جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-12@05:13:00 GMT

الصعود التدريجي للكيان نحو الزوال

تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT

الصعود التدريجي للكيان نحو الزوال

 

علي بن مسعود المعشني

ali95312606@gmail.com

عرف صراعُنا مع الكيان الصهيوني محطات مُختلفة، وتنقَّل وسط بيئات وجغرافيات مُختلفة كذلك، وشهد مواجهات متفاوتة في القوة والمدد الزمنية، لكنه لم يتوقف ولم تفتر المقاومة يومًا، رغم الالتفاف على انتصاراتها بفعل قوة العدو ورُعاته، وضعف ووهن وشتات النظام الرسمي العربي.

وفي المُجمَل، فإنَّ المؤشر التراكمي للصراع في صعود من الجانب العربي، وفي انحطاط واضح من الجانب الصهيوني.

وفي الحروب والمواجهات السابقة كان العدو ورعاته يرممون الخسائر ويجبرون الضرر المادي والمعنوي سريعًا، ويعبثون بالانتصارات العسكرية العربية ويحولونها إلى هزائم سياسية نكراء، من وزن "كامب ديفيد" و"وادي عربة" و"أوسلو"؛ لأنَّ الطرف الآخر والمتمثل في النظام الرسمي العربي، لا حول له ولا قوة؛ حيث سوَّق نفسه كتابع للغرب، وسكب الغرب في ذهنيته كقضاء وقدر لا يُرد ولا يُهزم، كما تقبَّل سرديات الكيان الصهيوني، وأعاد إنتاجها في وعيه كقوة لا تُقهر، ولم يتوقف عند ذلك؛ بل بدأ في تأليف سرديات واهية تصف حالة فلسطين التاريخية، وتصف "أحقية اليهود ووجودهم التاريخي" على أرض العرب... إلخ، وكان كل هذا تحت عنوان مُقتضيات "الواقعية" السياسية و"العقلانية" العربية.

لهذا تغوَّل العدو في المنطقة بفعل الدعم السخي من رعاته الغرب، وبفعل الوهن السخي من النظام الرسمي العربي، والذي لم يكتفِ ببلع هزائمه من الصهاينة؛ بل سوق لهم وعمل جاهدًا على إدماجهم في الجسد العربي، ومنحهم الحق العربي بذريعة الواقعية.

بعد هزيمة العدو في مواجهاته مع فصائل المقاومة اللبنانية وعلى رأسها حزب الله عامي 2000 و2006، سقطت نظرية الردع الصهيوني وتعادلت كفتا الردع والوجع بين الطرفين، وانفردت فصائل المقاومة بتقاسم النصر السياسي ونِتاج تلك المواجهات، بمعزلٍ عن النظام الرسمي العربي، وتقبلها العدو ورعاته مُكرهين كشركاء في الأزمات، وأطراف تفاوض عبر الوسطاء.

هنا أدرك العدو ورعاته أن واقعًا عربيًا جديدًا دخل على المعادلة وفرض نفسه بقوة السلاح وتمثل في فصائل المقاومة، فقرَّر البحث عن استراتيجية جديدة للتموْضُع.

كان الخيار الاستراتيجي للكيان الصهيوني ورعاته بعد تلك الهزائم العسكرية النكراء من فصائل المقاومة، وثبوت عجز النظام الرسمي العربي عن كبحها، أو السيطرة عليها، أو مُواجهتها، تسويقَ العدو ككيان صناعي اقتصادي عملاق في المنطقة، ومتفرد في التقنيات والبرامج الأمنية، وذلك بقصد تمرير التطبيع والشراكات والتعاون مع الأقطار العربية المُطبعة وتبادل المنافع تلك معها.

إذ يصل دخل الكيان الصهيوني السنوي حاليًا إلى 520 مليار دولار، منها 14 مليار عائد تصديره للبرمجيات الأمنية الإلكترونية لعدد من الدول حول العالم، ويطمح الكيان إلى مضاعفة الدخل عبر فتح أسواق جديدة في جغرافيات مختلفة، وعلى رأس أولوياته التطبيع مع عدد من الأقطار العربية بضغوط من أمريكا والغرب.

كما إن الكيان سوَّق نفسه للعالم طيلة العقود الماضية ككيان استيطاني آمن للسكن والاستثمار، مُعتمدًا على سجل انتصاراته على النُظم الرسمية العربية عسكريًا أو سياسيًا، وعلى سرديته كضحية تاريخية مُحاطة ببحر من العداء والكراهية من قبل العرب.

لكن يأتي "طوفان الأقصى" اليوم ليُبدِّد حلم الكيان الصهيوني ورعاته والمراهنين على قواه المتعددة "الخارقة"- كما يزعمون- ليجعل من استراتيجية الكيان الثانية والبديلة للمواجهة والردع العسكرية أكذوبة كبرى؛ حيث هُزم الكيان عسكريًا واقتصاديًا واستخباراتيًا وعقليًا منذ الساعات الأولى للطوفان، وعلى مرأى ومسمع من العالم أجمع، وتعرضت كل جغرافيته للقصف من قبل فصائل المقاومة ومن الجغرافيات المختلفة في غزة ولبنان والعراق واليمن، فتبدَّد الحلم الأخير للكيان، وتبدَّدت معه سرديات لا حصر لها، ولم يعد يَلُوحُ لهم من خيار سوى الزوال والرحيل؛ فالطوفان قد عصف بكل شيء على الأرض وبداخل العقول كذلك.

