هل يجوز تقسيم الأضحية إلى ثلاثة أثلاث؟
تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT
خلال أيام قليلة، تحل علينا أيام مباركة ومفضلًة عند الله -سبحانه وتعالى-، ألا وهي العشر الأوائل من ذي الحجة والتي يأتي بعدها عيد الأضحى المبارك، الذي يحتفل به المسلمون، وينتظرونه من عام للآخر، لأداء مناسك الحج، وصيام اليوم التاسع من ذي الحجة والذي يسمى «بيوم عرفة» ثم يضحي المسلمون القادرون بأضحية أيًا كانت من الأنعام.
والأضحية هي وسيلة للتقرب إلى الله -عز وجل-، من خلال نحر الأنعام بشروط محددة وفي أيام محددة وبنية سليمًة، وقد تم تشريع الأضحية في العام الثاني للهجرة، وهو العام الذي تم فرض صلاة العيدين والزكاة فيه كما أن الله- سبحانه وتعالى- قد شرعها في القرآن الكريم بقوله تعالى في سورة الكوثر: (فصل لربك وانحر)، وهو ما أكدته السنة النبوية ويعتبر النحر أو التضحية أسوًة بنبي الله إبراهيم –عليه السلام- بقول الله تعالى (وفديناه بذبح عظيم ).
أحكام تقسيم الأضحية عند المذاهب الأربعةوقال الشيخ الدكتور عبد العزيز النجار، وكيل وزارة بالأزهر الشريف، إن الأئمة الأربعة اختلفوا حول تشريع تقسيم الأضحية من إمام لآخر ومن مذهب لآخر، لافتا إلى أن الحنفية والحنابلة أجمعا أن تقسيم الأضحية إلى ثلاثة أجزاء أمر مستحب، فيكون ثلث للفقراء وثلث للمضحي وثلث للإهداء كما أكد الحنفية أو المذهب الحنفي على أنه إذا كان المضحي ميسور الحال أن يتصدق بثلثي الأضحية ويأكل الثلث الأخير فقط.
وأضاف وكيل الوزارة بالأزهر في تصريح لـ«الوطن»، أنه عند الشافعية يفضل تقسيم وتوزيع أغلب الأضحية على الفقراء والمساكين وأن يأكل المضحي نسبة قليلًة من الأضحية أما المالكية فقد أجمعوا على أنه لا يوجد تحديد معين لتقسيم وتوزيع الأضحية، فللمضحي الحرية الكاملة في توزيع وتقسيم الأضحية كيفما رأى وأراد ؛ فيأكل ما يشاء ويتصدق بما يشاء ويهدي بما يشاء.
حكم التصدق عند تقسيم الأضحيةوأكد أنه وفقًا للمذاهب الأربعة: أجمع الشافعية والحنابلة على وجوب التصدق من لحم الأضحية عملًا بقول الله تعالى: (فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير) وبناءً عليه فإن الأضحية لا تقبل ممن لم يتصدق بجزء منها أما عند الحنفية الحنابلة، فقد أجمعوا على جواز عدم التصدق بجزء من الأضحية، بل إنه أمر مستحب وليس واجبًا وعلى ذلك فإن من ضحى وأكل الأضحية كاملًة ولم يتصدق أو يهدي منها فإن الأضحية مقبولة منه.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الأضحية العشر الأوائل من ذي الحجة عيد الأضحى
إقرأ أيضاً:
هل يجوز للخاطب رؤية شعر خطيبته بعد قراءة الفاتحة؟.. انتبه للحكم
لعل السؤال عن هل يجوز للخاطب رؤية شعر خطيبته بعد قراءة الفاتحة ؟ هو أحد المسائل المطروحة بقوة بين الشباب والفتيات ، الذين قدر لا يعرفون حدود العلاقة بينهما في فترة الخطبة بشكل واضح ، وهو ما يتسبب في وقوع البعض في الحرام وارتكاب المحظورات، ومن بينها سؤال هل يجوز للخاطب رؤية شعر خطيبته بعد قراءة الفاتحة ؟، الذي ينبغي الوقوف على حكمه .
