تحت وطأة الحرب المدمّرة، تتكبد بلدتا بليدا ويارون خسائر بشكل شبه يومي، إلى حد باتت ساحات البلدتين مسرحًا لأعنف المواجهات واعتاها، حيث يصبّ العدو الإسرائيلي جام غضبه على هاتين البلدتين. فالحرب هناك ليست مجرّد صراع عابر.. بل هي جرح مفتوح تحولت من خلاله البلدتان إلى مناطق مجروحة، حيث التهمت صواريخ العدو الأخضر واليابس، بعدما أصبحت البيوت المهجورة من أهلها شهودا صامته ومكسورة على ما يحصل.

وحدها الحاجة أم خليل غشّام، المرأة العجوز المقاومة أبت أن تخرج من منزلها القابع في أحد أحياء يارون.. تصرّ على البقاء بين نعيم جدران منزلها من دون أن تكترث لأصوات الصواريخ التي هزّت ودمّرت عشرات المباني السكنية في البلدة. وبينما تتعالى أصوات القنابل، وتتصاعد ألسنة النار، نستطلع عن أم خليل، فنعلم أنّها تلك المرأة الجنوبية التي تعشق تراب بلدها، ولا ترى المأمن والامان إلا داخل منزلها، على الرغم من اغتراب أولادها. تسكن وحدها في ذلك الحي كزهرة تتحدى جفاف الحياة هناك. أرقام مخيفة ومن على مشارف يارون بليدا، حاول "لبنان24" أن يستطلع ساحة المعركة الدموية، التي لا تزال تعتبر ساحة حرب، حيث تواصل مع نائب رئيس البلدية حسين جعفر الذي سرد يوميات يارون العصيبة مع العدو الإسرائيلي. ففي سياق الحديث يؤكّد جعفر أن يارون ومنذ بدء الحرب، ولسبب مواجهتها للحدود الفلسطينية المحتلة، كانت البلدة هدفا أساسيا لمدفعية الاحتلال وصواريخه. وبالأرقام، فإنّ ما يقارب الأربعين منزلا قد هُدمت بشكل كامل، بالإضافة إلى 120 منزلا تم تدميرها بشكل جزئي. أما المصيبة الأكبر، فهي تهديم المنازل الأثرية داخل ساحة البلدة، إذ تعمّد العدو الإسرائيلي استهدافها. ويلفت جعفر إلى أن الأماكن غير المكشوفة على مواقع الاحتلال يمكن تفقدها، إذ إن الجهتين الجنوبية والشرقية مكشوفتان فقط. وتأكيدًا على جرائم العدو لفت جعفر إلى أن العدو استهدف كنيسة مار جاورجيوس، وهي واحدة من أقدم الكنائس في المنطقة، إذ يبلغ عمرها أكثر من 400 سنة، بالإضافة إلى تضرر جزئي أصاب مسجد الإمام علي. وشدّد جعفر على أنّ حركة النزوح بالنسبة ليارون على صعيد المناطق المستهدفة بلغت 100%، مع استحالة العيش هناك بسبب كثافة القصف الذي ينفذه العدو. ومن الحجر، إلى الطبيعة، لم يوفر العدو حرج