مسقط- الرؤية

قفز ترتيب سلطنة عُمان في مؤشر الأداء البيئي ليصل إلى المركز 50 بدلًا من المركز 149 الذي كانت تحتله عام 2022 من أصل 180 دولة حول العالم، وبلغت درجتها في المؤشر 51.9 من 100، بحسب الإعلان الصادر اليوم عن مركز السياسات والقوانين البيئية بجامعة ييل الأمريكية.

ومن شأن هذا الأمر أن ينعكس إيجابا على مختلف التصنيفات في القطاعات التنموية خاصة القطاعات الاقتصادية؛ إذ تُعد هذه القفزة النوعية التي حققتها سلطنة عُمان لترتفع 99 مرتبة مقارنة بنتائج تقرير مؤشر الأداء البيئي لعام 2022، وضعها محل إشادة عالمية في الأوساط البيئية والاقتصادية ومحل احترام المجتمع الدولي الذي يبذل قصارى الجهود لتحقيق الاستدامة البيئية والحد من آثار التلوث.

وأن سلطنة عُمان بهذه النتيجة حصلت على المرتبة الثاني خليجيًا والمرتبة الثانية على مستوى الشرق الأوسط.

ويأتي هذا التحسن النوعي الذي حققته سلطنة عُمان في مؤشر الأداء البيئي العالمي نتيجة جهود وطنية حثيثة بذلت خلال الثلاث سنوات الماضية من قبل هيئة البيئة ومختلف الجهات والمؤسسات الوطنية ذات العلاقة؛ حيث إنه تم تشكيل لجنة توجيهية برئاسة سعادة الدكتور رئيس هيئة البيئة عام 2021 وبعضوية ممثلي مختلف الجهات الأخرى كما تم تشكيل فرق فنية من مختلف القطاعات، وقد عملت اللجنة التوجيهية والفرق الفنية على تشخيص الأسباب التي أدت إلى تدني مستوى تصنيف السلطنة وحددت المبادرات والمشروعات واجبة التنفيذ لتحسين المؤشر وظلت تعمل على توزيع المهام ومتابعة التنفيذ بشكل دوري لضمان تحقيق المستهدفات في الوقت المحدد.

وهذا التحسن الكبير الذي تحقق في تصنيف سلطنة عُمان، جاء مدفوعًا بتحسُّن كبير تحقق في محور جودة النظم البيئية الذي يعنى بالتنوع الحيوي وحمايته وإدارته بالصورة المثلى والذي يمثل حوالي 42% من إجمالي وزن المؤشرات الفرعية، وقد كان لصدور المراسيم السلطانية للإعلان عن إنشاء محميات طبيعية جديدة أثرٍ كبير لرفع التقييم، وليبلغ عدد المحميات الإجمالية في سلطنة عُمان حوالي (30) محمية طبيعية معلنة وتوسعة عدد المواقع الى اكثر من (25) موقع ذات أهمية للتنوع الأحيائي، كما بذلت هيئة البيئة جهود في الإدارة الفعالة للمحميات وتوفير جميع اللوجستيات من الكادر المتخصص والبنى التحتية ووسائل النقل والعمل على القضاء على أكثر من مليون طائر غريب وغازي، بإلإضافة إلى مبادرات تأهيل وحماية الأنواع المهددة واستصلاح الأراضي ومكافحة التصحر.

كما إن التحسن في مختلف المؤشرات الأخرى دور بارز في رفع التصنيف بمؤشر الأداء البيئي العالمي لسلطنة عُمان سواء في مجال المصائد السمكية والصحة البيئية وجودة الهواء وتغير المناخ، وقد برز ارتفاع سلطنة عُمان في المؤشر كذلك من خلال ارتفاع عدد من القطاعات البيئية حيث ارتفع قطاع مصائد الأسماك بشكل ملحوظ. كما حققت سلطنة عُمان تحسن في عدد من القطاعات مثل موارد المياه والصرف الصحي. وقطعت سلطنة عُمان شوط في تحسين الإدارة السليمة للنفايات والعمل على رفع نسبة إعادة التدوير. وأولت سلطنة عُمان اهتمامها البالغ في الصحة البيئية وذلك من خلال تعزيز جودة الهواء وشبكة مياه الشرب والعمل على عدد من المسوح والدراسات لقياس تأثير الملوثات على صحة الإنسان.

