«مبادرة بايدن».. هل تنجح الولايات المتحدة في وقف «حرب غزة»؟
تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT
تتساوى الرهانات والشكوك في التعامل مع مبادرة الرئيس الأمريكي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعد إصرار رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، على رفض جميع المبادرات التي تقدم بها الوسطاء على مدى الشهور الماضية، بمزاعم واهية.
المبادرة التي أعلنتها وتبنتها الولايات المتحدة الأمريكية، لا تحظى بالثقة الكاملة، من المراقبين، خاصة إمكانية نتنياهو بالموافقة عليها، إثر تصريحات عدة، متناقضة، منذ الإعلان عن مبادرة الهدنة.
من بين التصريحات المنسوبة له، أنه لن يتم وقف الحرب إلا بعد الإجهاز على قوات حماس الحكومية والشعبية كما خرجت تصريحات أخرى من ذات المكتب بأنه لن يتم وقف إطلاق النار قبل القضاء على حماس!
التصريحات الإسرائيلية تشير إلى حجم الضغوط الأمريكية التي تمارسها أمريكا على إسرائيل، خاصة بعد عدد من الأحداث الدولية الهامة كان آخرها اعتراف عدد من دول الاتحاد الأوروبي بدولة فلسطين.
أيضًا، هناك الخسائر البشرية الكبيرة التي تعرض لها جيش الاحتلال فيما يمثل حرب استنزاف على مدى 8 أشهر أدت إلى انقسام المجتمع الإسرائيلي، وانخفاض الروح المعنوية للقوات، بسبب الإخفاق في عدم تحقيق أي أهداف الحرب.
يرى محللون أن الضغوط الأمريكية لوقف الحرب تأتي بسبب خوف أمريكا على إسرائيل بعد أن بدأت سمعتها الدولية في التآكل وانكشاف حقيقتها أمام الرأي العام العالمي وما تشهده الجامعات الأمريكية والأوروبية من مظاهرات احتجاجية.
يأتي هذا رغم غموض المبادرة الجديدة التي لم تكشف كيف سيتم تحديد كيفية انسحاب إسرائيل وهل سيتم الانسحاب إلى خارج غزة بشكل كامل أم أن الانسحاب سيكون خارج المناطق المأهولة فقط.
من مظاهر التناقض في المبادرة المذكورة أن الرئيس بايدن عندما عرضها قال إنها مبادرة إسرائيلية، لكنه في الوقت نفسه طالب إسرائيل أن تقبل بها، وقال: أحث القيادة الإسرائيلية على الموافقة على مقترح الصفقة الجديد "رغم أي ضغوط"!
كان مراقبون قد أشاروا إلى أن المبادرة التي أعلن عنها بايدن مساء الجمعة الماضي تحمل الخطوط العريضة للمبادرة المصرية التي عرضتها مصر منذ أسابيع، ورفضها نتنياهو في اللحظات الأخيرة بأسباب واهية.
أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، أن المقاومة لن توافق على أي مقترح لا يشتمل على وقف دائم لوقف إطلاق النار ويعيد إعمار غزة ويتم فيه سحب كل القوات الإسرائيلية إلى خارج قطاع غزة.
كما أشار إسماعيل هنية إلى أن ما يطلق عليه اليوم التالي للحرب لن يتم من خلال إملاءات خارجية ولكن سيتم من خلال وحدة وطنية تتضمن توافق الفصائل والسلطة الفلسطينية.
المقترح يشمل 3 مراحل ويتشابه مع «الورقة المصرية»..
وبعد إعلان الرئيس بايدن عن الصفقة بأقل من ساعة أعلن ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلي عن عدم موافقة نتنياهو على وقف إطلاق النار وعدم إنهاء الحرب إلا بعد أن تحقق أغراضها.
وقال مكتب نتنياهو إنه تم تكليف الفريق المفاوض بتقديم الخطوط العريضة لتحقيق هدف إعادة المختطفين، مشيرًا إلى أن الخطوط العريضة تسمح بالانتقال المشروط من مرحلة لأخرى بما يخدم أهداف إسرائيل.
أشار بايدن إلى أن عدم موافقة إسرائيل على وقف إطلاق النار الذي تم تقديمه يوم الجمعة الماضي سوف يزيد من عزلة إسرائيل في العالم وهو ما يكشف مدى انكشاف حقيقة الاحتلال الإسرائيلي وهمجيته أمام العالم.
جاء ذلك بعد صدور أحكام محكمة العدل الدولية التي تتهم دولة الاحتلال بعمليات الإبادة الجماعية أو أحكام المحكمة الجنائية الدولية التي كشفت ارتكاب قادة إسرائيل لعدد من جرائم الحرب المجرمة قانونًا.
كشف بايدن عن أن موافقة إسرائيل على المبادرة ستوسع علاقاتها الإقليمية (التطبيع) وعن المناوشات الدائرة على الحدود اللبنانية قال بايدن إن بلاده ستساعد في صياغة آلية لوقف الحرب بين إسرائيل وحزب الله اللبناني.
