نواكشوط– في مشهد إقليمي ودولي مضطرب، تتجه موريتانيا نهاية يونيو/حزيران الجاري إلى صناديق الاقتراع في انتخابات رئاسية هي الثامنة في تاريخها، لاختيار رئيس جديد أو تجديد الثقة في الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني لولاية ثانية.

ويتنافس 7 مرشحين في الانتخابات الرئاسية، المقرر عقدها يوم 29 من الشهر الجاري، من بينهم 5 من المعارضة، وسط استمرار سجن الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز على خلفية محاكمته في ملفات فساد، وإعلان مناصريه مقاطعة الانتخابات، وعلى وقع رفض ملف ترشحه للرئاسة من طرف المجلس الدستوري، لعدم حصوله على العدد الكافي من المزكين.

وعلى مستوى آخر، تشكو المعارضة من ترهّل المنظومة الانتخابية، ومن استخدام موارد الدولة لمصلحة مرشحي النظام، وتدعو للشفافية، وتحذر من مغبة التلاعب بالانتخابات، على غرار ما حدث في الانتخابات التشريعية الأخيرة، التي اتهم فيها الطيف المعارض لجنة الانتخابات بالتزوير.

وفي خطابات إعلان ترشحهم للرئاسة، رفع المرشحون شعارات متنوعة تعد بإنصاف الشباب والقضاء على البطالة ومحاربة الفساد وضمان التنمية والاستقرار، وتعزيز الوحدة الوطنية. وتميز مرشحو المعارضة بترويجهم لضرورة التغيير، والقطيعة مع الأنظمة السابقة، ووعدوا ناخبيهم بدولة العدل والمؤسسات.

ورغم إخفاق المعارضة في التوحد وراء منافس واحد للرئيس الحالي ولد الغزواني مرشح الأغلبية الحاكمة، والتحديات الجمة التي تواجهها، فإن احتمال الذهاب إلى جولة ثانية يظل قائما، رغم أن الرئيس الحالي ولد الغزواني يمتلك حظوظا كبيرة مستندا إلى دعم الحزب الحاكم، وأحزاب الأغلبية وتيارات منسحبة من المعارضة انضمت لحملته مؤخرا.

وفي ما يلي تعريف بالمرشحين السبعة:

ترشُّح الرئيس الحالي الغزواني للرئاسة يحظى مجددا بدعم الأغلبية الحاكمة (الجزيرة) محمد ولد الشيخ الغزواني

يعد الرئيس الموريتاني الحالي (67 عاما)، الطامح لقيادة البلاد لولاية ثانية بدعم من الأغلبية الحاكمة، الأقرب للفوز في الانتخابات.

يتميز بأسلوبه الهادئ وخطابه التصالحي، ويتمتع بخبرة سياسية وإدارية وعسكرية. تولى الرئاسة عام 2019، في أول تبادل للمهام بين رئيسين منتخبين في البلاد التي عانت طويلا من سلسلة انقلابات وديمقراطية مشوهة.

ولج ولد الغزواني عالم السياسة من بوابة المؤسسة العسكرية بعد تقاعده منها جنرالا، وشغل فيها منصب قائد الأركان العامة للجيش ومديرا عاما للأمن الوطني في عهد الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز الذي قاد معه الانقلاب العسكري عام 2008 ضد سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، أول رئيس مدني منتخب في تاريخ موريتانيا.

تبنّى الرئيس الحالي خطاب التودد للشباب في إعلان ترشحه، مؤكدا أن مأموريته القادمة "ستكون للشباب ومن أجلهم، وأن الهدف المركزي لكل محاور برنامجه هو ترقية الشباب ومحاربة البطالة". ويعد موضوع تشغيل الشباب الأكثر إلحاحا، خاصة في المجتمع الموريتاني الذي تغلُب عليه الفئة الشابة وتتفشى فيه الهجرة والبطالة.

ولد الوافي خبير محاسبة يرفع شعار التغيير الآمن (الجزيرة) محمد الأمين المرتجي الوافي

يترشح للرئاسة للمرة الثانية على التوالي ويتبنى توجها قريبا للنظام، وهو خبير محاسبة ومفتش رئيسي للضرائب والعقارات، شغل منصب مدير إداري ومالي للشركة الموريتانية للبترول (أطلس).

يرفع شعار التغيير الآمن ويقدم نفسه مرشحا للشباب، ويرأس حزب "الخيار الآخر" (قيد التأسيس). ترشح لرئاسيات 2019 وحصل على نسبة 0,44% من إجمالي الأصوات.

