منظمة حقوقية صحراوية تطالب المجتمع الدولي بمحاسبة الجزائر بعد قصفها للصحراويين بمخيمات تندوف
تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT
أخبارنا المغربية - عبد المومن حاج علي
أصدرت الجمعية الصحراوية لمناهضة الإفلات من العقاب في مخيمات تندوف (ASIMCAT)، بيانا يدين عمليات القتل خارج نطاق القانون التي يرتكبها الجيش الجزائري ضد الصحراويين، وذلك عقب الضربات "الهمجية" التي نفذتها طائرات بدون طيار أودت بحياة العديد من المنقبين الصحراويين بالقرب من تندوف يوم الثلاثاء 28 ماي.
وأعربت الجمعية في بيان تتوفر أخبارنا على نسخة منه، عن بالغ قلقها، وإدانتها بأشد العبارات عمليات القتل خارج نطاق القانون التي ارتكبها الجيش الجزائري مؤخرا ضد المنقبين الصحراويين، حيث تم الإجهاز على العديد من المنقبين الصحراويين على إثر هجمات بطائرات مسيرة من قبل الجيش الجزائري في منطقة ايكيدي بالقرب من "مخيم الداخلة" الواقع على الأراضي الجزائرية.
وأضافت الوثيقة؛ أن "أفرادا من عائلات الضحايا أكدوا وقوع هذا الهجوم، الذي أسقط مجموعة من أبناءهم بين قتيل وجريح ولا يزال العدد الدقيق للضحايا الذين سقطوا إثر هذه الغارة غير محدد، غير أن التقارير الأولية تقدر عدد القتلى بنحو عشرة. ومما يثير القلق أن بعض الضحايا قد عثر عليهم مدفونين من طرف الجيش الجزائري تحت الرمال، كما لقي العديد من المنقبين حتفهم داخل حفر التنقيب بسبب ضربات الطائرات المسيرة على هاته الحفر".
وأكد الإطار الحقوقي الصحراوي أن "هذا العمل الشنيع لا يعتبر حادثا معزولا، حيث أنه وفي نهاية أبريل الماضي، قتل ثلاثة منقبين صحراويين على يد عناصر من الجيش الجزائري بالقرب من نفس المخيم، كما أطلقت دورية عسكرية جزائرية النار على سيارة تحمل مجموعة من المنقبين، سقطوا على إثرها بين قتيل وجريح".
وفي وقت سابق، يضيف البيان؛ "قام جنود جزائريون بقتل اثنين من المنقبين الصحراويين، في أكتوبر 2020، حيث أحرقوهم أحياء داخل حفرة تنقيب. وتجدر الإشارة إلى أنه، وعلى مدى العقد الماضي، رصدت المنظمات الحقوقية أكثر من عشر حالات عمليات القتل خارج نطاق القانون لشباب صحراويين سقطوا على على يد الجيش الجزائري".
وتسلط هذه الأحداث المأساوية المتتالية الضوء على نسق مستمر من التقتيل والاستهتار بالحياة البشرية، وهو ما يؤدي بشكل متصاعد إلى تفاقم الوضع المزري لحقوق الإنسان الذي يعيش في ظله الصحراويون على التراب الجزائري، يؤكد البيان.
وحملت الجمعية الصحراوية لمناهضة الإفلات من العقاب بمخيمات تندوف، الحكومة الجزائرية المسؤولية الكاملة عن هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان باعتبارها دولة طرفا في العديد من المعاهدات الدولية لحقوق الإنسان، وملزمة بحماية الحق في الحياة والحرية والأمن لكل المتواجدين داخل حدودها، مشددة على أن الاستهداف والقتل المتعمد للمدنيين الصحراويين، بما في ذلك المنقبين عن الذهب يشكل انتهاكا واضحا لهذه الحقوق الأساسية وخرقا صارخا لالتزامات الجزائر الدولية.
وأشارت المنظمة ذاتها إلى أن المنقبين الصحراويين يجدون أنفسهم مضطرين للبحث عن فرص لضمان معيشهم اليومي خارج المخيمات، وذلك بسبب الحصار المتواصل الذي يفرضه الجيش الجزائري على هاته المخيمات بالإضافة إلى استمرار نهب وتهريب المساعدات الإنسانية الموجهة لساكنة المخيمات، وهو ما أدى إلى تفاقم ظروفهم المعيشية البئيسة، كما أن هذا الحصار الذي يزيد من وطأته استمرار نهب المساعدات الإنسانية، لا يترك للصحراويين على التراب الجزائري أي فرصة للتمتع بالعيش الكريم، دون اللجوء إلى التنقيب عن الذهب كأحد الوسائل غير آمنة والمحفوفة بالمخاطر من أجل البقاء على قيد الحياة، حسب البيان.