يقول الإعلام العبري، إن مبادرة بايدن تهدف لوقف الحرب في غزة بعد أن طالت لنحو ثمانية أشهر وتم فيها استنزاف جيش الاحتلال وتكبد فيها خسائر فادحة في حرب مدن تعتمد على الكر والفر أدت إلى إصابة عناصر في الجيش الإسرائيلي باليأس.
تشير وسائل الإعلام نفسها إلى عدم إحرازهم أي نجاح في الخطط العسكرية التي تم إعلانها مع بداية نشوب الحرب في أكتوبر الماضي، وأن الإعلان عن الخطة هو موافقة ضمنية أمريكية- إسرائيلية على وقف الحرب على غزة في الوقت الحالي.
كان بايدن قد أعلن عن خارطة طريق من 3 مراحل لإنهاء الحرب على غزة وقال إن هذه الصفقة ستؤدي إلى الهدوء في المنطقة، وأن المبادرة "مقترح إسرائيلي" يشكل خارطة طريق لإنهاء الحرب في غزة.
طالب، بايدن، جميع الأطراف إلى عدم تفويت فرصة التوصل لصفقة تنهي النزاع المستمر منذ أكثر من 8 أشهر، وأوضح أن إسرائيل قدمت مقترحًا لوقف مستدام لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن على مدى ثلاث مراحل.
تتضمن المرحلة الأولى المقترحة من 6 أسابيع يتم فيها وقف إطلاق النار وانسحاب إسرائيل والإفراج عن الرهائن ورفات المتوفين منهم، أما المرحلة الثانية من الهدنة الإسرائيلية فتشهد إطلاق سراح بقية الرهائن بما في ذلك الجنود.
تتضمن المبادرة الاستمرار في وقف إطلاق النار، أما المرحلة الثالثة فتتعلق بما بعد الحرب وإعادة الإعمار. أن المفاوضين الأمريكيين ركزوا، مؤخرا، على وقف لإطلاق النار في غزة يفضي لنهاية الحرب والإفراج عن الرهائن ومستقبل أفضل لغزة دون حماس.
رغم التشكيك المنطقي في إمكانية نجاح المبادرة الأمريكية إلا أن هناك العديد من النقاط التي يجب الإشارة، لاسيما وجود تناقض في الخطاب الأمريكي الذي أعلن عن الهدنة الإسرائيلية.
أيضًا كان من المستغرب أن يطلب الرئيس الأمريكي من إسرائيل وهي صاحبة الصفقة أن توافق عليها! وهو ما يكشف عن وجود تنازع وعدم توافق داخلي إسرائيلي حول بنود الصفقة.
سارع نتنياهو بمغازلة الجناح المتطرف في حكومته وأعلن مكتب رئيس الوزراء بيانًا يرضي فيه روح التطرف لدى أعضاء حكومته الذين يرفضون وقف الحرب والاستمرار في احتلال غزة وتهجير المواطنين الفلسطينيين منها واحتلال الضفة الغربية أيضًا وتدميرها كما جرى في قطاع غزة.
أعلنت حركة حماس أنها تنظر بإيجابية الهدنة التي تقدمت بها إسرائيل وأعلن عنها بايدن على أسس وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب الاحتلال الكامل من قطاع غزة. كما شددت الحركة على موقفها بالاستعداد للتعامل بشكل إيجابي وبناء مع أي مقترح يقوم على أساس وقف إطلاق النار الدائم.
وتطالب حماس بالانسحاب الكامل من قطاع غزة وإعادة الإعمار وعودة النازحين إلى جميع أماكن سكناهم وإنجاز صفقة تبادل جادة للأسري، كما أوضح بيان الحركة أن الموقف الأمريكي وما ترسخ من قناعة على الساحة الإقليمية والدولية بضرورة وضع حد للحرب هو نتاج صمود شعبنا الفلسطيني.
اقرأ أيضاً«34 إدانة» تهدد مستقبل ترامب.. و «بايدن» يحاول تحسين شعبيته
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائيلي الجهود المصرية القضية الفلسطينية بايدن حماس فلسطين نتنياهو وقف الحرب في غزة وقف إطلاق النار وقف الحرب قطاع غزة أعلن عن على وقف إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
واشنطن تدعم إسرائيل بعد قصفها الضاحية وتطالب بنزع سلاح حزب الله
أعلنت الولايات المتحدة دعمها لإسرائيل بعد قصفها ضاحية بيروت الجنوبية لأول مرة منذ أشهر بذريعة الرد على إطلاق صاروخين من جنوبي لبنان، على الرغم من نفي حزب الله مسؤوليته عن الإطلاق.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية تامي بروس إن من "حق" إسرائيل الرد في لبنان على إطلاق من سمتهم إرهابيين صواريخ نحوها.
وأضافت بروس أن على الحكومة اللبنانية مسؤولية نزع سلاح حزب الله وما وصفتها بالمنظمات الإرهابية لمنع هجمات مشابهة في المستقبل.
