بوابة الوفد:
2025-02-03@23:08:55 GMT

الدعم فى البهو الفرعونى

تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT

نائب صعيدى فى مجلس الشعب خلال فترة حكم «مبارك» كان يطلق عليه النائب الفصيح، لخص قضية فساد الدعم لأنه لا يصل إلى مستحقيه الحقيقيين خلال جلسة فى البهو الفرعونى أيام جلسات المجلس التى انعقدت خلال مجلس شعب «2000»!
الجلسة كانت تضم أساتذة ونواباً مخضرمين فى الاقتصاد والسياسة يتقدمهم الدكتور مصطفى السعيد، رئيس اللجنة الاقتصادية بمجلس الشعب فى ذلك الوقت وعدد من أعضاء لجنتى الخطة والموازنة واللجنة الاقتصادية، ودار الحديث حول عدم قدرة منظومة الدعم على تحديد المستحقين الحقيقيين وافتقارها إلى قاعدة بيانات يمكن الاعتماد عليها، وتطرق الحديث إلى طرح فكرة الدعم النقدى بدلاً من الدعم العينى، وهى حصول المدعومين على مبالغ شهرية يشترون بها احتياجاتهم من السلع الخاصة للدعم ومنها الخبز والبنزين والبوتاجاز والكهرباء.


واصطدم الحوار الاقتصادى الذى استهلك فيه المجتمعون «بالصدفة» كميات كبيرة من القهوة و الشاى والعناب والليمون، والسندوتشات التى كان يحضرها عمال البوفيه المكلفون بخدمة البهو الفرعونى.
أثناء الحوار الذى كان أحد أطرافه نائب صعيدى لقب بـ«الفلاح الفصيح»، لأنه رغم ارتدائه العمامة والجلباب ولأنه نائب عن الفلاحين أيام كانت مصر"عمال وفلاحين"  إلا أنه كان يتحدث بلغة عربية فصحى، كانت تجذب كل أعضاء المجلس تحت القبة والحكومة ورئيس مجلس الشعب للاستماع إليه، خلال الحوار الذى كان يحاول وضع تعريف لأزمة الدعم، وأسباب فشل المنظومة، كان الدكتور مصطفى السعيد - رحمه الله - يحاول طرح تعريف اقتصادى أو أدبى، أكاديمى من الذى يدرس فى الجامعات، ولكن «الفلاح الفصيح» عندما لمح المهندس أحمد عز، رجل الأعمال الكبير ورئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس الشعب وأحد رجال السياسة فى الحزب الوطنى عندما لمحه يمر من أمام «اجتماع البهو» صاح مقلداً «إسحاق نيوتن» عندما أدى سقوط ثمرة من شجرة أمامه اكتشافه الجاذبية الأرضية تقريباً، «الفلاح الفصيح» أو النائب الفصيح قال: وجدتها، وأشار إلى المهندس أحمد عز الذى كان يهرول فى طريقه إلى لجنة الخطة قائلا: منظومة الدعم الحالى يجعل المهندس أحمد عز يحصل على السلع المدعومة مثلما يحصل عليها «عم رفعت» دون أن يجرؤ أحد على الاعتراض، و«عم رفعت» معروف فى المجلس أنه عامل بسيط كان قريبا من جلسة البهو لأن عمله كان العناية بأحذية النواب، المثل الذى ضربه النائب الفصيح ليس فيه اتهام للمهندس أحمد عز ولا التقليل منه، ولا يقصده بصفة شخصية، ولكنه كان يريد أن يقول إن الأغنياء جداً فى البلد مثل رجال الأعمال يحصلون على الدعم مثل الفقراء أو الذين يعيشون تحت خط الفقر، وهذا عيب فى المنظومة، لأنه لم يستطع الوصول إلى المحتاجين الحقيقيين للدعم، ويتم الصرف لجميع الأغنياء والفقراء، وهذا إهدار للدعم، وإهدار للمال العام، وأعباء على الموازنة العامة للدولة.
اتفق الجميع على ضرورة مواجهة الحكومة والتفكير فى تحويل الدعم العينى إلى دعم نقدى فى محاولة لاستبعاد القادرين جدا من منظومة الدعم، والتركيز على الفقراء، مما يعنى تخفيض فاتورة الدعم، قبل أن يهم النواب للدخول إلى قاعة المجلس امتثالاً للجرس الذى نبه إلى قرب بدء الجلسة قال نائب عرف عنه بـ«النكتة»: «الدعم العينى والدعم النقدى محيّرنا ومحيّر الحكومة، ومررنا بهذه المشكلة عندما كنا نبحث عن الصرف فى البر أم فى البحر، فرد آخر: يا سيدى كله صرف. الدعم صرف أموال، والتصريف صرف ما نشتريه بالدعم لنصرفه بعد الهضم!
سألت الدكتور مصطفى السعيد: خلاص مشكلة الدعم اتحلت، قال: لا هى بدأت، ده ميراث قديم من أيام الحرب العالمية الأولى، واستمر كل هذه السنوات ومرشح للاستمرار، قلت له لماذا؟ ضحك رديت عليه يعنى ترضية للشعب وتحميلا على أكتاف الأجيال الجديدة.. لم يرد!!

