جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-02@01:29:45 GMT

الصعود التدريجي للكيان نحو الزوال

تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT

الصعود التدريجي للكيان نحو الزوال

 

علي بن مسعود المعشني

ali95312606@gmail.com

عرف صراعُنا مع الكيان الصهيوني محطات مُختلفة، وتنقَّل وسط بيئات وجغرافيات مُختلفة كذلك، وشهد مواجهات متفاوتة في القوة والمدد الزمنية، لكنه لم يتوقف ولم تفتر المقاومة يومًا، رغم الالتفاف على انتصاراتها بفعل قوة العدو ورُعاته، وضعف ووهن وشتات النظام الرسمي العربي.

وفي المُجمَل، فإنَّ المؤشر التراكمي للصراع في صعود من الجانب العربي، وفي انحطاط واضح من الجانب الصهيوني.

وفي الحروب والمواجهات السابقة كان العدو ورعاته يرممون الخسائر ويجبرون الضرر المادي والمعنوي سريعًا، ويعبثون بالانتصارات العسكرية العربية ويحولونها إلى هزائم سياسية نكراء، من وزن "كامب ديفيد" و"وادي عربة" و"أوسلو"؛ لأنَّ الطرف الآخر والمتمثل في النظام الرسمي العربي، لا حول له ولا قوة؛ حيث سوَّق نفسه كتابع للغرب، وسكب الغرب في ذهنيته كقضاء وقدر لا يُرد ولا يُهزم، كما تقبَّل سرديات الكيان الصهيوني، وأعاد إنتاجها في وعيه كقوة لا تُقهر، ولم يتوقف عند ذلك؛ بل بدأ في تأليف سرديات واهية تصف حالة فلسطين التاريخية، وتصف "أحقية اليهود ووجودهم التاريخي" على أرض العرب... إلخ، وكان كل هذا تحت عنوان مُقتضيات "الواقعية" السياسية و"العقلانية" العربية.

لهذا تغوَّل العدو في المنطقة بفعل الدعم السخي من رعاته الغرب، وبفعل الوهن السخي من النظام الرسمي العربي، والذي لم يكتفِ ببلع هزائمه من الصهاينة؛ بل سوق لهم وعمل جاهدًا على إدماجهم في الجسد العربي، ومنحهم الحق العربي بذريعة الواقعية.

بعد هزيمة العدو في مواجهاته مع فصائل المقاومة اللبنانية وعلى رأسها حزب الله عامي 2000 و2006، سقطت نظرية الردع الصهيوني وتعادلت كفتا الردع والوجع بين الطرفين، وانفردت فصائل المقاومة بتقاسم النصر السياسي ونِتاج تلك المواجهات، بمعزلٍ عن النظام الرسمي العربي، وتقبلها العدو ورعاته مُكرهين كشركاء في الأزمات، وأطراف تفاوض عبر الوسطاء.

هنا أدرك العدو ورعاته أن واقعًا عربيًا جديدًا دخل على المعادلة وفرض نفسه بقوة السلاح وتمثل في فصائل المقاومة، فقرَّر البحث عن استراتيجية جديدة للتموْضُع.

كان الخيار الاستراتيجي للكيان الصهيوني ورعاته بعد تلك الهزائم العسكرية النكراء من فصائل المقاومة، وثبوت عجز النظام الرسمي العربي عن كبحها، أو السيطرة عليها، أو مُواجهتها، تسويقَ العدو ككيان صناعي اقتصادي عملاق في المنطقة، ومتفرد في التقنيات والبرامج الأمنية، وذلك بقصد تمرير التطبيع والشراكات والتعاون مع الأقطار العربية المُطبعة وتبادل المنافع تلك معها.

إذ يصل دخل الكيان الصهيوني السنوي حاليًا إلى 520 مليار دولار، منها 14 مليار عائد تصديره للبرمجيات الأمنية الإلكترونية لعدد من الدول حول العالم، ويطمح الكيان إلى مضاعفة الدخل عبر فتح أسواق جديدة في جغرافيات مختلفة، وعلى رأس أولوياته التطبيع مع عدد من الأقطار العربية بضغوط من أمريكا والغرب.

كما إن الكيان سوَّق نفسه للعالم طيلة العقود الماضية ككيان استيطاني آمن للسكن والاستثمار، مُعتمدًا على سجل انتصاراته على النُظم الرسمية العربية عسكريًا أو سياسيًا، وعلى سرديته كضحية تاريخية مُحاطة ببحر من العداء والكراهية من قبل العرب.

