جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-24@14:00:15 GMT

أهمية الصناعات الدوائية في عُمان

تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT

أهمية الصناعات الدوائية في عُمان

 

حيدر بن عبدالرضا اللواتي

haiderdawood@hotmail.com

 

تُعتبر الصناعات الدوائية من الصناعات المُهمة في اقتصاديات العالم؛ حيث إنها تعمل على تعزيز جودة الحياة لدى السكان وتمثّل وقاءً لمقاومة ومواجهة الأمراض التي تواجه الشعوب بين حين وآخر. ورغم رغبة الأفراد والمؤسسات العُمانية والخليجية في افتتاح المزيد من المشاريع الدوائية ومستلزمات الصحة بصفة عامة في المنطقة، إلّا أن الحصول على تراخيص إنتاجها ليس سهلاً من قبل الشركات الغربية، وتحتاج إلى الكثير من الموافقات بسبب احتكار تلك الدول المتقدمة للعلوم والتكنولوجيا والتقنيات الفنية لهذه الصناعة المُهمة.

حكومتنا الرشيدة من جانبها تعمل بصورة مُتواصلة على توطين الاستثمارات وتشجيعها في مجال الصناعات الطبية لتحقيق الأمن الدوائي الذي لا يقل أهمية عن الأمن الغذائي والمائي وغيره. فمصانع الدواء في السلطنة والمنطقة عددها محدود في عمليات الإنتاج للكثير من الأدوية التي نحتاج إليها مقارنة بالإمكانات المالية للمنطقة وعدد السكان الإجمالي، فيما يشكّل حجم الصناعات الدوائية المنتجة في السلطنة نسبة 10% من إجمالي الواردات الدوائية من الخارج، الأمر الذي يُؤكد أن التبعية الخارجية قائمة على عمليات استيراد الأدوية وبصورة كبيرة وتصل في حدود 90% منها. ومن هنا تعمل الجهات المعنية على توطين هذه الصناعات المُهمة في مختلف المناطق العُمانية لتحقيق هدف توفير المنتجات الدوائية، وفي نفس الوقت توفير مزيد من فرص العمل للعُمانيين؛ سواء في عمليات صناعة وإنتاج الأدوية، أو في تشغيل الكوادر الوطنية في الصيدليات والتي يُدار أغلبها من قبل الوافدين.

ولتعزيز تلك الجهود الوطنية فقد تم افتتاح مصنع ميناجين للصناعات الدوائية بمنطقة الرسيل الصناعية، والذي يأتي في إطار تعزيز الأمن الدوائي في البلاد. ويُعد هذا المصنع من المؤسسات المهمة التي تم تشييدها وفقاً لمواصفات عالمية، ومطابقًا لاشتراطات وكالة الأدوية الأوروبية؛ حيث يعد الأول من نوعه بمنطقة الشرق الأوسط لتصنيع الأدوية المتخصصة وأدوية الأمراض النادرة.

وخلال يناير من العام الماضي 2023، تم بمنطقة الحرة بصلالة افتتاح مصنع شركة "فيلكس" بتكلفة استثمارية تبلغ حوالي 58 مليون ريال عُماني للمراحل الثلاثة للمصنع؛ نظرًا للطلب المتزايد على المنتجات الدوائية في السلطنة والمنطقة عمومًا؛ حيث يعد هذا المصنع أيضًا من أحدث المشاريع التي أقيمت في مجال الصناعات الدوائية في دول مجلس التعاون الخليجي وباستثمار قطري عُماني. وهناك عدة مصانع سوف يتم تأسيسها في هذا القطاع الهام خلال السنوات المقبلة لإنتاج منتجات تتعلق بصناعة المحاليل الوريدية، والمستحضرات الصيدلانية، والقفازات، والأقنعة الطبية، والمعدات الطبية الأخرى وغيرها من المنتجات التي يتم استيرادها من الخارج سنويًا.

هذه الصناعات بلا شك سوف تعمل على دعم التوجهات الوطنية وأهداف رؤية "عُمان 2040" في مجالات الصناعة والأمن الصحي في سلطنة عُمان؛ الأمر الذي يتطلب إنشاء المزيد من الشركات المساهمة العُمانية في هذا القطاع وبمساهمة استثمارات الصناديق الوطنية، والمؤسسات المصرفية العُمانية وغيرها من الجهات، مع العمل على جذب الاستثمارات الإقليمية والعالمية الخارجية لتصبح عُمان قِبلة ومركزًا صناعيًّا وإنتاجيًّا رائدًا في مجال الصناعات الدوائية، ومقرًا لإعادة تصدير المنتجات الدوائية إلى الأسواق الإقليمية والعالمية نظرًا للموقع الجغرافي المهم لها وقربها من الأسواق الأفريقية والآسيوية.

