بعد فوز مرشحة اليسار الحاكم، كلوديا شينباوم، بالانتخابات الرئاسية، الأحد، سبقت المكسيك جارتها الولايات المتحدة في أن يكون لديها امرأة رئيسة للبلاد، في وقت يتطلع الناخبون الأميركيون إلى الخيارات القديمة ذاتها بانتخاباتهم المقبلة، بحسب تقرير لشبكة "سي إن إن" الإخبارية.

وحققت رئيسة بلدية مكسيكو سابقا (61 عاما) فوزا ساحقا بحصولها على 58 إلى 60 بالمئة من الأصوات، على ما أظهرت النتائج الأولى الصادرة عن المعهد الانتخابي الوطني.

وجاء فوز شينباوم بعد تقدمها بأشواط على منافستها مرشحة المعارضة، سوتشيتل غالفيس، التي يقدر أنها حصلت على 26 إلى 28 بالمئة من الأصوات، بحسب النتائج التي أعلنتها رئيسة المعهد، غوادلوبيه تاداي.

ولم تتمتع المرأة في المكسيك بحق الاقتراع العام إلا في عام 1953، أي بعد مرور 33 عاما على حصول المرأة على هذا الحق في الولايات المتحدة، ولكن المكسيك تحظى اليوم بأول زعيمة من النساء قبل الولايات المتحدة.

وتشير تارا جون من شبكة "سي إن إن" إلى أن انتخاب المكسيك لأول امرأة رئيسة للبلاد "إنجاز رائع في بلد معروف بثقافته الأبوية وارتفاع معدلات العنف القائم على النوع الاجتماعي، حيث تُقتل حوالي 10 سيدات يوميا". 

ولكن كسر السقف الزجاجي في المكسيك، وفقا تقرير "سي إن إن" الذي نشر قبل إعلان نتائج الانتخابات المكسيكية، سوف تطغى عليه أيضا المشكلات المتعددة الأوجه المتمثلة في عنف العصابات، واستهداف الساسة، والجريمة المتفشية.

وقد تكون بعض الأسباب وراء تحرك المكسيك نحو المساواة السياسية بين الجنسين أسباب هيكلية، حيث يلزم القانون المكسيكي الأحزاب السياسية هناك بتقديم أعداد متساوية من النساء والرجال للانتخابات، وهذا لن يحدث في الولايات المتحدة، حسبما ذكرت شبكة "سي إن إن".

وهناك أيضا حدود لولاية الرئيس التي تقتصر على فترة واحدة مدتها 6 سنوات، مما يؤدي إلى المزيد من معدل التغيير في الرئاسة بالمكسيك، إذ وصلت شينباوم إلى صناديق الاقتراع لأن رئيس حزبها الذي يحظى بشعبية كبيرة، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، لابد أن يتنحى جانبا.

مديرة مركز المرأة الأميركية والسياسة بجامعة روتجرز بولاية نيوجيرزي، ديبي والش، تحدثت كذلك عن العقبات التي تواجهها المرأة الأميركية في السياسة.

وترى والش أن التقدم الذي حققته المرأة الأميركية لعقود من الزمن على مستوى الولايات، بدءا من سبعينيات القرن العشرين، توقف ابتداء من انتخاب دونالد ترامب رئيسا عام 2016.

وتكشف الأرقام الأميركية، أن أكثر من ربع أعضاء مجلس النواب وربع أعضاء مجلس الشيوخ من النساء.

ومن بين 310 مسؤولين منتخبين على مستوى الولاية في الولايات الأميركية الخمسين، هناك ما يقرب من 32 بالمئة من النساء، بما في ذلك 12 حاكمة و22 نائبة حاكم. وتشكل النساء نسبة أعلى قليلا من المشرعين في الولايات، بحوالي 33 بالمئة.

وتستمر هذه الأرقام في النمو ببطء، لكنها لا تقترب بأي حال من الأحوال من التكافؤ بين الجنسين. وبالمقارنة، فإن نصف المشرعين في مجلس النواب بالكونغرس المكسيكي هم من النساء، وفقا للاتحاد البرلماني الدولي.

وفي البلدان التي تطبق أنظمة "الكوتا" بين الرجال والنساء، كان التحرك نحو التكافؤ أسرع بكثير، ولكن والش قالت إنه لا ينبغي أن نتوقع مثل هذا النظام في الولايات المتحدة.