وواكبت سلطنة عُمان القضايا العالمية لتغير المناخ حيث أعلنت عن إنجاز الخطة الوطنية للنمو الأخضر وتلاها إعلان عام 2050 عاما للحياد الصفري من خلال الاستراتيجية الوطنية للانتقال المنظم للحياد الصفري واعتماد السياسة البيئية الوطنية لقطاع الطاقة.

يُشار إلى أن هيئة البيئة بدأت عملية تحسين وضع سلطنة عُمان في مؤشر الأداء البيئي؛ حيث بدأت في عام 2021 بوضع حوكمة واضحة شمل تطبيقها على جميع الجهات التي تتقاطع مع القطاع البيئي. كما تم إنشاء لجنة توجيهية لتحسين الأداء البيئي بسلطنة عُمان في المؤشرات العالمية، برئاسة سعادة الدكتور رئيس هيئة البيئة وعضوية عدد من المختصين ومدراء العموم بالجهات؛ وهي: وحدة متابعة تنفيذ رؤية عُمان 2040، وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، وزارة الصحة، وزارة الطاقة والمعادن، وزارة الاقتصاد من خلال المكتب الوطني للتنافسية، وهيئة تنظيم الخدمات العامة، والمركز الوطني للإحصاء والمعلومات، وهيئة الطيران المدني، والشركة العُمانية القابضة لخدمات البيئة و الشركة العُمانية لخدمات المياه والصرف الصحي.

كذلك جرت الاستعانة بعدد من الجهات التي تتقاطع بشكل غير مباشر والتي تدخل بجزء بسيط في بعض قضايا المؤشر، مثل: وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار والمؤسسات القطاع الخاص، كما تعد وزارة الخارجية شريكًا استراتيجيًا في عملية التواصل مع المصادر الخارجية من خلال سفارات سلطنة عُمان. وعِمَلَتْ جميع الجهات معا كفريق واحد من أجل تحقيق هذا الهدف الوطني الطموح وتم تسخير كافة الإمكانيات في مختلف الوحدات والجهات والمؤسسات لتحسين مختلف المؤشرات التي يرتكز عليها التصنيف.

ويعد مؤشر الأداء البيئي من بين المؤشرات الاستراتيجية التي تم اعتمادها في وثيقة رؤية "عُمان 2040". من خلال المحور "بيئة عناصرها مستدامة" في أولوية "البيئة والموارد الطبيعية"، على أن تكون سلطنة عُمان من ضمن أول 40 دولة في عام 2030 ومن ضمن أول 20 دولة في عام 2040. بطموح عالي من أجل تحسين الوضع البيئي وحفظ الموارد الطبيعية وحماية الإنسان.

ويُنشر مؤشر الأداء البيئي من قبل مركز السياسات والقوانين البيئية بجامعة ييل الأمريكية بالتعاون مع جامعة كولومبيا كل سنتين؛ حيث يقيم التقرير عدد من المؤشرات الفرعية لتشكيل القضايا الإحدى عشر، وتنقسم هذه القضايا إلى ثلاثة أهداف رئيسية وهي: حيوية النظام البيئي، الصحة البيئية، وتغير المناخ.

ويقوم الباحثون والخبراء بجامعة ييل بجمع البيانات التي تتكون من حقائق ويتم قياس كل مؤشر من 0 إلى 100 من الأسوأ أداء وإلى الأفضل لكل بلد، وبعد ذلك يتم وزن وتجميع نتائج المؤشرات في فئات القضايا والأهداف الرئيسية ثم أخيراً في الدرجة النهائية للبلد. وتعتمد جامعة ييل في بياناتها على شبكة من المصادر التي تهتم بالجانب البيئي  وتنشر عنه حول العالم سواء كانت هذه المصادر منظمات أممية أو مؤسسات ومعاهد وجامعات وبحوث ودراسات علمية منشورة.

