بوابة الوفد:
2024-07-01@22:29:27 GMT

الدعم فى البهو الفرعونى

تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT

نائب صعيدى فى مجلس الشعب خلال فترة حكم «مبارك» كان يطلق عليه النائب الفصيح، لخص قضية فساد الدعم لأنه لا يصل إلى مستحقيه الحقيقيين خلال جلسة فى البهو الفرعونى أيام جلسات المجلس التى انعقدت خلال مجلس شعب «2000»!
الجلسة كانت تضم أساتذة ونواباً مخضرمين فى الاقتصاد والسياسة يتقدمهم الدكتور مصطفى السعيد، رئيس اللجنة الاقتصادية بمجلس الشعب فى ذلك الوقت وعدد من أعضاء لجنتى الخطة والموازنة واللجنة الاقتصادية، ودار الحديث حول عدم قدرة منظومة الدعم على تحديد المستحقين الحقيقيين وافتقارها إلى قاعدة بيانات يمكن الاعتماد عليها، وتطرق الحديث إلى طرح فكرة الدعم النقدى بدلاً من الدعم العينى، وهى حصول المدعومين على مبالغ شهرية يشترون بها احتياجاتهم من السلع الخاصة للدعم ومنها الخبز والبنزين والبوتاجاز والكهرباء.


واصطدم الحوار الاقتصادى الذى استهلك فيه المجتمعون «بالصدفة» كميات كبيرة من القهوة و الشاى والعناب والليمون، والسندوتشات التى كان يحضرها عمال البوفيه المكلفون بخدمة البهو الفرعونى.
أثناء الحوار الذى كان أحد أطرافه نائب صعيدى لقب بـ«الفلاح الفصيح»، لأنه رغم ارتدائه العمامة والجلباب ولأنه نائب عن الفلاحين أيام كانت مصر"عمال وفلاحين"  إلا أنه كان يتحدث بلغة عربية فصحى، كانت تجذب كل أعضاء المجلس تحت القبة والحكومة ورئيس مجلس الشعب للاستماع إليه، خلال الحوار الذى كان يحاول وضع تعريف لأزمة الدعم، وأسباب فشل المنظومة، كان الدكتور مصطفى السعيد - رحمه الله - يحاول طرح تعريف اقتصادى أو أدبى، أكاديمى من الذى يدرس فى الجامعات، ولكن «الفلاح الفصيح» عندما لمح المهندس أحمد عز، رجل الأعمال الكبير ورئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس الشعب وأحد رجال السياسة فى الحزب الوطنى عندما لمحه يمر من أمام «اجتماع البهو» صاح مقلداً «إسحاق نيوتن» عندما أدى سقوط ثمرة من شجرة أمامه اكتشافه الجاذبية الأرضية تقريباً، «الفلاح الفصيح» أو النائب الفصيح قال: وجدتها، وأشار إلى المهندس أحمد عز الذى كان يهرول فى طريقه إلى لجنة الخطة قائلا: منظومة الدعم الحالى يجعل المهندس أحمد عز يحصل على السلع المدعومة مثلما يحصل عليها «عم رفعت» دون أن يجرؤ أحد على الاعتراض، و«عم رفعت» معروف فى المجلس أنه عامل بسيط كان قريبا من جلسة البهو لأن عمله كان العناية بأحذية النواب، المثل الذى ضربه النائب الفصيح ليس فيه اتهام للمهندس أحمد عز ولا التقليل منه، ولا يقصده بصفة شخصية، ولكنه كان يريد أن يقول إن الأغنياء جداً فى البلد مثل رجال الأعمال يحصلون على الدعم مثل الفقراء أو الذين يعيشون تحت خط الفقر، وهذا عيب فى المنظومة، لأنه لم يستطع الوصول إلى المحتاجين الحقيقيين للدعم، ويتم الصرف لجميع الأغنياء والفقراء، وهذا إهدار للدعم، وإهدار للمال العام، وأعباء على الموازنة العامة للدولة.
اتفق الجميع على ضرورة مواجهة الحكومة والتفكير فى تحويل الدعم العينى إلى دعم نقدى فى محاولة لاستبعاد القادرين جدا من منظومة الدعم، والتركيز على الفقراء، مما يعنى تخفيض فاتورة الدعم، قبل أن يهم النواب للدخول إلى قاعة المجلس امتثالاً للجرس الذى نبه إلى قرب بدء الجلسة قال نائب عرف عنه بـ«النكتة»: «الدعم العينى والدعم النقدى محيّرنا ومحيّر الحكومة، ومررنا بهذه المشكلة عندما كنا نبحث عن الصرف فى البر أم فى البحر، فرد آخر: يا سيدى كله صرف. الدعم صرف أموال، والتصريف صرف ما نشتريه بالدعم لنصرفه بعد الهضم!
سألت الدكتور مصطفى السعيد: خلاص مشكلة الدعم اتحلت، قال: لا هى بدأت، ده ميراث قديم من أيام الحرب العالمية الأولى، واستمر كل هذه السنوات ومرشح للاستمرار، قلت له لماذا؟ ضحك رديت عليه يعنى ترضية للشعب وتحميلا على أكتاف الأجيال الجديدة.. لم يرد!!

