لجريدة عمان:
2025-04-22@08:53:48 GMT

إصلاحات في بعض مفاهيم القيادة الحديثة

تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT

د. أحمد اللواتي

مما لا شك فيه أن علم القيادة شهد تطورا ملحوظا يمتد في تاريخه إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية، وقد بلغ التطور في العقود الأخيرة من هذا القرن أقصى مداه، فقد عمد المتخصصون فيه إلى تحويل المفاهيم المجردة إلى أدوات قابلة للقياس وأبدعوا في صنعها وتحويلها إلى مواد ملموسة تلمس احتياجات العصر مثل الحاجة إلى القيادة التحولية والتحويلية والخادمة وغيرها.

.. وأذكر هنا بعض المقاييس (لا على سبيل الحصر) مثل توماس وهوجان وبوديوم وغيرها وحاول كل بحسبه أن يغطي بعضا من تلكم الجوانب.

كما أن القيادة الحديثة تركز على مفاهيم مفصلية رائعة وتتناولها بشيء من العمق مثل الشفافية والحوكمة والدعوة إلى القيادة القيمية.

إلا أن بعض المفاهيم المطروحة تحتاج إلى مزيد من التوضيح وإلى كثير من إعادة النظر فمثلا تركز القيادة الحديثة على مبدأ تكوين الحلفاء فهي تدعو القائد الناجح إلى أن يصب الكثير من تركيزه إلى تحويل الأعداء إلى حلفاء أو لا أقل وضعهم على الحياد وذلك لكي يستطيع أن يصل إلى هدفه الذي وضعه. صحيح أن القائد الفذ هو من يستطيع الإبقاء على حلفائه إلا أن عملية التغيير لا يمكن أن تكون كذلك دومًا، فكم من المواقف التي سيتعرض لها القائد القيمي والذي سيجد نفسه بين خيار المحافظة على حلفائه أو أن يبقى وحيدا في الساحة منتصرا لقيمه.

ما أود التركيز عليه هنا هي أن البوصلة يجب أن تكون القيم الموجهة هي الحكم والفيصل في نهاية المطاف لا الحلفاء وكثرهم. وما أدعو إليه أيضا هو أن يربي القائد القيمي نفسه للاستعداد للوحدة والشعور بالغربة في إحداث عملية التغيير. الأمثلة والشواهد من التاريخ القديم والحديث كثيرة على ذلك سواء على مستوى القادة الأفراد أو الجماعات فلنا في النبي -صلى الله عليه وسلم- خير مثال على وقوف القائد المقدام في مجابهة الكثرة من الأعداء لأجل قيم الإباء والتضحية والعدالة والإنسانية. ونرى في العصر الحديث كيف أن من يقتل دفاعا عن أرضه ووطنه باقيا لا يراوح قيمه رغم تكالب الأعداء وخذلان الناصر والمعين.

وأما مفهوم توسعة شبكة العلاقات فهو مبدأ حسن، يدفع القائد إلى عملية الإصلاح المطلوبة. يبقى أن على القائد أن يحذر من أمرين أساسيين وهما أن الغاية لا تبرر الوسيلة وأعني بها استخدام العلاقات لقضايا غير مشروعة. والأمر الآخر هو أن لا تتحول العلاقات وتوسعتها إلى الهم الأساسي الذي يستهلك جهد القائد؛ انطلاقا من المبدأ نفسه حيث إن العديد من العلاقات تكون -بطبعها- كمية أكثر من كونها نوعية وأكرر حديثي الآنف الذكر أن هدف توسيع العلاقات قد يصطدم في يوم من الأيام بالانحدار عن القيم في سبيل إرضاء بعض من شبكة العلاقات.

هي دعوة إلى حوكمة هذه المفاهيم بمنظار قيمي ليكون القائد مستعدًا للحصول على وسام القائد الحقيقي المخلد في الأرض والسماء. «ربَّ أشعث أَغبر ذي طمرين تنبو عنه أعين الناس لو أقسم على الله لأبرَّه».

د. أحمد اللواتي كاتب عماني حاصل على دكتوراه في القيادة والابتكار من جامعة نيويورك

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

وكيل وزارة الزراعة بأسيوط يتفقد زراعات القطن الحديثة بمركز أبنوب

صرح اللواء هشام أبوالنصر محافظ أسيوط أن مديرية الزراعة بقيادة خميس محمد علي وكيل الوزارة وبمشاركة لجنة من جهاز القطن بالإدارة العامة للمكافحة وإدارة الإرشاد الزراعي بالمديرية قامت بالمرور وفحص زراعات القطن المنزرعة حديثا صنف جيزه 98 والاطمئنان عليها وذلك بنطاق مركز أبنوب بزمام مدينة أبنوب وقريه السوالم البحرية للاطمئنان على المحاصيل  وعلى خلوها من الأمراض والآفات والنباتات 

 

وحيث ظهرت بحالة جيدة ومبشرة فضلًا عن عقد لقاء مع المزارعين وإرشادهم بضرورة اتباع التوصيات الفنية اللازمة الواردة من الوزارة للحصول على أعلى إنتاجية للمحصول ويكون بحالة جيدة.

 

مقالات مشابهة

  • الدفاع المدني يطلق ورشات تدريبية لتعزيز مفاهيم الاستجابة ‏للكوارث في دير الزور ‏
  • استخدامك للهاتف قد يحميك من الخرف! دراسة تقلب المفاهيم
  • مفاهيم إسلامية: الكتاب والقرآن
  • وكيل وزارة الزراعة بأسيوط يتفقد زراعات القطن الحديثة بمركز أبنوب
  • أبو السيد: عملية تجميد الرنجة تكون لتثبيت نسبة الأوميجا في كل سمكة
  • مختصة لغات لـ ”اليوم“: الصينية لغة المستقبل وتفتح آفاقًا لفهم التحولات الحديثة
  • استشاري يحذر من المفاهيم الخاطئة حول استخدام المضادات الحيوية للأطفال .. فيديو
  • انقلاب المسيرية علي الرزيقات
  • زي النهارده.. نفي القائد الياباني ميناموتو نو يوريتومو إلى جزر إيزو
  • أول أطروحة دكتوراه بجامعة عين شمس تكشف تأثير الإعلام الجديد على "مفاهيم الميراث"