شمال إسرائيل.. مدن شبه خالية وشوارع لا يسلكها إلا المضطر
تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT
نشرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية تقريرا لكبير مراسليها لشؤون الشرق الأوسط، سيث فرانتزمان، تحدث فيه عن أوضاع مدن شمال إسرائيل التي ترزح تحت وطأة حرب استنزاف يشنها حزب الله اللبناني.
ولطالما استهدف حزب الله المنطقة الواقعة وسط الجبال بين بلدة ميرون ومدينة صفد في الجليل الأعلى شمال إسرائيل، وقد بدت خالية هادئة الآن حتى إنه يمكن سماع زقزقة العصافير بوضوح، وفق تقرير الصحيفة.
وحكى المراسل تجربته في تلك المنطقة، وقال إن شمال إسرائيل -بالقرب من مستوطنة كريات شمونة على الحدود مع لبنان- بدا مهجورا إلا من قلة من السيارات كان معظم سائقيها مضطرين للذهاب لقضاء أعمال ضرورية، أو من جنود وأفراد شرطة مروا على الطريق.
فراغوكان هناك عدد قليل من سيارات "الجيب" وسيارات الإسعاف التابعة للجيش، في حين فتح عدد محدود من المحلات التجارية التي تبيع مواد غذائية أبوابها، وبخلاف ذلك لم يشاهد المراسل أحدا يمر من هناك.
وفي أحد الشوارع، شاهد فرانتزمان سيارتين محترقتين بسبب قذيفة أطلقها حزب الله، وكانت الملاعب فارغة.
وبالقرب من تلك المنطقة، بدت الطرقات القريبة من نهر الأردن -التي عادة ما تكون مكتظة بالسياح في هذا الوقت من السنة- خالية.
وبالقرب من مستوطنة كفر بلوم، وهي منطقة غالبًا ما يستهدفها حزب الله في وادي الحولة، كان هناك عدد قليل من العمال الزراعيين في الحقول مع الجرارات الزراعية.
وقال مراسل جيروزاليم بوست إنه سلك الطريق السريع رقم 89، الذي يتجه من البحر الأبيض المتوسط فوق جبال الجليل الأعلى، للوصول إلى وادي الحولة.
وأضاف أن هذا الطريق -الذي يمر عبر مستوطنتي حرفيش وساسا وقرى أخرى- مأهولة بالسكان الدروز والعرب التي لم يتم إخلاؤها على عكس التجمعات اليهودية على الحدود اللبنانية.
ولكن في وادي الحولة شاهد فرانتزمان أعمدة الدخان تتصاعد من المرتفعات الواقعة جنوبا حيث تقع مستوطنة مرغليوت وغيرها من التجمعات السكانية على طول الحدود اللبنانية. وقد استُهدفت إحدى هذه المناطق صباح يوم الأحد، مما أدى إلى اندلاع حريق.
وبدا الوادي بأكمله عرضة لنيران حزب الله، وكان بالإمكان سماع أزيز طائرة حربية من بعيد.
وتلوح في الأفق مرتفعات الجولان، التي وصفها المراسل بأنها عطشى وجافة، في حين كان جبل دوف وجبل الشيخ باديين للعيان، وكذلك بلدة "المطلة" والحدود مع لبنان.
استنزافوقال كاتب التقرير إنه سمع دوي انفجارات من بعيد فوق مستوطنة كريات شمونة، وترددت أصداؤها في الوادي، وتبعتها انفجارات أخرى بعد ساعة فيما بدا أنها محاولات لاعتراضها من قبل نظام القبة الحديدية الإسرائيلية.
هكذا تدور الحرب في الشمال يوميا، حسب فرانتزمان، حيث يهاجم حزب الله وترد عليه إسرائيل.
أما "المدنيون" -يتابع الكاتب- فإن الغموض يكتنف مستقبلهم هناك، فكل يوم يجلب معه مزيدا الهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ والقذائف، وهي الحال التي ظلوا يرزحون تحتها منذ شهور.
وحسب الكاتب، يعمل المدنيون في الغالب في فرق الطوارئ الاحتياطية في المجتمعات المحلية، أو في الجيش أو الشرطة، أو سائقي سيارات إسعاف، إلى جانب عملهم في الحقول.
وأوضح فرانتزمان -في تقريره- أن شمال إسرائيل يواجه حرب استنزاف لا نهاية لها، يواجه حربا لا ينتصر فيها أحد، على حد تعبيره.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات شمال إسرائیل حزب الله
إقرأ أيضاً:
عميلان سابقان يكشفان تفاصيل جديدة عن تفجيرات البيجر التي هزت حزب الله
ديسمبر 23, 2024آخر تحديث: ديسمبر 23, 2024
المستقلة/-“تحت عنوان كيف خدع الموساد الإسرائيلي حزب الله لشراء أجهزة استدعاء متفجرة”، نشرت شبكة “سي بي إس نيوز” الأمريكية، مساء الأحد، تقريرا سلطت فيه الضوء على عملية استخبارية معقدة نفذها الموساد الإسرائيلي.
