نيوزيمن:
2024-11-05@12:35:47 GMT

معركة القطاع المصرفي هل تحدد مصير خارطة الطريق؟

تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT

تثير المعركة الدائرة حالياً بين الحكومة الشرعية ومليشيا الحوثي الإرهابية، ذراع إيران في اليمن، حول القطاع المصرفي، التساؤلات حول تأثيرها على مسار السلام في اليمن ومصير ما تُسمى بخارطة الطريق.

وأعلن المبعوث الأممي لليمن هانس جروندبرغ أواخر العام الماضي عن توصل أطراف الصراع في اليمن للالتزام بمجموعة من التدابير أو ما سُميت لاحقاً بخارطة الطريق للسلام، عبر استئناف عملية سياسية جامعة تحت رعاية الأمم المتحدة.

الخارطة التي تمخضت عن مفاوضات سرية استمرت لعامين بين السعودية وجماعة الحوثي بوساطة عُمانية وبعيداً عن الشرعية، تتضمن بنوداً رئيسية تتمثل بوقف إطلاق النار، ودفع رواتب القطاع العام، واستئناف صادرات النفط، وفتح الطرق في تعز وبين المحافظات ورفع كافة القيود المفروضة على مطار صنعاء وميناء الحديدة الخاضعين لسيطرة الجماعة. 

وتسببت الهجمات التي تشنها جماعة الحوثي ضد الملاحة الدولية في تأجيل التوقيع على الخارطة والبدء في تنفيذها والذي كان متوقعاً مطلع العام الحالي إلى أجل غير مسمى، مع تصريحات أمريكية وبريطانية تربط العودة لمسار السلام بوقف هذه الهجمات.

إلا أن تصريحات حديثة للسفير الأمريكي لدى اليمن ستيفن فاجن، كشفت عن موقف جديد لواشنطن، حيث قال إن خارطة السلام التي قدمتها السعودية للأمم المتحدة لن تكون قابلة للتطبيق على المدى القريب، متحدثاً عن "تعقيدات الصراع" في اليمن. في إشارة واضحة إلى الهجمات الحوثية ضد الملاحة الدولية.

وبعيداً عن الأهداف والمصالح الأمريكية التي تقف خلف هذا الموقف الجديد، إلا أن مصير خارطة الطريق بات سؤالاً مطروحاً بقوة في ظل مشهد المعركة الدائرة حالياً بين الشرعية ممثلة بالبنك المركزي بعدن ومليشيا الحوثي حول القطاع المصرفي.

ويعود هذا التساؤل إلى ما يشكله الملف الاقتصادي من أهمية محورية في خارطة الطريق وخاصة في بند صرف رواتب الموظفين بمناطق سيطرة مليشيا الحوثي من عائدات النفط والغاز المنتج والمصدر بالمناطق المحررة وبعيداً عن يد المليشيا.

حيث مثل بند الرواتب وعائدات تصدير النفط النقطة الأكثر خلافاً بين مكونات مجلس القيادة الرئاسي والمليشيا الحوثية التي تضغط نحو فرض تقاسم عائدات النفط وطرح حصولها على نسبة 70% منها.

وإلى جانب هذا الخلاف السياسي في بند المرتبات والعائدات، فإن التعقيدات في القطاع المصرفي باليمن تطرحاً تحدياً كبيراً بحد ذاته حتى في حالة التوصل لأي اتفاق حول ذلك، بسبب الانقسام المالي والنقدي الذي خلقته جماعة الحوثي بين مناطق سيطرتها والمناطق المحررة، منذ قرار منعها تداول العملة المطبوعة من قبل البنك المركزي في عدن عام 2019م.

تعقيدات دفعت إلى اقتراح صيغ مختلفة من قبل الوسطاء الأمميين والإقليميين لتجاوز هذا الانقسام المصرفي والنقدي، عبر تشكيل لجان اقتصادية تعمل على إعادة توحيد العملة وإدارة البنك المركزي بين الإدارة الشرعية في عدن والإدارة الخاضعة لسيطرة المليشيا في صنعاء.

وبحسب ما تم تسريبه من هذه المقترحات في وقت سابق، فإن إحداها ينص على تشكيل إدارة "توافقية" للبنك المركزي من قبل الشرعية والحوثي تدير عملها من خارج اليمن، وتتولى إدارة القطاع المصرفي وتوحيد العملة.

وهو مقترح يُعد انتصاراً للجماعة الحوثية وتنازلاً مؤلماً للحكومة الشرعية يضرب المركز القانوني والدستوري لها بانتزاع سلطتها الاقتصادية لصالح الجماعة الحوثية، التي نجحت بانتزاع سلطة الحكومة القانونية باتفاق الهدنة السابق عبر شرعنة جوازات السفر الصادرة من سلطة الجماعة.

