جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-17@16:04:14 GMT

ما بعد اللقاح؟!

تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT

ما بعد اللقاح؟!

 

غنية الحكمانية

"آمن وفعّال" جرعتَا أمل لمأمونية وفاعلية حقنة التطعيم لكوفيد 19، كلمتان خفيفتان على مجرى اللسان ثقيلتان في ميزان صّحة الإنسان، فتهافتَ النَّاس على ما يدرأ عنهم مصيبة الموت كما يتهافت الفراش على ألسنة اللهب مظنة منه بإزاحة الظلام وانبلاج النور.

الأجساد غير المُلقّحة هي القنبلة الموقوتة ناقلة العدوى ومستودع السلالات الجديدة، فزاد التمسك بالممارسات السّلوكية الصحية كارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي والالتزام بالتدابير والإجراءات الصارمة كالإغلاقات وحظر التجوال؛ حمايةً من مضاعفات الكوفيد ومجابهةً لمتحوارته المتطورة وسلالاته المتعاقبة.

وذكر الدكتور ويليم ساغارن في كتابه "معركة من أجل العقل": "يمكن زرع معتقدات مُختلفة في عقول الناس بعد تعطيل مُهمة العقل عرضيًا أو عمدًا عبر الخوف والغضب أو الإثارة. ومن نتائج هذا الخلل الأكثر شيوعاً نجد الحكم الضعيف المؤقت وسهولة التأثر بأفكار الآخرين. وتحدد أشكاله الجماعية المختلفة أحياناً تحت عنوان "غريزة الجماعة" وتظهر في زمن الحرب وأثناء انتشار الأوبئة وفي كافة الفترات المشابهة حيث الخطر جماعياً، مما يزيد حالة القلق وبالتالي سهولة تأثر الفرد والجموع".

وللترويج لدعاية اللقاح جُنّد العاملون الصحيّون والرموز الثقافية والدينية في التسويق لنجاعة اللقاح وأهميته في تطهير الجسد من دنَس الفيروس المباغت، قبل تمكنّه من الوظائف الحيويّة في الجسم، أو يكون أقّل ضررا بعد تسللّه عبر منافذه الخاصة. مع توظيفٍ لحملات إعلامية وتوعوية واسعة النّطاق عبر موجات الأثير السّمعي والمرئي لجذب إصغاء جماهيري كبير، سواء خطابات في المنابر أو في المعابر. ويقول جوبلز رائد: " إن سرّ الدعاية المؤثرة، والفعالة لا يكمن في بياناتٍ تتناول آلاف الأشياء المتشعبة والمتنوعة، وإنما في التركيز على بضع حقائق فقط وتوجيه آذان الناس وعيونهم إليها بإلحاح وتكرار".

مع شنّ حملة شعواء على أصحاب الخرافات الشّائعة وناشري المعلومات المُضلّلة حول اللقاحات، واحتقار من ادّعى أنها نظرية مؤامرة مدسوسة، وأنّه عملٌ مخططٌ ومدبّرٌ حيكت خيوطه وحبكت قصته بواسطة قوى خفيّة كبرى. فالمؤامرة كما ذكرها دايفيد أيكه في كتابه "السر الأكبر"، حين قال: "تأتي عبر التلاعب بالأشخاص والأحداث لضمان تنفيذ البرنامج، وتأخذ أشكالاً ثلاثة: التواطؤ على استبعاد الأشخاص والمنظمات التي تهدد البرنامج، التواطؤ على إيصال الأشخاص الذين سينفذون البرنامج إلى مراكز القوة والسلطة، والتواطؤ على خلق الأحداث التي ستدفع النَّاس إلى طلب اعتماد البرنامج عبر منطق "مشكلة- رد فعل- حل"، كل هذه الأحداث غير المرتبطة ببعضها ظاهريا تصبح من أوجه الموامرة نفسها لتنفيذ البرنامج نفسه". ومنطق "مشكلة- رد فعل- حل" يقع ضمن استراتيجية "اصطناع المشاكل وتقديم الحلول" وهي من ضمن 10 استراتيجيات للتحكم في الشّعوب كما ذكرها نعوم تشومِسكي.

وتعدّدت أساليب التّلاعب بوعي الجماهير باستخدام خداع اللغة لمواراة سوءة اللقاح وتأكيد حسن الظنّ به، فكان الاختلاف حول مصطلح مناعة القطيع بدلا من المناعة المجتمعية فحظي المصطلح الآخر شرَف الانتقاء، ليكون أكثر تهذيبا وهنداما لحرمة الإنسان وكيانه، باعتبار أن القطيعَ مصطلح بيطري ولا يصحّ للبشر. ومشاهد تمثيلية مؤلمة لتساقط النّاس وتكدّس الجثث غير المحقونة باللقاح أو الرافضة للتطعيم، وتنافس الدّول في حجز اللوازم والمعدّات الطبيّة مبكّرا وصفقات السّوق السوداء في القرصنة عليها.

