الجديد برس:
2025-07-30@05:48:35 GMT

أمريكا مين؟… شياطنهم

تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT

أمريكا مين؟… شياطنهم

الجديد برس|

منذ ست سنوات غنّى حازم شاهين كلمات زياد الرحباني لأوّل مرة في حفل بيت الدين: «أمريكا مين؟ شياطنهم» باللهجة المصرية. كان ذلك خلال رئاسة دونالد ترامب الأولى وولاية حاكم مصر الأبديّة. اليوم نشارف ولاية دونالد ترامب ثانية ولعنة أبديّة باسم عبد الفتّاح السيسي. لكن يبقى السؤال، أمريكا مين؟نبدأ بالرئيس السابق والقادم ترامب، قاتل قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس.

بقلم- جمال غصن

وقد وجدت لجنة المحلّفين في الحي النيويوركيّ حيث حوكم، أن ترامب مذنب في أربع وثلاثين جريمة… حتّة واحدة كما يقول الطاغية المصري. لكنّ الأحكام الأربعة والثلاثين لن تعيق مساره نحو ولاية ثانية في البيت الأبيض. ترامب آتٍ آتٍ.

فوز ترامب الديموقراطي حتميّ، تماماً كالمسرحيّات الانتخابية في القاهرة والشام… والرياض وأبو ظبي بالمناسبة. لن يعلو صوت على صوتِ ترامب هذا الصيف. والوقت ضاق للاعتراض رغم كل ما طرأ في باحات الجامعات وجوارها

. رغم كل ما حدث، لم يخجل ممثّلا الأكثريّتين في غرفتَي الكونغرس الأميركي من دعوة المجرم المتّهم بإبادة شعب، بنيامين نتنياهو، إلى إلقاء كلمة أمام نزلاء الكابيتول في عاصمة الاستبداد والاستعمار. إن فضح شيئاً العمل البطوليّ ليحيى السنوار ومحمّد الضيف صباح السابع من أكتوبر تشرين، فهو أنه عرّى كلّ من لبس ثوب المقاوم زوراً، وأجبره على اتّخاذ موقفٍ. في حالة المتّحدّثين باسم واشنطن، الموقف واضح بالنسبة إليهم، فلا إله إلّا «إسرائيل» ونتنياهو عبدها ورسولها وشيطانها.

الجواب عن سؤال «أمريكا مين؟» واضحٌ. «شياطنهم». في السطر الثاني من الأغنية يقول الرحباني إن «العرب الباقيين، ثعابينهم». وهنا أخالفه الرأي. فالعرب الباقون كما باقي البشر أحرجوا من اصطفّ خلف الشياطين، وهنا نعني من هو بن فلان وعلتان، مدّعي الإمارة والشيخنة والمملكة. تفّهٌ من بني تفّه. لعنتهم الآلهةُ من يوم الجاهليّة إلى اليوم. لكن واشنطن الاستعمار والاستبداد تحترمهم. لن تستدعيهم لمخاطبة الكونغرس، لكن لن تنعتهم بالإرهابيين. لكنّنا لسنا واشنطن. لا نستحي بتسميتهم كما هم.

طرح سيسي البيت الأبيض أطروحة لإنهاء المعركة ليل الجمعة. كل من يعرف «أمريكا مين؟» يدرك أنّ ما من شيءٍ جدّيٍّ يطرح ليلة الجمعة. فالجمعة تاريخياً هي نهاية الدورة الإعلامية التقليديّة ولا يعوّل على أي شيء يطرح ليلتها، لذا ما نفع طروحات الجمعة؟ فعليّاَ، لا نفع أبداً. الحرب قائمة ودائمة ولن تنتهي. وهذا الاستنتاج العام. فماذا عن «أمريكا» في حربٍ لن تنتهي؟

شياطينها وثعابينها هي من ستملأ الساحات في الأيام القادمة. وقبل الحديث عن اليوم التالي، لا بد من أن نبتّ في ما يليه. شياطين وثعابين أمريكا بدأت تظهر على المشهد ولا يوجد أيّ سطر في أغنية زياد عن كيفيّة التعامل معهم. ترد كلمة «شرام…» في الأغنية وقد تكون الأنسب في وصفهم، لكن رغم ذلك لا تعدلهم. شياطين وثعابين أكثر عدلاً. باللهجة المصرية لا يوجد عدل. خلاصنا هو بخلاص مصر، لكن لا خلاص ما زالت مصر تحاصر غزة. حاكم مصر اليوم هو من شياطنهم… وهو الجواب لسؤال «أمريكا مين؟».

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: أمریکا مین

إقرأ أيضاً:

السودان الرجل الصالح .. والله في !

الإقصاء الأمريكي لبريطانيا من ملف السودان وتداعياته الجيوسياسية
في خطوة تحمل دلالات عميقة، أبعدت الولايات المتحدة الأمريكية بريطانيا عن ملف السودان في اجتماعات “الرباعية” المعنية بالشأن السوداني، والتي تضم كلاً من الولايات المتحدة، السعودية، مصر، والإمارات. ورغم أن هذه الخطوة قد تبدو تكتيكية في ظاهرها، إلا أن خلفها قراءة استراتيجية تُعبر عن تحوّل في موازين التأثير الغربي في المنطقة، وربما تعكس رغبة أمريكية في احتكار مفاتيح التغيير والتحكم بالمشهد السوداني بعيدًا عن “شريكها التاريخي” الذي كان يحتل السودان بالأمس القريب.