وتابعت: "إن مفهوم الكوتا يتناقض نوعا ما مع الصورة الأميركية المتمثلة في الارتقاء من خلال طاقة الشخص، والمرشح الأفضل سيصعد إلى القمة".

ومع ذلك، قالت والش إنه يجب على كلا الحزبين القيام بعمل أفضل في دعم النساء اللاتي يترشحن للمناصب، مضيفة أنه من المهم التأكد من ترشح النساء للمقاعد التي يمكنهن الفوز بها، بدلا من المقاعد التي لا تتاح لهن فيها أي فرصة.

وكانت هيلاري كلينتون أول امرأة تترشح للرئاسة عن حزب كبير في عام 2016، وأصبحت كامالا هاريس أول امرأة تتبوأ منصبا رفيعا نائبة للرئيس الأميركي، جو بايدن، المنتخب عام 2020.

وتعتقد والش أن الولايات المتحدة ستنتخب في نهاية المطاف امرأة لمنصب الرئيس، لكنها قالت: "إنه محبط أن نرى مدى بطء هذه العملية".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی الولایات من النساء سی إن إن

إقرأ أيضاً:

مغربيات ضد التطبيع مبادرة نسائية لدعم فلسطين

الرباط- أعلن بالرباط نهاية الأسبوع الماضي عن تأسيس هيئة مدنية مناهضة للتطبيع مع إسرائيل أطلق عليها اسم "مغربيات ضد التطبيع".

وتسعى هذه الهيئة إلى تنظيم نضال النساء المغربيات من أجل فلسطين ومناهضة التطبيع، وتعزيز دورهن في حملة المقاطعة وإشاعة قيم التضامن ورفض الظلم في أوساطهن.

وترأست هذه الهيئة خديجة الرياضي الرئيسة السابقة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وتضم في قيادتها 12 عضوة يمثلن هيئات مدنية متنوعة من اليساريين والإسلاميين.

وقالت خديجة للجزيرة نت إن نقاشا بدأ في أبريل/نيسان 2024 حول ما يمكن للنساء المساهمة به في النضال ضد التطبيع والأدوار التي يمكن أن يقمن بها لدعم القضية الفلسطينية.

وكانت ثاني خطوة في هذا المسار في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عندما اجتمعت مجموعة من النساء في تظاهرة بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء للاحتجاج على ممارسات الاحتلال ضد النساء الفلسطينيات بتنسيق مع الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع.

في هذه التظاهرة، تقول خديجة، برزت فكرة تأسيس هيئة مدنية منضوية تحت لواء الجبهة وهي ائتلاف حقوقي يضم حوالي 19 تنظيما حقوقيا وسياسيا ونقابيا، وهو ما تحقق رسميا الأسبوع الماضي بتنظيم جمع عام تأسيسي والإعلان عن الهيئة القيادية لمجموعة "مغربيات ضد التطبيع".

حضور نسائي في وقفة تضامنية مع فلسطين أمام البرلمان بالرباط (الجزيرة) أدوار نسائية حاسمة

تؤكد خديجة أن من أهداف المجموعة التعريف بالدور الأساسي الذي قامت وتقوم به المرأة الفلسطينية في المقاومة ضد الاحتلال، إذ بفضلها تربت أجيال على حب الوطن وعلى الدفاع عن القضية الفلسطينية.

إعلان

وأشارت إلى أن المرأة الفلسطينية أفشلت مقولة كيان الاحتلال بأن "الكبار سيموتون والصغار سينسون"، وذلك بفضل القيم التي تعلمها لأبنائها داخل الأسرة وتنشئتهم على الانحياز لمصلحة الوطن.

وأضافت أن هذا الاحتلال استهدف النساء بشكل خاص ومتعمّد في عدوانه الأخير على غزة لأنه يدرك أن لهن دورا ليس فقط في تشجيع أبنائهن على المقاومة ولكن في المعركة الديمغرافية أيضا، فهن ينجبن الأطفال رغم الظروف الصعبة والعنف والاعتقالات وقطع الأرزاق.

وتقول خديجة إن واجب الشعوب العربية إزاء المقاومة هو الاستمرار في الاحتجاج في الشارع ومناهضة التطبيع في الدول المطبعة وأيضا المقاطعة.

