بوابة الوفد:
2025-04-17@20:31:44 GMT

.. حتى يأتيك اليقين

تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT

أصبحنا نعيش في زمانٍ، صار كل شيء فيه قابلًا للكتابة.. زمنُ تكاثُر الأفكار ونُدرة فائدتها وجدْواها، حتى فقدت الكلمة معناها ومحتواها، خصوصًا عندما يصبح كل ما يحدث من حولنا مستفزًا وشاذًّا!
لعل ما نعيشه الآن، أقل ما يوصف به، أنه زمن المسخ.. فلا قيمة لكلمة صادقة نابعة من ضمير.. حتى باتت قيمة الكتابة تنتفي تدريجيًا، كمثل الذي يقوم بطلاء واجهة منزل آيل للسقوط في أي لحظة!
للأسف، سنوات من الكتابة، والمحصلة لا شيء.

. فما الذي تغير، أو تحقق من أقوالنا وأفكارنا وخواطرنا.. أوضاع تزداد سوءًا، وتوترًا وقلقًا أصبحا جزءًا أساسيًا من حركة حياتنا، فهل استطاعت الكتابة على مدار سنوات طويلة أن تُوقف التدهور الحاصل في أوضاعنا البائسة، أو تُخفِّف مسبِّبات أزماتنا؟
لعل ما يجري حولنا ليس سوى مجرد تفاصيل صغيرة، ولذلك لا ينبغي أن نقع أسرى لتكييف الممكن والمثالي، أو بين الحق والتحيز.. فمتى كان إجماع الغالبية على رأيٍ ما، يعني أنه صواب، وما المعايير التي يُقاس على أساسها أن الغالبية بالفعل مع ذلك الرأي؟
أن يكتب الإنسان ما يعتقده، فهذا معناه أنه يفكر ويستكشف، وليس من حق أي كاتب أن يتخلى عن قلمه، تحت أي ظرف، للتعبير عن قناعاته وأفكاره، لأن قيمة أي عمل هي الإخلاص فيه، ومدى جديته ونقائه .
يقينًا.. الحق واحد وثابت، وفي الكتابة يبدو ثقل الكلمة كأمانة، والأمانة مسؤولية، والمسؤولية يجب أن تكون خالصة من أي شبهات، ولذلك ربما اعتقدنا - مخطئين ـ أن الأفكار أصبحت شحيحة وفقيرة، بالنظر إلى المحظورات وألوان الطيف، إن حاولنا أن نُغَرِّد خارج السرب، أو بمعنى أدق منفردين عن القطيع!
إن أصحاب الأفكار والرؤى والأقلام الحرة، غالبًا ما تكون لديهم «صلابة» تجعلهم يتمترسون حول مواقف بعينها، و«مرونة» في مقاربة الواقع، أكثر مما تحتاج فيه إلى ملامسة المثال، والبُعد عن انتهاج أساليب رجعية أو انتهازية.
إذن، على أي كاتب أو صاحب رأيٍ حقيقي، أن يبتعد كليًّا عن كل تأجيج المشاعر، واللعب على احتياج البسطاء، وأن تكون قضيته الأساسية، الدفاع عن صون الحرية، بما يضمن توسيع خيارات الناس واستثمار آرائهم.
أخيرًا.. بما أنه لا أحد يمتلك الحقيقة المطلقة، فإن الكتابة تصبح فرض عَيْن، لإعطاء نوع من الأمل، والابتعاد عن واقعٍ مرير، بما يحويه من تغييب للوعي، وغسيل للأدمغة، ودغدغة للمشاعر، من فئة قليلة يمثلها أدعياء الدين والفكر والثقافة وفلاسفة التنظير وأقزام الإعلام، الذين شوَّهوا معالم حياتنا.
فصل الخطاب:
سُئل المفكر والفيلسوف «برتراند راسل»: «هل أنت مستعد أن تموت من أجل أفكارك؟ قال: لا، قيل له لماذا؟ أجاب: لأني لست واثقًا منها.. إن العقلاء دائمًا يشككون في أفكارهم ومعتقداتهم، بينما الحمقى يتشبثون على الدوام بآرائهم وأفكارهم».


[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محمود زاهر

إقرأ أيضاً:

استطلاع رأي: الكنديون يقلصون إنفاقهم وسط عدم اليقين الاقتصادي بشأن الرسوم الجمركية الأمريكية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

كشف استطلاع للرأي أجرته شركة إيبسوس عن اتجاه الكنديين لتقليص إنفاقهم الشخصي في ظل حالة من عدم اليقين الاقتصادي الناجم عن الرسوم الجمركية الأمريكية. وأوضح الاستطلاع أن العديد من الكنديين يتخذون خطوات احترازية لتخفيف نفقاتهم الشخصية في مواجهة التحديات الاقتصادية المتزايدة، بما في ذلك زيادة الرسوم المفروضة على السلع المتبادلة بين الولايات المتحدة وكندا.

ورغم ذلك، أظهر الاستطلاع تحسنًا في توقعات الكنديين حول شؤونهم المالية الشخصية، حيث ارتفع مؤشر "إم إن بي" لديون المستهلكين تسع نقاط، ليصل إلى مستويات تعكس تراجع المخاوف بشأن القدرة على إدارة الديون، إلا أن الزيادة في الرسوم الجمركية والمخاوف من تأثيرات السياسة التجارية الأمريكية على الاقتصاد الكندي دفعت الكثيرين لتبني سياسات تقشفية.

وأشار التقرير إلى أن الكنديين أصبحوا أكثر توترًا بشأن الاستقرار المالي في المستقبل، وهو ما يعكس الحاجة إلى إدارة النفقات بحذر في ظل استمرار التوترات التجارية بين البلدين.

مقالات مشابهة

  • كتاب دون كاتب.. كيف أوجد الذكاء الاصطناعي مؤلفا وهميا؟
  • بنك اليابان يحذر: حالة عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية قد تضر بالاقتصاد
  • توصيات مؤتمر كلية الدراسات الإسلامية تعزز مناعة الشباب ضد الأفكار الهدامة
  • «آي صاغة»: تعافي الدولار وجني الأرباح وانحسار عدم اليقين تحد من ارتفاع الذهب
  • كاتب إسرائيلي: تحالف نتنياهو مع الجمهوريين يهدد وجودنا
  • كاتب أميركي: هكذا يمكن لقوة عظمى مارقة أن تعيد تشكيل النظام العالمي
  • كاتب: معرض «ديارنا» يربط الماضي بالحاضر وله دور في دعم الصناعات التراثية
  • آي صاغة: عدم اليقين ورهانات خفض الفائدة يعززان استقرار الذهب فوق 3000 دولار
  • الذهب يرتفع مع تأثر الأسواق بعدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية الأمريكية
  • استطلاع رأي: الكنديون يقلصون إنفاقهم وسط عدم اليقين الاقتصادي بشأن الرسوم الجمركية الأمريكية