د. صالح الفهدي
في جولتي بمعرض "كومكس" التقيتُ بمجموعةٍ من الشبابِ في إحدى المؤسسات الخاصَّة، ودار بيننا حديثٌ قصيرٌ إلَّا أنَّه يعبِّرُ عن فكرٍ نُريدهُ، وندعو إليه؛ إذ أكَّدَوا على أنَّهم يمنحون الفرص لِمَنْ التحقَ بالعمَلِ بعدهم، ويتيحون المجالَ أمامهم لتحسين العمل، وتجويد الأداء، ولا يتدخَّلون إلا قليلًا؛ حيث يقتضي الحالُ منهم التدخل، إنَّما يسعون إلى رفع مستوى الثقة بمن يليهم من الملتحقين بالعمل، ومن يملكُ قدرة على الإبداعِ والابتكار والتحديث دون أن يفرضوا عليهم ما يجب أن يفعلوه، وما لا يجب.
هذا الفكرُ هو الذي نريدهُ كفكرٍ يعمُّ مؤسساتنا الحكومية والخاصَّةِ ومؤسسات المجتمع المدني؛ أن يُمنح كلَّ موهوب، كلَّ صاحبِ قدرةٍ، وكلَّ من يجدُ في نفسه الكفاءة، لكي يُبدعَ، ويبتكرَ، ويحسِّنَ، في كلِّ جانبٍ من جوانبِ العمل، فما أبطأَ السَّيرَ إلا فكرٌ جامدٌ لا يتطوَّر، ولا يمنح الثقة في غيرهِ كي يطوِّر؛ بل السير على منهج عقيمٍ، بليد "إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ" (الزخرف-22)، ولا تبحثُ- أمام ذلك الفكرُ الآسنُ- عن سبب مشكلات المؤسسات، فتسأل: لماذا هذه البيروقراطية التعيسة ما زالت جاثمةً في إجراءات العمل؟ لماذا لا تتجدَّدُ طرقُ ووسائل الأداء؟ لماذا لا نشهدُ استخدامًا واسعًا وعميقًا للتقنية وهي متاحة لخدمة الأعمال؟ لماذا لا نعيدُ النظر في كثيرٍ من المؤسسات حتى نجعلها أكثرُ كفاءةً وفاعلية؟
حينَ يسودُ الفكرُ الذي أباحَ به الشبابُ؛ فكرُ إتاحة المجال لكلِّ صاحبِ كفاءةٍ كي يُبرهنَ عن قدراته في تحسين أداءِ العمل، والإرتقاءِ بالخدمات، فإِنَّ كل مؤسسةٍ ستجدُّ خُطاها نحو المنافسة في تقديمِ الخدماتِ، وتحسينِ الأداء، وبالمناسبة فالمؤسسةِ التي دار الحديثُ فيها لم تكن تتبوأ صدارة المؤسسات في قِطاعها، ولكنها كانت تقدِّم من الخدمات عبر منافذها الالكترونية أكثرُ مما تقدِّمهُ المؤسسة المتصدِّرة للقطاع والتي تفوقها في الحجم والعوائدِ المالية، وهذه نتيجة لإتاحة الفرص أمام المبدعين في المؤسسة كي يبدعوا ويحسِّنوا من طرقِ الأداء المؤسَّسي.
هذا الفكرُ هو الذي نريدُ أن يعمَّ مؤسساتنا لأننا في عالمٍ سريعِ المتغيرات، شرس المنافسات يحتاجُ إلى العقول المتوقدة، والهمم المتوثِّبة، لتتفاعل مع متغيراته، وتتعاطى مع مستجدَّاته. في إحدى المؤسسات وجدتُهم يعرضون بعض التطبيقات التقنية لكنني وجدتُ أنَّ هناك بونًا شاسعًا بين من يقومُ بالشرحِ وبين التطبيقِ ذاته، هذا فضلًا على أنَّ التطبيقَ ينتمي لسنواتٍ خاليةٍ، أما اليوم فنحنُ في عصرِ الذكاء الاصطناعي الذي يجب أن تستفيد فيه كلُّ مؤسسة.
هذا الفكرُ الذي نريدُ أن يعمَّ في مؤسساتنا حتى لا نظلَّ معتمدين على الشركات الأجنبية التي تمدُّنا بالتقنيةِ، والتطبيقات، فتكون بياناتنا مقيَّدةً في أجهزتها التي لا يُعلم عن ارتباطها شيئًا!، ولقد رأيتُ ذلك في إحدى المؤسسات التي أَدركتُ أنها تسحبُ البساطَ من شركةٍ عالميَّةٍ كُبرى بعد استنتاجي من عدَّةِ أسئلةٍ طرحتها عليهم، حتى قُلتُ لهم: أنَّ السيادةَ الوطنية لأيَّة دولة تقتضي احتفاظها ببياناتها في إطارها وليس في يد الآخر، فالمعرفةُ قوة، بيدَ أن المعرفة لا تكون إلا بمعلوماتٍ وبياناتٍ حتى تُصبحَ معرفةً وبالتالي قوة، فإِن مكَّنا الآخر من الاستحواذ على معلوماتنا وبياناتنا فقد جعلنا لهم القوةَ والمكنة علينا، وإن نحنُ احتفظنا بها وأنشأنا إطارًا مؤسسيًا شبيهًا بها استطعنا أن نقدِّم نفس الخدمةِ ولكن في إطار السيادة الوطنيةِ.
