بوابة الوفد:
2025-03-26@12:57:04 GMT

.. حتى يأتيك اليقين

تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT

أصبحنا نعيش في زمانٍ، صار كل شيء فيه قابلًا للكتابة.. زمنُ تكاثُر الأفكار ونُدرة فائدتها وجدْواها، حتى فقدت الكلمة معناها ومحتواها، خصوصًا عندما يصبح كل ما يحدث من حولنا مستفزًا وشاذًّا!
لعل ما نعيشه الآن، أقل ما يوصف به، أنه زمن المسخ.. فلا قيمة لكلمة صادقة نابعة من ضمير.. حتى باتت قيمة الكتابة تنتفي تدريجيًا، كمثل الذي يقوم بطلاء واجهة منزل آيل للسقوط في أي لحظة!
للأسف، سنوات من الكتابة، والمحصلة لا شيء.

. فما الذي تغير، أو تحقق من أقوالنا وأفكارنا وخواطرنا.. أوضاع تزداد سوءًا، وتوترًا وقلقًا أصبحا جزءًا أساسيًا من حركة حياتنا، فهل استطاعت الكتابة على مدار سنوات طويلة أن تُوقف التدهور الحاصل في أوضاعنا البائسة، أو تُخفِّف مسبِّبات أزماتنا؟
لعل ما يجري حولنا ليس سوى مجرد تفاصيل صغيرة، ولذلك لا ينبغي أن نقع أسرى لتكييف الممكن والمثالي، أو بين الحق والتحيز.. فمتى كان إجماع الغالبية على رأيٍ ما، يعني أنه صواب، وما المعايير التي يُقاس على أساسها أن الغالبية بالفعل مع ذلك الرأي؟
أن يكتب الإنسان ما يعتقده، فهذا معناه أنه يفكر ويستكشف، وليس من حق أي كاتب أن يتخلى عن قلمه، تحت أي ظرف، للتعبير عن قناعاته وأفكاره، لأن قيمة أي عمل هي الإخلاص فيه، ومدى جديته ونقائه .
يقينًا.. الحق واحد وثابت، وفي الكتابة يبدو ثقل الكلمة كأمانة، والأمانة مسؤولية، والمسؤولية يجب أن تكون خالصة من أي شبهات، ولذلك ربما اعتقدنا - مخطئين ـ أن الأفكار أصبحت شحيحة وفقيرة، بالنظر إلى المحظورات وألوان الطيف، إن حاولنا أن نُغَرِّد خارج السرب، أو بمعنى أدق منفردين عن القطيع!
إن أصحاب الأفكار والرؤى والأقلام الحرة، غالبًا ما تكون لديهم «صلابة» تجعلهم يتمترسون حول مواقف بعينها، و«مرونة» في مقاربة الواقع، أكثر مما تحتاج فيه إلى ملامسة المثال، والبُعد عن انتهاج أساليب رجعية أو انتهازية.
إذن، على أي كاتب أو صاحب رأيٍ حقيقي، أن يبتعد كليًّا عن كل تأجيج المشاعر، واللعب على احتياج البسطاء، وأن تكون قضيته الأساسية، الدفاع عن صون الحرية، بما يضمن توسيع خيارات الناس واستثمار آرائهم.
أخيرًا.. بما أنه لا أحد يمتلك الحقيقة المطلقة، فإن الكتابة تصبح فرض عَيْن، لإعطاء نوع من الأمل، والابتعاد عن واقعٍ مرير، بما يحويه من تغييب للوعي، وغسيل للأدمغة، ودغدغة للمشاعر، من فئة قليلة يمثلها أدعياء الدين والفكر والثقافة وفلاسفة التنظير وأقزام الإعلام، الذين شوَّهوا معالم حياتنا.
فصل الخطاب:
سُئل المفكر والفيلسوف «برتراند راسل»: «هل أنت مستعد أن تموت من أجل أفكارك؟ قال: لا، قيل له لماذا؟ أجاب: لأني لست واثقًا منها.. إن العقلاء دائمًا يشككون في أفكارهم ومعتقداتهم، بينما الحمقى يتشبثون على الدوام بآرائهم وأفكارهم».


[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محمود زاهر

إقرأ أيضاً:

كاتب صحفى: البورصة السلعية منصة هامة تحافظ على الاستقرار السعرى

قال الكاتب الصحفي أحمد يعقوب إن البورصة السلعية منصة هامة لتداول السلع، وتحافظ على الاستقرار السعري للسلع الخاصة بالمنتجات الغذائية والزراعية التي يتم تداولها.

رئيس غرفة القاهرة: نتلقي تقارير يومية عن توافر السلع الأساسية ومخبوزات العيدالتموين تستعد لعيد الفطر.. غرفة عمليات لمتابعة توافر السلع وانتظام العمل

وأضاف يعقوب، خلال مداخلة على قناة "إكسترا نيوز"، أن مستهدفات البورصة السلعية أنها تقلل تكاليف التداول، وتمنع الممارسات الاحتكارية، مرددًا: "دائمًا الرئيس السيسي يوجه بضرورة التنسيق والتكامل بين مختلف الجهات الحكومية لتوفير السلع التموينية أو الغذائية أو الاحتفاظ بمخزون استراتيجي يكفي لمدة 6 أشهر".

وتابع: "رأينا جهودًا كبيرة للدولة المصرية خلال السنوات الأخيرة في ذلك السياق، من خلال معارض أهلًا رمضان، والتي توفر كل السلع الأساسية بتخفيضات تصل إلى 30%، بالإضافة إلى المنصة الخاصة بالأسعار وهي البورصة السلعية التي توفر استقرار الأسعار".

وأوضح أن هناك جدوى اقتصادية مباشرة من تفعيل البورصة السلعية، لافتًا إلى أنها تدعم المزارعين الصغار وتوفر لهم فرصا عادلة، وتسهل الوصول للمنتجات إلى الأسواق، وتقلل الحلقات الخاصة بسلاسل الإمداد الخاصة بهذه السلع، علاوة على دعمها للإنتاج المحلي.

وأكد الكاتب الصحفي أحمد يعقوب أن الدولة المصرية دائمًا كان توجهها الرئيسي في ذلك السياق هو تحقيق الأمن الغذائي واستدامة توفير السلع الأساسية بجودة مرتفعة وأسعار مناسبة.

مقالات مشابهة

  • كاتب صحفى: البورصة السلعية منصة هامة تحافظ على الاستقرار السعرى
  • الذهب يرتفع وسط حالة عدم اليقين بسبب رسوم ترامب
  • كاتب إسرائيلي: بن غفير الإرهابي والمجرم والعنصري يتهم بار بـالخيانة
  • أسعار الذهب ترتفع مع استمرار حالة عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية الأمريكية
  • ستاندرد آند بورز: عدم اليقين السياسي يهدد الليرة التركية
  • كاتب إسرائيلي يتحدث عن تهديد خفي وجهه ويتكوف إلى مصر
  • كاتب إسرائيلي: ترامب على وشك أن يطلق حربا عالمية ثالثة
  • كاساس عن مباراة العراق وفلسطين غداً: لن تكون سهلة
  • نافذ الرفاعي لـ "البوابة نيوز": حكايات الحب والحرب والنجاة والموت في غزة تستحق الكتابة عنها
  • خالد أبو بكر: القرارات في الأهلي أحيانا تكون فردية.. والخطيب قيمة كبيرة جدا