أولاً: السياق التاريخي والرمزية
بريطانيا ليست مجرد دولة أوروبية عادية في ما يخص السودان، بل هي الدولة التي استعمرت السودان منذ عام 1898 عبر الحكم الثنائي (الإنجليزي-المصري)، وشكلت جزءاً محورياً في تشكيل بنيته السياسية والإدارية، وأخرجته إلى الاستقلال على طريقة “الفخاخ المزروعة” كما حدث في تقسيم الجنوب، وتكريس المركزية، وتمكين النخب التابعة. هذا الإرث لا يمكن عزله عن أي محاولة لفهم علاقة بريطانيا بالسودان أو تحليل موقعها في أي ترتيبات دولية تخصه.
وبالتالي، فإن إقصاءها بهذه الطريقة من الرباعية، ليس مجرد مسألة “تنظيم طاولة” بل إشارة ناعمة من واشنطن مفادها أن زمن لندن في الخرطوم قد ولّى، وأن الهيمنة على قرار السودان الإقليمي والدولي بات أمريكياً صرفاً، ولو بشراكة شكلية مع حلفاء من “الصف الثاني”.
ثانيًا: الرد البريطاني.. اعتراف بفلسطين

ولأن الدول لا تصمت طويلاً على الإهانة الدبلوماسية، جاء الرد البريطاني سريعًا ومفاجئًا: اعتراف رسمي بالدولة الفلسطينية. وهو اعتراف يبدو في ظاهره “دعمًا للعدالة وحقوق الشعوب”، لكنه من منظور العلاقات الدولية ليس إلا ورقة ضغط على الولايات المتحدة وإسرائيل، ومحاولة لاستعادة بعض الوزن الأخلاقي والاستراتيجي الذي فقدته بريطانيا في المنطقة.

ومن سخرية القدر أن هذه هي ذات بريطانيا التي منحت إسرائيل “الحق في وطن قومي” عبر وعد بلفور المشؤوم في 1917، أي أنها الدولة التي زرعت بذرة الأزمة، وتأتي اليوم لتعلن -بكل صفاقة سياسية– أنها تحاول إنصاف الشعب الفلسطيني. هذا الاعتراف ليس أكثر من محاولة لترميم موقعها في الشرق الأوسط، بعد أن أخرجتها واشنطن من بوابة السودان.

ثالثًا: ترامب والتبسيط الرأسمالي للسياسة
أما دونالد ترامب، التاجر الذي تسلل إلى البيت الأبيض، فقد مثّل قطيعة أخلاقية وعقلية عن مسار الدبلوماسية الأمريكية الكلاسيكية. لم يكن يرى العالم إلا من نافذة الصفقات: صفقة القرن، صفقة التطبيع، صفقة الانسحاب… رجل أعمال بقالة أكثر من كونه رجل دولة، اختزل قضايا الشعوب ودماءها في أرقام وإيصالات شراء.

سياسات ترامب كانت ولا تزال جزءًا من هذه الفوضى الموجهة التي أفضت إلى تعقيد المشهد السوداني والإقليمي، عبر ترك ملفات ملتهبة دون معالجة جذرية، بل وإشعال بعضها بهدف ابتزاز الحلفاء واستنزاف الخصوم.
خاتمة: الصراع ليس على السودان فقط
ما يحدث اليوم ليس مجرد تنافس دبلوماسي حول السودان، بل هو صراع على النفوذ في قلب أفريقيا، في منطقة تقاطع الموارد والثورات والصراعات. إبعاد بريطانيا من ملف السودان قد يبدو انتصاراً أمريكياً تكتيكياً، لكنه في حقيقته فتح الباب أمام تحالفات جديدة، وتحركات انتقامية ناعمة، كاعتراف لندن بفلسطين.

وبين طموحات واشنطن، وردود لندن، وارتجال ترامب، لن يكون السودان هو الضحية، ولن تُعاد صناعته خارج حدوده، ولن تُرسم له الأقدار على طاولات لا وجود لممثليه فيها، ولن تُختبر عليه معادلات النفوذ العالمي، ونحن سنرسم وطننا وحدنا .
وليد محمد المبارك
وليد محمدالمبارك احمد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • السودان الرجل الصالح .. والله في !
  • أمريكا والصين على استعداد لتمديد هدنة الرسوم الجمركية
  • هل ستعترف أمريكا بالدولة الفلسطينية بعد إنذار بريطانيا؟ ترامب يرد
  • ترامب: أسعى إلى تسوية النزاع في قطاع غزة
  • «لسنا إسرائيل أو إيران».. روسيا لـ ترامب: نهجك يؤدي لحرب تشمل أمريكا
  • استئناف المحادثات بين أمريكا والصين.. ما هي التوقعات؟
  • اتفاق شامل بين أمريكا والاتحاد الأوروبي لتعزيز التعاون الاقتصادي
  • حماس تكشفهم
  •  الموت لحماس؟ أم الحياة لغزة؟
  • الطلب على السجون الخاصة في أمريكا يزدهر بسبب سياسات ترامب