استفاقت الدّول بعد غفلة سقطت في وحْلها وتداركتْ أنه تدّخل في سياستها وتنازل عن سيادتها ونزع لاستقلاليتها لصالح منظمة الصحة العالمية التي سيصبح لاحقاً لها حقّ الولاية والوصاية على كل شيء في العالم والمرجع العالمي لمنظومة الصحة والمتحكم في أسلوب حياة البشرية. صحوة متأخرة ولكنها كافية لمواجهة الطّغيان المكشوف وكسر أجندة الشرّ.

انتهت مفاوضات منظمة الصحة العالمية بشأن معاهدة الأوبئة المستقبلية المزعومة دون التوصل إلى أيّ اتفاق، يعني تعثر الجهود المبذولة في سبيل إنجاح "حجة التأهب للأوبئة وتضمين الأمن البيولوجي" وفي كيفية الاستجابة لحالات الطوارئ المحتملة في وقوع أي وباء أو كوارث صحية أخرى. فمحاولاتهم الخبيثة باءت بالخسران، فما كان سيترتب على تلك المعاهدة الدولية من توظيفٍ لمؤسسات الدولة وحتى الاستعانة بقواتٍ دولية وفق بنودها مع فرض نشر اللقاحات والأدوية. فتلك البنود ظاهرها خدمة صحة الإنسان وتحسين كفاءته الجسدية، لكن باطنها إحكام السيطرة على البشر وفرض الرقابة وقمع التعبير عن الرأي وزيادة دائرة الإذلال والاستعباد، "وسهولة التحكم الكامل بوعي الأفراد وأجسادهم ووضعهم تحت المراقبة الدائمة وتوظيفهم كمادّة وأداوات لصالح السلطة الشمولية"، مقتبس لجورج أورويل في روايته 1984 التي ذكر فيها تأسيس عالم جديد وأنظمة سياسية قيد التكوين.

إنّ حماية الكرامة البشرية وحرمة الجسدَ هو ما نص عليه النظام الأساسي لسلطنة عُمان طبقًا للمادة 26 والتي تقضي أنه: "لا يجوز إجراء أي تجربة طبية أو علمية على أحد دون رضاه الحر"؛ فالإنسان "ليس حقل تجارب للعمليات الطبية أو الاكتشافات العلمية"، ومسألة إجبارية التلقيح والإكراه على التطعيم والمنع من حريّة الاختيار أو الرضا الحر مع عدم وجود ضمانات طبيّة تعد إعدامًا لإنسانيّة الإنسان وانتهاكًا لسلامته الجسدية وامتهانًا لكرامته البشرية، وهو ما يتنافى مع ما تنص عليه تلك المواثيق؛ فالضرر لا يُزال بالضرر.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الرمد الربيعي.. مرض يصيب العيون نتيجة وجود الأتربة وحبوب اللقاح والغبار.. وأطباء يوضحون أعراضه وطرق الوقاية منه

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

خلال فصل الربيع، يعاني بعض الأشخاص من مرض "الرمد الربيعي"الذي يصيب العيون، أو يسمى بالتهاب الملتحمة التحسسي الموسمي.

الرمد الربيعي

يعد الرمد الربيعي، نوع من الحساسية التي تصيب العينين، نتيجة تفاعل جهاز المناعة مع بعض المثيرات البيئية المنتشرة بكثرة في الربيع، مثل حبوب اللقاح، الغبار، وبر الحيوانات، وحتى بعض الروائح أو المواد الكيميائية في الجو، ويصيب الأطفال عند عمر عامين، وينتهي عند سن البلوغ.

أعراض الرمد الربيعي

في وقت سابق، أوضحت وزارة الصحة والسكان، أن مرض «الرمد الربيعي» يحدث نتيجة وجود الأتربة في الجو أو حبوب اللقاح، وأعراضه لدى الأطفال تكمن في: «الحرقان- احمرار- دموع- هرش في العينين- إفرازات مطاطية»، مؤكدة أنه في حال ملاحظة هذه الأعراض على الطفل، يجب التوجه فورًا إلى طبيب العيون لإعطاء الطفل العلاج اللازم.

قد تظهر الأعراض في عين واحدة أو كلتيهما، وتزداد حدة في ساعات النهار أو عند الخروج إلى الأماكن المفتوحة، ويصيب الرمد الربيعي، مرضى الحساسية بأنواعها ربو، حساسية أنف، إكزيما، والأشخاص الذين يتواجدون كثيرًا في الحدائق أو الأماكن المليئة بالنباتات، ومن لديهم تاريخ مرضي سابق مع التهابات العين التحسسية.

