كرنفال المؤتمرات والندوات على الأبواب
تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT
لم تبقَ إلا أيام معدودة على قدوم موسم الخريف الذي يحل ضيفا كريما في صيف حارق ولاهب في العديد من مناطق العالم، وقد أوجد الموسم الاستثنائي المحمل بالرذاذ أنشطة مصاحبة لقدومه كالمهرجانات واللقاءات والندوات وجلسات العمل وقائمة طويلة من الفعاليات الضبابية، والضبابية هنا ليس لغموضها وإنما لارتباطها بالضباب في جبال ظفار، فحين ينقشع الضباب ويتلاشى مع بداية شهر سبتمبر تتلاشى معه الفعاليات والأنشطة والمؤتمرات وغيرها من البرامج التي يُصرف عليها آلاف الريالات ولا يبقى لها أثر ولا ذكر.
إن المتابع للفعاليات المقامة تحت مظلة مهرجان ظفار السياحي أو المصاحبة للمهرجان وقبله مهرجان الخريف أو وريثه مهرجان صلالة، يجد قائمة طويلة من الفعاليات التي لا تتضمن أي محتوى ولا يجمع بينها جامع ولا رابط إلا التشابه في الافتتاح والختام للحدث والتقاط الصور، ويكون التركيز على راعي الحفل لا الحفل ولا المضمون، وهذا أمر آخر يُترك لأصحاب الشأن، أما الذي يثير التحسر والأسى فهي الأفكار التي تُلقى والتوصيات التي تُكتب والاقتراحات التي تتلا على المسامع، ولكن كل تلك الفعاليات لا تخضع للتقييم ولا توجد جهة تتابع تنفيذ المقترحات والتوصيات، وكأن الغاية من الفعالية إقامتها وليس تحقيق الأهداف على أرض الواقع. فهل يعني ذلك أن العشوائية لا تزال مهيمنة على فعاليات الخريف أو أن الظاهرة لا يلاحظها إلا من يعنيه التطوير والتغيير لمواكبة الرؤية الوطنية والاستراتيجيات التنموية؟
وحتى لا يقال بأننا نشير إلى المعضلة ولا نجد لها حلولا للحيلولة دون استمرارها واستمرائها فإننا نقترح تشكيل لجنة منبثقة عن المجلس البلدي ومكتب محافظ ظفار تهتم بمتابعة توصيات الندوات المقامة في الخريف والعمل على تنفيذها بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة في المحافظة، فالمتابعة تعمل على تحقيق الأفكار على أرض الواقع أو البحث عن الحلول للتغلب على العوائق والمثبطات، وإذا كانت الأفكار المطروحة في اللقاءات السابقة لا يؤخذ بها ولا يُحتفظ بها في موقع إلكتروني أو في أرشيف مؤسسة من المؤسسات، فقد حان الوقت لإنشاء بنك للأفكار والمقترحات المنبثقة من الندوات والفعاليات التي ستقام في المستقبل. أضف إلى ذلك لم نرَ إلى الآن أي تقييم فعلي لفعاليات المهرجان الممتدة لما يقارب ربع قرن منذ بداية الألفية وإلى الآن.
ونقترح أن تُضاف إلى مهام اللجنة تقييم الأنشطة قبل تنفيذها والموافقة على إقامة الفعالية ذات الجدوى والاعتذار للجهات التي تركز على المظهر لا الجوهر، والهدف الأسمى من ذلك التقليل من رعاية المناسبات التي تقام لأجل راعي المناسبة لا المناسبة ذاتها، فكثرة الافتتاحات تؤثر على أداء بعض المؤسسات خاصة إذا أقيمت في أوقات العمل الرسمي، فوجود مديري بعض المؤسسات في تلك المناسبات يسهم في تأخر أداء المؤسسة وتراخي موظفيها في العمل بسبب وجود القائد خارج مؤسسته وميدان عمله.
إذا كان لنا من حُلم فإننا نأمل باستحداث منتدى سنوي في ظفار يحمل اسم «منتدى ظفار الاقتصادي» يخضع لشروط وأنظمة المنتديات الدولية التي تستضيف العلماء والمفكرين والسياسيين وأهم الكوادر البحثية في العالم، والاستماع لآخر ما توصل إليه العالم من نتائج وحقائق في كافة المجالات التي تشغل العالم في الوقت الراهن وأهمها المناخ، والاقتصاد، والأمن والثقافة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: التی ت
إقرأ أيضاً:
جامعة ظفار تستعرض إنجازاتها في "يوم البحث العلمي السنوي"
صلالة - الرؤية
نظمت جامعة ظفار ممثلة بدائرة البحوث بالجامعة "يوم البحث العلمي السنوي الحادي عشر"، برعاية يوسف بن علوي آل إبراهيم نائب رئيس مجلس الأمناء بجامعة ظفار، وبحضور الأستاذ الدكتور عامر بن علي الرواس رئيس جامعة ظفار، ونخبة من الأكاديميين والباحثين والطلبة والمهتمين من القطاعين العام والخاص.
