ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر اليوم الإثنين، أن تزايد موجة التمرد داخل حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دفعت الأخير إلى رفض أي اتفاق لوقف القتال بشكل دائم في قطاع غزة المنكوب على الرغم من مناشدات البيت الأبيض لإيجاد حل للصراع الدائر هناك منذ عدة أشهر.

مكتب نتنياهو: مسودة اقتراح صفقة تبادل الأسرى لا تحتوي بند لوقف الحرب

وأفادت الصحيفة -في سياق تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني قبل ساعات قليلة- أن نتنياهو تراجع عن خطة تدعمها الولايات المتحدة لإنهاء الحرب مع حركة حماس، في الوقت الذي سعى فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى الحصول على مساحة لقمع التمرد في ائتلافه الحاكم مع إبقاء البيت الأبيض إلى جانبه في نفس الوقت.

واجتمع مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي لإجراء محادثات حاسمة بشأن الاتفاق المحتمل في وقت متأخر من أمس الأول، غير أن مسئولين مقربين من نتنياهو أوضحوا أن أي اتفاق لوقف القتال بشكل دائم في غزة سيكون غير مقبول.

ومع تهديد كل من شركاء الائتلاف المؤيدين والمعارضين للصفقة بمغادرة الحكومة، أصدر مكتب نتنياهو ..بيانين تمت صياغتهما بعناية يؤكدان أن إسرائيل ستواصل حملتها العسكرية حتى يتم تدمير حماس بشكل كامل وإطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين وإيقاف غزة عن تشكيل أي تهديدات لإسرائيل.

وأكدت الصحيفة ، أن موقف نتنياهو يتناقض بشكل صارخ مع موقف الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي انتقد في خطاب ألقاه يوم الجمعة الماضية جميع أهداف الحرب الثلاثة، بينما أيد شخصيًا شروط اتفاق وقف إطلاق النار المرحلي الذي وصفه بوضوح بأنه "اقتراح إسرائيلي".

وقال بايدن إن هدف نتنياهو الذي يكرره في كثير من الأحيان وهو تحقيق "النصر الكامل" كان "فكرة غير محددة"، موضحا أن الهجوم الإسرائيلي ترك حماس بالفعل غير قادرة على شن هجوم آخر على غرار هجمات 7 أكتوبر.. وتابع بايدن أن مواصلة "الحرب إلى أجل غير مسمى" لن يعيد المحتجزين إلى ذويهم مطالبا القادة الإسرائيليين وحماس باغتنام الفرصة للتوصل إلى اتفاق.

من جانبه، اعترف أوفير فولك، كبير مستشاري نتنياهو للسياسة الخارجية، بأن إسرائيل وافقت في السابق على الاقتراح الذي تم الإعلان عنه في "الخطاب السياسي" لبايدن، لكنها رأت بعد ذلك أن الصفقة غير جيدة .

وقال فولك إن ثمة الكثير من التفاصيل التي يتعين العمل عليها، مشددًا على أن أهداف إسرائيل لم تتغير في حين وصف وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش اقتراح بايدن بأنه "متهور" و"استسلام كامل لحماس" وحثا رئيس الوزراء على مواصلة القتال أو مواجهة فقدان دعمهما الحاسم ولذلك، أوضحت الصحيفة البريطانية أن مأزق نتنياهو السياسي تفاقم بسبب الخسارة المتوقعة للجناح المعتدل في ائتلافه الحاكم في الأسبوع المقبل.

كما أصدر بيني جانتس، الوزير المعتدل في حكومة الحرب، موعدا نهائيا في 8 يونيو لنتنياهو ؛ يطالبه بتغيير مساره في الحرب، مدعيًا أن الاعتبارات السياسية تعرض عملية صنع القرار الاستراتيجي للخطر. وقال جانتس، وهو قائد سابق للجيش، يوم أمس الأول إن عودة الرهائن "التزام أخلاقي أسمى" وهدف يجب أن يحظى "بأولوية واضحة على الجدول الزمني لأهداف الحرب".

وتوقع معظم المحللين الإسرائيليين، باستثناء أي تحرك حقيقي في محادثات وقف إطلاق النار مع حماس، أن يغادر جانتس وحزبه الائتلاف في الأيام القليلة المقبلة، وهو عامل كان سيتم أخذه في الاعتبار عند توقيت خطاب بايدن، ومع تضييق مجال المناورة أمامه في الداخل والخارج، رجحت "فاينانشيال تايمز" أن يستغل نتنياهو الوقت، على أمل أن تؤدي تطورات أخرى، بما في ذلك رد فعل حماس، إلى تجنيبه اتخاذ قرار من شأنه أن يهدد حكومته اليمينية المتطرفة. 

وحتى الآن، قالت حماس إنها "تنظر بإيجابية" إلى خطاب بايدن، لكنها لا تزال ملتزمة بمطلبها بأن يرتكز أي اتفاق على "وقف دائم لإطلاق النار"، والأهم من ذلك أن تعلن إسرائيل "بوضوح التزامها بمثل هذا الاتفاق".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فاينانشيال تايمز نتنياهو اليمين المتطرف وقف إطلاق النار بنيامين نتنياهو

إقرأ أيضاً:

حماس: اتفاق وقف النار بغزة قريب ما لم تضع إسرائيل شروطا جديدة

اعتبرت 3 فصائل فلسطينية أن إمكانية الوصول لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى باتت أقرب من أيّ وقت مضى إذا لم تضع إسرائيل شروطا جديدة، بينما أشار قيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن الاتفاق من الممكن أن يرى النور قبل نهاية العام إذا لم يعطله رئيس الوزراء الإسرائيلي.