والهدف الرئيسي من المؤشر يتمثل في ضمان حيوية النظم البيئية؛ حيث يقيس مدى نجاح البلدان في الحفاظ على النظم البيئية وحمايتها وتعزيزها والخدمات التي تقدمها. وهو يشتمل على 42% من إجمالي درجة المؤشر ككل ويتكون من ست فئات للقضايا: الموئل والتنوع الأحيائي، وخدمات النظم البيئية، ومصايد الأسماك، والأمطار الحمضية، والزراعة، والموارد المائية.

كما يقيس المؤشر هدف سياسة الصحة البيئية مدى حماية البلدان لسكانها من المخاطر الصحية البيئية. وهو يشتمل على 20% من إجمالي درجة المؤشر ككل ويتكون من أربع فئات للقضايا: جودة الهواء، ومياه الشرب والصرف الصحي، والمعادن الثقيلة، وإدارة النفايات.

إضافة إلى أن المؤشر أصبح يقيس تغير المناخ كهدف جديد تم ادراجه في تقرير عام 2022، وهو يشتمل على 38% من إجمالي درجة المؤشر ككل ويتكون من فئة قضية واحدة: التخفيف من آثار تغير المناخ.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الأنشطة الثقافية البيئة بصندوق التنمية فى رسالة دكتوراه للباحثة فاطمة صبحي

شهدت كلية الدراسات العليا والبحوث البيئية بجامعة عين شمس، في العاشرة صباح يوم الثلاثاء الموافق 02/07/2024، مناقشة رسالة الدكتوراه المقدمة من الباحثةِ فاطمة صبحي فهيم جريس تحت عنوان "برنامج مُقترح في الأنشطة الثقافية البيئية بمراكزِ الإبداع بوزارةِ الثقافة لتنميةِ المفاهيم ومهارات الحل الإبداعي للمُشكلاتِ البيئية للأطفالِ".

يعتبر هذا الموضوع من أهم القضايا التي تواجهنا في الوقت الحالي، حيث أن البيئة تعتبر تحديًا كبيرًا للإنسانية وتتطلب التفكير الإبداعي والحلول المبتكرة، حيث يأتي موضوع الدراسة في ظل اتجاه الدولة نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة والتشجيع على نمو الوعي البيئي ودعم الإقتصاد الأخضر وتشجيع المشاريع الصغيرة والمتوسطة.

تعميم الأنشطة الثقافية البيئية بكافة الوزارات 

وأوصت الدراسة بتعميم تلك الأنشطة الثقافية البيئية بكافَّةِ الوزارات والهيئات والمدارس والجامعات، لتصبح تنمية المفاهيم البيئية والحل الإبداعي للمُشكلاتِ البيئية ودمج البُعد البيئي في جميع الأنشطة بمختلفِ أنواعها أسلوب حياة للحفاظِ على البيئة وحمايتها.

كما أوصت أيضًا بتبني القائمين على الأنشطة الثقافية بمراكز الإبداع الفني التابعة لصندوق التنمية الثقافية لتلك البرامج التي تُساهم في نشر الوعي البيئي وتنفيذ المسابقات المختلفة التي تتضمن مجال الأدب البيئي ودمج البيئة بالثقافة والإعلام والعلوم التربوية.

ضمت لجنة الإشراف كُلًّا من:

الاستاذ الدكتور إيناس محمود حامد أستاذ الإعلام بكلية الدراسات العليا للطفولة جامعة عين شمس وعميد معهد الجزيرة العالي للإعلام وعلوم الإتصال.

والاستاذ الدكتور محمد عبدالرازق عبدالفتاح استاذ المناهج وطرق تدريس تكنولوجيا العلوم كلية التربية جامعة عين شمس ورئيس الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس.

