اعتقلوه وقتلوه.. عربي21 تكشف تفاصيل إعدام الاحتلال مسنا بمخيم جباليا
تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT
لم تشفع للحاج الفلسطيني المسن رضوان أو ندى شيخوخته، ولا صعوبة حركته، من أن يكون هدفا لحقد وإجرام قوات الاحتلال التي قتله بدم بارد، حين توغلت في مخيم جباليا وعاثت فيه قتلا وتخريبا على مدار 20 يوما متواصلة، قبل أن تنسحب منه، الأربعاء الماضي، مخلفة وراءها مئات الشهداء والجرحى.
وكشفت شهادات حصلت عليها "عربي21" من المخيم المنكوب عن إعدام قوات الاحتلال للمسن رضوان أبو ندى البالغ من العمر 85 عاما، بعد اعتقاله وتقييد يديه، والتحقيق معه لساعات ميدانيا، رغم سنه المتقدمة وعجزه جزئيا عن الحركة.
اعتقاله من منزله
وفي التفاصيل، كشفت شهادات متطابقة حصلت عليها "عربي21" من مخيم جباليا للاجئين شمال القطاع، أن المسن أبو ندى اعتقلته قوات الاحتلال من منزله وسط المخيم، وقامت بتقييده بسلاسل حديدية، واقتادته إلى ساحة خلف مسجد الخلفاء الراشدين في المخيم، قبل أن تقوم بإعدامه رميا بالرصاص وهو مقيد اليدين.
وذكر الشهود أن أبو ندى يسكن في منزله القريب من شارع الهوجا، وتحديدا على أطراف الحي الذي ارتكبت قوات الاحتلال فيه مجرزة مروعة وسط المخيم في 31 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
"ساحة الإعدام"
وقال الشهود إن دبابات الاحتلال تمركزت في الساحة الفارغة التي أحدثتها القنابل الأمريكية الثقيلة التي ضربت المنطقة وأحالتها إلى دمار واسع، ومنها انطلقت لتنفيذ عمليات دهم وقصف لما تبقى من المنازل في المنطقة، بينها منزل الحاج رضوان أبو ندى الذي هدمت الجرافات جزء منه وجرفت بعض الأشجار المزروعة داخله، قبل أن تقوم باعتقاله، ونقله إلى "ساحة الإعدام".
ورجح الشهود أن اعتقال أبو ندى جرى مساء يوم الاثنين 27 آيار/ مايو الماضي، أي قبل انسحاب قوات الاحتلال بيومين فقط من المخيم، حيث أكد أحد الشهود الذين تحدثوا لـ"عربي21" أن المسن كان في منزله حتى هذا التاريخ قبل أن يتم اختفائه.
ولفت شهود عيان إلى أن أبو ندى -الذي رفض أن يترك منزله، رغم تقدم دبابات الاحتلال؛ انتشلت جثته أمس الأحد من ساحة خلف مسجد الخلفاء الراشدين، بعد يومين من ثلاثة أيام من البحث عنه، حيث وجد مقيدا بالسلاسل وآثار طلقات نارية في رأسه وأنحاء متفرقة من جسده، وإلى جانبه عدد من الجثث الأخرى يعتقد أنها تعرضت للإعدام أيضا، وتم نقلهم جميعا إلى مستشفى كمال عدوان.
ورضوان أبو ندى الذي عايش النكبة الأولى حين هجر قسرا من قريته "بيت جرجا" عام 1948، كان يعمل مدرسا في إحدى مدارس مخيم جباليا التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، قبل أن يتقاعد.
وانسحب جيش الاحتلال الأربعاء الماضي من مخيم جباليا شمال قطاع غزة بعد عدوان بري استمر 20 يوما، مخلفا دمارا واسعا غير مسبوق خاصة في مخيم جباليا، فيما تتواصل عمليات انتشال جثامين الضحايا من الشوارع والأزقة ومن تحت ركام المباني المدمرة.
وصنفت لجنة طوارئ البلديات في قطاع غزة، مدينتي جباليا وبيت حانون منطقتين منكوبتين، نظرا للدمار الهائل الذي حل بهما نتجية العدوان الإسرائيلي، والعمليات العسكرية التي جرت فيهما مؤخرا.
وقالت اللجنة في مؤتمر صحفي، إن الاحتلال دمّر 50 ألف وحدة سكنية وجرف شبكات الصرف والطرقات بمعظم بلديات شمال غزة، مشيرة إلى تدمير 35 بئرا للمياه ومدارس ومرافق لـ"لأونروا"، محذرة من مجاعة وشيكة باتت تهدد شمال غزة. في حين قالت مصادر طبية إها انتشلت أكثر من 120 شهيدا حتى الأحد.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الفلسطيني الاحتلال مخيم جباليا فلسطين الاحتلال اقتحام مخيم جباليا اعدام من المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قوات الاحتلال مخیم جبالیا أبو ندى قبل أن
إقرأ أيضاً:
غليون لـ عربي21: قرار الجنائية الدولية ضغط قانوني وأخلاقي جديد على الاحتلال
رأى أستاذ علم الاجتماع بجامعة السوربون الدكتور برهان غليون، أن قرار الجنائية الدولية بإصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير دفاع السابق يوآف غالنت يمثل تطورا مهما لجهة ممارسة مزيد من الضغط القانوني والأخلاقي على دولة الاحتلال وداعميها بضرورة وقف حرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني.
وأكد غليون في تصريحات خاصة لـ "عربي21"، أن قرار الجنائية الدولية بحق قادة الاحتلال على الرغم من أهميته القانونية والإنسانية إلا أنه أقل بكثير من حجم الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل ولا تزال ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني ثم الآن الشعب اللبناني.
