وإلى كثير من إعادة النظر فمثلا تركز القيادة الحديثة على مبدأ تكوين الحلفاء فهي تدعو القائد الناجح إلى أن يصب الكثير من تركيزه إلى تحويل الأعداء إلى حلفاء أو لا أقل وضعهم على الحياد وذلك لكي يستطيع أن يصل إلى هدفه الذي وضعه. صحيح أن القائد الفذ هو من يستطيع الإبقاء على حلفائه إلا أن عملية التغيير لا يمكن أن تكون كذلك دومًا، فكم من المواقف التي سيتعرض لها القائد القيمي والذي سيجد نفسه بين خيار المحافظة على حلفائه أو أن يبقى وحيدا في الساحة منتصرا لقيمه.

ما أود التركيز عليه هنا هي أن البوصلة يجب أن تكون القيم الموجهة هي الحكم والفيصل في نهاية المطاف لا الحلفاء وكثرهم. وما أدعو إليه أيضا هو أن يربي القائد القيمي نفسه للاستعداد للوحدة والشعور بالغربة في إحداث عملية التغيير. الأمثلة والشواهد من التاريخ القديم والحديث كثيرة على ذلك سواء على مستوى القادة الأفراد أو الجماعات فلنا في النبي -صلى الله عليه وسلم- خير مثال على وقوف القائد المقدام في مجابهة الكثرة من الأعداء لأجل قيم الإباء والتضحية والعدالة والإنسانية. ونرى في العصر الحديث كيف أن من يقتل دفاعا عن أرضه ووطنه باقيا لا يراوح قيمه رغم تكالب الأعداء وخذلان الناصر والمعين.

وأما مفهوم توسعة شبكة العلاقات فهو مبدأ حسن، يدفع القائد إلى عملية الإصلاح المطلوبة. يبقى أن على القائد أن يحذر من أمرين أساسيين وهما أن الغاية لا تبرر الوسيلة وأعني بها استخدام العلاقات لقضايا غير مشروعة. والأمر الآخر هو أن لا تتحول العلاقات وتوسعتها إلى الهم الأساسي الذي يستهلك جهد القائد؛ انطلاقا من المبدأ نفسه حيث إن العديد من العلاقات تكون -بطبعها- كمية أكثر من كونها نوعية وأكرر حديثي الآنف الذكر أن هدف توسيع العلاقات قد يصطدم في يوم من الأيام بالانحدار عن القيم في سبيل إرضاء بعض من شبكة العلاقات.

هي دعوة إلى حوكمة هذه المفاهيم بمنظار قيمي ليكون القائد مستعدًا للحصول على وسام القائد الحقيقي المخلد في الأرض والسماء. «ربَّ أشعث أَغبر ذي طمرين تنبو عنه أعين الناس لو أقسم على الله لأبرَّه».

د. أحمد اللواتي كاتب عماني حاصل على دكتوراه في القيادة والابتكار من جامعة نيويورك

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

مصر.. مفتي الجمهورية يحذر من أزمة أخلاقية عميقة بسبب اختلاط مفاهيم الرجولة والأنوثة

مصر – حذر الدكتور نظير عياد، مفتي مصر، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، من أزمة أخلاقية عميقة بسبب اختلاط مفاهيم الرجولة والأنوثة نتيجة الفوضى في المفاهيم.

وخلال لقائه ببرنامج اسأل المفتي، وجه نظير عياد تحذيرا من “تنامي ظاهرة التنصل من المسؤولية في المجتمع، سواء لدى الأبناء أو الأزواج”، موضحا أن “هذه الظاهرة أصبحت سمة شائعة في حياتنا اليومية، وأن هذه الظاهرة قد تكون ناتجة عن فقدان التربية السليمة والصحيحة التي تحفظ العلاقات الأسرية والاجتماعية”.

وأضاف المفتي نظير عياد، أن “المجتمع يعاني من أزمة أخلاقية عميقة، حيث أصبح من الصعب تمييز ملامح الرجولة أو الأنوثة نتيجة للاختلاط والفوضى في المفاهيم”، لافتا إلى أن “السبب في ذلك يعود جزئيا إلى تأثير وسائل الإعلام الحديثة، التي على الرغم من كونها نعمة في كثير من الأحيان، إلا أنها أصبحت وسيلة لنقل أفكار غريبة وسلوكيات منحرفة”.

وأردف: “لقد حولنا وسائل التواصل الحديثة من أدوات للتطور والإيجابية إلى وسائل لنشر أفكار وأفعال غريبة، وهذا لم يحدث بالصدفة بل ربما كان مقصودا”، مشيرا إلى أن “بعض هذه الأفكار قد تكون موجهة بشكل غير مباشر إلى المجتمعات العربية والإسلامية، التي تتمتع بخصوصية ثقافية ودينية تحاول وسائل الإعلام الغربية إحداث تداخل معها”.

وأوضح مفتي مصر أن “المجتمعات العربية والإسلامية تمتاز بوجود الكتلة الصلبة، وهي الأسرة، التي تمثل الركيزة الأساسية في استقرار المجتمع”، مضيفا: “رغم أن المجتمعات الغربية قد شهدت تراجعا في دور الأسرة، إلا أن الأسرة في المجتمعات الشرقية ظلّت تعتبر مؤسسة مقدسة ومهمة”.

وقال نظير عياد: “حتى في الفلسفات القديمة، مثل الفلسفة المصرية والهندية، كان للأسرة مكانة عظيمة باعتبارها حجر الزاوية في بناء المجتمعات”.

وشدد عياد على “ضرورة العودة إلى القيم الأساسية التي تحافظ على الأسرة وتدعم استقرار المجتمع”، محذرا من أن “غياب هذه القيم قد يؤدي إلى تفتت المجتمعات وانتشار التفكك الاجتماعي”.

 

المصدر: “القاهرة 24”

مقالات مشابهة

  • فجر نفسه داخلة ناقلة جند..سرايا القدس تعلن تنفيذ عملية استشهادية
  • جنبلاط التقى القائد العام للادارة السوريّة.. وهذا ما أكّده الشرع عن العلاقة مع لبنان
  • مصر.. مفتي الجمهورية يحذر من أزمة أخلاقية عميقة بسبب اختلاط مفاهيم الرجولة والأنوثة
  • مشاهد تحاكي عملية القسام الاستشهادية في مخيم جباليا / فيديو
  • مشاهد تحاكي عملية القسام الاستشهادية في مخيم جباليا
  • تفاصيل جديدة عن عملية الدهس في ألمانيا
  • السعودية حذّرت ألمانيا من منفذ عملية الدهس .. مصدر يؤكد
  • القيادة العامة السورية الجديدة تعلن تكليف أسعد الشيباني بحقيبة وزارة الخارجية
  • «الخطوبة لازم تكون 4 سنين».. رانيا يوسف تثير الجدل بتصريحات جديدة
  • القسام تعلن عن تنفيذها عملية استشهادية في جباليا