أهمية الصناعات الدوائية في عُمان
تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT
حيدر بن عبدالرضا اللواتي
haiderdawood@hotmail.com
تُعتبر الصناعات الدوائية من الصناعات المُهمة في اقتصاديات العالم؛ حيث إنها تعمل على تعزيز جودة الحياة لدى السكان وتمثّل وقاءً لمقاومة ومواجهة الأمراض التي تواجه الشعوب بين حين وآخر. ورغم رغبة الأفراد والمؤسسات العُمانية والخليجية في افتتاح المزيد من المشاريع الدوائية ومستلزمات الصحة بصفة عامة في المنطقة، إلّا أن الحصول على تراخيص إنتاجها ليس سهلاً من قبل الشركات الغربية، وتحتاج إلى الكثير من الموافقات بسبب احتكار تلك الدول المتقدمة للعلوم والتكنولوجيا والتقنيات الفنية لهذه الصناعة المُهمة.
حكومتنا الرشيدة من جانبها تعمل بصورة مُتواصلة على توطين الاستثمارات وتشجيعها في مجال الصناعات الطبية لتحقيق الأمن الدوائي الذي لا يقل أهمية عن الأمن الغذائي والمائي وغيره. فمصانع الدواء في السلطنة والمنطقة عددها محدود في عمليات الإنتاج للكثير من الأدوية التي نحتاج إليها مقارنة بالإمكانات المالية للمنطقة وعدد السكان الإجمالي، فيما يشكّل حجم الصناعات الدوائية المنتجة في السلطنة نسبة 10% من إجمالي الواردات الدوائية من الخارج، الأمر الذي يُؤكد أن التبعية الخارجية قائمة على عمليات استيراد الأدوية وبصورة كبيرة وتصل في حدود 90% منها. ومن هنا تعمل الجهات المعنية على توطين هذه الصناعات المُهمة في مختلف المناطق العُمانية لتحقيق هدف توفير المنتجات الدوائية، وفي نفس الوقت توفير مزيد من فرص العمل للعُمانيين؛ سواء في عمليات صناعة وإنتاج الأدوية، أو في تشغيل الكوادر الوطنية في الصيدليات والتي يُدار أغلبها من قبل الوافدين.
ولتعزيز تلك الجهود الوطنية فقد تم افتتاح مصنع ميناجين للصناعات الدوائية بمنطقة الرسيل الصناعية، والذي يأتي في إطار تعزيز الأمن الدوائي في البلاد. ويُعد هذا المصنع من المؤسسات المهمة التي تم تشييدها وفقاً لمواصفات عالمية، ومطابقًا لاشتراطات وكالة الأدوية الأوروبية؛ حيث يعد الأول من نوعه بمنطقة الشرق الأوسط لتصنيع الأدوية المتخصصة وأدوية الأمراض النادرة.
وخلال يناير من العام الماضي 2023، تم بمنطقة الحرة بصلالة افتتاح مصنع شركة "فيلكس" بتكلفة استثمارية تبلغ حوالي 58 مليون ريال عُماني للمراحل الثلاثة للمصنع؛ نظرًا للطلب المتزايد على المنتجات الدوائية في السلطنة والمنطقة عمومًا؛ حيث يعد هذا المصنع أيضًا من أحدث المشاريع التي أقيمت في مجال الصناعات الدوائية في دول مجلس التعاون الخليجي وباستثمار قطري عُماني. وهناك عدة مصانع سوف يتم تأسيسها في هذا القطاع الهام خلال السنوات المقبلة لإنتاج منتجات تتعلق بصناعة المحاليل الوريدية، والمستحضرات الصيدلانية، والقفازات، والأقنعة الطبية، والمعدات الطبية الأخرى وغيرها من المنتجات التي يتم استيرادها من الخارج سنويًا.
هذه الصناعات بلا شك سوف تعمل على دعم التوجهات الوطنية وأهداف رؤية "عُمان 2040" في مجالات الصناعة والأمن الصحي في سلطنة عُمان؛ الأمر الذي يتطلب إنشاء المزيد من الشركات المساهمة العُمانية في هذا القطاع وبمساهمة استثمارات الصناديق الوطنية، والمؤسسات المصرفية العُمانية وغيرها من الجهات، مع العمل على جذب الاستثمارات الإقليمية والعالمية الخارجية لتصبح عُمان قِبلة ومركزًا صناعيًّا وإنتاجيًّا رائدًا في مجال الصناعات الدوائية، ومقرًا لإعادة تصدير المنتجات الدوائية إلى الأسواق الإقليمية والعالمية نظرًا للموقع الجغرافي المهم لها وقربها من الأسواق الأفريقية والآسيوية.
إنَّ إقامة مثل هذه المصانع المُهمة بلا شك سوف تسهم في تعزيز الصناعات الدوائية وفي تقليل الاعتماد على واردات الأدوية من الخارج، تماشيًا مع خطط السلطنة التي تهدف إلى رفع نسبة الأدوية والمستلزمات الطبية المنتجة محليًا من 7% حاليًا إلى 20% بحلول العام المقبل 2025، وتعزيز عقود التطوير للأبحاث التي تهم صناعات الأدوية مع المؤسسات المماثلة في الدول العربية والأجنبية التي سبقتنا في هذا المجال.