وقال: "يجب أن نعترف أن رد الفعل العالمي على المجازر التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين منذ أكثر من عام أضعف بكثير مما كان ينبغي أن تكون عليه.. ومع أنني أعتقد أن هذا القرار مرحب به، ولكنه غير كاف مقارنة مع الكارثة الموجودة.. خصوصا أن ردود الفعل الدولية أيضا حوله كانت ضعيفة، فالأمريكيون رفضوا القرار والأوروبيون صمتوا.. وسيتوقف الأمر من من الدول الموقعة على الجنائية الدولية يمكنها أن تنفذ القرار".
وأضاف: "لا شك أن لهذا القرار تأثير معنوي لا أكثر ولا أقل، لكن لا يجب الرهان على نتائج ملموسة لجهة وقف الحرب أو التأثير على مجرياتها.. هو جزء من الضغط الأخلاقي الذي تقوم به شخصيات عالمية لإدانة الإبادة الجماعية".
وحول تأثير القرار على مسيؤة التطبيع العربية مع الاحتلال، قال غليون: "الدول العربية لن تعيد حساباتها في العلاقة مع دولة الاحتلال أبدا، إنما سوف تخفف من الحماس الذي كانت تبديه بعض الدول، خصوصا الخليجية للتطبيع مع إسرائيل، وهذا ليس بسبب قرار الجنائية الدولية، وإنما لأن التطبيع أصبح من الصعب على دول الخليج أن تذهب فيه، خصوصا أن الشجب الدولي لحرب الإبادة أصبح واضحا وكبيرا".
وأضاف: "لهذا فتأثير حرب الإبادة والموقف الدولي الرافض لها هو الأكثر تأثيرا وليس نتيجة قرار الجنائية.. بلدان عربية كانت قاب قوسين أو أدنى من إعلان تطبيع علاقاتها مع الاحتلال بسهولة الآن صارت أمامها صعوبات كثيرة، وربما بإمكانها أن تشترط حلولا للقضية الفلسطينية قبل أي خطوة تطبيع".
وأشار غليون إلى أن حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على الشعب الفلسطيني منذ أكثر من عام، أعادت وضع المسألة الفلسطينية على الطاولة الدولية كأحد القضايا الرئيسية التي لا يمكن تجاوزها..
وقال: "لقد كانت الأنظمة العربية تغض النظر على الحرب في البداية على اعتبار أنها كانت معادية لحماس والتيارات الإسلامية الراديكالية، اليوم تجاوز الأمر قصة حماس والإسلام السياسي إلى القضية الفلسطينية نفسها، ولم يعد بإمكان الأنظمة العربية الصمت عما يجري في فلسطين، لأن استمرار الحرب وتصفية القضية الفلسطينية ستجعلهم في صراع مقبل مع شعوبهم، وهذا أيضا نتيجة بشاعة حرب الإبادة كما قلت، وأيضا بسبب انتفاض الرأي العام العالمي ضد الظلم".
وأضاف: "يمكن القول إن المقاومة الفلسطينية بصمودها أعادت طرح القضية الفلسطينية على العالم والعرب بعدما كانت هناك تصريحات بدفنها، وأن فلسطين انتهت.. ما جرى أنه تم تأكيد القضية الفلسطينية، وأنه لا يمكن تجاوزها، وهناك قطاعات واسعة من الرأي العام الدولي بما فيها اليهودي اكتشفت الطبيعة العنصرية للكيان، وقطاعات كبيرة متمسكة بحل عادل للقضية الفلسطينية.. اليوم الكسب الذي حصل هو اعتراف دولي واسع من الرأي العام الدولي بعدالة قضية فلسطين.. وهذا هو ما جعل الجنائية تتخذ هذا القرار والأمم المتحدة تتحدث عن ضرورة التوصل إلى حل لها".
لكن غليون أشار إلى أن هذا الوضع زاد من تعقيد الصراع في ظل التحالف القوي بين إسرائيل والولايات المتحدة وبعض الدول الغربية، وقال: "اليوم إسرائيل في أزمة وأمريكا في أزمة والمنظمات الدولية في أزمة، ولا أحد يقدم حلا، لأن الحل بيد حكومة إسرائيلية يمينية متطرفة لا تعترف بالحقوق الفلسطينية مقابل اعتراف متزايد وواسع لدى جزء كبير من الرأي العام العالمي، لكن التحالف الإسرائيلي ـ الأمريكي والغربي يجعل من الصعب التجاوب مع الرأي العام الدولي الضاغط من أجل الاعتراف بالحقوق الفلسطينية".
وأضاف: "الاعتراف بفلسطين كبير جدا، وشروط تحقيق العدالة لفلسطين أصبحت أكثر تعقيدا.. لهذا أعتقد أن الدول العربية معنية بالعمل من أجل الضغط لإيجاد حل للقضية الفلسطينية، وخصوصا دول الخليج ومصر، كيف تتصرف للرد على هذا التحدي؟ هذا ما سنحتاج لبعض الوقت كي نرى تجلياته على الأرض"، وفق تعبيره.
وأمس الخميس، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال دوليتين بحق نتنياهو وغالانت، بتهم تتعلق بـ"ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية" خلال حرب الإبادة المتواصلة على غزة منذ 412 يوما.
وقالت المحكمة، في بيان عبر حسابها على منصة إكس، إن "الغرفة التمهيدية الأولى (بها) رفضت الطعون التي تقدمت بها إسرائيل بشأن الاختصاص القضائي، وأصدرت مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت".
وفي 20 مايو/ أيار الماضي، طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت لمسؤوليتهما عن "جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية" ارتكبها الجيش الإسرائيلي بغزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
كما طلب خان مرة أخرى في أغسطس/ آب الماضي، من المحكمة سرعة إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 148 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.