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حكاية وطن محمود غلاب الدعم مجلس الشعب أحمد عز

إقرأ أيضاً:

ثورة ٣٠ يونيه.. والإخوان المسلمين

بمناسبة ثورة ٣٠ يونيه، والتخلص من براثن حكم الإخوان المسلمين، أود أن أسرد بعض مقاطع من مقال الكاتب والمفكر الكبير عملاق الأدب العربى، «عباس محمود العقاد»، عن الإخوان المسلمين بعنوان «الفتنة الإسرائيلية»، فى جريدة الأساس فى ٢ يناير ١٩٤٩، وتمت إعادة نشرها فى مجلة الأزهر الغراء فى يوليو ٢٠١٥.

وهى كالتالى:

الفتنة التى ابتليت بها مصر على يد العصابة التى كانت تسمى نفسها بالإخوان المسلمين، هى أقرب الفتن فى نظامها إلى دعوات الإسرائيليين والمجوس، وهذه المشابهة فى التنظيم هى التى توحى إلى الذهن أن يسأل: لمصلحة من تثار الفتن فى مصر وهى تحارب الصهيونيين؟!، السؤال والجواب كلاهما موضع نظر صحيح، يزداد تأملنا فى موضع النظر هذا، عندما نرجع إلى الرجل الذى أنشأ تلك الجماعة، أنه داعيتهم وزعيمهم حسن البنا، مؤكدًا أنه يهودى من أب يهودى وأم يهودية، وهو ليس مصريًا وإنما مغربى هاجر جده إلى مصر، وتلقفته الجماعات اليهودية بمصر، ووفرت له المأوى والعمل، حيث التحق والده بهيئة السكة الحديد فى مهنة إصلاح ساعات الهيئة، وهى المهنة التى كان يحتكرها اليهود فى مصر.

وقال إن زعيم الإخوان كان اسمه حسن أحمد عبدالرحمن، وقد أضاف له والده كلمة البنا، بأمر من الماسون اليهود المصريين، حتى يكون لتنظيم الماسون فرع عربى، حيث إن كلمة «بنا» بالعامية تقابلها كلمة «mason» بالإنجليزية. حسن البنا ولد فى البحيرة، وهى أكبر منطقة يهودية فى مصر، وفيها ضريح «أبو حصيرة»، الذى يحج إليه اليهود اليوم، وأغلب يهود البحيرة جاءوا من المغرب، ومعظمهم تأسلم ومنهم جد اليهودى حسن البنا، الذى كان صوفيًا كعادة أغلب يهود العالم العربى فى أفريقيا.

وعلق العقاد على الحى الذى ولد فيه حسن البنا قائلًا:

أنه لا يعرف مصريًا يعمل فى مهنة تصليح الساعات من غير اليهود، وكانت هذه المهنة من المهن اليهودية، فكيف أصبح الساعاتى الملقب با «البنا» بقدرة قادر أن يكون زعيمًا لجماعة الإخوان المسلمين. ولم يكن العقاد الوحيد الذى كشف سر «البنا»، فقد دخل على الخط الشيخ «محمد الغزالي»، الذى طرده الإخوان المسلمين لأنه يعرف حقيقة زعيمهم، فأصدر كتابًا تحت عنوان «قذائف الحق»، شرح فيه ماسونية «حسن البنا»، و«حسن الهضيبي»، الذى لم يكن من الإخوان المسلمين، ولكن الماسونية نصبته خلفًا لحسن البنا، بعد «مصطفى السباعي»، الماسونى الحمصى المعروف، وتلميذ حسن البنا الذى عمل تحت قيادة «جلوب باشا» الماسونى اليهودى البريطانى.

الماسونية رفعت شعار: «حرية.. عدالة.. مساواة»، وإخوان حسن البنا رفعوا نفس الشعار: «حرية.. عدالة»، وبقيت المساواة.

