يعتبر إنتاج الكوبالت والنيكل عالي النقاء من محاليل نفايات البطاريات الكهربائية مهمة في غاية الصعوبة.

قام المتخصصون في مؤسسة "روس آتوم" الحكومية الروسية للطاقة النووية بتطوير تكنولوجيا إعادة استخدام المعادن الثمينة في إنتاج بطاريات الليثيوم الأيونية، حيث سيقلل ذلك من تكاليف الإنتاج الصناعي لأجهزة تخزين الطاقة هذه.

وقالت الخدمة الصحفية للمؤسسة الروسية:" قام العلماء في القطاع الكيميائي التكنولوجي للمؤسسة بتطوير تكنولوجيا استخراج كربونات الليثيوم وكبريتات الكوبالت والنيكل من بطاريات الليثيوم الأيونية المستعملة، وتمكنوا باستخدام معمل تجريبي مبتكر من الحصول على مجموعة من المنتجات التجارية القابلة للبيع العام تضاهي جودة البطاريات الكهربائية، وتعتبر الحلول التكنولوجية التي تم إيجادها جاهزة للإنتاج والتسويق على نطاق صناعي".

إقرأ المزيد بوريسوف يكشف عن موعد إرسال محطة الطاقة النووية إلى القمر

وقد طوّر المتخصصون من القطاع التكنولوجي في مؤسسة "روس آتوم" الروسية تكنولوجيا استخراج كربونات الليثيوم من بطاريات الليثيوم المستعملة وأكدوا فعاليتها في المختبر. وكانت نسبة نقاء المادة الكيميائية 99.5% وهي نسبة نقاوة البطاريات الحديثة.

بينما أصبح الحصول على الكوبالت والنيكل عالي النقاء من محاليل نفايات البطاريات الكهربائية مهمة أكثر تعقيدا. ومن أجل الحصول على المنتج النهائي، قام العلماء بتجميع وتشغيل معدات استخلاص خاصة تحتوي على 88 مرحلة من تنقية المعادن. ومن خلال ذلك تمكن الخبراء من الحصول على عينات من الأملاح المطلوبة عالية النقاء من المعادن غير الحديدية. وتتوافق خصائص المنتجات تماما مع متطلبات السوق.

ووفقا لرئيسة مختبر القطاع الكيميائي التكنولوجي أولغا يوراسوفا، فإن أجهزة المختبر التكنولوجي تتيح أيضا إجراء بحث علمي حول استخلاص وفصل العناصر ذات الخصائص المماثلة لصالح المستهلكين في خارج روسيا.

المصدر: تاس

 

 

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الطاقة الذرية تكنولوجيا بطاریات اللیثیوم الحصول على

إقرأ أيضاً:

معارك في البر والبحر.. هكذا تصعّد بريطانيا المواجهة مع روسيا

لندن- لا يبدو أن سعي الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإقناع حلفائه الغربيين بحرف بوصلة عدائهم لموسكو في اتجاه مزيد من التقارب معها، استطاع أن يؤثر على أحد ثوابت السياسة الخارجية البريطانية التي لا تنظر للروس إلا بمنظار الريبة والتوجس.

فبشكل متسارع توالت خلال الأسابيع الماضية سلسلة مواقف وقرارات بريطانية ترسل جميعها إشارات، في أكثر من اتجاه، على أن العقيدة الأمنية البريطانية التي ترى في روسيا العدو الأول للندن، راسخة، ويصعب أن تتقاطع مع رغبة الإدارة الأميركية الحالية في إرساء علاقات أكثر قربًا معها.

ولم تتردد المملكة المتحدة في تصنيف روسيا مجددا على قائمة الدول المهدِّدة لأمنها القومي، في إطار نظام تسجيل جديد يدخل حيز التنفيذ الصيف المقبل يتعقب النفوذ الأجنبي في البلاد ويحاول الحد من تأثيره على السياسات العامة، وطالبت وزارة الداخلية البريطانية كل الكيانات التي تربطها صلات بموسكو بالإفصاح عنها أو مواجهة عقوبة السجن.