يارون البالغ 633 دونما، إذ تم إحراق كافة الأشجار المعمرة. وأشار نائب رئيس البلدية إلى أن ما بين 50 إلى 60% من الأشجار تم إحراقها بشكل كامل عن سابق تصور وتصميم، وهي التي تلقت أكبر نسبة من القنابل الفوسفورية. صواريخ الموت ومن يارون إلى بليدا، حيث الحال ليس أفضل أبدًا، إذ إن جرائم إسرائيل طالت هذه البلدة الجنوبية الصامدة بوجه العدوان، فترك العدو الاسرائيلي بصمة عنجهيته على أبنية وطرقات بليدا، وهذا ما أكّد عليه رئيس البلدية حسان حجازي الذي أشار خلال اتصال عبر "لبنان24" إلى أن بحدود 200 وحدة سكنية تضررت في القرية، وتم تدميرها كليا أو جزئيًا. فمن مبنى البلدية المتضرر جزئيا وصولا إلى استراحة بليدا ومستوصفها الطبي، وأحد النوادي الرياضية، لم يوفّر العدو مرفقا إلا وطالته صواريخ الموت. في السياق، يوضح حجازي أن العدو ركّز بالتوازي على استهداف كافة البنى التحتية ومقومات الحياة في البلدة، إذ يأتي في أولوية الأهداف شبكة الكهرباء، حيث يركّز قصفه على المحطات الرئيسية، إذ يعاني وسط القرية من دمار كامل بالشبكة، بعدما تم استهداف مولدات الكهرباء الخاصة التي تم تفجيرها مع غرف المازوت والتحكم الخاصة بها.
وامتدّ الاعتداء ليشمل مجاري تحويل المياه إذ تم تدمير شبكة جرّ المياه، بالإضافة إلى تفجير محطة تكرير المياه الخاصة بالشرب. كما طالت الاعتداءات الإسرائيلية حسب حجازي غرفة الإنترنت والأعمدة الخاصة بها، وقد فاق عددها 30 عامود كهرباء وانترنت. ومن البنى التحتية إلى استهداف الآليات، يشير رئيس بلدية بليدا إلى أن آليات البلدية تعرّضت للاستهداف أيضا إذ تم تدمير قرابة 13 آلية من أصل 15 آلية، ومن أبرزها سيارات الاسعاف والاطفاء والشرطة التي دمّرت بشكل كلي. وعلى رغم التحدي الكبير، لا يزال أهالي الجنوب يحاولون إعادة الحياة إلى قراهم، متشبثين بهذه الأرض التي يدافعون عنها بدمائهم. ومن هنا يؤكّد حجازي أن البلدية بالتعاون مع جمعيات العمل البلدي وكافة المؤسسات الرسمية تحاول أن تصلح الأعطال الأساسية كشبكات المياه والكهرباء، بالإضافة إلى تنظيف الساحات من الردم وفتح الطرقات، خاصة أنه لا يزال هناك قرابة الأربعين عائلة صامدة داخل منازلها. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: بالإضافة إلى إلى أن

