في ظلال #طوفان_الأقصى “74”

#جنود_العدو يتفاخرون بالجريمة ويتنافسون في الإبادة

بقلم د. مصطفى يوسف #اللداوي

لا يتناسب أبداً ما يقومون به وما يرتكبونه من جرائم وموبقات، ومذابح ومجازر، وعمليات إبادة جماعية وتطهيرٍ عرقيٍ مقصود، وحرقٍ وقصفٍ ودمارٍ وخرابٍ، وتجويعٍ وتعطيشٍ وحصار، وقضاءٍ على كل مقومات الحياة ووسائل العيش، وتدميرٍ للمستشفيات وقتلٍ للمرضى والجرحى والنساء والأطفال والأجنة والنطاف، في فلسطين عموماً وفي قطاع غزة على وجه الخصوص، مع ادعاءاتهم بأنهم الجيش الأكثر مناقبية والأفضل أخلاقاً في العالم، والأكثر انضباطيةً والتزاماً بقوانين الحرب والأعراف الدولية.

مقالات ذات صلة الملفات الغائبة 2024/06/03

ولا يتناسب مع دعواهم بأنهم الجيش النظامي الوحيد في المنطقة الذي يلتزم المعايير الإنسانية في عملياته العسكرية، ولا يخالف جنوده ضمائرهم ولا يفقدون في الميدان إنسانيتهم، ولا يتجاوزون النظم والقواعد، ولا يخالفون الأعراف والمواثيق، ويتخذ الجيش كافة الإجراءات الضابطة لعملياته والمنظمة لمهامه، ويخضع عناصره، ضباطاً وجنوداً، وقادةً ومسؤولين، للتحقيق والسؤال، والعقاب والجزاء، ويشكل لجان تحقيقٍ سريةٍ وأخرى علنيةٍ، ويعلن عن نتائجها، ويكشف أسماء الضباط المخالفين والجنود المتورطين، ويسمح للجان الرقابية بمتابعة إجراءاته ومراقبة قراراته والتأكد من جدية توصياته.

لكن تحقيقاً موضوعياً جاداً، مهنياً منصفاً، مستقلاً معتدلاً، أو استقصاءً قضائياً وتفتيشاً قانونياً، سيثبت قطعاً بالأدلة والبراهين، والشواهد والشهود، والصور والتسجيلات، والاعترافات التلقائية الناتجة عن الصدمات النفسية، كذب ادعاءات الكيان الصهيوني، وبطلان كلامه، وسيظهر حقيقة الجيش وسياسته، وسيؤكد حقاً أنه دمويٌ وحشيٌ، عنصريٌ متطرف، متفلتٌ غير منتظم، وفرديٌ غير ملتزم، يتصرف جنوده ويتحكم ضباطه في مسار العمليات وفقاً لعقيدتهم المنحرفة، وعنصريتهم المفرطة، وتعاليم حاخاماتهم الحاقدة، الذين يدعونهم لمزيدٍ من القتل والإبادة، وارتكاب المجازر وعدم الخوف من العواقب.

قد لا نكون بحاجةٍ إلى أدلةٍ وبراهين، ولا إلى لجان تحقيقٍ وهيئاتٍ مستقلةٍ للاستقصاء لكشف الحقائق وإظهار ممارسات جيش العدو المخالفة لكل القوانين والنظم، والأعراف واللوائح وأخلاق المحاربين النبيلة، وشيم المقاتلين القديمة، حيث اعتاد المحاربون الأشراف عدم قتل الأطفال والنساء، واستبعاد الشيوخ والمرضى والمسنين، وتجنب الاعتداء على دور العبادة والمدارس والمصحات والمستشفيات ومراكز الإيواء، وعدم قتل الآمنين والمدنيين واللاجئين إلى مراكز الحماية، وأولئك الذين يرفعون الرايات البيضاء ولا يحملون أسلحةً، وتأمين الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام، وطواقم الإسعاف ورجال الدفاع المدني وغيرهم.

بينما يقوم جنود جيش الاحتلال وضباطه، بعيداً عن العمليات العسكرية النظامية، والغارات الجوية العنيفة والقصف المدفعي المتواصل، بالتنافس فيما بينهم في عمليات القتل الجماعية والإبادة العنصرية، حيث يقتلون الباحثين عن الأمان، والساعين وراء كسرة الخبز وشربة الماء، والمستلقين على ظهورهم جرحى ومصابين على أسرة المستشفيات وفي الأروقة والمعابر والطرقات، ويدخلون إلى مراكز الإيواء وينفذون عمليات إعدامٍ ميدانية ضد مدنيين عزل، ولا يميزون في جرائمهم بين طفلٍ صغيرٍ ورجلٍ عجوزٍ، بل يقتلونهم أمام عائلاتهم وبحضور أطفالهم الذين نجوا من القتل والقصف والدمار.

يسجل الجنود والضباط جرائمهم بلا خوف، ويصورونها بفخرٍ وفرحٍ، ويرسلونها إلى أسرهم وعائلاتهم، ويهدونها إلى زوجاتهم وعشيقاتهم، ويحتفلون بالدم والنار بأعياد ميلادهم، ويرسلون الهدايا إلى أطفالهم وزوجاتهم، صوراً لمن قتلوا، ومشاهد لما خربوا، وآثاراً لما حرقوا، ولا يترددون في الرقص الجماعي فوق أشلاء القتلى وأجسادهم، ويجبرون الفلسطينيين على تهيئة المكان وتأمينه لهم قبل قتلهم، ومنهم من أرسل صوراً تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي وهم يسحقون ألعاب الأطفال ويحرقون ثيابهم، ويمزقون صورهم، ويجلسون في غرف النوم والمكاتب، ويسرقون ما يجدون فيها من أموال وحلي وذهب، قبل أن يفجروا البيت ويدمروه، ويلتقطوا لأنفسهم صوراً وهم مستلقين على الأرض، يصرخون ويرقصون على صوت التفجير وآثاره.

ولو تسنى لبعضنا الدخول إلى وسائل التواصل الاجتماعي الإسرائيلية، أو الدولية التي يشارك فيها مستوطنوهم، ويتحاور فيها جنودهم، ومراقبة حواراتهم، والتجسس على أحاديثهم، فإنهم سيجدون جنود جيش الاحتلال يعترفون بجرائمهم بلا خوف، ويعددون ما قاموا به بكل فخر، ويذكرون تفاصيل دقيقة ندت عن وسائل الإعلام، وتعمدت قيادة أركان جيش الاحتلال طمسها والتخلص منها، لكن جنودهم يتفاخرون بها وبعدد من قتلوا، وبالخراب الذي أحدثوا، وبحجم الدمار الذي قاموا به، ولا يبدون ندماً على ما فعلوا، بل إن بعضهم يهدد ويتوعد، ويعد ويتعهد بأن يتفوق على زملائه الذين قتلوا أكثر منه، وقاموا بأفعال خبيثة أشد وأسوأ من أفعالهم، ولعل بعضهم يقتل فقط لمجرد القتل، ويقنص من بعيدٍ لهوايةٍ عنده أو لرغبةٍ خبيثةٍ فيه، دون أن يكون هناك خطر يهدده، أو سلاح بأيدي من قتل يخيفه.

إنه الكيان الصهيوني نفسه، الذي عرفناه قديماً وخبرناه كثيراً، الذي ارتكب ضدنا أبشع المجازر وأفظع المذابح، ومارس ضد شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية مختلف أنواع البطش والإرهاب، منذ أن تأسس على عين دول الاستعمار وقواه حتى اليوم، ها هو يكرر نفسه ويعيد ذاته، ويعيد ارتكاب المجازر نفسها لكن على أبشع ما تكون، على الأرض نفسها وضد الشعب نفسه، وها هي أجياله تتنافس فيما بينها أيهم يكون أشرس وأعنف، وأقسى وأشد، وما ادعاؤهم بالأفضلية والمناقبية إلا كذباً ودجلاً وزوراً وبهاتاناً، فجيشهم قاتلٌ وقيادتهم مجرمة، وشعبهم وافدٌ محتلٌ، غاصبٌ ومستوطنٌ، فلا مكان لهم بيننا ولا عيش لهم معنا.

