وزير النقل السابق الخصاونة لـ"رؤيا": لا بد من تحقيق توازن بين رفع رسوم ترخيص وجمركة السيارات الكهربائية وتخفيف الضرائب على سيارات البنزين الكبيرة وزير الطاقة السابق محمد حامد لـ"رؤيا": لتعزيز الاقتصاد الأخضر يجب تشجيع استخدام السيارات الكهربائية لكن نموها قد لا يستمر بنفس الوتيرة الخصاونة وحامد يؤكدان أهمية فرض معايير فنية على استيراد السيارات الكهربائية إلى الأردن ممثل قطاع المركبات في "المناطق الحرة" ينبه من ارتفاع أسعار وتراجع استيراد السيارات الكهربائية الجديدة

شهد الربع الأول من العام الحالي التخليص على 15,613 مركبة عاملة بالكهرباء.

فيما جرى التخليص على 1794 مركبة عاملة بالبنزين خلال ذات الفترة، وذلك بحسب بيانات هيئة مستثمري المناطق الحرة.

بينما بلغت عمليات تخليص المركبات الهجينة القابلة للشحن (هايبرد) 3375 في الفترة ذاتها.

فيما ارتفع استيراد السيارات العاملة بالكهرباء خلال العام الماضي بنسبة تقارب 152.2 في المئة، وفقًا لتحليل التقارير السنوية لدائرة الجمارك العامة الأردنية منذ عام 2015 حتى الثلث الأول من عام 2024.

اقرأ أيضاً : ما هي المركبات المستثناة من مطابقة السيارات الكهربائية لمعايير الجودة؟

تزايد حصة السيارات العاملة بالكهرباء في الأردن وللتفاعل مع الرسم البياني (أنقر هنا)

كشف تحليل بيانات صادرة عن دائرة الجمارك الأردنية أن قيمة السيارات العاملة بالكهرباء المخلص عليها بلغت أكثر من قيمة السيارات الهجينة وتلك العاملة بالبنزين في عام 2023.

وتراجعت نسبة السيارات الهجينة المخلص عليها وذلك لصالح السيارات العاملة بالكهرباء منذ عام 2022، بنسبة بلغت 43 في المئة خلال 2021، و54 في المئة خلال 2019.

إجمالي قيمة السيارات المخلص عليها في الأردن خلال 9 سنوات

وللتفاعل مع الرسم البياني (أنقر هنا)

"القرار سيحد من تسارع انتعاش السيارات الكهربائية في السوق الأردني لفترة محدودة، بهذه الكلمات وصف وزير النقل الأسبق أنمار الخصاونة في حديثه لمعد التقرير، أثر مطابقة السيارات الكهربائية للمواصفات الأوروبية أو الأمريكية على السوق المحلية.

وأضاف الخصاونة لـ"رؤيا" أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار التوجه العالمي بدعم استخدام السيارات العاملة على الكهرباء، مشددا على حق المواطن باستخدام مركبات ذات تكلفة استخدام أقل (كلفة شراء وصيانة)، وأثر انبعاثي أقل على البيئة.

وقال إنه لابد للحكومة من تحقيق التوازن من خلال رفع الرسوم على ترخيص وجمارك السيارات الكهربائية، بالإضافة إلى اتخاذ خطوات إيجابية بتخفيف الضرائب على السيارات الكبيرة العاملة بالبنزين التي تستهلك وقودًا أكثر.

وتساءل وزير الطاقة والثروة المعدنية الأسبق محمد حامد أنه في ظل عمل رقابة مؤسسة المواصفات والمقاييس، لماذا يتم فرض مواصفات جديدة لاستيراد السيارات الكهربائية.

واعتبر حامد أن سرعة نمو السيارات الكهربائية في الأردن غير مسبوقة، بالرغم من بعض المعوقات في بداية استيرادها، ومنها: تهيئة أماكن شحن السيارات، مدى السيارة في الشحنة الواحدة، تكلفة البطارية، توفر قطع الغيار، وأماكن موثوقة لإجراء الصيانة.

وفي حال ارتفاع أسعار السيارات العاملة بالكهرباء نتيجة للقرار، رجح أن يبقى الطلب على هذه الفئة من السيارات، لكن بوتيرة أقل، نظراً لتكلفتها المنخفضة مقارنة بكلفة سيارات البنزين.

ولفت حامد إلى أهمية دراسة تأثير المواصفات الأمريكية والأوروبية على نسبة رفع أسعار السيارات الكهرباء وذلك لضمان استقرار السوق خلال السنوات القادمة.