وتضمن اليوم تقديم فيلم تعريفي يستعرض إنجازات الجامعة في مختلف المجالات البحثية، مسلطًا الضوء على تأثيرها الأكاديمي والعلمي.
وخلال كلمته الافتتاحية، أكد الدكتور سيد إحسان جميل نائب رئيس الجامعة التزام الجامعة برسالتها البحثية التي تركز على خدمة المجتمع من خلال دراسات علمية متقدمة تتماشى مع "رؤية عُمان 2040"، موضحا أن هيئة التدريس والطلاب يعملون معًا لضمان أن تكون الأبحاث ذات قيمة ملموسة للمجتمع.
وقال يوسف بن علوي آل إبراهيم نائب رئيس مجلس أمناء الجامعة: "هذا الحدث يمثل منصةً استراتيجيةً لتكريم جهود الباحثين والأكاديميين، لعرض إنجازاتهم العلمية التي تسهم في مواجهة التحديات المعاصرة وتحقيق التنمية المستدامة، كما يُبرز التزام جامعة ظفار برسالتها الرامية إلى دعم البحث العلمي كرافدٍ أساسيٍ لبناء اقتصاد المعرفة".
وذكر البروفسور عامر بن علي الرواس رئيس جامعة ظفار: "البحث العلمي هو الركيزة الأساسية لتقدم الأمم وازدهارها، وهو الوسيلة الأكثر فاعلية لمواجهة التحديات المحلية والعالمية، وتحقيق التنمية المستدامة، ويوم البحث العلمي السنوي ليس مجرد احتفالية، بل هو تأكيد على التزامنا بدعم البحث العلمي وتشجيع الإبداع والابتكار في مختلف المجالات".
وتتمتع كليات الجامعة بسجل بحثي حافل في مجالات متعددة، حيث تسهم كلية الهندسة بأبحاث متطورة في تقنيات النانو والهندسة البيئية وحلول الطاقة المستدامة، في حين تركز كلية الآداب والعلوم التطبيقية على تشجيع البحث متعدد التخصصات بالتعاون مع جامعات عالمية، أما كلية التجارة والعلوم الإدارية، فتسعى إلى تأهيل قادة المستقبل ورواد الأعمال عبر برامج بحثية تهدف إلى حل تحديات قطاع الصناعة، فيما تفخر كلية الحقوق بوجود هيئة بحثية متميزة تضم طلابا من مختلف أنحاء السلطنة والدول العربية.
ومن بين الأبحاث المقدمة خلال فعاليات اليوم، دراسة حول تأثير نقص فيتامين D3 في دول مجلس التعاون الخليجي خاصة في عُمان، حيث طوّر الباحثون مستشعرات مبتكرة للكشف عن الحد الأدنى من هذا الفيتامين باستخدام تقنيات متقدمة، كما شمل الحدث استعراضًا لمشاريع بحثية أخرى، مثل دراسة تأثير نبات "البراثنيوم" على الغابات في محافظة ظفار، وهو مشروع مدعوم من بلدية ظفار.
وفي سياق البحث عن حلول مستدامة، يعمل فريق بحثي من الجامعة بالتعاون مع جامعة جنوة الإيطالية على مشروع يهدف إلى تعزيز السياحة المستدامة في صلالة، التي تُعد وجهة سياحية رئيسية في دول مجلس التعاون الخليجي.
وسلط البروفسور لؤي رشان مدير مركز أبحاث جامعة ظفار، الضوء على الإنجازات البحثية للمركز، وآخر الأبحاث والنتائج والانجازات التي حققت نتائج عالمية، وما يقوم به المركز من أبحاث ودراسات منها ما تم الكشف عنها وأخرى خلال الفترة القادمة، كما تم استعراض الإنجازات البحثية لجامعة ظفار، والتي مكّنتها من التواجد في قائمة أفضل العلماء عالميًا وفقًا للبيانات الببليومترية لقاعدة بيانات "سكوبس"، مما يعكس التزامها المستمر بالريادة البحثية والعلمية.
وتضمن يوم البحث العلمي السنوي الحادي عشر معرضا قام بافتتاحه راعي الفعالية، وتضمن أهم البحوث العلمية التي قامت الجامعة بإنجازها من خلال الكادر البحثي من الأكاديميين وطلاب الجامعة والمشاركين. وفي ختام الفعالية قام راعي الحفل بتكريم الأبحاث والمشاريع المقدمة خلال اليوم البحثي، حيث تم منح جوائز تقديرية للطلاب والباحثين المتميزين.