إنَّ إقامة مثل هذه المصانع المُهمة بلا شك سوف تسهم في تعزيز الصناعات الدوائية وفي تقليل الاعتماد على واردات الأدوية من الخارج، تماشيًا مع خطط السلطنة التي تهدف إلى رفع نسبة الأدوية والمستلزمات الطبية المنتجة محليًا من 7% حاليًا إلى 20% بحلول العام المقبل 2025، وتعزيز عقود التطوير للأبحاث التي تهم صناعات الأدوية مع المؤسسات المماثلة في الدول العربية والأجنبية التي سبقتنا في هذا المجال.

أعداد المرضى في البلاد والمنطقة تتزايد بسبب تفشي أمراض السكري والقلب والكوليسترول وغيرها من الأمراض المُزمنة التي تستنزف الموارد المالية الكبيرة لاستيراد الأدوية المطلوبة لعلاجها، بجانب احتياج النَّاس لمختلف أنواع الأدوية واللقاحات والكبسولات ومسكنات الآلام وأدوية السرطان والأورام وغيرها من الأمراض الأخرى.

ومن هذا المُنطلق تسعى دول المجلس في توفير تلك المنتجات الدوائية بشكل جماعي للحصول عليها من خلال الاتفاقيات الموحدة وبمواصفات الجودة المطلوبة وبالأسعار المناسبة، فيما المطلوب منها خلال الفترة المُقبلة تعزيز تلك الجهود لإيجاد مزيد من التكامل فيما بينها لإنتاج تلك الأدوية بالمنطقة، واستغلال الفرص الاستثمارية لتشغيل المزيد من المصانع المحلية، وتصدير الفائض إلى الخارج، مع العمل على تطوير مراكز الابتكار والبحث العلمي في هذه الصناعات.

وتسعى وزارة الصحة لتوطين الاستثمارات الوطنية وتشجيعها في مجال الصناعات الطبية والأمن الدوائي لإنشاء المزيد من المصانع بهدف خفض معدلات الاعتماد على استيراد الأدوية من الخارج التي تصل في حدود 90%. والخطة العُمانية الحالية تهدف إلى تغطية احتياجات البلاد من الأدوية بنسبة 30% خلال السنوات العشر المقبلة؛ الأمر الذي يتطلب تسهيل مهام الصناعيين العُمانيين والخليجيين في هذا القطاع الحيوي، ودعم تلك المصانع ماديًا ومعنويًا لإنجاح مهامها المقبلة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

القطاع يشهد نموا 15%.. وضع استراتيجية لزيادة صادرات الصناعات الغذائية

شهد العام 2024 سلسلة من الفعاليات التي نظمتها النقابة العامة للعاملين بالصناعات الغذائية تحت رئاسة النائب خالد عيش ممثل عمال مصر بمجلس الشيوخ والنائب الأول لرئيس الاتحاد.

فقد أعلنت النقابة في بداية العام الجاري عن الانتهاء من تثقيف وتدريب أكثر من 90% من أفراد اللجان النقابية على مستوى الجمهورية، وقد استهدفت النقابة ومن خلال تلك الدورات تعريف العمال بأدوات العمل النقابي نحو خلق بيئة عمل متوازنة تضمن معها مصالح أطراف عملية الإنتاج.

كما تم من خلال تلك الدورات تعريف المشاركين بقوانين "العمل الجديد" و"التأمينات الاجتماعية"، وخطوات أبرام مفاوضة عمل جماعية ناجحة، وذلك من خلال الاستعانة بخبراء ومحاضرين، فيما كانت الجامعة العمالية شاهدة على تلك الدورات التثقيفية التي عكست متانة العلاقة بين النقابة العامة واللجان النقابية على مستوى 120 شركة ومصنع.

وفي سبيل تعزيز دور التثقيف النقابي، فقد أصدر النائب خالد عيش توجيهات بأنشاء أول لجنة متخصصة في التثقيف النقابي تكون مسؤوليتها أعداد برامج الدورات وتوفير المادة العلمية وتجهيزها وشرحها للأعضاء المشاركين.