وأوضحت أن للنساء المغربيات تأثيرا أساسيا في معركة المقاطعة بالنظر لأدوارهن داخل الأسرة في تحمل مسؤولية الاستهلاك الأسري، وأضافت "إذا استطعنا المساهمة في رفع وعي النساء والأمهات وربات البيوت في الانخراط في معركة المقاطعة سنكون قدمنا الكثير للقضية الفلسطينية".

وأشارت إلى هدف آخر للمجموعة ويتجلى في التوعية بأهمية الحضور والنضال المستمر في الاحتجاجات، وقالت "عندما تخرج المرأة للنضال يرافقها كل أفراد الأسرة، فذلك لأن لها دورًا تعبويًّا مهمًّا داخل الأسرة".

أول مبادرة نسائية

من جهتها، قالت نائبة منسقة المجموعة حسناء قطني إن التطبيع في كل التجارب العربية السابقة يبدأ سياسيا وعسكريا ثم يتطور اقتصاديا وسياحيا لينتهي ثقافيا وتربويا وشعبيا بحيث يستهدف فئة عمرية تكون في الغالب مناعتها ضعيفة في مواجهة بعض الأفكار الهدامة والمفاهيم المغلوطة كما يحلم دائما منظرو التطبيع، وفق تعبيرها.

وأكدت حسناء أن التطبيع التربوي يمثل حربا حقيقية لا تقل أهمية عن الحرب العسكرية، مشددة على دور المجتمع ومؤسساته الحية في استنفار الجهود لمواجهتها ابتداء من الأسرة، وفيها يبرز دور المرأة وتتضاعف مسؤولياتها.

إعلان

وأشارت إلى أن "مغربيات ضد التطبيع" يمكنها أن تسهم عبر واجهات متعددة في حركية المجتمع المغربي ضد التطبيع، إذ تبدأ من توجيه وتوعية الأمهات في تربية أبنائهم على الاهتمام بالقضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

ودعت المرأة المغربية إلى الانخراط بقوة في كل المبادرات والتكتلات النسائية الداعمة للقضية الفلسطينية والمناهضة للتطبيع.

العثماني قال إن الضرورة اقتضت تزامن استئناف العلاقات بإسرائيل وإعلان الولايات المتحدة الاعتراف بمغربية الصحراء (الجزيرة) مبادرات ضد التطبيع

وانضمت مبادرة "مغربيات ضد التطبيع" إلى هيئات أخرى تنشط في مجال مناهضة التطبيع بالمغرب منها "الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع" التي تأسست في مارس/آذار 2021 بدعم من 15 تنظيما سياسيا وحقوقيا ومدنيا ونقابيا بهدف مقاومة التطبيع.

وفي 5 يناير/كانون الثاني، أسست شخصيات وفعاليات من أطياف سياسية وحقوقية وفنية ونقابية متنوعة "المرصد المغربي لمناهضة التطبيع" الذي يعمل في تتبع ورصد مظاهر التطبيع في المغرب.

وكان المغرب وإسرائيل وقّعا اتفاقا لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما في 10 ديسمبر/كانون الأول 2020.

ووقع الاتفاق كل من جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأميركي حينها دونالد ترامب، ورئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني، ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات.

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة تنشر قوات إضافية على الحدود مع المكسيك
  • رئيسة القومي للمرأة تفتتح ورشة عمل جرائم تقنية المعلومات ذات الصلة بالعنف ضد المرأة
  • الضربات التي أوجعت الولايات المتحدة!!
  • ليه أكتر أهل النار النساء؟ طالبة تسأل والدكتور علي جمعة يجيب
  • روسيا تعين سفيرا جديدا لدى الولايات المتحدة الأميركية
  • خبراء: المرأة تتساوي مع الرجل في ساعات النوم
  • ياسمين عز تثير الجدل بنصائحها للنساء عن المال والزواج
  • البيت الأبيض: المكسيك تسلم 29 من أعضاء عصابات المخدرات إلى الولايات المتحدة
  • اضطرابات الطعام تؤثر على المرأة في مراحل عمرية مختلفة
  • مغربيات ضد التطبيع مبادرة نسائية لدعم فلسطين