سعر الذهب يحقق مكاسب للشهر الرابع على التوالي
تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT
سجلت أسعار الذهب العالمي، ارتفاعاً خلال شهر مايو الماضي، لتحقق بذلك مكاسب للشهر الرابع على التوالي، تعكس تأثير عدد من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية، وتثير عديداً من التساؤلات حول مستقبل المعدن النفيس في ظل التحديات العالمية القائمة.
أسعار الذهب بمحلات الصاغة اليوم الإثنين 3-6-2024
أحد أبرز العوامل التي أسهمت في هذا الارتفاع هو ما يرتبط بمشتريات البنوك المركزية من الذهب، إذ تلجأ البنوك المركزية إلى تعزيز احتياطاتها من المعدن كوسيلة لتحصين اقتصاداتها ضد التقلبات المالية والجيوسياسية.
العامل الثاني الذي دعم أسعار الذهب هو استمرار المخاطر الجيوسياسية، على اعتبار أن النزاعات والتوترات الدولية تخلق حالة من عدم اليقين في الأسواق المالية، بما يدفع المستثمرين إلى اللجوء إلى الذهب كاستثمار آمن.
كذلك تترقب الأسواق المالية العالمية الاتجاهات المستقبلية للفيدرالي الأميركي بشأن أسعار الفائدة، وباعتبار أن توقعات خفض الفائدة تجعل الاستثمار في الذهب أكثر جاذبية، نظراً لأن انخفاض الفائدة يقلل من العوائد على الأصول الأخرى مثل السندات، مما يدفع المستثمرين نحو الذهب كبديل أكثر ربحية.
ورغم كل هذه العوامل، يلاحظ محللون أن أسعار الذهب بدت وكأنها تتجاهل جميع المؤشرات الاقتصادية التقليدية. ويرجع البعض جزءاً من هذا السلوك إلى تدفقات المضاربة القادمة من الصين، حيث يلعب الصينيون دوراً متزايداً في تحديد أسعار الذهب من خلال شراء كميات كبيرة من المعدن. عوامل تدعم مسار الذهب
رئيس الأسواق العالمية في Cedra Markets، جو يرق ، يقول في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية":
الذهب يتداول حالياً فوق مستوى 2330 ويستهدف مساراً صاعداً، بعد أن ارتفع بنسبة 2 بالمئة (في تعاملات مايو)، مدعوماً بعدد من العوامل الرئيسية.
من بين تلك العوامل ما يرتبط بالتطورات الجيوسياسية، وبما أسهم في ارتفاع أسعار المعدن النفيس بنسبة 14 بالمئة منذ بداية العام الجاري.
يضاف إلى ذلك (من بين العوامل الرئيسية المؤثرة في سعر الذهب) توجهات بنوك مركزية حول العالم مثل الصين (أكبر مشتري رسمي للذهب في عام 2023) والهند وأوزباكستان وتركيا ومصر إلى شراء كميات كبيرة من الذهب.
ويشير إلى أنه في الوقت نفسه تثار مخاوف لدى عدد من الدول حيال العقوبات الأميركية مثلما حدث مع روسيا، وهو ما تسبب في التخارج من سندات الخزانة الأميركية لصالح شراء الذهب، ما مثل عاملاً إضافياً، لافتاً في الوقت نفسه إلى الصين التي تتبنى توجهات رامية إلى تكوين كميات كبيرة من احتياطات الذهب لتجنب أي تطورات محتملة مع أميركا، فضلًا عن مسار الأفراد الصينيين أنفسهم نحو شراء الذهب بهدف التحوط المالي.
وتخفض بكين حالياً حيازاتها من سندات الخزانة الأميركية. وفي مارس، كانت الصين تمتلك سندات حكومة أميركية بقيمة حوالي 775 مليار دولار، انخفاضاً من حوالي 1.1 تريليون دولار في العام 2021.
وتشتري الدولة الآسيوية الذهب لتنويع صناديق احتياطياتها وتقليل اعتمادها على الدولار الأميركي، والذي يُعتبر منذ فترة طويلة العملة الأهم للاحتفاظ بها كاحتياطي. بحسب البيانات الرسمية، أضاف بنك الشعب الصيني (البنك المركزي) 60 ألف أونصة من الذهب إلى احتياطياته في أبريل الماضي، مما يمدد فترة الشراء المتتالية إلى 18 شهرا على الرغم من القفزات الكبيرة في أسعار الذهب.
ويوضح أنه في الفترة المقبلة "قد تشهد السوق بعض الحركات التصحيحية على صعيد أسعار الذهب نتيجة خفوت الأوضاع الجيوسياسية نسبياً مقارنة بالفترات الماضية فضلاً عن ضعف شراء البنوك المركزية حالياً".