وفي أبريل الماضي،  أعيد انتخاب النائب خالد عيش، عضوًا بالأمانة العامة للاتحاد المهني الدولي للمرة الثالثة على التوالي، وعضوًا باللجنة المركزية للاتحاد المهني الدولي، ورئيسا للاتحاد الدولي لدول حوض البحر الابيض المتوسط.

هذا وقد تناولت كلمة النائب خالد عيش خلال الفعاليات التي استضافتها "دكار"، تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية علي الشعوب وسبل الخروج من الأزمة وذلك من خلال عرض الاستراتيجية التي تبنتها النقابة العامة للعاملين بالصناعات الغذائية في محاورها الأربعة ومنها أليات تدبير الموارد اللازمة للخروج من الأزمة الاقتصادية وزيادة التشغيل والصادرات بما يضمن تحقيق معدلات نمو مرتفعة تساهم في الخروج من الأزمة الراهنة والتي ظهرت بالتزامن مع بداية الحرب الروسية الاوكرانية، مشيرًا في كلمتة الي أهمية الجهود التي قامت بها الجمهورية الجديدة تحت قيادة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي ودعم المرأة العاملة مما يجعلها قادرة علي الإنتاج وتحقيق استقرار أفضل للمجتمعات.

وتضم الأمانة العامة للاتحاد المهني الدولي ومقرة باريس، دول "فرنسا / مصر / الهند / السنغال / رواندا / فيتنام / كوبا" وقد شارك بالاجتماع الدوري،  86 دولة من مختلف انحاء العالم.

وخلال العام 2024، استطاع مجلس إدارة النقابة العامة برئاسة النائب خالد عيش ان ينتهي من حل أشكالية بدل الوجبة التي طالب بها العمال، وتم التوصل الي أقرار مبدأ زيادة بدل الوجبة من 600 جنيه إلى 1000 جنيه هذا الي جانب تخصيص 500 جنيه حافز مقطوع لجميع العاملين. 


الصناعات الغذائية وزيادة الصادرات 
ومن أجل تحقيق معدل صادرات أعلي، فقد أطلقت النقابة العامة في 2024 أول استراتيجية متكاملة لزيادة صادرات القطاع والذي يتوقع له نسبه نمو 15% الي 20% في العام الجديد 2025.

وقد تضمنت الاستراتيجية اربعة محاور، وهي :-  المحور الأول:- استمرار عمليات التثقيف النقابي العمالى والتدريب على القوانين ذات الصلة بالعمال ومنها قوانين "العمل والتأمينات" بما يخدم بيئة الأعمال ويخلق بيئة عمل مناسبة يتم مراعاة مصلحة العامل وتحقيق أقصى استفادة ممكنة فى ضوء القوانين المطروحة.

ويأتي فى المقدمة إخضاع العاملين لمظلة التأمينات ومراعاة حقوقهم رعاية كاملة.

المحور الثانى، :- الاهتمام بمنح كل سلعة "باركود" وأن تكون لدينا لجان فنية خاصة بالمستثمرين والاستعانة بفرق تسريقية ذات كفاءة مهنية عالية، لدراسة الأسواق الراغبين فى فتح مناطق تصديرية بها، والتأكد من مطابقة المنتج المصري لكل المعايير العالمية المطلوبة فى الأسواق الأوروبية، والالتزام بكل الخطوات المطلوبة حتى تكون الاجراءات مطابقة لشهادات "الأيزو" الإصدار الحديث منها، وهو ما يدفعنا لتفعيل إجراءات السلامة والصحة المهنية المطلوبة داخل المنشآت.

المحور الثالث يتعلق بأدوات التعبئة وخطوط الإنتاج ومطابقة المصنع لكل المواصفات الفنية التى ينتج عنها "سلعة" مطابقة للمواصفات لتكون قادرة على المنافسة.

المحور الرابع يعتمد على الاستعانة بالمصدرين من القطاع الخاص والاستفادة منهم فى عملية التصدير والتعرف على معوقات الاسواق الخارجية وأليات إزالة تلك المعوقات. 


النقابة ورؤية النائب خالد عيش من الدعم النقدي.