ويتشارك الخصاونة وحامد الرأي بأهمية فرض معايير فنية على استيراد السيارات الكهربائية إلى الأردن، مؤكدين حق المواطن بإيجاد سيارات كهربائية بأسعار مناسبة، إلى جانب تلبية معايير الأمان والسلامة العامة.

"خطوات متسارعة وغير مسبوقة"

انتعاش سوق السيارات الكهربائية كان على حساب التخليص على السيارات العاملة بالبنزين، حيث شهد استيرادها تراجعًا مستمرًا منذ عام 2021. كما انخفض استيراد السيارات الهجينة "الهايبرد" مرة ونصف في عام 2019، نتيجة لتصاعد الضريبة المفروضة بنسبة 30 في المئة عام 2018، وصولا لـ55 في المئة في عام 2022.

للتفاعل مع الرسم البياني (انقر هنا)

شجعت الحكومة الأردنية شراء السيارات العاملة على الكهرباء، وأن السيارات الكهربائية دخلت الأردن عام 2018، كانت معفاة من الضريبة. ما يفسر زيادة الإقبال عليها لكونها رخيصة الثمن مقارنة مع المركبات الهجينة والبنزين، وفقًا لهيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن.

أصدرت الحكومة قرارًا بتخفيض الضريبة على السيارات العاملة بالكهرباء عام 2019، وتم تحديدها بنسبة 25 المئة. وفي الخامس والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر 2019، تم تعديل الضريبة بموجب البلاغ رقم 47 لعام 2019، حيث فُرضت ضريبة بنسبة 10 في المئة على المركبات التي تقل قدرتها عن 250 كيلو واط، وضريبة بنسبة 15في المئة على المركبات التي تزيد قدرتها عن 250 كيلو واط.

لن يكون من السهل بعد اليوم إيجاد سيارة كهرباء بأسعار منافسة كالسابق في الأردن، و"إذا وجدت المواصفات المطلوبة ستكون أسعارها مضاعفة"، هكذا وصف ممثل قطاع المركبات في هيئة مستثمري المناطق الحرة جهاد أبو ناصر أثر قرار مطابقة السيارات الكهربائية للمواصفات الأوروبية أو الأمريكية على السوق المحلية.

وبالرغم من تزايد عدد السيارات الكهربائية التي استوردها الأردن خلال السنوات الثلاث الماضية، رجح أبو ناصر في حديثه لـ"رؤيا" ارتفاع أسعار السيارات المجمركة و "شبه توقف، شلل تام لاستيراد السيارات العاملة بالكهرباء ذات المواصفات الأوروبية أو الأمريكية"، حسب رأيه.

واعتبر أن بعض أنواع السيارات الأوروبية والتي تصنع بالصين غير مخصصة للتصدير، فبالتالي لا ينطبق عليها المواصفتين الأوروبية أو الأمريكية، بالرغم من خضوعها لشروط السلامة. وأن الدول غير المصنعة للسيارات لا تضع مواصفات للاستيراد، بحسب تعبيره.

وبالرغم من انتعاش سوق السيارات الكهربائية في الأردن آخر 6 سنوات، إلا أن شهر نيسان الماضي شهد انخفاضًا باستيراد السيارات العاملة بالكهرباء خلال الثلث الأول من 2024.

من يدفع الفاتورة البيئية؟

لفت البنك الدولي إلى تكبد الأردن بين 272.8 -545.7 مليون دينار لمعالجة ارتفاع الغازات الدفينة المرتبطة بالنقل جراء ارتفاع بلغ أكثر من 20 في المئة بين 2016 و 2021.

ورجّح الخصاونة أن الحكومة تتكبد خسائر مادية لا تقل عن مليار ونصف دينار أردني سنويًا، جراء الانتعاش المتسارع للسيارات الكهربائية في السوق المحلية، بسبب انخفاض عائد الجمارك على السيارات العاملة بالبنزين وعائد استخدام البنزين، بحسب رأيه.

ورجح الخصاونة أن الفاتورة البيئية على الحكومة يتراوح بين 400 - 500 مليون سنويا، منبّهًا أن الأثر الاقتصادي والبيئي سيزداد.

ومن جهته، اعتبر حامد أن تعزيز الاقتصاد الأخضر هدف أساسي، وأن الطلب على السيارات الكهربائية سيستمر.

تعزيز البنية التحتية

وتقدم 67 محطة شحن مرخصة خدمات شحن السيارات الكهربائية في الأردن، منها 54 محطة شحن عامة و13 محطة شحن خاصة. و376 محطة شحن قيد الإنشاء بما فيها محطات خاصة داخل المستشفيات والمجمعات التجاريةـ تنتظر حصولها على رخص التشغيل، بحسب هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن.

