إيكونوميست: القرم أصبحت فخ موت للقوات الروسية
تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT
يبدو أن روسيا بدأت تعاني في شبه جزيرة القرم تحت وطأة مزيج فتاك من الهجمات الصاروخية والمسيّرات المتطورة التي تستخدمها أوكرانيا بشكل متزايد لإضعاف الدفاعات الجوية الروسية في القرم بشكل منهجي، وفقا لمجلة بريطانية.
وتقول ذي إيكونوميست إن كييف ما فتئت تقصف القواعد الجوية التي تنطلق منها الطائرات الاعتراضية الروسية، وتضرب أهدافا لوجيستية واقتصادية حيوية في شبه الجزيرة.
وأوضحت إيكونوميست، في هذا الإطار، أن الموافقة الأميركية في أبريل/نيسان الماضي على حزمة الدعم العسكري التي قدمتها إدارة بايدن بقيمة 61 مليار دولار بدأت تؤتي ثمارها، خصوصا أنها سمحت بتزويد كييف بصواريخ باليستية من طراز "آتاكامز" (ATACM) يصل مداها إلى 300 كيلومتر، وهو ما يعني أن أوكرانيا قادرة الآن على ضرب أي هدف في شبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا، بشكل مؤثر.
وذكرت المجلة أن ما قد تحققه أوكرانيا، إذا لم تعد مضطرة إلى القتال وإحدى يديها مقيدة خلف ظهرها، يتجلى في حملتها في شبه جزيرة القرم.
وتنقل المجلة عن بن هودجز -وهو القائد السابق للقوات الأميركية في أوروبا ومستشار كبير لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في الشؤون اللوجيستية- أن الأوكرانيين "يعملون بشكل منهجي على جعل أوكرانيا بيئة طاردة للقوات الروسية".
ولفتت المجلة إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين راهن كثيرا على شبه جزيرة القرم فربطها بالبر الرئيسي لروسيا عن طريق جسر كيرتش منذ عام 2018، واعتبرها "حاملة طائرات غير قابلة للغرق"، حيث يمكن استخدام المراكز اللوجيستية والقواعد الجوية وأسطول البحر الأسود، الذي يعمل انطلاقا من عاصمتها سيفاستوبول، للسيطرة على جنوب أوكرانيا، ووقف صادرات أوكرانيا الحيوية من الحبوب، وتوفير تدفق مستمر من الرجال والعتاد للجبهة الروسية لدفع أوكرانيا إلى الانسحاب كليا من مقاطعة دونباس، وقد استثمر الرئيس الروسي مبالغ ضخمة في البنية التحتية العسكرية في شبه جزيرة القرم، وكلها الآن معرضة للخطر، وفقا للمجلة.
ولئن كانت إيكونوميست تستبعد، في ظل ميزان القوى الحالي، أن يقوم الأوكرانيون بهجوم برمائي واسع لتحرير شبه جزيرة القرم، فإنها شددت على أن هذه المنطقة هي الخاصرة الرخوة لروسيا ولديها فيها الكثير مما يجب الدفاع عنه.
ولذلك فإن ما تحاول أوكرانيا القيام به هو جعل القرم عائقا وليس مصدر قوة لبوتين، والهدف هو عزلها وبالتالي دفع القوات الجوية والبحرية الروسية بعيدا عن جنوب أوكرانيا وخنق القرم كمركز لوجيستي، وفقا للمجلة.
وقدرت المجلة أن تكون المسيّرات والصواريخ الأوكرانية قد أوقفت حوالي نصف أسطول البحر الأسود الروسي، وهو ما أُجبر كل ما تبقى منه –تقريبا- على الانتقال من سيفاستوبول إلى ميناء نوفوروسيسك، على بعد أكثر من 300 كيلومتر في البر الرئيسي الروسي.
وأضافت أن نوفوروسيسك نفسها تعرضت لهجوم من مسيّرات أوكرانية بحرية وجوية في 17 مايو/أيار. وتعرضت محطة للسكك الحديدية ومحطة لتوليد الطاقة بالإضافة إلى القاعدة البحرية للقصف.