أعداد المرضى في البلاد والمنطقة تتزايد بسبب تفشي أمراض السكري والقلب والكوليسترول وغيرها من الأمراض المُزمنة التي تستنزف الموارد المالية الكبيرة لاستيراد الأدوية المطلوبة لعلاجها، بجانب احتياج النَّاس لمختلف أنواع الأدوية واللقاحات والكبسولات ومسكنات الآلام وأدوية السرطان والأورام وغيرها من الأمراض الأخرى.
ومن هذا المُنطلق تسعى دول المجلس في توفير تلك المنتجات الدوائية بشكل جماعي للحصول عليها من خلال الاتفاقيات الموحدة وبمواصفات الجودة المطلوبة وبالأسعار المناسبة، فيما المطلوب منها خلال الفترة المُقبلة تعزيز تلك الجهود لإيجاد مزيد من التكامل فيما بينها لإنتاج تلك الأدوية بالمنطقة، واستغلال الفرص الاستثمارية لتشغيل المزيد من المصانع المحلية، وتصدير الفائض إلى الخارج، مع العمل على تطوير مراكز الابتكار والبحث العلمي في هذه الصناعات.
وتسعى وزارة الصحة لتوطين الاستثمارات الوطنية وتشجيعها في مجال الصناعات الطبية والأمن الدوائي لإنشاء المزيد من المصانع بهدف خفض معدلات الاعتماد على استيراد الأدوية من الخارج التي تصل في حدود 90%. والخطة العُمانية الحالية تهدف إلى تغطية احتياجات البلاد من الأدوية بنسبة 30% خلال السنوات العشر المقبلة؛ الأمر الذي يتطلب تسهيل مهام الصناعيين العُمانيين والخليجيين في هذا القطاع الحيوي، ودعم تلك المصانع ماديًا ومعنويًا لإنجاح مهامها المقبلة.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
«خبراء الضرائب»: 3 تحديات تواجه الاستثمار في الصناعات النسجية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكدت جمعية خبراء الضرائب المصرية، أن قطاع الصناعات النسجية يُعد من القطاعات الواعدة ولكنه يواجه 3 تحديات رئيسية وهي ( نقص مستلزمات الإنتاج والتهريب وأن معظم مصانع القطاع من الشركات الصغيرة ومتناهية الصغر وتحتاج إلى حوافز ضريبية وبرامج تمويلية ميسرة) .
وقال المحاسب الضريبي أشرف عبد الغني، مؤسس جمعية خبراء الضرائب المصرية، إن مصر تمتلك ميزات تنافسية كبيرة في صناعة المنسوجات في ظل الأزمات والتوترات العالمية واضطراب سلاسل الإمداد وإرتفاع تكلفة الشحن وأسعار الطاقة ونقص الإنتاج عالميًا.
وأوضح "عبد الغني"، أن متوسط استهلاك مصر من الملابس الجاهزة والمفروشات يصل إلى 16.5 مليار دولار سنويًا يغطي الإنتاج المحلي منها 85% في حين تراجعت نسبة المستورد إلى 15%.
قال "مؤسس الجمعية"، إن صناعة المنسوجات تطورت خلال السنوات الخمس الماضية، ومن المتوقع وصول صادراتنا إلى ما يقارب 3 مليارات دولار بنهاية العام الجاري بزيادة 20% عن العام الماضي حيث كانت 2.4 مليار دولار تمثل 7% من إجمالي صادرات مصر غير البترولية.
وأضاف "عبد الغني"، أن ما يتراوح بين 60 إلي 65% من صادرات القطاع تتجه إلى الولايات المتحدة بموجب اتفاقية الكويز ويستحوذ الإتحاد الأوروبي على 22%، ويتجه الباقي إلى الدول العربية والأفريقية.
وأوضح أن أكبر تحد يواجه صناعة المنسوجات هو نقص مستلزمات الإنتاج حيث أن الإنتاج المحلي من الغزول القطنية لا يتعدى 40% ونسبة الإنتاج المحلي من اليوليستر 15% ولكن الدولة وضعت خطة لتطوير شركات الغزل والنسيج بتكلفة 21 مليار جنيه.
وقال أشرف عبد الغني، إن التحدي الثاني هو التهريب وبيع الملابس المستوردة المستعملة على منصات التواصل الاجتماعى علي أنها جديدة وبيع الـ(استوكات) بأسعار مخفضة وهي موديلات قديمة تسعي الشركات المُنتجة للتخلص منها لإفساح المجال أمام المنتجات الحديثة.
وأشار مؤسس جمعية خبراء الضرائب المصرية، إلى أن التحدي الثالث أن 80% من الشركات العاملة بالقطاع من الشركات الصغيرة ومتناهية الصغر وأغلبها في مناطق عشوائية، ولذلك نطالب بإنشاء مجمعات للصناعات الصغيرة وخاصة في الصعيد والمناطق الحدودية مع منحها اعفاءات ضريبية لمدة 5 سنوات للحد من البطالة وزيادة معدلات الإنتاج ورفع نسب التصدير وتعظيم مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي.