كأنه الرئيس.. الصين تطور نموذجًا لغويًا كبيرًا يعتمد على فلسفة شي جين بينغ
تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في خطوة جديدة نحو تعزيز سيطرتها على التكنولوجيا والبيانات، أعلن معهد أبحاث الفضاء الإلكتروني الصيني، التابع لإدارة الهيئة التنظيمية الوطنية لإدارة الفضاء الإلكتروني في الصين، عن تطوير نموذج لغوي كبير يعتمد بشكل رئيسي على الفلسفة السياسية للرئيس الصيني شي جين بينغ. هذا النموذج، الذي يتميز بقدرته على تنفيذ المهام اللغوية المعتادة مثل الإجابة على الأسئلة وكتابة التقارير والترجمة بين الصينية والإنجليزية، يعتمد على قاعدة معرفية منسقة تحتوي بيانات مولدة محليًا وليست مفتوحة المصدر.
وفقًا لإدارة الفضاء الإلكتروني، فإن الاعتماد على البيانات المولدة محليًا يضمن مستوى عاليًا من الأمان والموثوقية. وتقول الإدارة إن هذا النهج يمنع التعرض للمخاطر الأمنية التي قد تأتي مع استخدام البيانات المفتوحة المصدر أو البيانات غير المراقبة. وقد تم عرض النموذج اللغوي الكبير عبر حساب مجلة إدارة الفضاء الإلكتروني في الصين على منصة وي تشات (WeChat)، حيث أظهرت العروض التوضيحية أن الإجابات المقدمة من النظام تأتي من مجموعة ثابتة من الوثائق والمنافذ الرسمية الصينية.
احترافية ومصداقيةيشدد معهد أبحاث الفضاء الإلكتروني على أن النموذج يتمتع باحترافية وسلطة تضمن الجودة المهنية للمحتوى المولد. ويتم نشر النظام حصريًا عبر خوادم المعهد، حيث تعالج جميع البيانات محليًا لضمان أمانها. يعتمد النموذج على نماذج لغوية مدربة سابقًا ومعتمدة من الحكومة، مما يعزز الثقة في دقة وأمان المعلومات المقدمة.
التحديات والقيودرغم الفوائد المحتملة لهذا النموذج، إلا أن هناك مخاوف تتعلق بالقيود المفروضة على بيانات التدريب. إذ تعتمد الصين على تطوير مجموعة بيانات تحتوي فقط على أجزاء تتفق مع قيم الحزب الشيوعي الصيني، مما قد يؤثر على أداء النموذج اللغوي الكبير. وقد تضع هذه القيود الصين في موقف حرج ضمن سباق الذكاء الاصطناعي مع الولايات المتحدة، حيث تتطلب النماذج الأكثر تقدمًا تنوعًا واسعًا في البيانات لتحقيق أداء عالٍ.
الامتثال للوائح الحكوميةيتعين على الشركات الصينية التي تطور نماذج لغوية كبيرة الامتثال للوائح الحكومية التي تفرض التحقق من أن المحتوى المولد يتوافق مع القيم الاشتراكية للحكومة. ورغم الجهود المبذولة للحد من النتائج غير المرغوب فيها، لا تزال التحديات قائمة، حيث يمكن حتى للنماذج المتقدمة أن تولد نتائج ضارة أو غير دقيقة بناءً على اختراقات بسيطة.
مستقبل النموذجلا يزال النظام قيد الاختبار داخليًا في معهد أبحاث الفضاء الإلكتروني الصيني، ولم يُتاح للجمهور بعد. ويتوقع أن يسهم هذا النموذج في تقديم دعم كبير للأهداف السياسية والاجتماعية للحكومة الصينية، لكنه يثير تساؤلات حول مدى توازن الصين بين الابتكار والرقابة.
تسعى الصين من خلال هذا النموذج إلى تقديم تقنية آمنة وموثوقة تعزز من سيطرتها على البيانات والمعلومات، مع الالتزام بالقيم الاشتراكية. ومع ذلك، يبقى السؤال حول مدى تأثير القيود المفروضة على البيانات على أداء النموذج، وما إذا كانت الصين ستتمكن من مواكبة التطورات العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: رئيس الصيني شي جين بينغ الفضاء الإلکترونی هذا النموذج
إقرأ أيضاً:
الصين تبتكر أول بطارية نووية تدوم 100 عام
ابتكر باحثون في جامعة نورث ويست نورمال في قانسو، الصين، أول بطارية نووية مصنوعة من الكربون المشع، تدوم 100 عام.
وذكر تقرير إعلامي أنه يمكن استخدام هذه البطارية لتشغيل الأجهزة في المناطق النائية، من أعماق البحار إلى الفضاء الخارجي.
ومع تطلع العالم إلى التحول لمصادر طاقة أنظف، يعمل العلماء على إيجاد حلول مبتكرة تلبي احتياجات الطاقة دون التسبب في ارتفاع درجة حرارة الكوكب، وبينما حققت طاقة الرياح والطاقة الشمسية نجاحاً تجارياً، فإن توليد الطاقة متقطع ويعتمد على مصدر خارجي، مما يجعله غير موثوق به في المناطق النائية، وفق "إنترستينغ إنجينيرينغ".
ومن ناحية أخرى، تستخدم البطارية النووية الطبيعة المشعة للنظائر لتوليد الكهرباء، وبما أن عمر النصف للمادة المشعة يمتد عادةً إلى مئات السنين، يمكن أن تكون البطاريات النووية مصدراً موثوقاً للطاقة لفترات زمنية أطول.
وأنجز العلماء في جامعة نورث ويست نورمال أول بطارية نووية من هذا النوع في الصين باستخدام الكربون-14، وهو نظير كربون شائع الاستخدام ولكنه نادر بنفس القدر، يُعرف باسم "الكربون المشع".
بطارية الكربون المشع
ويوجد الكربون في الطبيعة بثلاثة نظائر، ويُعد الكربون-12 أكثرها وفرةً، حيث يُمثل 99.8% من إجمالي الكربون الموجود على كوكب الأرض.
ويُشكل الكربون-13 حوالي 1% من الكربون، بينما يُعد الكربون-14 نادرا جدا، إذ لا يوجد إلا مرة واحدة في مليار ذرة كربون.
ويُعد الاضمحلال الإشعاعي للكربون-14 ضعيفاً، ويبلغ عمر النصف له 5730 عاماً، وشكل الباحثون ساعة نووية باستخدام شبه موصل مُركب مصنوع من السيليكون والكربون، والتي ولّدت طاقته 433 نانوواط، وشغّل الفريق مصباح LED يعمل بهذه البطارية لأكثر من 4 أشهر، مُصدراً أكثر من 35000 نبضة.
ويثق الباحثون في قدرة هذه البطارية على تشغيل الأجهزة القابلة للزرع بشكل دائم، مثل أجهزة تنظيم ضربات القلب أو واجهات الدماغ والحاسوب.
ويبقى أداء البطارية ثابتاً حتى في درجات حرارة قصوى تتراوح بين -100 درجة مئوية و200 درجة مئوية، ويقترح الباحثون نشر أجهزة طاقة في المناطق النائية وفي الفضاء الخارجي.
أكثر من مجرد بطارية
وربما تكون الصين قد دخلت التاريخ بصنع أول بطارية نووية لها، و لا يُعد هذا إنجازاً بارزاً فحسب لما يمكن أن تحققه الصين في مجال الطب أو أبحاث الفضاء مستقبلاً، بل يُشير إلى تحول جذري في قدراتها على مستوى أعمق.
ذلك وبدأت الصين الإنتاج الضخم لنظير الكربون-14 في منشأة نووية، مما قد يُساعدها في تصنيع بطاريات نووية على نطاق واسع.