ومن جهته، قال المدير التنفيذي لجمعية وكلاء السيارات محمد الزرو، إن هناك 100 ألف سيارة كهربائية في الأردن من أصل مليوني سيارة.

وأوضح أن المبيعات على السيارات الكهربائية ازدادت بشكل كبير نتيجة الدعم الحكومي لجمارك السيارات الكهربائية والهايبرد الذي يبلغ 10 في المئة على الكهربائية و5 في المئة للهايبرد.

"تحيز للمستعمل"

ونبه أبو ناصر من ارتفاع أسعار وتراجع استيراد السيارات الكهربائية الجديدة "Zero Mileage".

وشمل القرار السيارات الكهربائية المستعملة بالقرار أن تخضع للمواصفتين المذكورتين أو حصولها على شهادة صادرة عن جهة معتمدة من قبل مؤسسة المواصفات والمقاييس، بحسب المادة الخامسة تعليمات إجراءات تقييم المطابقة للمركبات الكهربائية الصادر في السادس والعشرين من أيار/ مايو الحالي.

تشترط تعليمات إجراءات تقييم المطابقة للمركبات الكهربائية بتقديم إحدى الشهادات التالية لمؤسسة المواصفات والمقاييس للمركبات التي يتم إدخالها الأردن بعد السادس والعشرين من أيار/ مايو 2024 :

- شهادة الموافقة النوعية الأوروبية للمركبة "Type Approval Certificate /European Whole Vehicle"

- شهادة المطابقة لمواصفات السلامة "The Federal Motor Vehicle Safety Standards- FMVSS"

 

فيما لن تخضع السيارات المستوردة سابقا لشروط مطابقة المواصفات. ويذكر أن الحكومة فرضت على التجار كفالات إلزامية بدءا من 1 تشرين الأول/ أكتوبر للسيارات داخل الأردن.

وأوضح وزير الصناعة والتجارة يوسف الشمالي لـ"رؤيا" استثناء جميع السيارات الواردة إلى المنطقة الحرة من التعليمات بعد إثبات شحنها قبل تطبيق الشروط الجديدة.

وأشار الشمالي إلى عدم وجود "الإمكانيات الكافية لفحص السيارات الكهربائية التي تدخل المملكة"، لافتا إلى أن 99 في المئة من دول العالم تعتمد المواصفة الأوروبية.

 

المصدر: رؤيا الأخباري

كلمات دلالية: السيارات الكهربائية ادارة الترخيص البنزين السيارات مؤسسة المواصفات والمقاييس استیراد السیارات الکهربائیة السیارات الکهربائیة فی ارتفاع أسعار على السیارات فی الأردن محطة شحن فی المئة

إقرأ أيضاً:

تحليل إسرائيلي: هجمات الحوثيين على تل أبيب تكتيك لضمان البقاء في مشهد جيوسياسي متغير (ترجمة خاصة)

قال "مركز القدس للأمن والشؤون الخارجية" إن هجمات جماعة الحوثي على إسرائيل وتهديدات الملاحة في البحر الأحمر تكتيك لضمان البقاء في مشهد جيوسياسي متغير.

 

وأضاف المركز في تحليل ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن عدوان الحوثيين تجاه إسرائيل لا يتعلق بالأيديولوجية بقدر ما يتعلق بالتمركز ــ وهو أداء متقن مصمم لتأمين البقاء في مشهد جيوسياسي متغير. وهو في جوهره طريقة الحوثيين في القول: "نحن هنا، ولنا أهمية".

 

وتابع "في دوامة الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط، حيث تتداخل الإيديولوجية والبراغماتية في كثير من الأحيان في مشهد متعدد التناقضات، فإن العدوان الأخير للحوثيين على إسرائيل يتطلب فحصًا أكثر دقة".

 

 وحسب مركز القدس فإنه للوهلة الأولى، تبدو ضرباتهم ضد الدولة اليهودية وكأنها عمل آخر من أعمال التعصب المتشدد، ولفتة واجبة من الولاء لرعاتهم الإيرانيين. ومع ذلك، إذا حفرنا تحت السطح، فستظهر لعبة أكثر إثارة للاهتمام، وأجرؤ على القول إنها مكيافيلية - محاولة محسوبة للبقاء في حين يترنح النظام الإيراني على أرجل غير ثابتة على نحو متزايد.

 

وأردف "لفهم استراتيجية الحوثيين الغريبة، يجب على المرء أن يدخل متاهة السياسة القبلية التي تحكم جزءًا كبيرًا من اليمن والمنطقة الأوسع نطاقًا. في مثل هذه المجتمعات، لا تعد القوة مجرد سلاح؛ بل هي عملة المصداقية.

 

وأكد المركز العبري أن استعراضات القوة، مهما بدت متهورة، تشكل جزءاً من أداء أعظم ــ تمهيداً للمفاوضات. والحوثيون، الذين يقبعون على سقالة غير مؤكدة من الدعم الإيراني، لا يهاجمون إسرائيل والولايات المتحدة فحسب؛ بل إنهم يجعلون من قدرتهم على الصمود مشهداً استعراضياً، وإعلاناً صريحاً للعالم بأنهم قوة تستحق الحساب.

 

وقال "لكن هنا تكمن المشكلة: فهم لا يدعون إلى حرب شاملة، كما قد يخشى البعض. بل إن هذه رقصة محسوبة على حافة الكارثة، وهي مناورة مصممة لتأمين مقعد على الطاولة قبل توقف الموسيقى. ومن خلال استهداف أعداء بعيدين جغرافياً مثل إسرائيل والولايات المتحدة، يثبت الحوثيون في الوقت نفسه مدى نفوذهم ويتجنبون نوع الانتقام الفوري الذي قد يتبع الهجوم على قوى إقليمية أقرب وأكثر استثماراً مثل المملكة العربية السعودية أو الإمارات العربية المتحدة.

 

وزاد "ليس سراً أن الحوثيين مدينون إلى حد كبير برعاية طهران. لقد كانت الأسلحة الإيرانية والتدريب والتوجيه الإيديولوجي لا غنى عنها لجهودهم الحربية. ومع ذلك، وكما هي الحال مع كل التحالفات المماثلة في هذه المنطقة المضطربة، فإن العلاقة هي في جوهرها معاملاتية. وعلى الرغم من إعلاناتهم الصاخبة عن التضامن، فإن الحوثيين ليسوا أيديولوجيين أعمى. ولا يمتد ولاءهم لإيران إلا بقدر ما يتعلق بمصالحهم".

 

وقال "ولا بد من القول إن هذه المصالح بدأت تتباعد. فالنظام الإيراني ليس كما كان في السابق. ففي ظل العقوبات المشلولة، والاضطرابات الداخلية، وحملة لا هوادة فيها من العزلة الدولية، تتضاءل قدرة طهران على دعم وكلائها. وبالنسبة للحوثيين، فإن هذا تطور مقلق للغاية".

 

حماقة

 

وأكد مركز القدس أن فقدان رعاية إيران سيكون أشبه بفقدان الأسد لأسنانه: قد يظل الزئير فخوراً، لكن اللدغة ذهبت".

 

وطبقا للتحليل فإن التاريخ الحديث يذكرنا بما قد ينتظرهم. فقد شاهدوا بشار الأسد متمسكا بالسلطة في سوريا، وهو دمية ضعيفة يعتمد بقاؤها على صدقة الرعاة الخارجيين، ولا تزال أراضيها ممزقة بسبب تمردات مثل هيئة تحرير الشام. والحوثيون، الذين ليسوا غرباء عن الطموح، عازمون على تجنب مصير مماثل. فما هي استراتيجيتهم؟ اتخاذ خطوة جريئة الآن، في حين لا يزال الضوء في أيديهم.

 

من منظور غربي، وفق التحليل قد يبدو استهداف الحوثيين لإسرائيل قمة الحماقة. فلماذا استفزاز دولة تتمتع بمثل هذه القوة العسكرية الهائلة، وخاصة دولة ليس لها تورط مباشر في الحرب الأهلية المتاهة في اليمن؟ ومع ذلك، إذا نظرنا إلى الأمر من خلال عدسة المنطق القبلي، فإن هذه الخطوة تبدأ في اكتساب نوع غريب من المعنى.

 

"في الثقافة القبلية في اليمن، لا يتم إظهار القوة بهدوء. فالإيماءات الكبرى ــ سواء كانت جريئة أو متهورة على ما يبدو ــ هي شريان الحياة لرأس المال السياسي. من خلال استهداف إسرائيل وإصدار التهديدات ضد الولايات المتحدة، يلعب الحوثيون على الجمهور، ويستعرضون عضلاتهم بطريقة تتردد صداها مع جمهورهم المحلي والإقليمي. إنها خطوة مصممة لتلميع سمعتهم كمحاربين مع تجنب التهديد الوجودي المباشر الذي يشكله عدو أكثر قربًا" وفق التحليل.