إنني لأستبشرُ خيرًا حينَ أَجدُ شبابًا يتبنون فكرًا معارضًا للاستحواذِ على المعلومةِ، والسلطةِ، والقرار، منفتحونَ لإتاحة الفرص لكل من جاءَ بعدهم ممن يحملُ فكرًا متجددًا أو من يملكُ عقلية متقدمةً ومتنبهة لما يحدثُ من متغيرات ومستجدات، فهؤلاءِ الشباب هم الذين نعوِّلُ عليهم التغيير الذي ننشده، وهم الذين يتبنُّونَ "الفكر الذي نُريد".
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
عَملٌ مسرحي على خشبة ثقافي طرطوس يُحاكي اللحظات التي رافقت التحرير
طرطوس-سانا
قَدّمت فرقة العرّاب للفنون المسرحية عملها المسرحي الجديد صَيدُ المنايا (تحت سقفٍ واحد) على خشبة مسرح المركز الثقافي العربي بطرطوس، والمستوحى مما كُشِفَ في سجن صيدنايا بعد التحرير مِنْ أحداثٍ وقصص مؤلمة دامتْ سنوات.
مؤلّف ومُخرج العمل عصام علّام قال في تصريح لمراسلة سانا: إنه استقى عنوان العمل من سجن صيدنايا الذي حوّلَ الأرواح الحيّة إلى مَنايا وموت، وبدأ بكتابة النّص مع انتشار فيديوهات تحرير سُجناء المعتقلات وغرف السجن والعبارات المكتوبة على جدرانه، المشهد الذي تركَ أثراً نفسيّاً سيّئاً في ضمير كُلِّ مَنْ شَاهدَ وقرأ.
وأضاف علّام: “العمل الذي يشارك فيه سبعة ممثلين ساعدت بإخراجه ماريا شلدح، استغرقت كتابته حوالي الشهر، في حين بدأت البروفات مع نهاية كتابة المشهد الأول للمسرحيّة، مع تكثيف ورشات العمل ليكون العمل حاضراً على خشبة المسرح؛ لتقديم أوّل عرضٍ مسرحي سياسي حر بعد سقوط النظام البائد.
واعتبر علّام أن للمسرح دوراً فنياً رائداً في توثيق الأحداث، وإلقاء الضوء على ما يجري في المجتمعات، و ما يجول في خاطر نفوس الناس من هموم ومشاكل، معبراً عن رأيه بأن التحرير هو تحريرٌ للفن أيضاً بشكل عام، وللمفكرين والمسرح على وجه الخصوص، كونه يساعد على إيجاد بيئة صحيّة حرّة للعمل، لإيصال صوت الناس بصورة أفضل، ما يسهم في الوصول للهدف الذي وجِدَ من أجله الفن.
طرطوس 2025-01-29Hassan Nasrسابق من مشاركات القادة العسكريين في مؤتمر إعلان انتصار الثورة السورية انظر ايضاً استبدال خليّة كهربائية في محطة تحويل مشتى الحلو باستطاعة 20 ك.فطرطوس-سانا قامت ورشات الشركة العامة لكهرباء طرطوس باستبدال خليّة كهربائية باستطاعة 20 ك.ف
آخر الأخبار 2025-01-29انطلاق فعاليات مؤتمر إعلان انتصار الثورة السورية وسط حضور موسع من فصائل إدارة العمليات العسكرية وقوى الثورة السورية 2025-01-29وفاة أربعة أشخاص وإصابة أربعة جراء انفجار لغم أرضي في ريف حماة الشرقي 2025-01-29(حماة تنبض من جديد).. مبادرةٌ أطلقتها المحافظة لتعزيز العمل التطوعي وإعادة تأهيل البنية التحتية 2025-01-29وزارة النقل: ندرس تعرفة خطوط نقل الركاب بشكل دقيق 2025-01-29وفاة شخصين وإصابة 4 آخرين نتيجة حادث سير على طريق إدلب سرمين 2025-01-29وزير المالية في لقاء مع بعثة الاتحاد الأوروبي: ضرورة رفع كامل العقوبات عن سوريا 2025-01-29ورشة في وزارة الصحة لتنسيق الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي في سوريا 2025-01-29وزارة التربية والتعليم تناقش مع منظمات دولية ومحلية خطتها وأولويات النهوض بالواقع التربوي 2025-01-29تشخيص وعلاج الانصمام الرئوي في محاضرة للجمعية الطبية السورية الأمريكية بمشفى دمشق 2025-01-29وزير الزراعة يبحث مع هيئة الموارد المائية واستصلاح الأراضي الصلاحيات والمشكلات التي تعترض العمل
صور من سورية منوعات تيك توك تستأنف خدماتها في الولايات المتحدة بفضل ترامب 2025-01-20 الصين تطلق مجموعة جديدة من الأقمار الصناعية إلى الفضاء 2024-12-05فرص عمل جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23 الخارجية تعلن برنامج اختبارات المرحلة الرابعة في مسابقتها لتعيين عاملين دبلوماسيين 2024-12-05حدث في مثل هذا اليوم 2024-12-077 كانون الأول-اليوم العالمي للطيران المدني 2024-12-066 كانون الأول 2004- اقتحام القنصلية الأمريكية في جدة بالمملكة العربية السعودية 2024-12-05 5 كانون الأول – اليوم الوطني في تايلاند 2024-12-033 كانون الأول 1621- عالم الفلك الإيطالي جاليليو جاليلي يخترع التلسكوب الخاص به 2024-12-022 كانون الأول- اليوم الوطني في الإمارات العربية المتحدة 2024-12-011 كانون الأول 1942 – إمبراطور اليابان هيروهيتو يوقع على قرار إعلان الحرب على الولايات المتحدة
مواقع صديقة | أسعار العملات | رسائل سانا | هيئة التحرير | اتصل بنا | للإعلان على موقعنا |