بيروت في 3/6/2024

moustafa.leddawi@gmail.com

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

حيثيات الحكم بإعدام عامل شنقًا في اتهامه بقتل شاب بمدينة الشروق لسرقة متعلقاته

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أودعت محكمة جنايات القاهرة، حيثيات حكمها الصادر، بمعاقبة عامل بالإعدام شنقًا في اتهامه بقتل شاب في مدينة الشروق.

جاء في حيثيات الحكم الصادر،  برئاسة المستشار عاطف رزق كامل،  أن المتهم  قتل المجني عليه عمدًا مع سبق الإصرار، كما جاء في تحقيقات النيابة بأن بيت النية وعقد العزم، حيث جالسه حتي غلبه نومه ثم استل سلاحا أبيض "سكين"، وباغته وهو نائم "آمن مطمئن"،  وقام  بطعنه  عدة طعنات في  جسده، قاصدا إزهاق روحه، ولم يحدث بينهما شجار، ولكنه تحين الفرصة ليظفر به لضمان قتله، بإصابات قاتلة كما وصفها تقرير الطب الشرعي.


جاء في الحيثيات أن جريمة القتل اقترنت بها جريمة أخرى بذات المكان والوقت وهي؛ سرقة المنقولات والمبالغ النقدية المملوكة للمجني عليه، حيث استفرد بالمكان بعدما تمكن من تنفيذ خطته الشيطانية بقتل المجني عليه،  ونبش بجنبات مسكنه بحثًا عن ثمة مقتنيات يسهل  الاستيلاء  عليه  علي النحو المبين بالتحقيقات،  كما اقترنت بجريمة أخرى وهي أن أحرز بدون ترخيص سلاحًا أبيض "سكين".

ولما استقر في يقين المحكمة أن المتهم ارتكب واقعة القتل العمد والسرقة بالإكراه، بعدما حاز سلاحا أبيض في غير الأحوال المصرح بها، وطبقًا للقانون، حيث نصت الفقرة الثانية من المادة 2344 من قانون العقوبات على أنه " يحكم على فاعل  جناية القتل العمد، بالإعدام إذا تقدمتها أو اقترنت بها أو تلتها جناية أخرى".

وأضافت الحيثيات أن الجاني ارتكب إلي  جانب جناية القتل العمد، جناية أخرى وذلك خلال فترة زمنية قصيرة.

وبعد الاطلاع علي أوراق القضية وسماع أقوال الشهود والاطلاع علي أدلة الثبوت،  قضت بحكمها السابق بالإعدام شنقًا.

مقالات مشابهة

  • حيثيات الحكم بإعدام عامل شنقًا في اتهامه بقتل شاب بمدينة الشروق لسرقة متعلقاته
  • شاهد بالفيديو.. رياض الأطفال بمدينة بحري تفتح أبوابها والتلاميذ الصغار يستقبلون جنود الجيش الذين حضروا لتفقدهم بالنشيد الوطني
  • المغاربة يطالبون بمحاكمة وزير الفلاحة السابق “صديقي” الذي فشل في حماية قطيع النعاج ومراقبة المستوردين الذين حصلوا على الدعم
  • بدرة تنشر صورا من كواليس مسلسل كامل العدد
  • من هو دان رازين كين الذي اختاره ترامب لرئاسة أركان الجيش الأمريكي؟
  • إحالة أوراق متهم بقتل شاب فى المعادى للمفتى.. والنطق بالحكم 26 أبريل
  • لا يمين ولا يسار‎
  • شاهد بالصورة والفيديو.. أحدهم خلع قميصه ليحمل به التراب.. بوطنية وفدائية كبيرة أطفال سودانيون يساعدون جنود الجيش على عبور “ترعة” كانت حاجز أمامهم في طريق مطاردتهم للمليشيا بالجزيرة
  • جيف دوناس يكشف أسرار تصوير شخصيات شهيرة بـ «إكسبوجر»
  • الجيش فجّر صواريخ من مخلفات العدوّ في خراج بلدة المحمودية