ومن القضايا التي تناولها النائب خالد عيش، عرض رؤيتة حول ما أعلنت عنه الدولة بخصوص تحويل الدعم من "عيني إلى نقدي"، حيث تحدث عنه في تصريحات صحفية سابقة، بأنه مع الاتجاه للدعم النقدي شريطة أن يتم الحفاظ على مكتسبات العاملين من الدعم النقدي، والتي تتمثل في أن يزيد الدعم النقدي بما يراعى قيمة التضخم حال حدوثه، مشيرًا الي أن الدعم النقدى يضمن تحقيق الاستفادة ووصول الدعم لمستحقيه، ويدعم انخفاض الأسعار نظرا لزيادة العرض عن الطلب، وبالتالى يقضى على فكرة وجود أكثر من سعر للسلعة مما يضمن القضاء على التلاعب بالسلع التموينية، مقترحا بأن تُشكل كافة شركات الصناعات سواء السكر، أو الأرز، أو الزيت أجهزة تسويقية لحصر كافة المنافذ التى يُمكنها البيع لها لتوفير السيولة المالية لها.


مفاوضة عمل ناجحة 
وفي اكتوبر الماضي، نشرت جريدة الوقائع المصرية في العدد (218) الصادر اليوم 3 أكتوبر سنة 2024، اتفاقية عمل جماعية بين النقابة العامة للعاملين بالصناعات الغذائية ويمثلها، خالد عبد اللطيف عيش، وأحد شركات القطاع الخاص، موضحة أنه قد تم الاتفاق بين الطرفان على ما يلي:
يتم التشغيل بالشركة بنظام ورديتين يوميًا، بمعدل (12) ساعة لكل وردية، ستة أيام في الأسبوع، وتحدد فترات الراحات وفقا للقانون.

ويتم احتساب التشغيل الإضافي للساعات النهارية والليلية طبقا لأحكام المادة (85) من قانون العمل رقم (12) لسنة 2003، يجوز التشغيل في أيام الراحة الأسبوعية أو العطلة الرسمية مع صرف المقابل النقدى لـ الأجر الإضافي المقرر قانونا عوضا عن هذه الأيام وفقا لأحكام المادة ( 85) من قانون العمل المصرى رقم (12) لسنة 2003.

هذه الاتفاقية تمثل تسوية كاملة الموضوع التشغيل الإضافي وتحديد زمن الورادي الشركة، وتقاضي مقابل التشغيل الإضافى والمقابل النقدى للتشغيل من أيام الراحات الأسبوعية أو العطلات الرسمية.

تدخل هذه الاتفاقية إلى حيز النفاذ بدءًا من 15 /5 /2024، ويتم العمل بهذه الاتفاقية بدءًا من 15 /5 /2024، وتنتهى في 14 /5 /2027.

إبرام هذه الاتفاقية من خمس نسخ بيد كل طرف نسخة للعمل بموجبها، وتسلم (3) نسخ للإدارة المختصة بوزارة العمل لاتخاذ إجراءات قيدها ونشرها بالوقائع المصرية ، وفقا لأحكام قانون العمل المصرى رقم 12 لسنة 2003.

وعلي هامش حصاد النقابة العامة للعاملين بالصناعات الغذائية، فقد أعلن النائب خالد عيش، أن العام 2024 سوف يكون عام للتثقيف النقابي وذلك في ضوء حرب الشائعات التي تتعرض لها الدولة وعلي النقابة دور قمنا به علي اكمل وجه من خلال التواصل المباشر مع العمال لتعريفهم حقيقة المخاطر التي تحيط بالمنطقة سواء علي المستوي الاقتصادي والأمني والعسكري كذلك.

مقالات مشابهة

  • "الإمارات للدواء" توصي بتبني الذكاء الاصطناعي لتحسين عمليات التصنيع والتوزيع
  • خبراء: إدراج الأعلاف ضمن مبادرة تمويل قطاع ‏الصناعة يسهم في انخفاض أسعار جميع المنتجات
  • اتحاد الصناعات يتوقع ارتفاع أسعار العقارات بنسبة 30% في 2025
  • نقيب الصناعات الغذائية: القطاع سيشهد نموا بنسبة 20% في 2025
  • القطاع يشهد نموا 15%.. وضع استراتيجية لزيادة صادرات الصناعات الغذائية
  • «التجارى الدولى» حريص على دعم وتوطين الصناعات لتعزيز الاقتصاد
  • جهاز تنمية المشروعات: دعم الصناعات الحرفية لتعزيز هوية مصر
  • رئيس هيئة الدواء يوضح أهمية الحصول على شهادة "ML3" لتنظيم الأدوية واللقاحات
  • وزير الصناعة السعودي: نتعاون مع مصر في تطوير رأس المال البشري
  • الصناعة العُمانية في مهب تحديات المنافسة ونقص المواد الخام