لكن يأتي "طوفان الأقصى" اليوم ليُبدِّد حلم الكيان الصهيوني ورعاته والمراهنين على قواه المتعددة "الخارقة"- كما يزعمون- ليجعل من استراتيجية الكيان الثانية والبديلة للمواجهة والردع العسكرية أكذوبة كبرى؛ حيث هُزم الكيان عسكريًا واقتصاديًا واستخباراتيًا وعقليًا منذ الساعات الأولى للطوفان، وعلى مرأى ومسمع من العالم أجمع، وتعرضت كل جغرافيته للقصف من قبل فصائل المقاومة ومن الجغرافيات المختلفة في غزة ولبنان والعراق واليمن، فتبدَّد الحلم الأخير للكيان، وتبدَّدت معه سرديات لا حصر لها، ولم يعد يَلُوحُ لهم من خيار سوى الزوال والرحيل؛ فالطوفان قد عصف بكل شيء على الأرض وبداخل العقول كذلك.

قبل اللقاء.. حذَّر مؤسس الكيان ديفيد بن جوريون بقوله: إن هزيمة "إسرائيل" في حرب واحدة كفيلة بزوالها. (فكم حرب هُزمت بها منذ رحيل بن جوريون؟!).

وبالشكر تدوم النعم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

فصائل المقاومة الفلسطينية تسلم الأسيرة الإسرائيلية "أربيل يهود" إلى الصليب الأحمر في غزة

في خطوة بارزة اليوم الخميس، سلمت فصائل المقاومة الفلسطينية، بقيادة سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وكتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس، الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود، المعروفة كأشهر أسيرة إسرائيلية محتجزة في قطاع غزة، إلى الصليب الأحمر الدولي.

تمت عملية التسليم في محيط ركام منزل يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الراحل، في خان يونس جنوب قطاع غزة، حيث تجمعت حشود جماهيرية غفيرة حول المنزل للمشاركة في الحدث التاريخي. 

وبسبب كثافة الحشود، تم تسليم الأسيرة أربيل يهود وسط إجراءات أمنية مشددة، سيرا على الأقدام إلى مركبات الصليب الأحمر، على مسافة تقدر بنحو 100 إلى 150 مترًا من الموقع.

كما تم تسليم الأسير الإسرائيلي الآخر جادي موزيس، الذي كان محتجزًا برفقة خمسة عمال تايلانديين، إلى الصليب الأحمر في نفس الوقت.

خلال عملية التسليم، تواجدت العديد من الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة في المكان، بما في ذلك مقاتلو سرايا القدس وكتائب القسام، الذين اصطفوا على جانبي الطريق المؤدي إلى منزل السنوار، لضمان نجاح العملية وتأمينها. 

كما شاركت العديد من الفصائل الأخرى، مثل ألوية صلاح الدين وكتائب المجاهدين والجبهة الشعبية، في تأمين العملية.

تأتي هذه العملية بعد فترة من الخلاف بين حركة حماس وإسرائيل حول مصير الأسيرة أربيل يهود، التي كانت قد تسببت في تعقيد عملية عودة سكان غزة إلى الشمال.

مقالات مشابهة

  • «عمال مصر» تطالب الشعوب بدعم موقف القيادة السياسية لمواجهة مخططات الكيان الصهيوني برفح
  • مخططات العدو الصهيوني تصطدم بالإرادة الحرة للشعب الفلسطيني
  • أسمته “إسرائيل” رجل الموت.. من هو محمد الضّيف مهندس معركة “طوفان الأقصى” الذي أرعب الكيان الصهيوني؟ (تفاصيل + فيديو)
  • بالفيديو.. تعرف على “محمد الضّيف” مهندس معركة “طوفان الأقصى” الذي أرعب الكيان الصهيوني
  • اقتحام قرى واعتقال مواطنين.. الكيان الصهيوني يواصل عدوانه على عدة مدن فلسطينية
  • العدو الصهيوني يُفرج عن 110 أسرى فلسطينيين ضمن الدفعة الثالثة من المرحلة الأولى
  • العدو الصهيوني يُفرج عن 110 أسرى فلسطينيين
  • العدو الصهيوني يؤخر تسليم دفعة الأسرى الفلسطينيين
  • حماس: كمائن المقاومة في جنين تؤلم العدو الصهيوني وتدفعه ثمن جرائمه
  • فصائل المقاومة الفلسطينية تسلم الأسيرة الإسرائيلية "أربيل يهود" إلى الصليب الأحمر في غزة