ويقول الجنرال هودجز إنه واثق من أن الأوكرانيين سوف "يهدمون جسر كيرتش عندما يكونون جاهزين".
وتوقعت إيكونوميست أن يكون الاختبار المبكر للنجاح الإستراتيجي الأوسع نطاقا لحملة أوكرانيا في شبه جزيرة القرم هذا الصيف، عندما يتدفق المصطافون الروس عادة عبر جسر كيرتش إلى المنتجعات في شبه الجزيرة.
ونقلت في هذا الصدد عن الباحث في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية بن باري قوله إن توقف الروس عن التدفق على القرم هذا الصيف سيمثل نذير شؤم بالنسبة لبوتين، إذ تعتمد شبه الجزيرة بشكل كبير على صناعة السياحة، وقد انخفضت الحجوزات العام الماضي بمقدار النصف تقريبا. ويقول بن باري: "لقد تحولت شبه جزيرة القرم من مشروع مرموق إلى استنزاف للموارد الروسية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات فی شبه جزیرة القرم
إقرأ أيضاً:
???? مجلة أمريكية متخصصة: فريق بايدن يدفع باتجاه تصنيف الدعم السريع جماعة إرهابية
تقول مجلة “ناشونال سيكيورتي ديلي” الأمريكية المتخصصة في أخبار البيت الأبيض و السياسة الأمنية و الخارجية الأمريكية، إن إدارة الريئس بايدن، في أيامها الأخيرة “تدفع بقوة صوب إطلاق حملة في اللحظات الأخيرة لمعالجة الحرب الأهلية المدمرة في السودان والتي تحولت إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية المستمرة في العالم”.
وتضيف المجلة التي تعرف نفسها بأنها أداة لتمكين المتخصصين الأمريكيين في السياسات والمواد الاستخبارية اللازمة في تشكيل أولويات الحكومة، إن مسؤولي الإدارة الأمريكية يدرسون حالياً “خططاً لإعلان الفظائع التي ترتكب في السودان إبادة جماعية وإصدار حزمة من العقوبات الجديدة على ميليشيا سودانية تتنافس على السلطة في الحرب” ، وفقاً لما قاله أربعة مسؤولين حاليين وسابقين مطلعين على الأمر لصحيفة “نات سيك ديلي”.
وتشير المجلة إلى أن هذه الإجراءات العقابية تتضمن فرض عقوبات على رأس “ميليشيا ما يُسمى بقوات الدعم السريع، محمد حمدان “حميدتي” دقلو ومؤسسات أخرى تابعة لقوات الدعم السريع”. كما تشير المجلة إلى أن الولايات المتحدة سبق و اتهمت القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بارتكاب جرائم حرب، لكنها “اتهمت قوات الدعم السريع بالتطهير العرقي” في السودان.
ويشير الكاتبان السيد روبي جرامر و السيدة نهال توسي إلى أن مسؤولين وخبراء آخرين خارج الإدارة الأمريكية يضغطون على فريق الرئيس جو بايدن لتعيين مسؤول كبير في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية “للإشراف على استمرار تدفق المساعدات الأمريكية والدولية إلى السودان المنكوب بالحرب في وقت تستعد واشنطن لتبادل كراسي الحكم بين إدارة جو بايدن وإدة دونالد ترامب”.
ويأتي هذا الضغط – وفق المجلة – في الوقت الذي يسافر فيه وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى نيويورك اليوم (الخميس) ليترأس اجتماعاً رفيع المستوى للأمم المتحدة بشأن السودان. وقبل اجتماع الأمم المتحدة، دفع المسؤولون الأمريكيون لإنشاء ممرات إنسانية جديدة إلى المناطق المتضررة بشدة في السودان، بما في ذلك الخرطوم، عاصمة البلاد.