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حكاية وطن محمود غلاب الدعم مجلس الشعب أحمد عز

إقرأ أيضاً:

تخاريف .. ترامب

خلال فترته الرئاسية الأولى وبالتحديد عام 2018 ، ألفت المساعدة السابقة فى البيت الأبيض الأمريكى " أوماروسا نيومان" كتابا بعنوان " المعتوه" عن تفاصيل تجربتها أثناء عملها لمدة عام مع الرئيس الأمريكى الحالى دونالد ترامب ، ووقتها حققت مبيعات الكتاب 3.3 أللف نسخة فى أول أسبوع من إصداره واحتل المركز الثانى فى قائمة أعلى الكتب مبيعا فى الولايات المتحدة.
حقا أن اختيار عنوان الكتاب كان موفقا للغاية ومعبرا ومن خلال تجربة عملية عاشتها السيدة " نيومان".
فقد خرج علينا هذا الرئيس، عقب فوزه للمرة الثانية بالرئاسة، بمقترحاته بشأن تهجير سكان غزة إلى الأردن ومصروهو ما يندرج تحت الأفكار الغريبة التى تلفت النظر إلى مزيج من الجهل والغطرسة اللتين يتمتع بهما رئيس أكبر وأقوى دولة فى عالم اليوم.
كما تحدث ترامب عن استعادة قناة بنما، وعن تغيير اسم خليج المكسيك إلى خليج أمريكا، وعن الحد من الهجرة.
وايضا تحدث  ووصف امريكا بأنها اعظم حضارة فى التاريخ   وكل هذه التصريحات  لا يمكن وصفها سوى أنها تخاريف ، وكان أكثرها عتها قوله " يتعين على الأردن ومصر استقبال المزيد من الفلسطينيين، ولا سيما أن غزة مدمرة بشكل تام وفى حالة فوضى عارمة» وكأن الذى دمر غزة هما الأردن ومصر!.
ونحن نقول لهذا الرجل الذى يهذى لا وألف لا يا سيد ترامب. مصر لم ولن تخذل أبدا فلسطين وقضيتها العادلة. موقف مصر المبدئى والثابت، الذى أعلنته وكررته مرارا بلسان الرئيس السيسى، على نحو قاطع لا لبس فيه هو رفض التهجير القسرى للفلسطينيين، حفاظا على القضية الفلسطينية، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، والأمر نفسه أعلنه الأردن مرارا بكل قوة ووضوح، مثلما أكدته كذلك كل القمم العربية.
فقد رأى السيد ترامب بعينيه موقف الشارع المصرى ومواقف كل الشوارع العربية ولن يقبل أهل غزة أنفسهم ترك ديارهم ووطنهم والخروج لأة مكان فى العالم وإلا كانوا خرجوا وفروا منذ عقود ، بل تحملوا وطأة الحصار والتجويع والتدمير الممنهج سنوات ولم يتخلوا عن ديارهم.
ويبدو أن السيد ترامب ليس لديه دراية بالتاريخ وليس ملما بثقافات الشعوب ولا يدرى ماذا تعنى الأرض والوطن بالنسبة للعرب.
خلاصة القول أن دولة كبيرة مثل الولايات المتحدة تمل بشكل مؤسسى ، لا يجب على الاطلاق أن تخرج مثل هذه التخاربف من رئيسها ، فهناك أجهزة ومؤسسات ومجالس استشارية ونيابية داخل الولايات المتحدة لابد أن تتدحل لأن ما يردده ترامب هو إساءة ليس لشخصه بل لامريكا القوة العظمى فى العالم .

[email protected]

مقالات مشابهة

  • القانونية النيابية:رئاسة المجلس حنثت باليمين الدستورية بتمريرها تعديل المادة 12 من الموازنة
  • العم مصطفى بيومى
  • نائب رئيس "الأعلى للقضاء" يستقبل وفد كلية الدفاع الوطني
  • الحِرَف التراثية مشروعٌ قومي
  • أخبار قنا: انطلاق موسم القصب بسكر دشنا.. ووفاة أب بعد ساعات من دفن ابنه
  • مجلس الأمن يدين هجمات قوات الدعم السريع في دارفور
  • تخاريف .. ترامب
  • مجلس الأمن يدين الهجمات المستمرة التي تشنها قوات الدعم السريع على الفاشر
  • مجلس الأمن يدين هجمات الدعم السريع في دارفور
  • خبير سياحي بالفيوم: ليست المرة الأولى والمحافظ قتل الأسد بمسدسه