الأسبوع:
2025-02-11@17:17:34 GMT

يونيو.. ذكرى الصمود

تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT

يونيو.. ذكرى الصمود

تحل فى يونيو كل عام ذكرى صمود الشعب والجيش المصرى، ذكرى رفض الهزيمة، وإعادة بناء القوات المسلحة والمجتمع القادر على النصر، الذى تحقق فى حرب أكتوبر المجيدة 1973، بعد نحو 6 سنوات من نكسة 1967.

فمع حلول ذكرى النكسة، نستمع إلى وصلات النواح، فى محاولة يائسة لتصفية الحسابات مع الحقبة الناصرية، وتشويهها لصالح الرأسمالية العالـمية، التى يــزعجها بقــاء هذه الـمرحلة شامخة فى تاريخ الوطن.

لذلك أجد من واجبنا، أن نُــذكِّـر ونتذكـــر، كـيـف تجـــاوز الـوطن محنتــه، رافضـًا النكسة، مدركا أن الهزيمة فى انتهاء المشروع التحررى النهضوى.

نُــذكِّـر ونتذكـــر، أن إسرائيل لم تحاربنا وحدها، فقد كانت المعركة الحقيقية مع الغرب، وهو ما كشفته فيما بعد، وثائق الدول التى شاركت مع جيش الاحتلال الصهيونى فى العدوان.

نعيد إلى الأذهان بطولات جيشنا وشعبنا العظيم، خاصة أن قرار الانسحاب تسبب فى التعتيم على بطولات عديدة لأبطال قواتنا المسلحة، فى المعركة التى خضناها ضـد العـدوان وآلـة الحرب الغربية.. فقد خسرت إسرائيـل يومى 5 و6 يونيو 20% من قوة طيرانها، و15% من طياريها، وقاتلت لواءات مدرعة وقوات مشاة مصرية الجيش الإسرائيلى بوسط سيناء حتى 9 يونيو 1967، وطارد اللواء الأول مدرع وكتيبة دبابات، اللواء الأول مشاة إسرائيلى داخل أراضى فلسطين الـمحتلة لمسافة 55 كم شرق الكونتلا، كما عطلت قوة من 100 جندى صاعقة مصريين تقدُّم العدو لمدة 18 ساعة على طريق مثلث القنطـرة، ولـم يستطع العدو التقدم إلا بعد انسحاب جنود الصاعقة.

نُــذكِّـر ونتذكـــر، خروج الـملايين الجمعة والسبت يومى 9 و10 يونيه 1967 فى مظاهرات رافضة لتنحى الزعيم الخالد جمال عبد الناصر، ومطالبة بالصمود، استعدادًا للجولة الثانية مع الكيان الصهيونى.

الأمر الذى انعكس على أرض الـمعركــة، فكانت «رأس العش»، حيث نجحـت قـــوة مصريـــة محــدودة من الصاعـقة «ثلاثين مقاتلاً»، فى التصدى لسرية دبابات إسرائيلية مدعمة بقوة مشاة ميكانيكية تحركت لاحتلال بور فؤاد باعتبارها المنطقة الوحيدة فى سيناء التى لم يحتلها الكيان الصهيونى أثناء العدوان، ورغــم معــاودة الصهــاينة الهجــوم، إلا أنهم فشلوا فى اقتحام الموقع، وكانت النتيجة تدمير المعدات الصهيونية، وقتل الكثير من جنودهم، ما دفع القوات الإسرائيلية للانسحاب ليبقى قطاع بور فؤاد، الجزء الوحيد من سيناء الذى ظل تحت السيطرة المصرية حتى حرب أكتوبـر 1973.

ولم يمــر 40 يومـًا على النـكــسة حتى قــام الطيران الـمصرى بقيادة اللواء مدكــور أبـوالعز بتوجيه ضربــة جــوية للعدو الإسرائيلى بسيناء نجح خلالها فى إصابـــة مطــاراتــه ومراكــز قيــادته، وتشكيلاتـــه على مــدار يــومى 14و15 يوليو دون أن يفقد طائرة واحدة، فى أول ضربة طيران مصرية أصابت قلب العدو لأول مرة فى تاريخه، بعد قصف مصرى عنيف بالمدفعية على طول الجبهة وبعد اشتباكات مع العدو جنوبـًا فى اتجاه السويس.