و تقول المجلة إن هذه التدابير مجتمعة تعكس الدفعة الأخيرة التي يبذلها فريق بايدن لدفع التقدم نحو إنهاء الحرب الأهلية السودانية بعد جولات متعددة من محادثات السلام الفاشلة والضغوط المتزايدة من المشرعين الأميركيين والجماعات الإنسانية لبذل المزيد من الجهد خلال شهرهم الأخير في مناصبهم.
و تضيف المجلة أنه، وعلى الرغم من أنها لا تحظى إلا بجزء ضئيل من الاهتمام العام أو تتلقى إلا اليسير من تمويل الإغاثة الإنسانية مقارنة بما تحظى به الحروب في غزة أو أوكرانيا، إلا أن الصراع في السودان دفع الملايين من الناس إلى شفا هوة المجاعة.
” لقد أصبح السودان برميل بارود جيوسياسي”، حيث تتنافس القوى الأجنبية بما في ذلك المملكة العربية السعودية وإيران ومصر والإمارات العربية المتحدة وروسيا على النفوذ بين الأطراف المتحاربة بينما تطيل الحرب وتزيد من تفاقمها.
وتقول المجلة إن إدارة بايدن تلقت انتقادات حادة من المشرعين الأمريكيين من أمثال السناتور جيم ريش (جمهوري من أيداهو)، الرئيس المقبل للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، لعدم بذلها ما يكفي من الجهد حتى الآن لمحاسبة من يحركون الحرب الأهلية السودانية.
ويقول الكاتبان إن “منظمات حقوق الإنسان انتقدت إدارة بايدن لعدم محاسبة الإمارات العربية المتحدة علنًا على دورها في الصراع أيضًا. وجرى اتهام الإمارات العربية المتحدة، الشريك الرئيسي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، على نطاق واسع بتمويل وتسليح قوات الدعم السريع بينما تنفذ حملة من القتل الجماعي والاغتصاب في جميع أنحاء السودان.”
وقال السناتور بن كاردين (ديمقراطي من ماريلاند)، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ المنتهية ولايته، لصحيفة نات سيك ديلي: “على الولايات المتحدة بذل المزيد من الجهد. وعلى الإمارات العربية المتحدة التوقف عن تأجيج النار هناك”.
ونقلت المجلة عن كاميرون هدسون، الخبير في العلاقات بين الولايات المتحدة وأفريقيا من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن أي إجراءات نهائية من جانب إدارة بايدن بشأن السودان يمكن أن “تحرر ترامب من الاضطرار إلى اتخاذ هذه القرارات” وتمكين المشرعين الذين يركزون على الصراع من “استخدام هذا كوقود لمواصلة دفع ترامب لمواصلة القيادة الأمريكية في السودان”. وقال: “أي زخم يمكن أن يأتي من هذا يصبح أمراً جيداً إذ سينتقل إلى الإدارة القادمة”.
وتشير المجلة إلى أن النظر في توصيف المليشيا بارتكاب الإبادة الجماعية أو الفظائع المتجددة على أنها أداة سياسية مهمة لحشد انتباه المجتمع الدولي إلى الأزمة.
ووفقاً للمجلة فقد أكد مسؤولان إن وزارة الخارجية الأمريكية ما زالت تدرس إعلان الإبادة الجماعية، وهو ما يتطلب مراجعات قانونية وفنية داخلية مكثفة، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان بلينكين سيؤيد مثل هذا الإجراء. وقد حذر خبراء الأمم المتحدة بالفعل من أن الصراع في السودان يشبه بشكل متزايد الإبادة الجماعية.
ورفضت وزارة الخارجية التعليق على الأمر على وجه التحديد، قائلة إنها لا تناقش العقوبات أو القرارات الجديدة علنًا ومسبقًا. وقالت إنها تدفع من أجل وقف فوري للأعمال العدائية وفتح ممرات إنسانية إلى السودان للوصول إلى المدنيين الأكثر ضعفًا في البلاد. ورفض مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض التعليق، وفقا للمجلة.
نيويورك – المحقق
إنضم لقناة النيلين على واتساب