جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-03@00:25:02 GMT

أهمية الصناعات الدوائية في عُمان

تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT

أهمية الصناعات الدوائية في عُمان

 

حيدر بن عبدالرضا اللواتي

haiderdawood@hotmail.com

 

تُعتبر الصناعات الدوائية من الصناعات المُهمة في اقتصاديات العالم؛ حيث إنها تعمل على تعزيز جودة الحياة لدى السكان وتمثّل وقاءً لمقاومة ومواجهة الأمراض التي تواجه الشعوب بين حين وآخر. ورغم رغبة الأفراد والمؤسسات العُمانية والخليجية في افتتاح المزيد من المشاريع الدوائية ومستلزمات الصحة بصفة عامة في المنطقة، إلّا أن الحصول على تراخيص إنتاجها ليس سهلاً من قبل الشركات الغربية، وتحتاج إلى الكثير من الموافقات بسبب احتكار تلك الدول المتقدمة للعلوم والتكنولوجيا والتقنيات الفنية لهذه الصناعة المُهمة.

حكومتنا الرشيدة من جانبها تعمل بصورة مُتواصلة على توطين الاستثمارات وتشجيعها في مجال الصناعات الطبية لتحقيق الأمن الدوائي الذي لا يقل أهمية عن الأمن الغذائي والمائي وغيره. فمصانع الدواء في السلطنة والمنطقة عددها محدود في عمليات الإنتاج للكثير من الأدوية التي نحتاج إليها مقارنة بالإمكانات المالية للمنطقة وعدد السكان الإجمالي، فيما يشكّل حجم الصناعات الدوائية المنتجة في السلطنة نسبة 10% من إجمالي الواردات الدوائية من الخارج، الأمر الذي يُؤكد أن التبعية الخارجية قائمة على عمليات استيراد الأدوية وبصورة كبيرة وتصل في حدود 90% منها. ومن هنا تعمل الجهات المعنية على توطين هذه الصناعات المُهمة في مختلف المناطق العُمانية لتحقيق هدف توفير المنتجات الدوائية، وفي نفس الوقت توفير مزيد من فرص العمل للعُمانيين؛ سواء في عمليات صناعة وإنتاج الأدوية، أو في تشغيل الكوادر الوطنية في الصيدليات والتي يُدار أغلبها من قبل الوافدين.

ولتعزيز تلك الجهود الوطنية فقد تم افتتاح مصنع ميناجين للصناعات الدوائية بمنطقة الرسيل الصناعية، والذي يأتي في إطار تعزيز الأمن الدوائي في البلاد. ويُعد هذا المصنع من المؤسسات المهمة التي تم تشييدها وفقاً لمواصفات عالمية، ومطابقًا لاشتراطات وكالة الأدوية الأوروبية؛ حيث يعد الأول من نوعه بمنطقة الشرق الأوسط لتصنيع الأدوية المتخصصة وأدوية الأمراض النادرة.

وخلال يناير من العام الماضي 2023، تم بمنطقة الحرة بصلالة افتتاح مصنع شركة "فيلكس" بتكلفة استثمارية تبلغ حوالي 58 مليون ريال عُماني للمراحل الثلاثة للمصنع؛ نظرًا للطلب المتزايد على المنتجات الدوائية في السلطنة والمنطقة عمومًا؛ حيث يعد هذا المصنع أيضًا من أحدث المشاريع التي أقيمت في مجال الصناعات الدوائية في دول مجلس التعاون الخليجي وباستثمار قطري عُماني. وهناك عدة مصانع سوف يتم تأسيسها في هذا القطاع الهام خلال السنوات المقبلة لإنتاج منتجات تتعلق بصناعة المحاليل الوريدية، والمستحضرات الصيدلانية، والقفازات، والأقنعة الطبية، والمعدات الطبية الأخرى وغيرها من المنتجات التي يتم استيرادها من الخارج سنويًا.

هذه الصناعات بلا شك سوف تعمل على دعم التوجهات الوطنية وأهداف رؤية "عُمان 2040" في مجالات الصناعة والأمن الصحي في سلطنة عُمان؛ الأمر الذي يتطلب إنشاء المزيد من الشركات المساهمة العُمانية في هذا القطاع وبمساهمة استثمارات الصناديق الوطنية، والمؤسسات المصرفية العُمانية وغيرها من الجهات، مع العمل على جذب الاستثمارات الإقليمية والعالمية الخارجية لتصبح عُمان قِبلة ومركزًا صناعيًّا وإنتاجيًّا رائدًا في مجال الصناعات الدوائية، ومقرًا لإعادة تصدير المنتجات الدوائية إلى الأسواق الإقليمية والعالمية نظرًا للموقع الجغرافي المهم لها وقربها من الأسواق الأفريقية والآسيوية.