معركة بَحرية

تعقب أي أثر للروس امتد أيضا إلى جبهات صراع أخرى غير تقليدية، حيث قالت صحيفة صنداي تايمز البريطانية إن الروس ينشرون أجهزة استشعار بَحريّة لمراقبة تحركات الغواصات النووية البريطانية والتشويش عليها، بعد أن اكتشف صيادون محليون وقوات من البحرية الملكية البريطانية -مصادفة- تلك الأجهزة في المياه البريطانية فيما جرفت الأمواج بعضها إلى الساحل الأسكتلندي.

إعلان

لكن ما تعده المملكة المتحدة تهديدا خطيرا لأمنها القومي، لا يراه السفير الروسي في لندن أندريه كيلين إلا تهويلا مبالغا فيه يحاول الساسة البريطانيون تسويقه للرأي العام على حد قوله في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، دون أن ينفي تدبير عمليات تجسس على الغواصات النووية في المياه البريطانية.

وقالت صحيفة "تلغراف" البريطانية إن البحرية الملكية البريطانية تراقب عن كثب "سفن التجسس الروسية" القريبة من المياه الإقليمية، والتي تتهمها بمحاولة رسم خرائط البِنية التحتية الحيوية تحت مياه البحر وتدبير محاولات تخريب واسعة النطاق لكابلات الاتصالات شمال الأطلسي.

وتضيف الصحيفة أن المسؤولين العسكريين يحاولون تطوير أنظمة دفاع تعطل قدرات أجهزة التجسس الروسية وتعمل على تحديد مواقعها، بعد أن شهد بحر البلطيق وبحر الشمال تصاعدا في وتيرة تخريب الكابلات البحرية العابرة للمنطقة منذ الغزو الروسي لأوكرانيا.

ولا يواري المسؤولون البريطانيون خشية متزايدة من أن تصبح البنية التحتية لبلادهم تحت البحر أكثر عرضة لاستهداف روسي محتمل، حيث أطلق الرئيس السابق للاستخبارات الخارجية البريطانية "إم آي 6" أليكس يانغر قبل أيام تحذيرات من عمليات تخريب روسية لأنابيب الطاقة والاتصالات تحت البحر، داعيا بريطانيا إلى الاستعداد للدخول في مواجهة وشيكة مع موسكو.

الاستعداد للمواجهة

في هذا السياق، يرى بول جيبسون المسؤول السابق في وزارة الدفاع البريطانية أنه بالقدر الذي يمكن فيه تفسير التصعيد البريطاني الأخير ضد روسيا على أنه ردة فعل على التحولات الجيوسياسية المتلاحقة في القارة الأوروبية، فإنه في جوهره ليس إلا فصلا آخر من فصول العداوة التقليدية والتاريخية بين الجانبين الممتدة لعقود، وتأكيدا على العقيدة التي شكلت حلف شمال الأطلسي (الناتو) منذ نشأته كحائط صد ضد الاتحاد السوفياتي سابقا.

إعلان

وشدد للجزيرة نت على أن لندن رغم حاجتها لتعزيز قدرات الجيش وزيادة الإنفاق العسكري، تمتلك أيضا إمكانات دفاعية متقدمة تكنولوجيا للحد من تأثير هذه التهديدات الروسية التجسسية على مصالحها.

بَيد أن الخبير العسكري البريطاني يشكك بالمقابل في قدرة بريطانيا على حشد العدد الكافي من القوات العسكرية لمواجهة جيش بحجم الجيش الروسي حال اندلاع أي صدام عسكري، وذلك ما أثار قلق المسؤولين العسكريين والسياسيين الذين لا يستبعدون فتح باب التجنيد الإجباري وهم يعقدون المقارنة مع أعداد الضحايا في الحرب الأوكرانية مع ما يمكن تكبّده بالدخول في أي مواجهة مع موسكو.

لكن المعركة التي تخاض في قاع مياه البحر ليست إلا صدى لمواجهة أكثر حدة قد تندلع في أية لحظة على أرض صلبة، حيث تواصل بريطانيا تقدم صفوف الدول الأوروبية الداعمة لكييف في حربها ضد روسيا.