وهو ما دفع إسرائيل وقتها لطلب وقف إطلاق النار من الولايات المتحدة، التى كلفت سكرتير عام الأمم المتحدة بإبلاغ عبد الناصر بهذا الطلب.

وفى يوم 8 مارس 1968 قامت قواتنا المسلحة بأول قصف عنيف للمدفعية على طـــول الجبهة، وعـنـدما فشلت القوات الإسرائيلية فى التصدى للهجوم، استهدفت المدنيين المصريين بضرب الزيتية والسويس، ومع الخسائر المتتالية لجأت إسرائيل إلى الهجــوم على أهداف مدنية ــ مدرسة بحر البقر ومصنع أبو زعبل ــ لتحقيق نصر ولو شكليـًا، للتغطية على خيبتها على الجبهة.

لقد حققت حرب الاستنزاف نصرًا كبيرًا لـمصر ودفعت القيادة الإسرائيلية لحث الولايات المتحدة الأمريكية على إنقاذ «إسرائيل» من الانهيار الذى أصابها على جبهة القتال، فيما عُرف وقتها بـ«مبادرة روجرز».. حتى كان نصر أكتوبر 1973.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: 5 يونيو ٥ يونيو ٦٧ الجيش المصري القوات المسلحة النكسة حرب 5 يونيو 1967 حرب الاستنزاف حرب النكسة حرب مصر وإسرائيل حرب يونيو 1967 سيناء معركة رأس العش نكسة نكسة 1967 نكسة ٦٧ هزيمة يونيو

إقرأ أيضاً:

هل يحتاج انتصارُ غزة وهزيمةُ “إسرائيل” إلى دليل؟

عبدالحكيم عامر

في خضم الدمار والآلام، يبرز صمود غزة كأُنموذج للإيمان والقوة والإرادَة التي تتحدى أعتى الجيوش وأكثرها تطورًا، فهل يحتاج انتصار غزة وهزيمة العدوّ الإسرائيلي إلى دليل؟ فالإجَابَة تكمن في وقائع الميدان التي لا يمكن إنكارها، غزة لم تسقط، المقاومة لم تُهزم، والشعب لم يستسلم، هذه هي الحقيقة التي تُجسد انتصار غزة، والتي أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة العالمية، وأفشلت الأهداف الإسرائيلية المعلنة.

أعلن العدوّ الإسرائيلي أهدافًا واضحة لحربها “سحق حماس” و”إنهاء المقاومة”، و”تحرير الأسرى”، و”تهجير سكان غزة”، لكن ما ثبت اليوم أن كُـلّ هذه الأهداف تحطمت على صخرة صمود الشعب الفلسطيني.

خطة الجنرالات أَدَّت إلى سقوط أُسطورة الردع الإسرائيلية، والتي روجت لها حكومة نتنياهو لتحقيق انتصار سريع عبر اجتياح شامل، فكانت تهدف إلى تغيير الحقائق على الأرض، فقد فشلت هي الأُخرى، فبدلًا عن تحقيق أهدافها، أَدَّت هذه الخطة إلى قتل آلاف الفلسطينيين الأبرياء وتدمير أحياء بأكملها، فتحولت إلى كابوس استنزاف طويل، حَيثُ لم تتمكّن من إنهاء المقاومة الفلسطينية، بل زادت من ضراوتها، وانهارت أمام تحصينات بسيطة في جباليا وبيت حانون، حَيثُ تحولت الدبابات إلى أهداف متنقلة للمقاومين.

واستعادة الأسرى الهدف الإسرائيلي إلى فشل ذريع.

رغم مرور خمسة عشر شهرًا، لم يُحرّر الاحتلال الصهيوني أسيرًا واحدًا بقوة السلاح، بل اضطر إلى التفاوض غير المباشر، بينما تواصل المقاومة رفض التنازل عن شروطها، وهنا تكمن المفارقة أن العدوّ الإسرائيلي، التي ادعى أن الحرب ستُعيد أسراه؛ ما أَدَّى إلى مواجهة ضغوطًا داخلية متصاعدة، حَيثُ تحوَّلَ أسراها إلى نقمة سياسية على نتنياهو، الذي يُمدد الحرب لتفادي المحاسبة.