 

بالنسبة للحوثيين، يرى مركز القدس أن إسرائيل والولايات المتحدة تعملان كخصوم مثاليين: أقوياء ولكن بعيدين، رمزيين ولكن بعيدين. إن ضربهم يسمح للحوثيين بإظهار القوة دون دعوة النوع من الأعمال الانتقامية المدمرة التي قد تلي الهجوم على المملكة العربية السعودية، التي تمتد مصالحها الراسخة في اليمن إلى أبعد من ذلك بكثير.

 

النهاية: البقاء من خلال التفاوض

 

ما هو الهدف النهائي للحوثيين إذن؟ يقول التحليل إنه بالتأكيد ليس تدمير إسرائيل، وهي فكرة خيالية حتى في خطابهم المتضخم. ولا هو الولاء الأعمى لطهران، التي يعرفون أن ثرواتها قد تتعثر قريبًا. لا، إن طموح الحوثيين أكثر واقعية: تأمين بقائهم، وإذا كانت الحظوظ في صالحهم، اكتساب الاعتراف الدولي والشرعية.

 

وزاد "إن استراتيجيتهم هي استراتيجية جريئة محسوبة. فمن خلال إظهار قدرتهم على تحدي حتى أقوى الأعداء، يأملون في إجبار المحاورين المحتملين على التفاوض. والرسالة واضحة: إن الحوثيين ليسوا مجرد عصابة من المتمردين؛ إنهم قوة يجب حسابها، وأي محاولة لتهميشهم ستكون لها تكلفة باهظة".

 

يتابع "في هذا، فإنهم يستحضرون تقليداً عريقاً من التفاوض القبلي. والقوة، كما يعرف أي زعيم قبلي مخضرم، لا تتعلق فقط بكسب المعارك؛ بل تتعلق أيضاً بفرض الاحترام، والذي بمجرد اكتسابه يفتح الباب للحوار. ومن خلال استهداف إسرائيل والولايات المتحدة، فإن الحوثيين لا يدعون إلى الصراع فحسب؛ بل إنهم يضعون الأساس للحصول على مقعد على طاولة المفاوضات".

 

وعلاوة على ذلك، فإن تصرفات الحوثيين تخاطر بتنفير الحلفاء المحتملين. ومن خلال الانحياز بشكل وثيق للغاية إلى أجندة طهران ــ أو الظهور بمظهر المتهور في عدوانهم ــ فقد يجدون أنفسهم أكثر عزلة على الساحة العالمية، يقول التحليل.

 

يعود مركز القدس ليقول "لكن في نظرهم، فإن المكافآت تفوق المخاطر إلى حد كبير. فالاعتراف بهم، والاستقلال، والحفاظ على قيادتهم هي جوائز تستحق السعي وراءها، حتى لو كان الطريق محفوفاً بالمخاطر.

 

وأكد أن عدوانهم تجاه إسرائيل لا يتعلق بالأيديولوجية بقدر ما يتعلق بالتمركز ــ وهو أداء متقن مصمم لتأمين البقاء في مشهد جيوسياسي متغير. وهو في جوهره طريقة الحوثيين في القول: "نحن هنا، ولنا أهمية".

 

خلص مركز القدس إلى القول إن "رفض هذا باعتباره حماقة يعني تجاهل النقطة الأساسية تماما. ففي الشرق الأوسط، كما هو الحال في أفضل الأعمال الدرامية، غالبا ما تكون الخطوط الفاصلة بين الجنون والمنهج غير واضحة إلى حد كبير. والحوثيون، على الرغم من كل تهديداتهم، يلعبون دورهم بعين ماهرة إلى المستقبل".


مقالات مشابهة

  • سيطرة صينية ملحوظة على سوق السيارات الكهربائية
  • تحليل إسرائيلي: هجمات الحوثيين على تل أبيب تكتيك لضمان البقاء في مشهد جيوسياسي متغير (ترجمة خاصة)
  • اتحاد الشركات يكشف عن مواجهة الاحتيال والغش فى تأمينات السيارات
  • تركيا.. مؤشر الثقة الاقتصادية يرتفع خلال يناير
  • مختص لـ "اليوم": فرص واعدة لسوق السيارات الكهربائية بالمملكة رغم التحديات
  • عضو بالغرف التجارية يكشف توقعات أسعار السيارات خلال عام 2025
  • الشوبكي يدعو إلى اتخاذ 7 خطوات لمواجهة مشروع ترامب
  • KIa كيا توقّع مذكرة تفاهم لإنشاء ورشة تدريب متخصصة في السيارات الكهربائية بمدرسة شنلر المهنية
  • ثغرة أمنية في نظام Subaru تكشف عن بيانات حساسة للسيارات
  • تحليل قانوني يكشف مصير نيمار مع الهلال.. فيديو