زار سامح شكري، وزير الخارجية، يومي ٢ و٣ يونيو الجاري، العاصمة الإسبانية مدريد، التقى خلالها بكل من رئيس حكومة مملكة إسبانيا " بيدرو سانشيز" ووزير الخارجية "خوسيه مانويل ألباريس".

وحرص الجانبين على استكمال تشاورهما المكثف عقب لقائهما الأخير في ٢٧ مايو ببروكسل حول تطورات ما ألت إليه الأوضاع في قطاع غزة من تدهور على جميع الأصعدة، وما يرتبط بها من تصعيد في الضفة الغربية والبحر الأحمر.

 

فيما حرص الوزير شكري على تثمين جهود إسبانيا منذ اندلاع الأزمة لتحقيق وقف إطلاق النار والسماح بنفاذ المساعدات الإنسانية، فضلاً عن قرارها الشجاع بالاعتراف بالدولة الفلسطينية في ظل هذا الظرف الدقيق الذي تشهده القضية الفلسطينية والذي يُضاف إلى سجل حافل من الدعم الإسباني للقضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

وأردف المتحدث الرسمي، بأن الجانبين تناولا بشكل مستفيض التحركات الدولية لتحقيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وأخرها النداء المشترك من دول الوساطة (مصر، قطر، الولايات المتحدة) لكل من إسرائيل وحماس لإبرام اتفاق يحقق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن والمعتقلين وإنهاء الأزمة وتجنيب المنطقة الانزلاق إلى صراع أوسع. 

وأكد الوزير شكري على الدور المأمول الذي يمكن أن تضطلع به إسبانيا داخل الاتحاد الأوروبي لدعم هذا التحرك وتحفيز الجانبين للتجاوب إيجابياً معه. 

وتشاور الجانبان حول الخطوات المستقبلية لتعزيز الاعتراف بالدولة الفلسطينية باعتبارها خطوة نحو تعزيز مسار حل الدولتين لتحقيق التسوية الشاملة للقضية الفلسطينية. 

ومن جانبه، أكد وزير خارجية إسبانيا مواصلة بلاده لجهودها لاحتواء الأزمة الراهنة وتحقيق الوقف الفوري لاطلاق النار وتعزيز دخول المساعدات الإنسانية إلى داخل القطاع، فضلاً عن تعزيز مسار حل الدولتين باعتباره المسار الوحيد الذي يفضي إلى تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. كما أكد استعداد بلاده لبذل كامل جهودها لدعم الجهود الحالية لوقف الحرب في غزة استناداً إلي مبادرة الرئيس بايدن. 

وأكد على الدور المحوري الذي تقوم به مصر في تعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط. 

وحول لقاء وزير الخارجية مع رئيس حكومة مملكة إسبانيا " بيدرو سانشيز "، كشف السفير أحمد أبو زيد أن اللقاء عكس تميز العلاقات المصرية الاسبانية وتوافق الرؤي إزاء قضايا منطقة الشرق الأوسط. وقد حرص وزير الخارجية علي نقل تحيات رئيس الجمهورية لرئيس الحكومة الإسباني وتقديره للتشاور والتنسيق الوثيق بينهما إزاء التطورات الإقليمية المتلاحقة، مؤكداً على تثمين مصر لجهود إسبانيا من أجل إرساء دعائم الأمن والاستقرار الإقليميين بمنطقة الشرق الأوسط.

وذكر المتحدث الرسمي، بأن اللقاء شهد التشاور حول محصلة الاتصالات المُكثفة التي تجريها مصر مع طرفي الصراع والأطراف الدولية والإقليمية المعنية لوقف هذه الحرب وتغليب المسار السياسي لحل هذه الأزمة، فضلاً عن معالجة جذورها من خلال التعامل مع القضية الفلسطينية بمنظور شامل يضمن حقوق الفلسطينيين بإقامة دولتهم على خطوط ما قبل ٤ يونيو ١٩٦٧ وفقاً للمرجعيات الدولية ذات الصلة. 

كما أعرب الوزير شكري عن تثمين مصر للقرار التاريخي الذي اتخذه رئيس الحكومة "سانشيز" بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، وتطلع مصر لأن تحذو المزيد من الدول الأوروبية حذو إسبانيا، باعتباره ركيزة رئيسية في مسيرة تنفيذ حل الدولتين وتحقيق السلام في المنطقة. 

وأشار أيضاً إلى تطلع مصر لدعم إسبانيا للتحرك المصري القطري الأمريكي للوصول لاتفاق بين إسرائيل وحماس يؤدي إلى إنهاء الحرب الجارية، فضلاً عن دورها المأمول في حشد الدعم الأوروبي لهذا التحرك.  

كما شهد اللقاء تثمين الجانبين للعلاقات المتميزة وتناميها بشكل مستمر على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية بما يحقق مصالح البلدين الصديقين.

 وأكد وزير الخارجية خلال اللقاء على تطلع مصر لاستشراف المزيد من المجالات الجديدة للتعاون المشترك، بما يسهم في جعله نموذجاً يحتذى به في مجال علاقات التعاون بين الدول الصديقة.