إنَّ إقامة مثل هذه المصانع المُهمة بلا شك سوف تسهم في تعزيز الصناعات الدوائية وفي تقليل الاعتماد على واردات الأدوية من الخارج، تماشيًا مع خطط السلطنة التي تهدف إلى رفع نسبة الأدوية والمستلزمات الطبية المنتجة محليًا من 7% حاليًا إلى 20% بحلول العام المقبل 2025، وتعزيز عقود التطوير للأبحاث التي تهم صناعات الأدوية مع المؤسسات المماثلة في الدول العربية والأجنبية التي سبقتنا في هذا المجال.

أعداد المرضى في البلاد والمنطقة تتزايد بسبب تفشي أمراض السكري والقلب والكوليسترول وغيرها من الأمراض المُزمنة التي تستنزف الموارد المالية الكبيرة لاستيراد الأدوية المطلوبة لعلاجها، بجانب احتياج النَّاس لمختلف أنواع الأدوية واللقاحات والكبسولات ومسكنات الآلام وأدوية السرطان والأورام وغيرها من الأمراض الأخرى.

ومن هذا المُنطلق تسعى دول المجلس في توفير تلك المنتجات الدوائية بشكل جماعي للحصول عليها من خلال الاتفاقيات الموحدة وبمواصفات الجودة المطلوبة وبالأسعار المناسبة، فيما المطلوب منها خلال الفترة المُقبلة تعزيز تلك الجهود لإيجاد مزيد من التكامل فيما بينها لإنتاج تلك الأدوية بالمنطقة، واستغلال الفرص الاستثمارية لتشغيل المزيد من المصانع المحلية، وتصدير الفائض إلى الخارج، مع العمل على تطوير مراكز الابتكار والبحث العلمي في هذه الصناعات.

وتسعى وزارة الصحة لتوطين الاستثمارات الوطنية وتشجيعها في مجال الصناعات الطبية والأمن الدوائي لإنشاء المزيد من المصانع بهدف خفض معدلات الاعتماد على استيراد الأدوية من الخارج التي تصل في حدود 90%. والخطة العُمانية الحالية تهدف إلى تغطية احتياجات البلاد من الأدوية بنسبة 30% خلال السنوات العشر المقبلة؛ الأمر الذي يتطلب تسهيل مهام الصناعيين العُمانيين والخليجيين في هذا القطاع الحيوي، ودعم تلك المصانع ماديًا ومعنويًا لإنجاح مهامها المقبلة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

شيمي يستعرض موقف مشروعات قطاع الأدوية ومؤشرات الأداء المالية والتشغيلية

عقد المهندس محمد شيمي وزير قطاع الأعمال العام، اجتماعا برؤساء الشركات التابعة للشركة القابضة للأدوية والكيماويات والمستلزمات الطبية.
 

يأتي ذلك في اطار اجتماعات المتابعة الدورية لمؤشرات أداء مختلف القطاعات والصناعات التي تعمل بها الشركات التابعة للوزارة والوقوف على مستجدات الموقف التنفيذي لمشروعاتها.

تم استعراض نتائج الأعمال المالية والتشغيلية وتحليل مؤشرات الأداء الشهرية والمؤشرات الأولية للنصف الأول من العام المالي 2024/2025،
وتابع الوزير معدلات استغلال الخطوط الإنتاجية لتحقيق أقصى استفادة من الإمكانات والموارد المتاحة وزيادة الطاقات الإنتاجية، وتطورات المشروعات الحالية والجاري تنفيذها على مستوى كافة شركات الأدوية التابعة (العربية والنيل وممفيس والقاهرة والإسكندرية وسيد للأدوية، ومصر للمستحضرات الطبية، والنصر للكيماويات الدوائية، والعبوات والمستلزمات الطبية)، وتشمل مصانع وخطوط إنتاج جديدة وتحديث وتطوير مصانع وخطوط ومناطق إنتاجية، إضافة إلى تطبيق ممارسات التصنيع الجيد (GMP) والتي تعد من الركائز الأساسية لضمان جودة المنتجات وسلامتها، وذلك بحضور الدكتور أشرف الخولي العضو المنتدب التنفيذي للشركة القابضة للأدوية وعدد من قيادات الوزارة.