وكانت مقاتلات إسرائيلية قصفت أمس الجمعة مبنى في الضاحية الجنوبية للمرة الأولى منذ التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وأسفر القصف الجوي عن مصابين وأضرار مادية، وأدى لإغلاق مدارس وصعوبة في حركة السير، وتحدث الجيش الإسرائيلي عن استهداف منشأة لتخزين الطائرات المسيّرة تابعة لحزب الله بالضاحية الجنوبية.
وجاءت الغارات الإسرائيلية بعيد إطلاق صاروخين على مستوطنة كريات شمونة، وسبقها قصف إسرائيلي على قريتين في الجنوب اللبناني أوقع 5 قتلى وجرحى.
وهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمزيد التصعيد مع لبنان، وقال إن إسرائيل لن تسمح بأي إطلاق نار على بلداتها مهما كان وستواصل فرض وقف إطلاق النار بالقوة ومهاجمة أي مكان في لبنان يهدد أراضيها.
إعلانوأضاف نتنياهو في منشور على منصة إكس أن "على من لم يستوعب الوضع الجديد في لبنان أن يدرك ذلك ويفهمَ التصميم الإسرائيلي من خلال ما حدث"، مضيفا أن "المعادلة تغيرت وأن إسرائيل لن تسمح بأي إطلاق نار على بلداتها مهما كان".
في المقابل، نفى حزب الله أي علاقة له بإطلاق الصواريح باتجاه الجليل الأعلى، وأكد التزامه بوقف إطلاق النار، متهما إسرائيل بافتعال ذرائع مشبوهة لاستمرار العدوان على لبنان.
دعم سياسي وعقوبات
في غضون ذلك، قال موقع أكسيوس الإخباري إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعربت عن دعمها لرد إسرائيل على إطلاق الصواريخ من لبنان، وأكدت أنه يتعين على الحكومة اللبنانية منع الخروقات.
ونقل الموقع عن مورغان أورتيغوس نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط قولها إن إسرائيل تدافع عن مواطنيها ومصالحها عندما ترد على هجمات صاروخية يشنها من وصفتهم بالإرهابيين من لبنان.
وأضافت أورتيغوس أن الحكومة اللبنانية مسؤولة عن نزع سلاح حزب الله وجميع الجماعات الإرهابية الأخرى، وأن واشنطن تتوقع من الجيش اللبناني أن يمنع أي هجمات إضافية.
كما نقل أكسيوس عن مسؤول أميركي رفيع أن نائبة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط أجرت محادثات صعبة مع المسؤولين اللبنانيين، وأكدت أن خرق وقف إطلاق النار جاء من الجانب اللبناني وليس من إسرائيل.
وذكر الموقع أن أورتيغوس أجرت أيضا محادثات مع مسؤولين إسرائيليين، وأكدت دعم بلادها لإسرائيل لكنها أشارت إلى أن واشنطن تسعى لتجنب تصعيد إضافي على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
وفي خطوة متزامنة، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات جديدة تستهدف 5 أشخاص و3 كيانات على صلة بحزب الله.
وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية استمرار واشنطن في زعزعة المنظومة المالية التي بناها حزب الله لحرمانه من الأموال أو استخدام النظام المالي الدولي.
إعلان
شمال الليطاني
وقد أعلن الجيش اللبناني أنه تمكن من تحديد موقع إطلاق الصواريخ في منطقة "قَعقعية الجسر" شمال نهر الليطاني، مشيرا إلى أن إسرائيل صعّدت اعتداءاتها على لبنان متذرعةً بإطلاق الصاروخين.
وقال إن الجيش الإسرائيلي استهدف مناطق في الجنوب وصولا إلى بيروت في انتهاك متكرر لسيادة لبنان وخرق لاتفاق وقف إطلاق النار.
وأكد الجيش اللبناني أنه مستمر في اتخاذ التدابير اللازمة ومواكبة التطورات عند الحدود الجنوبية بغية ضبط الوضع.
وفي السياق، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني لبناني أن موقع الإطلاق يبعد 15 مترا فقط من نهر الليطاني، الذي كان من المقرر أن ينسحب حزب الله إلى شماله بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
ومن باريس، قال الرئيس اللبناني جوزيف عون إن قصف إسرائيل للضاحية الجنوبية هو استمرار لخروقاتها لاتفاق وقف إطلاق النار.
وناشد عون خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، أصدقاء لبنان في باريس وواشنطن التدخل لمساعدة بلاده على تطبيق القرارات التي تحفظ لها استقرارها، مشيرا الى انتشار الجيش في جنوب البلاد وقيامه بمهامه هناك.
وبشأن الصواريخ التي أطلقت باتجاه إسرائيل، قال الرئيس اللبناني إن حزب الله لم يقدم على إطلاق هذه الصواريخ، مشيرا إلى صعوبة التحقق من هوية مطلقها.
من جهته، قال الرئيس ماكرون إن الغارات الإسرائيلية على بيروت غير مقبولة.
وأضاف أنه ليس لدى فرنسا أي معلومات ولا أدلة عن مسؤولية حزب الله عن إطلاق الصواريخ لتبرير الضربات الإسرائيلية، وأوضح أنه سيتصل بالرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي لبحث هذا الموضوع.