التقرير، الذي استند إلى شهادات عميلين سابقين، كشف عن تفاصيل جديدة حول استخدام أجهزة البيجر كأداة لاستهداف حزب الله، وهي عملية هزت لبنان وسوريا بعد أن استهدفت عناصر الحزب خلال سبتمبر/أيلول الماضي.
وفي التفاصيل التي كشف عنها العميلان خلال ظهور مقنع وبصوت معدل ضمن برنامج “60 دقيقة” على الشبكة الأمريكية، أوضح أحدهما أن العملية بدأت قبل عشر سنوات باستخدام أجهزة “ووكي توكي” تحتوي على متفجرات مخفية، والتي لم يدرك “حزب الله” أنه كان يشتريها من إسرائيل، عدوته.
وعلى الرغم من مرور السنوات، ظلت هذه الأجهزة خامدة حتى تم تفجيرها بشكل متزامن في سبتمبر/أيلول الماضي، بعد يوم واحد من تفجير أجهزة الإرسال المفخخة “البيجر”.
أما المرحلة الثانية من الخطة، وفقًا لما كشفه العميل الثاني، فقد بدأت في عام 2022، عندما حصل جهاز الموساد الإسرائيلي على معلومات تفيد بأن حزب الله يعتزم شراء أجهزة البيجر من شركة مقرها تايوان.
وأوضح العميل أنه “لتنفيذ الخطة بدقة، كان من الضروري تعديل أجهزة البيجر لتصبح أكبر من حيث الحجم ولتتمكن من استيعاب كمية المتفجرات المخفية بداخلها”.
وأضاف أن “الموساد أجرى اختبارات دقيقة على دمى لمحاكاة تأثير الانفجار، لضمان تحديد كمية المتفجرات التي تستهدف المقاتل فقط، دون إلحاق أي أذى بالأشخاص القريبين”.
هذا وأشار التقرير أيضًا إلى أن “الموساد أجرى اختبارات متعددة على نغمات الرنين، بهدف اختيار نغمة تبدو عاجلة بما يكفي لدفع الشخص المستهدف إلى إخراج جهاز البيجر من جيبه على الفور”.
وذكر العميل الثاني، الذي أُطلق عليه اسم غابرييل، أن إقناع حزب الله بالانتقال إلى أجهزة البيجر الأكبر حجمًا استغرق حوالي أسبوعين.
وأضاف أن العملية تضمنت استخدام إعلانات مزيفة نُشرت على يوتيوب، تروّج لهذه الأجهزة باعتبارها مقاومة للغبار والماء، وتتميز بعمر بطارية طويل.
وتحدث غابرييل عن استخدام شركات وهمية، من بينها شركة مقرها المجر، كجزء من الخطة لخداع شركة غولد أبولو التايوانية ودفعها للتعاون مع الموساد دون علمها بحقيقة الأمر.
وأشار العميل إلى أن حزب الله لم يكن على علم بأن الشركة الوهمية التي تعامل معها كانت تعمل بالتنسيق مع إسرائيل”.
وأسفرت تفجيرات أجهزة البيجر وأجهزة اللاسلكي التي نفذتها إسرائيل في سبتمبر الماضي عن مقتل وإصابة الآلاف من عناصر حزب الله والمدنيين والعاملين في مؤسسات مختلفة في لبنان وسوريا.
وكان موقع “أكسيوس” قد ذكر بعد أيام من تنفيذ الضربة، أن الموساد قام بتفجير أجهزة الاستدعاء التي يحملها أعضاء حزب الله في لبنان وسوريا خوفًا من اكتشاف الحزب الأمر، بعد أن كشف الذكاء الاصطناعي أن اثنين من ضباط الحزب لديهم شكوك حول الأجهزة.
وفي خطاب ألقاه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، تعليقًا على الضربات التي وقعت قبل أيام من اغتياله، وصف نصر الله الهجوم بأنه “عدوان كبير وغير مسبوق”. وأضاف: “العدو قد تجاوز في هذه العملية كل الضوابط والخطوط الحمراء والقوانين، ولم يكترث لأي شيء من الناحيتين الأخلاقية والقانونية”.
وأوضح أن “التفجيرات وقعت في أماكن مدنية مثل المستشفيات، الصيدليات، الأسواق، المنازل، السيارات، والطرقات العامة، حيث يتواجد العديد من المدنيين، النساء، والأطفال”.