تصر بريطانيا على قيادة جهود حشد الدعم العسكري والسياسي لأوكرانيا في مواجهة الروس، ومنحتها الأسبوع الماضي دعما إضافيا يقدر بـ450 مليون جنيه إسترليني (1 جنيه إسترليني يساوي 1.32 دولار)، فيما أعلن رئيس الوزراء كير ستارمر قبل أسابيع عن قرض بقيمة 2.2 مليار جنيه إسترليني لتقديم المزيد من المساعدات العسكرية يتم سداده من الأصول الروسية المجمدة في لندن.

يأتي ذلك في وقت لا تهدأ فيه منذ أسابيع لقاءات مسؤولي الدفاع الأوروبيين لبحث إنشاء ما أطلق عليه ستارمر "تحالف الراغبين"، الذي تؤكد لندن أنه ضرورة حيوية لتأمين أوكرانيا إن تم التوقيع على أي اتفاق سلام بين الروس والأميركيين.

عقيدة ثابتة

دفع انحياز ترامب لروسيا ضد أوروبا عددا من القادة الأوروبيين وبريطانيا للتأكيد على رسوخ عقيدتهم الأمنية التي تصنف موسكو خطرا أولَ يهدد الأمن الجماعي للقارة، في إصرارهم على رفض رفع العقوبات عليها.

وردد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في أكثر من مناسبة، أن العقيدة الأمنية الفرنسية ثابتة ولا ترى في روسيا إلا الخطر الأول الذي يهدد أمن الفرنسي والأوروبي القومي.

إعلان

من جانبه، يشير مثنى العبد الله، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة لندن، إلى أن البريطانيين ومعهم الأوروبيون يستشعرون التهديد الذي يشكله التقارب الروسي الأميركي على أمنهم القومي، ومحاولات ترامب إحلال الصداقة محل العداء مع الروس، مما يفسر حدة اللهجة والقرارات المتخذة في الأسابيع الأخيرة ضد موسكو.

ويضيف للجزيرة نت أن روسيا تحاول في المقابل حشر بريطانيا في زاوية بعيدة عن حليفها الأميركي وتصوب لها التهم بالتأثير السلبي على المبادرات الأميركية لإنهاء الحرب في أوكرانيا عبر حشدها الدعم العسكري والمالي لكييف، في وقت لا تخفي فيه إدارة ترامب انزعاجها من أي طرف دولي يحاول التشويش على مسار التقارب مع الروس.

وبينما يرى المتحدث أن تدبير الأوروبيين ومن ضمنهم لندن لعلاقاتهم مع موسكو طبعته تمايُزات واختلافات بينهم في الحدة والتقدير على مدى عقود، فإن المتغيرات الدولية وعدم وضوح الأفق الذي ستنتهي عنده الحرب الأوكرانية دفع بريطانيا لإبرام "حلف ضرورة" مع الأوروبيين ومحاولة رص الصفوف في مواجهة الموقف الأميركي الذي بات من الصعب التنبؤ به.

 

مقالات مشابهة

  • بطاريات مقاومة للحرارة.. ابتكار سعودي لتغيير مستقبل الطاقة
  • بقوة جبارة.. علماء يبتكرون بطارية ليثيوم مرنة
  • ثورة صينية ضد العلامات التجارية الغربية.. منتجات فاخرة بلا شعارات وبأسعار رخيصة
  • بالرابط.. طريقة تحميل التقييمات الأسبوعية لصفوف النقل بالترم الثاني 2025
  • أمل جديد للنساء.. دراسة تقدم طريقة فعالة لدعم صحة العظام 
  • العلماء الروس يحدثون نقلة نوعية في عالم أجهزة الطيران
  • معارك في البر والبحر.. هكذا تصعّد بريطانيا المواجهة مع روسيا
  • طلاب روس يبتكرون محطة أرضية للطائرات المسيرة
  • الطلاب الروس يبتكرون محطة أرضية للطائرات المسيرة
  • عمّان السينمائي الدولي يُطلق منصة جديدة لمسلسلات الويب