حمادي ولد المختار مرشح الإسلاميين ينافس على المركز الثاني (مواقع التواصل) حمادي ولد سيدي المختار

فقيه وواعظ (49 عاما) من أسرة علمية محافظة، وهو خريج إحدى المحاظر الموريتانية (التي يتعلم فيها طلاب العلوم الشرعية وفق الطريقة المشيخية)، وجامعة العلوم الإسلامية بموريتانيا.

انتخب نائبا برلمانيا لمأمورتين متتاليتين عن دائرة مقاطعة "كيفه" في الشرق الموريتاني، يشغل حاليا منصب رئيس "مؤسسة المعارضة الديمقراطية" ورئيس "حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية" (تواصل) ذي التوجه الإسلامي، وهو الحزب الأكثر تمثيلا في البرلمان من بين أحزاب المعارضة، بـ11 مقعدا من أصل 176.

ويحظى حزبه بشعبية كبيرة في مختلف المناطق الموريتانية، ورغم الانسحابات التي عانى منها في الفترات الأخيرة، فإن الحزب لا يزال يتزعم المعارضة.

ويعتبر ولد سيدي المختار، حسب مراقبين، منافسا قويا للمرشح الحقوقي بيرام الداه اعبيد، على المركز الثاني في الانتخابات المقبلة.

البروفيسور سومارى مرشح مستقل من الأقلية الزنجية (الجزيرة) أتوما أنتوان سليمان سومارى

يطمح البروفيسور الطبيب سوماري للانتقال من غرف العمليات إلى القصر الرئاسي. ينتمي للقومية السونونكية الزنجية ويتكلم العربية بطلاقة، ويعرف بين طلابه بالتزامه الديني الإسلامي. تخرج من كلية الطب بمرسيليا (1999) ويحمل الجنسية الفرنسية، وشغل منصب مدير مستشفى الأعصاب بموريتانيا، ويتولى الآن تدريس مادتي التشريح وجراحة الأعصاب بكلية الطب بنواكشوط.

اتخذ المصباح شعار حملته الانتخابية، ودعا للعدالة ومحاربة الفساد، وتوعد بالقطيعة مع ممارسات الأنظمة السابقة كافة حال انتخابه. يحظى بدعم بعض النخب السياسية والأكاديمية الموريتانية والشباب، وانضمت له تيارات عدة وأحزاب قيد التأسيس.

مامادو بوكاري با يترشح من الأقلية الزنجية لأول مرة (مواقع التواصل) مامادو بوكارى با

ينتمي للأقلية الزنجية من قومية "الفلان"، وتعد هذه التجربة الأولى له في الترشح للرئاسيات. ترأس حديثا "حزب العدالة الديمقراطية حركة التجديد"، الذي يناضل من أجل حقوق الأقلية الزنجية في الجنوب الموريتاني.

ويعد مامادو أحد الأعضاء المؤسسين لهذا الحزب عام 2007، وقد حصد حزبه 4 مقاعد برلمانية في الانتخابات النيابية الأخيرة.

التزم في خطاب إعلان ترشحه بالسعي لإيجاد حلول لمكافحة الفقر والبطالة، ولضمان العيش المشترك وتعزيز الوحدة الوطنية، والقضاء على العبودية والمساواة بين الموريتانيين، وبإضفاء الطابع الرسمي على اللغات الوطنية وتعزيزها لتحتل مكانة مهمة في الثقافة والتعايش الاجتماعي.

الحقوقي العيد محمدن امبارك مرشح يحظى بقبول واسع ودعم من أحزاب ذات مرجعية قومية (الجزيرة) العيد محمدن امبارك

يترشح لأول مرة ويبلغ من العمر (45 عاما)، وهو خريج المدرسة الوطنية للمحامين بباريس، وحاصل على شهادة أكاديمية في القانون الخاص من جامعة نواكشوط. ومارس المحاماة عقدين من الزمن، وانخرط في العمل الحقوقي مع منظمة "نجدة العبيد"، وانضم لحزب "التكتل" المعارض وانتخب نائبا عنه في 2018، وأعيد انتخابه نائبا في 2023 عن "حزب الجبهة الجمهورية للوحدة والديمقراطية".