فالصمود الشعبي هو الدرع الأقوى للمقاومة، فلم يهجَّر أهل غزة إلى مواطن بديلة أَو مخيمات في خارج غزة، بل تمسكوا بالبقاء في الشجاعية وخانيونس ورفح وجباليا وغيرها من المناطق التي تشهد أعنف المعارك، هذا الصمود لم يكن عسكريًّا فقط، بل كان أَيْـضًا صمودًا شعبيًّا، فالشعب الفلسطيني تمسك بأرضه ورفض مغادرتها، رغم المجازر الوحشية والتهجير القسري الذي تعرض له.

مُرسخين رسالةً واضحة “غزة ليست أرضًا تُهجَّر، بل قضية تُحمل”، ويصرخ في وجه العالم “نحن هنا باقون”، فهذا شعبٌ كتب نصرَه بدماء شهدائه، وصبر أحيائه، حَيثُ ينكسر السلاح أمام الإرادَة.

انطلاقًا من هذا الإيمان، فاوضت المقاومة في الدوحة ورفضت التنازل عن خطوطها الحمراء. وقالت إنها انتصرت، ليس لأَنَّها حقّقت نصرًا عسكريًّا ساحقًا، بل؛ لأَنَّها أفشلت أهداف العدوّ الإسرائيلي وأجبرته على الرضوخ، فبالرغم من الدمار والآلام وأكثر من 46 ألف شهيد، بقيت المقاومة صامدة وواصلت عملياتها العسكرية، بل ازدادت ضراوة في الأسابيع الأخيرة، فالانتصار الحقيقي لغزة لا يُقاس بعدد القتلى أَو حجم الدمار، بل بقدرتها على إفشال مخطّطات الاحتلال وإجباره على الاعتراف ببقائها. فلو كانت المقاومة قد سُحقت، لما فاوض نتنياهو أحدًا، فسحق المقاومة يعني تهجير أَو إبادة كُـلّ فلسطيني في غزة، وهو ما لم يحدث، بل إن الشعب الفلسطيني بقي صامدًا، مؤكّـدًا أن المقاومة هي الطريق الوحيد لتحقيق الحرية والكرامة واستعادة الأراضي المحتلّة في كُـلّ فلسطين.

في الأخير، هل يحتاج انتصارُ غزة إلى دليل؟ الإجَابَة تكمن في مراجعة سريعة لخريطة الأهداف الاحتلال أراد غزة بلا شعب، فوجد شعبًا بلا خوف؛ أراد إخماد المقاومة، فإذا بها تشتعل في كُـلّ زاوية؛ أراد إنهاء القضية الفلسطينية فعادت فلسطين إلى الواجهة العالمية كقضية عادلة تزلزل عروش الطغاة، فغزة، إذن، لم تسقط، بل انتصرت.

مقالات مشابهة

  • مصطفى بيومى.. المتناغم بين الحكمة والعفوية.. المتخلى عن شهوة الاقتناء
  • مصطفي بيومي.. الاستثنائى الجميل الذى ندين له كُتابًا وقُرًاء ومُثقفين
  • عادل عبدالرحيم يكتب: مصطفى بيومي رحيل بالجسد وخلود بالذكرى
  • مع اقتراب شهر رمضان.... اسعار الدواجن واللحوم والاسماك بالإسكندرية نار !!
  • ترامب «لا يهدأ»
  • هل يحتاج انتصارُ غزة وهزيمةُ “إسرائيل” إلى دليل؟
  • حفل كامل العدد.. مروة ناجي تشعل الأجواء في لبنان لإحياء ذكرى لأم كلثوم
  • أستاذ علوم سياسية: مصر تقف أمام حالة الفوضى التى تقودها إسرائيل فى المنطقة
  • 50 مليار دولار تُسرق من أجور العاملين في أمريكا سنويا (الحلقة الثالثة)
  • «المثالية».. مصدر التفكير الدينى