واستعرض الاجتماع عددا من المشروعات التي تم الانتهاء منها خلال الفترة الماضية ومنها في شركة القاهرة للأدوية تم إعادة تأهيل وتشغيل خط القطرات المتوقف منذ 8 سنوات بإلإضافة إلى ماكينات الكرتون للأقراص لزيادة الطاقات الإنتاجية 30%، وانشاء منطقة جديدة لتجزئة وتخزين الخامات، وفي شركة العربية للأدوية تم الانتهاء من تطوير منطقة الأقراص والكبسول الصلب وإعادة تأهيل خطوط إنتاجها، كما تم الانتهاء من إعادة تأهيل ماكينات تصنيع جراكن غسيل الكلى بشركة العبوات والمستلزمات الطبية والبدء في التصنيع الفعلي لصالح شركة النصر للكيماويات الدوائية. وتناول الاجتماع أيضا موقف إنتاج مستحضرات حديثة لعلاج الأمراض المزمنة بأسعار مناسبة للسوق المحلي وتقليل الاستيراد، والمستحضرات الجديدة سواء التي قيد التسجيل أو تم الانتهاء من تسجيلها وإنتاجها أو المخطط البدء في إنتاجها.

أكد المهندس محمد شيمي على الاهتمام الكبير بصناعة الأدوية باعتبارها من الصناعات الاستراتيجية التي تمس حياة المواطنين بشكل مباشر، موضحا أن الوزارة تعمل على تعزيز قدرة الشركات التابعة للوزارة على إنتاج أدوية عالية الجودة وبأسعار تنافسية، كما نركز على تطوير خطوط الإنتاج وتحديثها بشكل مستمر لمواكبة أحدث التطورات في هذا القطاع الحيوي. وأضاف الوزير أنه من خلال مشروعات تطوير خطوط الإنتاج وإنشاء مصانع جديدة وادخال مستحضرات حديثة، نسعى إلى تقوية قاعدة الصناعة الوطنية وزيادة مساهمتها في تلبية احتياجات السوق المحلي، وتقليل الاعتماد على الاستيراد، وتطبيق ممارسات التصنيع الجيد لضمان تقديم منتجات عالية الجودة تحقق ثقة المواطن ويعزز من قدرة الشركات على التوسع في الأسواق الخارجية.

وفي ختام الاجتماع، شدد المهندس محمد شيمي على أهمية تكثيف الجهود لتحقيق أهداف قطاع صناعة الدواء في المرحلة المقبلة، مشيرًا إلى دعم الوزارة المستمر لتوفير بيئة عمل محفزة ومواكبة للمتغيرات العالمية، ودعم الابتكار والتكنولوجيا في صناعة الدواء والتنسيق المستمر بين جميع شركات الأدوية التابعة للوزارة وتعزيز قدرتها على المساهمة في تلبية احتياجات السوق، وأهمية التعاون المستمر بين الشركات الحكومية والقطاع الخاص بما يسهم في الاستفادة القصوى من الإمكانيات المتاحة وتحقيق تطلعات القطاع في التنمية المستدامة.

مقالات مشابهة

  • الصحة الفلسطينية: القطاع الصحي يواجه انهيارًا بسبب نقص الأدوية والمستلزمات الطبية
  • الاحتلال يعرقل خروج المرضى.. صحة غزة: انهيار القطاع لنقص الأدوية والمستلزمات
  • هيئة الدواء تشارك في المؤتمر السنوي لجمعية المعلومات الدوائية بأمريكا
  • رئيس هيئة الأدوية: استثمارات سوق المستحضرات الطبية تتجاوز 330 مليار جنيه
  • من بيروت إلى أسواق العالم.. لبنان على خارطة الصناعة الدوائية بمعايير عالمية
  • مستشفيات الإحالة ومخزون الأدوية والمستلزمات.. استعدادات الصحة لاستقبال المصابين الفلسطينيين
  • شيمي يستعرض موقف مشروعات قطاع الأدوية ومؤشرات الأداء المالية والتشغيلية
  • وزير الصحة الاتحادي يشيد بمجلس الأدوية بالنيل الأبيض
  • "احذروا الأدوية المزيفة".. يوروبول تكشف عن تجارة بأكثر من 11.1 مليون يورو تهدد صحة الأوروبيين
  • ناصر الصالح| إكتئاب حاد وجرعات مكثفة من الأدوية.. المشاهد الأخيرة من حياته