يحظى بدعم "تحالف قوى الإنقاذ" المتكون من "حزب الجبهة الديموقراطية"، الحصان الأسود بالانتخابات النيابية الأخيرة إذ حصد 7 مقاعد برلمانية، و"حزب تحالف قوى التقدم" ذي التوجه القومي، و"حزب القوى الوطنية"، و"الحركة الشعبية التقدمية"، وحركة "نستطيع"، و"منتدى الوعي الديمقراطي".

المرشح بيرام ولد اعبيد عُرف بنضاله لمناهضة العبودية محليا ودوليا (الجزيرة) بيرام ولد اعبيد

دخل اعبيد (58 عاما) المعترك السياسي والحقوقي منذ تسعينيات القرن الماضي، ينتمي لشريحة "الحراطين" (تسمية تطلق على الأشخاص الذين عانوا من الرِق، وغالبيتهم من ذوي البشرة السمراء).

وانطلقت شرارة نضاله الحقوقي المثير للجدل مع حركة "نجدة العبيد" قبل أن يؤسس حركة " إيرا" عام 2007، ليخوض حملات واسعة محليا ودوليا لمناهضة العبودية ومخلفات الاسترقاق.

يترشح للرئاسة للمرة الثالثة على التوالي، وقد حصد المركز الثاني في رئاسيات 2019 خلف الرئيس غزواني، ومتفوقا على تحالف من أحزاب معارضة حينها.

عانى بعدها انسحاب قيادات وازنة من تحالفه، واقترب من الرئيس الحالي في بداية مأموريته، مما أدى إلى تراجع شعبيته، لكنه ابتعد مجددا عن الرئيس مع اقتراب موعد الحملة الانتخابية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الرئیس الحالی فی الانتخابات محمد ولد

إقرأ أيضاً:

«سمحة» تهدي «هجن الرئاسة» سيف الإمارات

 
علي معالي (دبي)

وصل مهرجان ختامي المرموم التراثي 2025 إلى المحطة الختامية وسط أجواء احتفالية كبرى، بعد أيام حافلة بالمنافسات والإثارة التي جمعت نخبة الهجن من ميادين المنطقة، في عرس تراثي تميز بالتنظيم الرائع والمشاركة الواسعة.
وجاءت منافسات اليوم الختامي المخصصة لهجن أصحاب السمو الشيوخ لمسافة 8 كلم حافلة بالندية والقوة عبر أربعة أشواط رئيسية، تصدّرها الشوط الرابع الذي خُصص لسيف الإمارات الغالي، والذي يُعد ذروة الإنجازات في هذا المحفل الكبير.
ونجحت «سمحة» لهجن الرئاسة تحت قيادة المضمر القدير محمد عتيق زيتون المهيري، في خطف سيف الإمارات عن جدارة واستحقاق، بعد أن قطعت مسافة السباق في توقيت متميز بلغ 12:08:0 دقيقة، لتضيف إنجازاً جديداً لسجلاتها الذهبية، كما حققت «الفايضة» لهجن الرئاسة، بقيادة محمد زيتون المهيري درع المركز الثاني، فيما جاءت «مهدية» لهجن الرئاسة، والمضمر سلطان محمد الوهيبي في المركز الثالث، لتنال الدرع الآخر.

 

أخبار ذات صلة رئيس الدولة يبحث مع الحاكمة العامة لكومنولث أستراليا تعزيز العلاقات الثنائية والقضايا المشتركة محمد بن راشد يصدر قانون تخصيص الأراضي الحكومية للجهات العامة في دبي