إقرأ أيضاً:

قوات العدو الصهيوني تواصل عدوانها على طوباس وجنين وطولكرم بالضفة الغربية

الثورة نت/وكالات تُواصل قوات العدو الصهيوني  عدوانها العسكري على مدن وقرى ومخيمات في محافظات جنين وطولكرم وطوباس شمالي الضفة الغربية، تزامنًا مع استمرار عمليات التجريف للبنية التحتية وتفجير وتدمير المنشآت والمباني السكنية، والاعتقال والتنكيل بحق المدنيين. واندلعت بعد منتصف ليل الاثنين/ الثلاثاء، اشتباكات مسلحة بين مقاومين وقوات العدو عند الشارع العسكري بمدينة جنين. واعتقلت قوات العدو، مساء أمس الإثنين، شابين من مخيم طولكرم وضاحية ذنابة شرقي مدينة طولكرم، عند وصول أحدهما بمركبة إسعاف تابعة لجمعية الهلال الأحمر إلى طوارئ مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي، إثر إصابته بوعكة صحية، ومنعت الطاقم الطبي من فحصه وعلاجه. وذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن قوات العدو اعتقلت مرافقة لمريضة من داخل مركبة الإسعاف عند مدخل مستشفى ثابت ثابت، وأخضعتها لتحقيق ميداني فبل الإفراج عنها. كما اعتقلت متطوعاً في الهلال الأحمر من داخل سيارة الإسعاف قرب مدخل مستشفى ثابت ثابت. ودفعت قوات العدو  بمزيد من التعزيزات العسكرية إلى مخيم طولكرم، الذي يتعرض لحصار مشدد منذ 9 أيام، فيما ينتشر جنود الاحتلال في أحياء المخيم، ويداهمون منازل المواطنين، ويخربون محتوياتها، ويهجرون ٍسكانها منها قسرا. ولا تزال قوات العدو تستولي على العشرات من المنازل والأبنية العالية داخل مخيم طولكرم وفي محيطه، بعد أن حولتها إلى ثكنات عسكرية ومنصات لقناصتها. ويوم أمس، صرح محافظ طولكرم عبد الله كميل، أن قوات العدو أجبرت ما يزيد عن 75% من سكان مخيم طولكرم على النزوح منه قسرا، ويقدر عددهم بنحو 9 آلاف مواطن من مختلف الأعمار. واقتحمت قوة راجلة من جيش العدو مساء أمس، مدينة طولكرم من منطقة معسكر “تسنعوز” العسكري غربي المدينة، وانتشرت في شوارعها وأحيائها خاصة الغربية والجنوبية والشرقية، وسوق الخضروات. وأعلنت سرايا القدس – كتيبة طولكرم، عن تمكن مقاتليها في سرية قفين من تفجير عبوة ناسفة أرضية من نوع شجاع (1)، كانت معدة مسبقًا، في آلية عسكرية خلال اقتحام بلدة قفين شمال طولكرم. وأوضحت السرايا في بلاغ عسكري، مساء اليوم الاثنين، أن التفجير أسفر عن إصابات مؤكدة في صفوف جنود الاحتلال الذين كانوا على متن الآلية المستهدفة. وفي طوباس، يشن جيش العدو لليوم الثالث على التوالي، عدوانا عسكرياً على بلدة طمون ومخيم الفارعة جنوبا، اعتقل خلاله عشرات المواطنين، واستولى على بعض المنازل وطرد سكانها منها، وحولها لثكنات عسكرية، كما دمر الطرق والبنية التحتية وممتلكات المواطنين، وأغلق الطرق بالسواتر الترابية. كما اقتحمت قوات العدو النقطة الطبية التابعة للهلال الأحمر في مخيم الفارعة، واستولت على البطاقات الشخصية للعاملين فيها، ومنعتهم من التحرك دون تنسيق، كما أعاقت طواقم الهلال الأحمر، ومنعتها من نقل أحد المرضى من داخل المخيم. وأغلقت قوات العدو المدخل الجنوبي لمدينة طوباس بالسواتر الترابية.

مقالات مشابهة

  • بالفيديو .. الجيش يسيطر على مقر “الإستراتيجية” وسط الخرطوم ويخوض معارك ضارية لاستعادة جسر مهم
  • السودان يشهد معارك ضارية للسيطرة على جسر استراتيجي في الخرطوم
  • بالفيديو .. الجيش السوداني يحرر مطابع “سك العملة” ويخوض معارك ضارية ويستولي على عتاد عسكري وصور بشعة لقتلى الدعم السريع وبشرى للمواطنين وقرب إلتقاء قوات المدرعات
  • طاولات عشاء وتحالفات.. هذا ما يحصل بين محامي لبنان
  • استعدادا لوداع نصرالله.. هذا ما يحصل داخل الفنادق
  • إحباط إنقلاب داخل الإتحادى الأصل(١)
  • عاجل. الشرع يدعو أردوغان لزيارة سوريا في أقرب وقت ويقول "الدم السوري اختلط بالدم التركي في معارك التحرير"
  • مصرع جنديين صهيونيين وإصابة ستة آخرين جراء عملية إطلاق نار شرق طوباس
  • قوات العدو الصهيوني تواصل عدوانها على طوباس وجنين وطولكرم بالضفة الغربية
  • قوات العدو تواصل عدوانها على طوباس وجنين وطولكرم بالضفة الغربية