وأكدت أن "ثقافة الإفلات من العقاب السائدة داخل مخيمات تندوف تمنح الضالعين في انتهاكات حقوق الإنسان ضوءا أخضر للإستمرار في الإجهاز على الصحراويين بعيدا عن أيدي العدالة، وذلك تحت أعين السلطات الجزائرية، التي تستمر، إلى جانب جبهة البوليساريو في التستر على هذه الانتهاكات دون محاسبة مرتكبيها، وحرمان الضحايا من أي أدوات انصاف فعالة تحمي حقوقهم"، مشيرة إلى "أن هذه البيئة من العنف والفساد المستشري لا تؤدي إلى إدامة معاناة الضحايا الصحراويين فحسب، بل تقوض أيضا الولوج لحقوق الإنسان الأساسية بالمخيمات".
ودعت الجمعية "المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل من أجل محاسبة الحكومة الجزائرية على هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي تقع على ترابها، حيث إن حماية حقوق الإنسان التزام أخلاقي وقانوني لا يجوز تجاهله. وهو ما يستوجب تحقيق العدالة للضحايا وأسرهم، واتخاذ التدابير اللازمة لضمان سلامة وحقوق الصحراويين على الأراضي الجزائرية. وتؤكد بهذه المناسبة على ضرورة إجراء تحقيق شامل ونزيه في هذه الأحداث وتقديم الجناة إلى العدالة، كما نحث الجزائر على اتخاذ خطوات فورية لمنع المزيد من العنف وضمان احترام وحماية حقوق وسلامة جميع الأفراد على ترابها، بما في ذلك الصحراويين".
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: الجیش الجزائری لحقوق الإنسان العدید من
إقرأ أيضاً:
ندوة تستعرض دور سلطنة عُمان الإنساني وجهود تأمين إمدادات الغذاء
نظمت اللجنة العمانية لحقوق الإنسان اليوم ندوة بعنوان "الحق في الغذاء"، بالتعاون مع وزارة الخارجية، وذلك برعاية سعادة الشيخ خليفة بن علي الحارثي وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية، وقد تم تنظيم الندوة احتفاءً باليوم العربي لحقوق الإنسان، الذي يُصادف السادس عشر من مارس من كل عام.
وتهدف الندوة إلى تعزيز الوعي بأهمية الحق في الغذاء كأحد الحقوق الأساسية وفقًا للمواثيق الدولية والإقليمية لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى مناقشة جهود سلطنة عُمان في تعزيز الأمن الغذائي والسياسات الوطنية ذات الصلة، وتسليط الضوء على الجهود الإنسانية التي تبذلها سلطنة عُمان.
وشهدت الندوة عرضًا للتعريف بالحق في الغذاء وفقًا للقانون الدولي لحقوق الإنسان، مع تسليط الضوء على دور التشريعات الوطنية والإقليمية في حماية هذا الحق، كما تم استعراض السياسات والاستراتيجيات الوطنية لضمان الأمن الغذائي، إلى جانب إبراز دور سلطنة عُمان في دعم القضايا الإنسانية، خاصة تلك المتعلقة بالشعب الفلسطيني.
وفي كلمته، قال سعادة صالح بن يحيى المسكري رئيس دائرة الشؤون العالمية بوزارة الخارجية: إن سلطنة عُمان أولت اهتمامًا كبيرًا بالأمن الغذائي وتوفير الغذاء، وهي تعمل باستمرار على تعزيز منظومة الأمن الغذائي وتسريع التحول نحو نظم غذائية زراعية تتميز بالكفاءة والقدرة على الصمود أمام التحديات العالمية، مضيفًا إن سلطنة عُمان تركز على زيادة الاستثمارات في مشاريع الأمن الغذائي بهدف الوصول إلى الاكتفاء الذاتي، من خلال توفير فرص استثمارية في مختلف القطاعات، وتشجيع إقامة مشاريع القيمة المضافة والصناعات التحويلية.