ومن جانبه، أشاد رئيس الحكومة الإسبانية بالجهود الحثيثة التي تبذلها مصر على المستوى السياسي والإنساني للوصول إلى حل لإنهاء هذه الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، مؤكداً دعم بلاده لمبادرة الرئيس بايدن لتحقيق الوقف الفوري لاطلاق النار وتعزيز نفاذ المساعدات الانسانية اللازمة لأبناء القطاع في ضوء الوضع الإنساني الكارثي وغير المسبوق الذي يشهده القطاع، مؤكداً موقف بلاده الداعم لإنفاذ حل الدولتين كأساس للتسوية الشاملة للقضية الفلسطينية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الوزير شكري خوسيه مانويل ألباريس في قطاع غزة مساعدات الإنسانية فلسطين غزة حماس الاتصالات مصر البحر الأحمر الولايات المتحدة المساعدات الإنسانية قطر الضفة الغربية الأزمة القضية الفلسطينية الاقتصاد الحرب إطلاق النار الخارجية سامح شكري باريس وقف إطلاق النار مدريد القضية الدولة الفلسطينية بالدولة الفلسطینیة وزیر الخارجیة الشرق الأوسط حل الدولتین

إقرأ أيضاً:

خبير دولي: القضية الفلسطينية لم تغب لحظة عن أجندة السياسة الخارجية المصرية

قال الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية، إنّ القضية الفلسطينية لم تغب لحظة واحدة عن أجندة تحركات السياسة الخارجية المصرية سواء في الداخل من خلال استقبال الرؤساء والمسؤولين العرب والأجانب أو في التحركات الخارجية ومشاركات الرئيس عبدالفتاح السيسي في كل المحافل الدولية.

 

القضية الفلسطينية

وأضافت «أحمد»، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «هذا الصباح»، المُذاع على فضائية «إكسترا نيوز»، أنّ القضية الفلسطينية دائما تحتل محور تحركات مصر، ما يعكس جهود الدولة المصرية التي ستظل الداعم الأول والأساسي للشعب الفلسطيني ولحقوقه المشروعة، مشيرا إلى أنّ التحرك المصري يأتي على مسارات مختلفة منها السياسي وتنسيق الاتصالات والتشاور مع الأشقاء سواء الدول العربية أو الأجنبية؛ من أجل الدفع باتجاه وقف إطلاق النار ووقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في إطار أولويات الدولة المصرية.          

 ثوابت الحقوق الفلسطينية 

وتابع: «الجهود المصرية تعطي رسالة مهمة أن هناك جبهة عربية موحدة خاصة التوافق بين مصر وتونس، ما يؤكد على ثوابت الحقوق الفلسطينية ورفض سياسة الأمر الواقع الذي يحاول اليمين المتطرف الإسرائيلي فرضه من خلال تدمير قطاع غزة والاقتحامات والانتهاكات في الضفة الغربية والقدس، وتأكيد أن منطق سياسة القوة لا يمكن أن يغير من الشرعية وأن الشعب الفلسطيني ليس بمفرده».

عقود من الدعم المصري المتواصل للقضية الفلسطينية

جدير بالذكر أنه على مدار تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، كانت مصر وستظل الداعم الأكبر للقضية الفلسطينية وتطلعات أبناء الشعب الفلسطيني في إقامة دولتهم المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، جاء ذلك في تقرير تليفزيوني عرضه برنامج «عن قرب مع أمل الحناوي»، المذاع على فضائية «القاهرة الإخبارية».

وتواصل مصر جهودها، امتدادًا لدورها التاريخي تجاه قضية العرب المركزية الأولى، والذي لم يتأثر بأي تغير سياسي داخل الدولة المصرية، لكون قضية فلسطين من ثوابت السياسة الخارجية المصرية، وهو ارتباط دائم تمليه اعتبارات الأمن القومي المصري وروابط التاريخ والجغرافيا والدم، فضلًا عن إيمان وقناعة القاهرة بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته واستعادة حقوقه المشروعة.

ويشهد التاريخ، بأن مصر دائمًا وأبدًا وقفت حائط صد أمام حلم الكيان الإسرائيلي، الذي لا ينام منذ تأسيسه بتهجير الفلسطينيين من أراضيهم حيث تزخر العقود الماضية بمحطات بارزة للدور المصري على كافة الأصعدة تجاه دعم القضية الفلسطينية، تجلت حتى قبل سنوات من تأسيس إسرائيل، فقد شاركت مصر وطرحت مبادرات ومؤتمرات لمناصرة القضية الفلسطينية.
 

مقالات مشابهة

  • الخارجية الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي التعامل مع تصريحات وزير جيش الاحتلال الأخيرة
  • الخارجية الفلسطينية تحذر من مخططات الاحتلال لتهويد المسجد الأقصى  
  • بلال الدوي: موقف مصر مشرف تجاه التعامل مع القضية الفلسطينية
  • خبير دولي: القضية الفلسطينية لم تغب لحظة عن أجندة السياسة الخارجية المصرية
  • كاتب صحفي: موقف الدولة مشرف تجاه التعامل مع القضية الفلسطينية
  • وزير الخارجية التركي يجتمع مع رئيس الإمارات
  • وزير الخارجية يناقش مع نظيره التونسي الأوضاع الكارثية بغزة وجهود وقف إطلاق النار
  • وزير الخارجية: ضرورة التوصل لوقف إطلاق النار في غزة
  • عدن.. وزير الخارجية يلتقي مدير الصحة العالمية الذي يزور اليمن لأول مرة
  • رئيس حزب الاتحاد يثمن القرار الإنساني بالعفو عن 54 من أبناء سيناء