50 دعاء قبل صلاة الفجر للرزق والفرج والزواج وقضاء الحوائج.. هنا تبدأ سعادتكهل يجوز للخاطب رؤية شعر خطيبتهقال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الأئمة الأربعة أجازوا للخاطب أن يرى من جسد خطيبته ثلاثة أجزاء ، وهي الوجه والكفين.
وأضاف " جمعة" في إجابته عن سؤال: هل يجوز للخاطب رؤية شعر خطيبته بعد قراءة الفاتحة ؟، بأنهم استدلوا على جواز ذلك بما روي عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهَا ثِيَابٌ رِقَاقٌ فَأَعْرَضَ عَنْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ : ( يَا أَسْمَاءُ إِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا بَلَغَتْ الْمَحِيضَ لَمْ تَصْلُحْ أَنْ يُرَى مِنْهَا إِلا هَذَا وَهَذَا ) - وَأَشَارَ إِلَى وَجْهِهِ وَكَفَّيْهِ.
وأكد أن رؤية الخاطب لخطيبته بما يعرف في الفقه بملابس المَهنة التي تكون بها في المنزل ويظهر منها نصف ساعدها أو ظهور شعرها؛ اتفق الأئمة الأربعة على حرمة ذلك وعدم جوازه.
وأفاد بأنه لا يجوز للخاطب أن يرى من خطيبته سوى الوجه والكفين، مشيرًا إلى أن من العلماء من أجاز أن يرى الخاطب خطيبته بملابس المَهنة إلا أن الورع والتقوى تتعارض مع هذا الرأي.
وأوضح أن هناك إجماع على فرضية حجاب المرأة بين جميع علماء المسلمين من أصحاب القبلة سلفًا وخلفًا سنة وشيعة، مؤكدًا أن فرضية الحجاب مما أجمعت عليه الأمة المسلمة وإجماع الأمة مصدر من مصادر التشريع.
ونبه إلى أن حجاب المرأة المسلمة فرض على كل امرأة بلغت الحلم، منوهًا بأن خلع الحجاب أمر مخالف للقرآن والسنة ومخالف للعفاف لكل قواعد أصول الفقه الذي بني عليه هذا الدين.
وأشار إلى أن المرأة التي لم تلتزم بالحجاب وهي تعلم أنها مخطئة وعلى ذنب وتدعو الله أن يهديها وييسر لها العفاف هي آثمة لتفريطها في الحجاب لكن المصيبة الأعظم فيمن تركت الحجاب وتدعي أنه ليس بفرض ليوافق ذلك أهواءها.
العلاقة بين المخطوبينوبين الدكتور محمد عبدالسميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء، بأنه لا توجد بين الخاطب ومخطوبته علاقة شرعية تجيز له أن يمسك بيدها، لافتًا إلى أن الخاطب عندما يمسك يد مخطوبته ليلبسها خاتم الخطبة؛ فإن ذلك يكون تجاوزًا.
ونوه «عبدالسميع» بأن الخاطب رجل أجنبي عن مخطوبته؛ فهو ليس من محارمها، مؤكدًا أنه ليس بين المخطوبين علاقة تتجاوز مجرد الوعد بالزواج.
وكانت دار الإفتاء قد ذكرت أن الخِطبة مجرد وعد بالزواج يمكن لأحد الطرفين فسخه متى شاء، لافتةً إلى أن للخاطب أن يستردَّ الشبْكة من مخطوبته إذا أراد ذلك ولو كان الفسخ من جهته؛ لأنها جزء من المهر الذي يُستحق نصفه بالعقد ويُستحق كله بالدخول.
وأكدت " الإفتاء" أن الخاطب والمخطوبة أجنبيان عن بعضهما، وبقدر ما تكون البنت أصْوَنَ لنفسها وأحرص على عِفَّتِها وشَرَفِها وأبعد عن الخضوع والتكسُّرِ في كلامها وحديثها، بقدر ما تعلو مكانتها ويعظم قدرها عند من يراها ويسمعها وتزداد سعادتها في زواجها، ومن تَعَجَّلَ الشيء قبل أوانه عُوقِب بحرمانه.