كما ضمت لجنة المناقشة والحكم علي الرسالة كلا من:

الاستاذ الدكتور جمال عبدالحي عمر النجار أستاذ الصحافة والإعلام المتفرغ بكلية الدراسات الإسلامية والعربية جامعة الأزهر والعميد السابق لكلية الإعلام وعلوم الاتصال بجامعة النهضة مناقشًا ورئيسًا.

الاستاذ الدكتور ريهام رفعت محمد عبدالعال استاذ التربية البيئية بقسم العلوم التربوية والإعلام البيئي ووكيل الكلية للدراسات العليا والبحوث والقائم بعمل عميد كلية الدراسات العليا والبحوث البيئية مناقشًا وعضوًا.

 

وأسفرت الدراسة البحثية عن عدد من النتائج أهمها ارتفاع حجم التأثير لإختبار المفاهيم ككل ولكل مفهوم على حدة.

بالإضافة إلى وجود فرق في معلوماتِ ومفاهيم الأطفال من حيث معرفتها وفهمها وتطبيق أمثلة عليها، حيث تم تطبيق مقياس مهارات الحل الإبداعي للمُشكلات البيئية بعد وقبل تطبيق البرنامج، لمعرفةِ بعض المبادئ المُستخدمة في الحلِّ الإبداعي للمُشكلاتِ البيئية للأطفال عينة الدراسة، وذلك لعدمِ معرفتهم وإكتسابهم المهارات اللازمة قبل البرنامج.

ولكن بعد تطبيق البرنامج، إكتسبوا بعض مهارات الحل الإبداعي للمُشكلات البيئية، وهذا ظهر من خلالِ المقياس المُقدَّم لهم ومن خلال التكرارات والنسب المئوية والمتوسطات الحسابية والإنحرافات المعيارية لكُلِّ موقفٍ على حِدَةٍ، ومن هُنا، ثُبِتَ نجاح فاعليات البرنامج المُقدَّم لأطفال عينة الدراسة من خلال الأنشطة المُختلفة بالبرنامج.

وفي الختام، أقرت لجنة الحكم والمناقشة برئاسة الاستاذ الدكتور جمال النجار، منح الباحثة درجة الدكتوراه بتقدير ممتاز مع التوصية بالطبع والتبادل بين الجامعات والمراكز المختصة، وسط فرحة كبيرة من جميع الحضور وعائلة الباحثة حيث انتهت المناقشة في تمام الواحدة ظهرًا.

 

الجدير بالذكر أنَّ الباحثة تعمل لدى قطاع صندوق التنمية الثقافية كمسؤول إعلامي بالإدارة الإعلامية بالإضافة إلى أنَّها إستشاري تدريب وتطوير مؤسسي معتمد بمحافظة القاهرة ورئيس مجلس أمناء مؤسسة شمس البيئة المصرية للتنمية المستدامة.

مقالات مشابهة

  • عقب ادائها اليمين الدستورية.. وزيرة البيئة تلتقي قيادات الوزارة
  • “ وزير البيئة ” : سنواصل تنفيذ رؤية تطوير القطاع البيئي في مصر
  • بعد تجديد الثقة.. أول تعليق من ياسمين فؤاد وزيرة البيئة
  • البورصة تربح 8 مليارات جنيه بمنتصف تعاملات اليوم الأربعاء
  • سلطنةُ عُمان تتقدم 5 مراكز في مؤشر الأداء الصناعي التنافسي لعام 2024
  • صعود جماعي لمؤشرات البورصة في مستهل تعاملات الأربعاء
  • الأنشطة الثقافية البيئة بصندوق التنمية فى رسالة دكتوراه للباحثة فاطمة صبحي
  • مناقشة جهود سلطنة عمان في تحقيق الاستدامة البيئية
  • صعود جماعي لمؤشرات البورصة في بداية تعاملات الثلاثاء
  • صعود جماعي لمؤشرات البورصة في مستهل تعاملات الإثنين