علاج الرمد الربيعي

تعمل الكمادات بالماء البارد، على تقليل الحكة والاحمرار وتمنح راحة مؤقتة للعين، وهناك قطرات مضادة للحساسية مثل مضادات الهيستامين أو مثبتات الخلايا البدينة، وتُستخدم بوصفة طبيب.

كما تعمل الدموع الصناعية على تنظيف العين من المهيجات وترطيبها، وفي الحالات الشديدة قد يصف الطبيب قطرات تحتوي على كورتيزون، ولكن بحذر شديد وتحت إشراف طبي دقيق لتجنب المضاعفات.

الوقاية من الرمد الربيعي

يفضل تجنب الخروج  في أوقات الصباح والأجواء المحملة بالأتربية، وارتداء النظارات الشمسية عند الخروج لحماية العين من المهيجات، وغسل اليدين والوجه جيدًا بعد العودة من الخارج، وتجنب فرك العينين حتى في حال الحكة، وإبقاء النوافذ مغلقة قدر الإمكان في الأيام العاصفة أو كثيرة الغبار، واستخدام منقيات الهواء في المنازل عند الضرورة

كما يفضل زيارة طبيب العيون عند ملاحظة إفرازات كثيفة فى العين إذا كانت الأعراض شديدة جدًا ومستمرة، وإذا أثرت على القدرة على الرؤية أو فتْح العين، وإذا لم تتحسن الحالة بعد يومين إلى ثلاثة أيام من العلاج المنزلي.

أمراض الصيف

وبدوره، يقول الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، إن العين قد تكون بوابة لدخول الفيروسات لجسم الإنسان، وخلال فصل الصيف يصاب المواطنين ببعض الأمراض التي ترتبط بشكل مباشر بهذا الموسم، وهي ما تعرف في الغالب بأمراض الصيف.

إجراءات وقائية

طالب «بدران»، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، المواطنين بالحفاظ على نظافة اليدين وغسلهم باستمرار، والنظافة الشخصية من خلال الاستحمام وتغيير الملابس، ونظافة المنازل أيضًا، وخاصةً السجاد والستائر التي تكون محملة بالأتربة وحبوب اللقاح.

أهمية استشاره الطبيب

نصح، بضرورة استشارة الطبيب في حالة ظهور أي عرض من أعراض أمراض الصيف أمر ضروري جدًا، فضلًا عن الاهتمام بتناول الأدوية التي يتناولها المرضى يوميًا، مشددًا على ضرورة الاهتمام بالجهاز المناعي من خلال تناول الأطعمة والفواكه التي تحتوي على الفيتامينات.

الرمد الربيعي

كما يوضح الدكتور طه عبد الحميد، أستاذ الصدر والحساسية بكلية الطب جامعة الأزهر، أن الرمد الربيعي هو مرض مناعي، ولكن قد يتطور لالتهاب بكتيري في ملتحمة العين أو التهاب فيروسي على حسب المسبب له، فهناك أكثر من شكل لالتهاب ملتحمة العين، وهو الرمد الربيعي، ويكون الأطفال الأقل من ١٠ سنوات الأكثر عُرضة للإصابة بالمرض.

يوضح "عبد الحميد"، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن الطفل دائما ما يقوم بالحكة في منطقة العين، وهو من أحد المسببات للمرض، خاصةً مع انتشار حبوب اللقاح في فصل الربيع والهواء الشديد أو الأتربة، مطالبًا الأمهات في حالة تقلب الطقس لرياح وهواء محمل بالأتربة لا بد من عدم خروج الأطفال من المنازل في هذا الطقس، وغسل الأيدي باستمرار، وفي حالة إصابة الطفل بالرمد الربيعي لابد من عمل كمادات مياه باردة.

مقالات مشابهة

  • مديرية الصحة في طرطوس تنظم ندوة تعريفية حول حملة تعزيز اللقاح الروتيني ‏عند الأطفال
  • 3000 مصاب بالهيموفيليا في المغرب ووزارة الصحة تطلق حملة وطنية للتوعية
  • الصحة النيابية:تعديل لقانون مكافحة المخدرات لحظر المواد التي تدخل في صناعة المخدرات
  • الرمد الربيعي يهاجم العين في فصل الربيع
  • الرمد الربيعي.. مرض يصيب العيون نتيجة وجود الأتربة وحبوب اللقاح والغبار.. وأطباء يوضحون أعراضه وطرق الوقاية منه
  • خبيرة طاقة: القلم والورقة من أعظم الطاقات التي يمتلكها الإنسان.. فيديو
  • الصحة العامة: لقاح MMR يحمي الأطفال ويعزز المناعة
  • الصحة تختتم أولى دورات تأهيل أطباء الأطفال بمراكز الرعاية الصحية الأولية
  • كيف تفرق بين حمى القش ونزلات البرد فى الربيع
  • معاناة مرضى الحساسية تتفاقم.. دراسة تحدد الأسباب