قبل اللقاء.. حذَّر مؤسس الكيان ديفيد بن جوريون بقوله: إن هزيمة "إسرائيل" في حرب واحدة كفيلة بزوالها. (فكم حرب هُزمت بها منذ رحيل بن جوريون؟!).

وبالشكر تدوم النعم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

‏اليمن يكتب فصلًا جديدًا في التضامن العربي

بقلم ـ أكرم عبداللّه القرشي
نعلن للعالم أجمع أننا سنعطي للوسطاء مهلة 4 أَيَّـام، ما لم فسنقوم باستئناف عملياتنا البحرية ضد العدوّ إذا لم يدخل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

———————–

بإعلان السيد القائد مهلةً زمنيةً قصيرةً مدتها 4 أَيَّـام لإنقاذ غزة، يؤكّـد اليمن بقيادة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- أنه لا بدَّ من موقف اتّجاه المسؤولية الدينية، والأخلاقية والإنسانية يقف في وجه هذا العدوّ الجبان.

وعلى هامش الحرب العدوانية والعدوان على الشعب الفلسطيني في القطاع الحبيب، يُعيد اليمن في إسناده الفاعل، رسمَ معادلات القوة، ويرسم خطًّا أحمر أمام العالم: إما عدالةٌ لغزة.. أَو مواجهةٌ لا هوادة فيها.

إما أن تنعم غزة بالغذاء والماء والاحتياجات الأساسية، وترفعوا عنها الحصار وإلا فابن البدر أشَّر وأعلن الاستنفار، وسترون ما قد رأيتموه من قبل وأعظم -بحول الله-.

في القول والفعل، إنها قوة ردع يمنية تُهزّ أمن العدوّ الصهيوني النازي الطاغية.

التهديد العلني والصريح والواضح باستئناف العمليات البحرية ليس مُجَـرّد إنذار، بل هو رسالةٌ واضحةٌ للعالم بأن اليمن –رغم حصاره– قادرٌ على زعزعة أمن الكيان المحتلّ، وتحويل البحر الأحمر إلى ساحةٍ تُكبِّدُ كَيانَ الاحتلال خسائرَ اقتصاديةً واستراتيجيةً تبلغ مليارات الدولارات، تُجبر المجتمع الدولي على مراجعة صمته المُشين.

اليمن وقائده الحكيم يُحمّل العالم مسؤولية الدماء التي تُسفَكُ في المنطقة، ابتداءً بـفلسطين: في غزة والضفة، ولبنان وسوريا.

المهلةُ ليست إمهالًا لـ “إسرائيل” وحدها، بل هي اختبار لإنسانية العالم، إن فشل في إدخَال المساعدات خلال 4 أَيَّـام، فكل جوعٍ أَو موتٍ في غزة سيكون وصمةً على جبين الدول التي تواطأت، واليمن سيُسجّل تاريخيًّا أنه فعل ما لم تفعله الأنظمةُ العربية والعالمية!

حَقًّا وصدقًا، قولًا وفعلاً.. غدى اليمنُ بقيادة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه اللّه- صوتَ المظلومين يرتفع من أعماق البحار على الأعداء.

العمليات البحرية ليست تهديدًا عسكريًّا فحسب، بل هي صرخةٌ تُذكّر العالمَ بأن القضية الفلسطينية حيةٌ في ضمير الأُمَّــة، وأن اليمن –بثقله الجهادي والسياسي– يُعيدُها إلى الواجهة، ويُثبت أن زمنَ التطبيع والخنوع قد ولَّى، وأن زمن المقاومة قد حَـلّ.

سلامُ الله على سيدِ زماننا وقائدنا الشجاع الذي جعل اليمنَ يقولُ للعالم: ها نحن أتينا.. من قلب المحنة نصنعُ المعجزات

مقالات مشابهة

  • الحوثيون يتحدون : رفعنا الجاهزية وسوف نبادل حصار غزة بحصار الكيان الصهيوني
  • البنك الدولي يؤكد تورط دول الخليج في دعم الكيان الصهيوني
  • البنك الدولي يؤكد تورط دول الخليج وعلى رأسها السعودية في دعم الكيان الصهيوني
  • الكيان الصهيوني في حالة رعب واستنفار بعد انتهاء مهلة “الأربعة أيام”
  • ‏اليمن يكتب فصلًا جديدًا في التضامن العربي
  • استشهاد جندي لبناني برصاص العدو الصهيوني
  • العدو الصهيوني يقطع الكهرباء بشكل كامل عن قطاع غزة
  • وعيدُ سيد القول والفعل
  • 4 أَيَّـام مُهلة للكيان الصهيوني من سيد القول وَالفعل
  • عبدالله نعمة: انعدام الأمن في سوريا يصب في مصلحة الكيان الصهيوني