كما أوضح سعادته أنه على الرغم من التحديات التي فرضتها الحالات المناخية والجوائح الصحية، إلا أن منظومة الغذاء في سلطنة عُمان أثبتت جاهزيتها العالية بفضل جهود وتعاون جميع الجهات المعنية بتأمين إمدادات الغذاء وسلاسل التموين، مما أسهم في توفير الغذاء للمواطنين والمقيمين على حد سواء.
من جانبه، أكد الدكتور راشد بن حمد البلوشي رئيس اللجنة العمانية لحقوق الإنسان، أن "اليوم العربي لحقوق الإنسان" هو مناسبة سنوية تحتفل بها الدول العربية لتعزيز الوعي بحقوق الإنسان في المنطقة، كما يُعد فرصة لتسليط الضوء على القضايا الحقوقية المهمة التي تواجه الأفراد في العالم العربي مثل الحق في الحياة والحرية والعدالة والمساواة.
وأضاف: "اختيار الحق في الغذاء ليكون شعارًا لهذا العام هو لتأكيد أهمية هذا الحق الأساسي، والذي تضمنه الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، وهو جزء لا يتجزأ من حق الإنسان في الحياة الكريمة والتنمية المستدامة".
وأكد الدكتور راشد ضرورة تذكير المجتمع العربي بأهمية معالجة قضايا الفقر والجوع وسوء التغذية، والعمل على ضمان توفير الغذاء الكافي لجميع الأفراد دون تمييز، من خلال تحسين القدرة على الوصول إلى موارد الغذاء، والحد من هدر الطعام، ودعم السياسات الزراعية المستدامة التي تعزز الأمن الغذائي في المنطقة.
وتخلل الندوة عدد من أوراق العمل التي تناولت مواضيع متنوعة، حيث قدم الدكتور صالح بن حمد البراشدي رئيس لجنة الرصد وتلقي الشكاوى، ورقة عمل بعنوان "المواثيق الدولية والإقليمية المتعلقة بالحق في الغذاء"، استعرض خلالها أبرز الاتفاقيات والمعاهدات التي تعزز هذا الحق كأحد الحقوق الأساسية للإنسان، وأشار إلى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، مؤكدًا أهمية توفير الغذاء الكافي كجزء من الحق في مستوى معيشي لائق، كما تطرق إلى الميثاق العربي لحقوق الإنسان، موضحًا دور هذه المواثيق في تعزيز الأمن الغذائي وضمان وصول الأفراد إلى غذاء صحي، وأكد أن تحقيق هذا الحق يتطلب سياسات وطنية فعالة، وتعاونًا دوليًا لضمان الأمن الغذائي والتنمية المستدامة.
وفي ورقة العمل الثانية تحدث المهندس عبدالعزيز بن محمد الشكيلي مدير دائرة الاستثمار بالمديرية العامة للتسويق الزراعي والسمكي بوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، عن مفهوم الأمن الغذائي ومقومات قطاع إنتاج الغذاء، كما تناول مؤشرات أداء القطاع الزراعي والسمكي، وأداء سلطنة عُمان وفق المؤشرات الدولية، وأبرز جهود وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، مثل إطلاق مختبر الأمن الغذائي عام 2021، الذي أسفر عن 102 من المشاريع الاستثمارية، و28 مبادرة تمكينية، كما تم تنظيم الندوة الوطنية للأمن الغذائي في 2022 التي أفضت إلى حلحلة 32 تحديًا وطرح 30 مبادرة تمكينية، بالإضافة إلى مختبر الأمن الغذائي 2024 الذي أتاح 41 مشروعًا استثماريًا و24 مبادرة تمكينية، و66 فرصة استثمارية.
وجاءت الورقة الأخيرة بعنوان "دور مؤسسات المجتمع المدني في دعم القضايا الإنسانية: جمعية الرحمة نموذجًا"، قدمها محمد بن علي المسافر الرئيس التنفيذي للجمعية، وفي ورقته استعرض الأهداف الاستراتيجية للجمعية، التي تشمل تقديم الاحتياجات الأولية للأفراد والأسر، وتمكين الأفراد والأسر لتصبح كوادر منتجة وفاعلة في المجتمع، كما أوضح أنه تم تقديم مساعدات غذائية لعدد 469 أسرة عمانية خلال عام 2024، وناقش المسافر أيضًا سعي الجمعية لتحقيق الاستدامة المالية من خلال إنشاء مركز الرحمة التجاري، ومشروع مبنى الأيتام، ومشروع المخزن، ومشاريع الاستثمار الاجتماعي.