وقالت حماس -في بيان اليوم السبت- إن وفودا من قادتها والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بحثت في القاهرة أمس مجريات الحرب الإسرائيلية على غزة، وتطورات المفاوضات غير المباشرة لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، ومجمل المتغيرات على مستوى المنطقة.

وقالت أيضا إن وفود الفصائل الفلسطينية الثلاثة اتفقوا على أنّ "إمكانية الوصول إلى اتفاق باتت أقرب من أيّ وقت مضى إذا توقف العدوّ عن وضع اشتراطات جديدة".

وأضافت حماس "اتفقنا مع قادة الجهاد والجبهة الشعبية على الاستمرار في التواصل والتنسيق حول كافة المستجدات المتعلقة بالعدوان الإسرائيلي على شعبنا ومفاوضات وقف إطلاق النار".

وتابعت أنها بحثت مع الجهاد والجبهة الشعبية مشروع لجنة الإسناد المجتمعي لإدارة قطاع غزة، وأهمية بدء خطوات عملية لتشكيل اللجنة والإعلان عنها في أقرب فرصة.

إعلان

"نقاط عالقة غير معطلة"

في سياق متصل، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن قيادي في حماس أنّ "المباحثات قطعت شوطا كبيرا وهامّا، وتمّ الاتفاق على معظم النقاط المتعلقة بقضايا وقف النار وتبادل الأسرى، وبقيت بعض النقاط العالقة لكنّها لا تعطّل".

وأضاف هذا القيادي مشترطا عدم نشر اسمه "الاتفاق يمكن أن يرى النور قبل نهاية العام الحالي إذا لم يعطّله نتنياهو بشروط جديدة".

وأوضح أنّ "الاتفاق في حال تم إعلانه وتنفيذه سيقضي بوقف للحرب تدريجيا والانسحاب العسكري من القطاع بشكل تدريجي، لكنّ الاتفاق ينتهي بصفقة جادّة لتبادل الأسرى ووقف دائم للحرب وانسحاب كلّي من القطاع وعودة النازحين، وعدم العودة للأعمال القتالية بضمانات الوسطاء الدوليين، والإعمار".

نتنياهو يواجه اتهامات متزايدة من المعارضة وعائلات الأسرى الإسرائيليين بعرقلة التوصل لصفقة مع حماس (الفرنسية) إسرائيل: الظروف تحسنت

وأول أمس، أبلغ مكتب نتنياهو عائلات الأسرى في قطاع غزة بأن ظروف إبرام صفقة تبادل مع الفصائل الفلسطينية "تحسنت" دون التوصل إلى اتفاق نهائي.

ووفق صحيفة "إسرائيل اليوم" فإنها المرة الأولى التي يصدر فيها مكتب نتنياهو بيانا يتحدث عن "تطور" بالمفاوضات منذ بداية حرب الإبادة -التي تشنها إسرائيل على الحجر والشجر والإنسان الفلسطيني- في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، .

والثلاثاء الماضي، أفادت وسائل إعلام مصرية بأن القاهرة والدوحة تبذلان جهودا مكثفة مع كافة الأطراف للتوصل إلى اتفاق تهدئة في قطاع غزة.

وتحتجز إسرائيل في سجونها أكثر من 10 آلاف و300 أسير فلسطيني، ويُقدر وجود 100 أسير إسرائيلي تحتجزهم المقاومة الفلسطينية بقطاع غزة بينما أعلنت حماس مقتل عشرات منهم في غارات عشوائية إسرائيلية.

وأكدت حماس -مرارا، خلال الأشهر الماضية- استعدادها لإبرام اتفاق، وأعلنت موافقتها في مايو/أيار الماضي على مقترح قدمه الرئيس الأميركي جو بايدن.

إعلان

غير أن نتنياهو تراجع عن مقترح بايدن، بطرح شروط جديدة أبرزها استمرار حرب الإبادة الجماعية وعدم سحب الجيش من غزة. بينما تتمسك حماس بوقف تام للحرب وانسحاب كامل لجيش الاحتلال وصفقة تبادل عادلة.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أعلن، الأسبوع الماضي، أن الجيش يعتزم السيطرة أمنيا على قطاع غزة والاحتفاظ بحق العمل (العسكري) فيه بعد الحرب، كما هو الحال في الضفة الغربية المحتلة.

وتتهم المعارضة وعائلات المحتجزين الإسرائيليين نتنياهو بعرقلة التوصل إلى اتفاق، وذلك للحفاظ على منصبه وحكومته. إذ يهدد وزراء متطرفون، بينهم وزيرا الأمن إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش، بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها في حال القبول بإنهاء الحرب.

وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل -منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023- إبادة جماعية في غزة خلّفت قرابة 153 ألف شهيد وجريح فلسطينيين معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.

وتواصل إسرائيل مجازرها على مرأى ومسمع من العالم جميعه، متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بحق نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، وذلك لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.

مقالات مشابهة

  • «كاتس» يتوعد حزب الله إذا انتهك وقف إطلاق النار
  • حماس : اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ممكن قبل نهاية العام
  • حماس: اتفاق وقف النار بغزة قريب ما لم تضع إسرائيل شروطا جديدة
  • الاحتلال الإسرائيلي يواصل خرق هدنة وقف إطلاق النار في لبنان
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين: نتنياهو وزمرته ضللوا الشعب لإحباط الصفقة
  • حماس: اتفاق وقف إطلاق النار سينتهي بصفقة جادة لتبادل الأسرى والمحتجزين
  • قيادي بحماس: اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة قد يرى النور قبل نهاية العام الجاري
  • جهاد حرب: نتنياهو لا يرغب في وقف إطلاق النار بغزة لأسباب شخصية
  • حماس والجهاد والجبهة الشعبية.. تفاصيل الاجتماع الثلاثي للفصائل الفلسطينية في القاهرة
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل خرق اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب لبنان