مسار صاعد بقوة
من جانبها، توضح خبيرة أسواق المال، حنان رمسيس، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" أنه:
في ظل الأحداث الجيوسياسية غير المواتية، اتجهت عديد من الدول إلى الذهب كملاذ آمن، وعلى رأسها الصين التي اتجهت إلى بيع سندات وأذون الخزانة الأميركية، وتوسعت في مشتريات الذهب.
من ثم بدأت أسعار الذهب في الارتفاع بصورة قوية، قد يعقبها في بعض الفترات هبوط طفيف ثم استعادة الاتجاه الصاعد مرة أخرى.
التوقعات تشير إلى استهداف الأونصة الوصول إلى مستوى 3000 دولار يعقبها استهداف مستوى 4000 دولار بحلول العام المقبل 2025.
اتجاه الفيدرالي الأميركي نحو خفض معدلات الفائدة، يعزز بريق أسعار الذهب، خاصة وأن أداء المعدن النفيس مخالف لأداء الدولار.
والذهب عادة ما يعد استثماراً آمناً في الفترات التي تشهد اضطرابات مختلفة، سواء جيوسياسية واقتصادية وما إلى ذلك، وقد ارتفع سعره استجابةً للحرب في أوكرانيا وفي قطاع غزة بعد ذلك.
وبينما يرتفع الطلب من البنوك المركزية العالمية على الذهب منذ عامين، مما يدعم الأسعار، فقد بلغت حيازة الصين من الذهب 72.80 مليون أونصة (حوالي 2264 طن) في نهاية أبريل، ارتفاعا من 72.74 مليون أونصة في الشهر السابق. وارتفعت قيمة احتياطيات الصين من الذهب إلى 167.96 مليار دولار من 161.07 مليار دولار.
وقال المحلل المستقل روس نورمان: "تجاهل الذهب جميع المؤشرات الاقتصادية العادية، كأنه يرقص على إيقاع خاص به. ويرجع ذلك إلى تدفقات المضاربة من الصين".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أسعار الذهب أسعار الذهب العالمي الذهب العالمي المعدن النفيس البنوك المركزية من الذهب التوترات الدولية البنوک المرکزیة أسعار الذهب من الذهب
إقرأ أيضاً:
الصين.. طائرات بدون طيار مجهزة بتكنولوجيا جديدة لأشعة ليزر تقطع المعدن
قام فريق بحثي بقيادة العالم الصيني، لي شياو، المعروف باسم "كريزي لي"، بتجهيز طائرات بدون طيار صغيرة، قادرة على إصدار أشعة ليزر قوية لقطع المعادن، وهو إنجاز كان يُعتقد ذات يوم أنه مستحيل.
ويتصور البحث العلمي الأخير، سيناريو حيث يمكن لطائرة بدون طيار صغيرة واحدة مواجهة فرقة من الجنود المسلحين بالكامل من خلال إصدار ليزر قريب من الأشعة تحت الحمراء، أقوى بمقدار 200 مليون مرة من شعاع بطول موجة 1080 نانومتر، وقادر على التسبب في العمى بقوة 5 ميكروواط فقط، وفق "إنترستينغ إنجينيرينغ".
قطع المعدن والتذويبوهذه القوة كافية لتبخير الدهون تحت الجلد عند ملامستها وقطع المعدن، وفقاً للنتائج التي نشرها لي شياو، وفريقه من الجامعة الوطنية لتكنولوجيا الدفاع، التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني.
وكانت فكرة توليد شعاع ليزر بمدى طويل يتطلب عادةً معدات بحجم شاحنة، وذكرت صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست، أنه تقليدياً كانت تقضي بأن منصة صغيرة، مثل طائرة بدون طيار للمستهلك، لا يمكنها أبداً حمل مثل هذا السلاح الليزري عالي الطاقة أو إمدادات الطاقة التي يحتاجها.
وتغلب لي وزملاؤه على هذا القيد من خلال اختراع جهاز صغير وخفيف الوزن يمكن الطائرات بدون طيار من تلقي أشعة الليزر القوية من الأرض وإعادة توجيهها نحو أهداف العدو بدقة.
وللتغلب على حدود الوزن والحجم، تعكس الطائرة بدون طيار الليزر المرسل من الأرض على الهدف، وهذا يعزز قوة الليزر للطائرة بدون طيار إلى 30 كيلو وات، أو أكثر ويسمح للشعاع بالانحناء حول العوائق مثل المباني، وضرب الأهداف في أضعف نقاطها.
وأبرز فريق البحث أنه في التطبيقات المستقبلية، يمكن لطائرات بدون طيار متعددة مجهزة بهذا الجهاز اكتشاف الأهداف وطلب دعم الليزر من الأرض، مما يعزز سرعة الاستجابة.
ويتكون جهاز إعادة التوجيه بشكل أساسي من أنبوبين يشبهان التلسكوب، أحدهما يستقبل شعاع الليزر من الأرض، والآخر يعكسه نحو الهدف.