وانطلقت أحداث اليوم الختامي بأول الأشواط، حيث تمكن «شاهين» لهجن زعبيل، بقيادة المضمر راشد محمد مروشد، من انتزاع شداد الزمول المحليات، المخصص للفائز بالمركز الأول، مسجلاً توقيتاً 12:30:2 دقيقة، ومقتنصاً جائزة الـ500 ألف درهم، وأعلنت مؤسسة هجن زعبيل عن اعتزال «شاهين»، بعد هذا الفوز المهم، وتحويله إلى الإنتاج، وذلك بعد مشوار حافل بالرموز والإنجازات.
وفي الشوط الثاني، تألقت «الوثبة» لهجن الرئاسة بقيادة محمد زيتون المهيري، لتتوج بخنجر الحول المحليات بزمن متميز بلغ 12:10:5 دقيقة، وسط أداء قوي فرضت به سيطرتها على مجريات المنافسة.
وشهد الشوط الثالث الذي خُصص لبندقية الزمول المفتوح، تألق «صايب» لهجن الرئاسة، تحت إشراف محمد زيتون المهيري، بعدما سجل 12:24:9 دقيقة، متوجاً بالرمز وجائزة المليون درهم.
وقام معالي الشيخ سلطان بن حمدان بن محمد آل نهيان، مستشار صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس اتحاد الإمارات لسباقات الهجن، والشيخ محمد بن مكتوم بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس إدارة نادي دبي لسباقات الهجن، وعبدالله محمد الكواري، نائب رئيس اللجنة المنظمة لسباقات الهجن في دولة قطر، بتكريم أصحاب الإنجازات وتسليمهم الرموز والجوائز في لحظات جسدت قيمة الحدث ومكانته.
وحرص سمو الشيخ محمد بن مكتوم بن راشد آل مكتوم، على الالتقاء بموظفي نادي دبي لسباقات الهجن وأعضاء لجان العمل، بمقر النادي، حيث قدّم لهم الشكر والتقدير على جهودهم الكبيرة طوال أيام المهرجان، مشيداً بروح الفريق الواحد التي انعكست في النجاح الباهر لهذا الحدث التراثي الكبير.
وأكد الشيخ محمد بن مكتوم بن راشد آل مكتوم، أن هذا النجاح جاء انعكاساً للرعاية الكريمة والدعم اللامحدود من القيادة الرشيدة لرياضة الهجن، مشيراً إلى أن المهرجان تميز هذا العام بحضور استثنائي وتنظيم رفيع المستوى يعكس المكانة الرائدة لميدان المرموم على خريطة السباقات التراثية.
وأبدى الشيخ محمد بن مكتوم بن راشد آل مكتوم، تقديره للجهود الكبيرة التي بذلها فريق العمل واللجان المنظمة، مؤكداً أن روح الالتزام التي تحلوا بها، والتفاصيل الدقيقة التي أُوليت لها العناية طوال أيام المهرجان، كانت انعكاساً للنهج الذي تبناه النادي في إدارته وتنظيمه، مشيداً بالانسجام الكبير الذي طبع أداء مختلف فرق العمل، والذي شكل قاعدة صلبة لنجاح الحدث.
وعبر عن تقديره للملاك والمضمرين المشاركين، مهنئاً الفائزين بالرموز الغالية، ومثمناً المستوى الفني الرفيع الذي شهدته الأشواط كافة، مؤكداً أن نادي دبي لسباقات الهجن يواصل التزامه بتطوير هذه الرياضة العريقة وفق أعلى المعايير، ترجمة لرؤية القيادة الرشيدة.
وأعرب علي سعيد بن سرود، المدير التنفيذي لنادي دبي لسباقات الهجن، عن اعتزازه بالنجاحات الكبيرة التي حققها مهرجان ختامي المرموم التراثي، مشيداً بالدعم اللامحدود والرؤية السديدة للقيادة الرشيدة، التي وفرت كل مقومات التميز لهذا الحدث التراثي العريق.
وقال: إن ما حققه مهرجان المرموم التراثي من تميّز وتألق لم يكن ليتحقق لولا الرؤية الثاقبة وتوجيهات الشيخ محمد بن مكتوم بن راشد آل مكتوم، التي وضعت الأسس الصلبة لنجاح هذا الحدث منذ مراحله الأولى، حيث كان حريصاً على متابعة التفاصيل كافة، ووضع أعلى معايير التميز نصب أعين الفريق، مما أثرى جودة التنظيم ورفع من مستويات الأداء.

مقالات مشابهة

  • أردني يترشح مستشارآ لترمب ويتأهل ليترشح للرئاسة القادمة.. تفاصيل
  • نبش قبر الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد بعد شهور على إحراقه (شاهد)
  • مساعد وزير الصحة يشرح آليات التعامل مع الأزمات المتغيرة في الوقت الحالي
  • العلاقي: لم أنضم يوما إلى المعارضة الليبية في الخارج وذلك شرف لا أدعّيه
  • اليوم.. السيسي يستقبل نظيره الأنجولي الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي
  • المعارضة بغينيا بيساو تتفق على تحدي الرئيس في الانتخابات
  • «سمحة» تهدي «هجن الرئاسة» سيف الإمارات
  • الرئيس السيسي يهنئ الرئيس الجابوني بفوزه في الانتخابات الرئاسية
  • الرئيس السيسي يهنئ نظيره الجابوني بفوزه في الانتخابات الرئاسية
  • المعارضة في الإكوادور تطعن في نتائج الانتخابات الرئاسية