لقد أجاد اليهود العرب التجسس، وتقمص الشخصيات، والماسونية لا تعمل إلا بحماية مشايخ خونة، أو قادة من ذوى الكاريزما، لتبييض صورتهم بين عامة المسلمين، ويهود المغرب لهم باع طويل فى ذلك، هذه حقيقة حسن البنا الذى غسل عقول شبابنا، وجعلهم أدوات للهدم والتخريب والدمار فى المنطقة.

وتساءل العقاد: لمصلحة من تثير جماعة البنا هذه الفتن فى مصر، وهى تحارب الصهيونيين، وأجاب: نظرة إلى ملامح الرجل «حسن البنا»، تعيد النظر طويلًا فى هذا الموضوع، ونظرة إلى أعماله وأعمال جماعته، تغنى عن النظر إلى ملامحه، ويكفى من ذلك كله أن نسجل حقائق لاشك فيها، وهى أننا أمام رجل مجهول الأصل، مريب النشأة، يثير فتنة بين المسلمين فى بلد إسلامى، ويجيد اتباع نهج اليهود والمجوس لهدم الدولة الإسلامية من داخلها وخارجها. كان «البنا» يجمع تلاميذه كل يوم ثلاثاء، ليشرح لهم الإسلام من وجهة نظر يهودية. ومصر التى ابتليت بالإخوان، رفعت فيها دعاوى قضائية ضد «البنا»، تؤكد أن مؤسس الجماعة من أصول يهودية وتتهمه بتحريف القرآن.

يجب أن نذكر أن مشاركة الإخوان المسلمين فى الطلائع الفلسطينية، تفيد فى كسب الثقة، وفى الحصول على السلاح والتدريب على استخدامه، فأغلب الظن أننا أمام فتنة إسرائيلية فى نهجها وأسلوبها، إن لم تكن فتنة إسرائيلية أصيلة فى صميم نيتها.

أمة مصرية مشغولة بفتنة هنا وجريمة هناك، وحريق يشعل فى هذه المدرسة ومؤمرات فى الخفاء، وتقوم هذه العناصر المفسدة بالتحريض والتهييج وتزويدها بالذخيرة والسلاح، هل هذه هى محاربة الصهيونية والغيرة على الإسلام؟، إن يهود الأرض لو جمعوا جموعهم ورصدوا أموالهم وأحكموا تدبيرهم لينصروا قضيتهم، فى تدبير أنفع لهم من هذا التدبير لما استطاعوا، وإلا فكيف يكون التدبير الذى ينفع الصهيونية فى مصر فى هذا الموقف الحرج؟.

إن العقول إذا ران عليها الغباء كانت كتلك العقول التى وصفها القرآن لأصحاب الهاوية: سورة الأعراف (لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون)، هؤلاء الغافلون، يمكن أن يقال لهم إنها هى الفرصة السانحة للانقلاب أولئك هم الغافلون، فرصة لمن؟، فرصة للصهيونية نعم، أم فرصة لمصر، فمتى وقع فى التاريخ انقلاب ودفاع فى وقت واحد؟!! ما استطاع أناس أن يوطدوا انقلابًا ويهيئوا أسباب الدفاع فى أسبوع واحد، أو شهر واحد، أو سنة واحدة، أبت الرؤوس الأدمية أن تنفتح لضلالة، كمثل هذه الضلالة، لو كان الأمر أمر عبث ومجون، وإنما هى مطالع خبيثة تتطلع، وغرور صبيانى يهاجم، وشر كمين فى الخفاء يستثار.

وبذلك تم الانتهاء من سرد بعض مقاطع من مقال الكاتب والأديب عباس محمود العقاد.

وفى النهاية أقتبس من الخبير العسكرى والمفكر الكبير اللواء د. سمير فرج، مقولته «بأن التاريخ سيحسب للرئيس عبدالفتاح السيسى، أن من أهم إنجازاته أنه خلص مصر والمصريين من حكم الإخوان المسلمين».

محافظ المنوفية الأسبق

 

مقالات مشابهة

  • المسئولية.. والواجب الوطنى
  • الفساد للرُكب
  • مجلس الأدوية: مليشيا الدعم السريع تتسبب فى تدمير فرع المجلس بشمال دارفور
  • في ذكرى يوم عظيم
  • يرحم الله المعلم الكبير مصطفى شردى
  • التعديل الوزارى
  • المناظرة «راكبة جمل»!
  • انهيار مباني مجلس الأدوية بشمال دارفور
  • للتاريخ.. ليس كل ما يعرف يُقال
  • ثورة ٣٠ يونيه.. والإخوان المسلمين