وفي هذا السياق، فإن نجاح الحكومة الشرعية في فرض قرارات البنك المركزي مستفيدة من التأييد الدولي وما تعنيه من فرض سلطتها الكاملة على القطاع المصرفي في اليمن، من شأنه أن ينسف أهم مكسب حققته المليشيا الحوثي بخارطة الطريق، ويفرض إعادة صياغتها وفق قواعد جديدة.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: القطاع المصرفی خارطة الطریق فی الیمن

إقرأ أيضاً:

اليمن: تحالف «الحوثي» و«القاعدة» يهدف إلى زعزعة الأمن وإضعاف البلاد

عدن (الاتحاد)

أخبار ذات صلة البنك الدولي: مصاعب اقتصادية كبيرة في اليمن بسبب ممارسات «الحوثي» إحباط هجوم «حوثي» في تعز

أعلنت الحكومة اليمنية أن التحالف القائم بين جماعة «الحوثي» والتنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها «القاعدة»، يهدف إلى تحقيق أهداف مشتركة، تتمثل في إضعاف الدولة اليمنية، وزعزعة الأمن والاستقرار في المناطق المحررة، وتوسيع نطاق الفوضى بما يهدد دول الجوار، ويشكل خطراً على التجارة الدولية وخطوط الملاحة البحرية، وتهديد الأمن الإقليمي والدولي.
وقال وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني، معمر الإرياني، في تصريح صحفي أمس، إن المعلومات التي كشف عنها تقرير فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة، والمقدم لمجلس الأمن في 11 أكتوبر 2024، عن العلاقة بين جماعة الحوثي وتنظيمي «القاعدة» و«داعش» الإرهابيين «يؤكد مصداقيةَ تحذيراتنا حول مستوى ومخاطر التنسيق والتآمر القائم بين الطرفين، على الأمن والسلم الإقليميين».
وأوضح الإرياني أن التحالف القائم بين جماعة «الحوثي» والتنظيمات الإرهابية يهدف إلى تحقيق أهداف مشتركة، تتمثل في إضعاف الدولة اليمنية، وزعزعة الأمن والاستقرار في المناطق المحررة، وتوسيع نطاق الفوضى، بما يهدد دول الجوار ويشكل خطراً على التجارة الدولية وخطوط الملاحة البحرية، ويهدد الأمن الإقليمي والدولي.
وذكر وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني أن تقرير فريق الخبراء أكد أن «التحالف الانتهازي بين الطرفين، يشمل بالتعاون في المجالين الأمني والاستخباري، وقيامهما بتوفير ملاذات آمنة لأفراد بعضهما البعض، وتعزيز معاقلهما وتنسيق الجهود لاستهداف القوات الحكومية»، وأن التقرير حذّر من عودة تنظيم «القاعدة» إلى الظهور بدعم من «الحوثيين» بعد تعيين التنظيم زعيماً جديداً.
وأوضح أن التقرير يتحدث عن تنسيق الطرفين عملياتِهما بشكل مباشر منذ بداية عام 2024، وقيام «الحوثيين» بنقل عتاد لتنظيم «القاعدة»، وأن التنظيم الإرهابي استخدم العتاد لتنفيذ هجمات ضد القوات اليمنية في أبين وشبوة.   
وأضاف الإرياني أن التقرير يكشف عن اتفاق الطرفين على وقف الأعمال العدائية وتبادل الأسرى، وعلى إمكانية تقديم التنظيم دعماً للحوثيين في الهجمات على خطوط الملاحة الدولية.
وطالب الإرياني المجتمعَ الدولي والأمم المتحدة، باتخاذ موقف حازم وفوري لمواجهة هذه التطورات لضمان السلام والأمان للشعب اليمني والمنطقة والعالم بأسره، ودعم الحكومة اليمنية في جهودها لاستعادة السيطرة على كامل الأراضي اليمنية ومكافحة الأنشطة الإرهابية.

مقالات مشابهة

  • وزير المالية: مشروع تطوير رأس الحكمة ساعد في دعم القطاع المصرفي وتخفيض الدين
  • بسبب الطعون ضده.. «الأولمبية» تحدد مصير محمد صادق من انتخابات اتحاد الطائرة
  • 4.35 تريليون درهم أصول القطاع المصرفي بنهاية يوليو
  • 4.35 تريليون درهم أصول القطاع المصرفي الإماراتي بنهاية تموز
  • الإمارات.. 4.35 تريليون درهم أصول القطاع المصرفي بنهاية يوليو
  • الطريق إلى البيت الأبيض.. «الأحزاب الثالثة» تحدد رئيس أمريكا الـ47
  • 53 يوما تحدد مصير عصام صاصا بعد تأييد حبسه في قضية تعاطي المخدرات
  • قوات عسكرية ضخمة تدخل اليمن لاستكمال معركة تحرير الحديدة
  • اليمن: تحالف «الحوثي» و«القاعدة» يهدف إلى زعزعة الأمن وإضعاف البلاد
  • والد الطفلة جنات يناشد مشايخ اليمن بإنصاف قضية اغتصاب طفلته من تلاعب القضاء الحوثي